من هم ارم ذات العماد

من هم ارم ذات العماد، دائمًا ما يُضرب أمامنا المثل في قوة البنيان وعظمته وضخامته بقوم إرم، فنسمع كثيرًا ما يتردد على آذاننا سيرة هؤلاء الأشخاص وما توصلوا إليه من حضارة وتقدم وقوة وعلو في البنيان، وتدور في مخيلتنا أبنية عظيمة وضخمة وذات نقوش فنية متقنة، ولكننا لم نرى يومًا في الواقع هذه الأبنية الضخمة، ولا نعلم حتى أين ذهبت ولكن هذا المقال الذي قام موقع المرجع بإعداده وكتابته سنوضح من هم قوم إرم وأين ذهبت حضارتهم التي تتحدث عنها جميع كتب التاريخ وكيف ولماذا اختفت.

من هم ارم ذات العماد

إرم ذات العماد المقصود بهم قوم عاد ووإرم قال عنها بعض الباحثين أنها المدينة التي عاشوا بها، وقال آخرون أنها اسم قبيلة من قوم عاد، والراجحي أنهت اسم المدينة التي عاش بها عاد قوم هود عليه السلام، والدين أُهلكوا بريح صرصر عاتية، أخبرنا رب العالمين تبارك وتعالى أن قوم إرم كانوا ذات حضارة متقدمة للغاية وبنيان ضخم، وكانوا يمتلكون القوة الجسدية، فقال تعالى{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(5)إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(6) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}[1] فضرب الله تعالى لنا بهم المثل في القوم وبالرغم من ذلك لم تنفعهم قوتهم ولم تمنعهم من عذاب الله سبحانه وتعالى لكفرهم وعنادهم ليعتبر بهم الأمم التالية.

شاهد أيضًا: من اين يخرج المسيح الدجال

من هم قوم عاد

قوم عاد هم قوم معروفون على مر التاريخ بعظمة البنيان وضخامته وكانوا يعيشون بالأحقاف باليمن، وأرسل الله تعالى إليهم نبي الله هود عليه السلام لكي يدعوهم لعبادة الله الواحد ويتركون ما يعبدون من دون الله ولكنهم تجبروا وعاندوا ولم يستجيبوا لدعوة نبي الله فأهلكهم الله تعالى بريح صرصر عاتية، وذكرت قصة قوم عاد في كثير من المواضع في القرآن الكريم، منها سورة سميت باسم نبيهم هود عليه السلام، وسورة سميت باسم المنطقة التي كانوا يعيشون بها الأحقاف، وسورة الفجر والكثير من المواضع الأخرى، وذكرت التوراة أن إرم من نسل سام بن نوح، ولكنهم لم يذكروا قبيلة عاد على وجه الخصوص، ووصف القرآن الكريم لمدينة إرم بأنها لم يخلق مثلها في البلاد دليل على عظمتها التي تنجلي في بنيانها الضخم وأعمدتها الشامخة وتأكيد بأنها لم ولن يأتي مثلها دليل على أنها فاقت مخيلتنا في الوقت الحالي.

شاهد أيضًا: القتل تعزيرا كم ضربة بالسيف

من الذي بني ارم ذات العماد

ذهب المؤرخون أن الذي بنى مدينة إرم نو شداد بن عاد، وإن مدينة إرم كانت تقع في اليمن تحديدًا بين حضرموت وصنعاء، وكان شداد ملك جبار، ولما سمع عن أخبار الجنة وما بها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت حاول أن يبني جنة له على الأرض معتقدًا أنها قد تشبه جنة الله عز وجل تعالى الله عن هذا الاعتقاد فمهما بلغ الإنسان من قوم وضخامة وتقدم لن يستطيع أن يبلغ ما يضاهي إبرة ملقاة في فلاة ممن عند الله سبحانه وتعالى، وبذل شداد كل ما في وسعه لكي يبني مدينة ضخمة وجمع الذهب والفضة وأجرى فيها الأنهار وعمرها بالصور الفارهة وجعل أشجارها من الذهب والفضة حتى جاء أمر الله سبحانه وتعالى وأهلك مدينته بأكملها فلم يدخلها أحد بعد ذلك.[2]

هل تم اكتشاف مدينة ارم ذات العماد

كانت مدينة إرم في بداية الأمر مدينة مفقودة وقد حدد المؤرخون موقعها على حسب ما وصل إلينا من الأخبار أنها تقع في اليمن جنوب شبه الجزيرة العربية، ونظرًا لأن هذه المدينة طمرت بالكامل ولم يعثر أحد على أثر لها اعتبرها بعض المؤرخين قصة رمزية مذكورة في القرآن لاستخلاص العبر والدروس، حتى جاءت حركات الكشوف الأثرية في القرن العشرين وكشفت عن موقع مدينة إرم وأنها تقع على بعد 150 كيلو متر من مدينة صلالة جنوب سلطنة عمان، و80 كيلو متر من مدينة ثمريت، وأهلك الله تعالى مدينة عاد بأكملها إلا هود عليه السلام والذي ارتحل بعد ذلك وعاش في حضرموت وعاش بها حتى مات.

شاهد أيضًا: من هو المسيح الدجال

كيف عذب الله تعالى قوم عاد

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه هود عليه السلام إلى قوم عاد ليدعوهم لعبادة الله الواحد وينذرهم عاقبة شركهم وتجبرهم فكانوا يدينون بالشرك وعبادة الأصنام فكانوا يعبدون ثلاثة من الأصنام يسمونهم صموداً، وهباء وصداء، ولكنهم كذبوه واستهزؤوا به، وبالرغم من إنذاره المتكرر لهم إلا أنهم لم يستجيبوا له، حتى أرسل الله تعالى عليهم ريح صرصر عاتية دامت سبع ليالٍ وثمانية أيام، ومحت جميع أثار مدينته كأنها لم تكن موجودة يومًا، وذكر الله تعالى موقعهم في سورة الأحقاف فقال تعالى {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[3].

وفي نهاية مقال من هم ارم ذات العماد، نكون أجبنا على السؤال وأضفنا إلى القارئ معلومات إضافية عن هؤلاء القوم، وكيف كانت عاقبة كفرهم وطغيانهم.

المراجع

  1. سورة الفجر , الآية5-6-7
  2. islamway.net , إرم ذات العماد , 20/03/2022
  3. سورة الأحقاف , الآية 21

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *