من هو الحجاج بن يوسف الثقفي

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي، هو  عنوان هذا المقال الذي سيتحدّث عن  الحجاج بن يوسف الثقفي، فهو أحد الشّخصيّات البارزة التي أثارت جدلاً واسعاً وكبيراً في التّاريخ العربيّ والإسلامي، فلقد عُرف الحجّاج بغرابة شخصيّته وقوّته وجبروته، وكذلك قسوته في المناطق التي حكمها في عصره، ولذلك اشتُهر وعُرف على مرّ الزّمان، ولذلك يهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بالإجابة على من هو الحجاج بن يوسف الثقفي والمرور على سيرته من مولده وحتّى وفاته.

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي

إنّ الحجاج بن يوسف الثقفي هو سياسيّ وحاكمٌ أمويّ وقائدٌ عسكري وهو شخصيّةٌ مشهورة في التاريخ العربي الإسلامي، والحجاج هو أبو محمّد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف السفياني الثقفي، التحق الحجّاج في الشّام أثناء ولاية الأمويّين بالشّرطة، وقد كانت حينها تعاني مشاكل جمّة وخللاً في نظامها، فكان مضبطاً بشدّة حتّى قرّبه منه قائد الشّرطة آنذاك، ورفع مكانته ورقّاه، فضبطهم ونظّم الشّرطة بالشّدة، فقدّمه قائد الشّرطة إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فعيّنه قائداً على الشّرطة، وأطلقه عبد الملك بن مروان على رأس جيشٍ لمحاربة مصعب بن الزبير، وقد كان أهل الشّام لا يخرجون في الجيوش، فسلّط الخليفة عليهم الحجّاج فرهّبهم وقسى عليهم حتّى خروجوا مُجبرين، فحاصر الحجّاج مكّة المكرّمة وضيّق الخناق على ابن الزّبير المحتمي بالبيت، فنصب الحجّاج المنجنيق وضرب مكّة به دون مراعاةٍ لحرمتها وقدسيّتها، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته وعودة الوحدة للأمّة الإسلاميّة، وعلى أثر هذا النّصر عيّنه الخليفة والياً على مكّة والحجاز فكرهه أهل مكّة وأهل المدينة، فعزله الخليفة عن الحجاز وعيّنه على العراق، فخطب في أهل العراق خطبته المشهورة وقوله إنّي أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وقد زلزل قلوب أهل العراق بالرّعب والخوف.[1]

شاهد أيضًا: من هو أبو أيوب الأنصاري

مولد الحجاج ونشأته

بعد المرور على إجابة من هو الحجاج بن يوسف الثقفي، فقد ولد الحجّاج في الطّائف سنة واحدٍ وأربعين للهجرة، وكانت نشأته في أسرةٍ كريمة من ثقيف، يعدّ والده رجلاً تقيّاً عالماً وفاضلاً، فقد جلس أبوه طيلة حياته في ثقيف يعلّم النّاس القرآن دون أجر، فتعلّم الحجّاج القرآن وحفظه على يد أبيه ثمّ تنقّل بين حلقات العلم، فحضر دروساً لعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب، ثمّ حذا حذو أبيه يعلّم النّاس القرآن في بداية حياته، ولأنّه نشأ في الطّائف فقد كان فصيحاً بخلطته لأفصح العرب وألسنهم، فكان خطيباً بارعاً حتّى قيل فيه أنّه ما كان أحدٌ أفصح منه، ونشأ في زمن خلاف عبد الملك بن مروان مع عبد الله بن الزّبير، وقد كان لهذا أثراً على مستقبله وحياته كلّها.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بأسد الله

من أشهر إنجازات الحجاج

بعد أن تولى الحجّاج على العراق في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأنزل بأهل العراق تنكيلاً وترهيباً:[2]

  • أخرج عدّة حملاتٍ لفتح البلاد وللسّيطرة على أجزائها المترامية، فقامت عليه العديد من الثّورات وحركات التّمرّت التي تمكّن من إخمادها كلّها بقوّة، فبعد أن تمرّد عليه قائد جيشه الذي جهّزه للفتوحات، والذي استغرق ثلاث سنواتٍ لإطفاء نار الفتنة إخماد الثّورة.
  • عاود الحجّاج سياسة الفتح وأرسل الجيش وراء الجيش واختار القادة الأكفّاء، وكان من أحد قوّاده العظام قتيبة بن مسلم الباهليّ الذي تولّى خراسان وواصل فتوحاته العظيمة لمدنٍ وحصونٍ عنيدة، وكذلك محمد بن القاسم الثقفي ابن عمّ الحجاج، أرسله الحجّاج لفتح بلاد السّند ففتحها في خمس سنواتٍ فقط، وكان يحفّز هذين القائدين بأنّه يجعل كلّ واحدٍ منهما أميراً على ما فتحه.
  • وكان للحجّاج إصلاحاتٌ محليّه عظيمة، فأمر بعدم النوح على الموتى، وأمر بقتل الكلاب الضّالة ومنع بيع الخمور وأمر بإرهاقها وبنى الجسور فوق الأنهار، وحفر الآبار، وبنى المدن كمدينة واسط.
  • كان الحجّاج حازماً بما أسفر إلى إقرار الأمن الدّاخلي، وقد قام الحجّاج بتعريب الدّواوين وأنعش الأعمال الزراعية.
  • من أعظم الأعمال التي تُنسب للحجّاج أنّه اهتمّ بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، ويقال أنّ تجزيء القرآن يُنسب إليه أيضاً، وقد شجّع على اعتماد النّاس على قراءةٍ واحدة وهي قراءة عثمان وترك غيرها من القراءات، وقد قام الحجّاج بكتابة العديد من المصاحف وقام بإرسالها إلى الأمصار.

وفاة الحجاج

مات الحجّاج في وعهد الوليد بن عبد الملك، في السّابع والعشرين من رمضان في السنة الخامسة والتّسعين للهجرة، وقد كان سبب موته أنّه أصيب بما يُشبه سرطان المعدة،  وقيل أنّ دوداً أكل بطنه، فأصابه مرضٌ شديد فكان إذا شعر بالبرد قرّبوا منه  النّار حتّى كادت أن تحرق ملابسه، وقد تمّ دفنن الحجّاج في مدينته التي بناها واتّخذها مقرّ حكمه دون معرفة مكان قبره، حزن عليه الوليد وأمر بأن يُدعى له على المنابر، وقيل أنّ الحجاج قد ترك وصيّةً يقول فيها أنّه لم يعرف إلا طاعة الله والوليد، وعليها وبها يحيا وعليها يموت، بعد موته خلّف الحجّاج ملكاً كبيراً وعظيماً، لكنّه خلّف أيضاً ظلماً وسفكاً للدّماء، وخلّف كرهاً وحقداً في قلوب النّاس  وكرهاً له على أفعاله الظّالمة وخاصّةً حربه مع ابن الزّبير.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

إلى هنا وصلنا إلى نهاية المقال من هو الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي تمذ فيه التّعريف بالحجاج بن يوسف الثّقفي، وبيان مولده ونشأته، والتّعريف بأشهر إنجازاته حتّى وفاته في العراق في عهد الوليد بن عبد الملك.

المراجع

  1. marefa.org , الحجاج بن يوسف الثقفي , 02/08/2021
  2. islamstory.com , جانب من حياة الحجاج بن يوسف الثقفي , 02/08/2021
  3. marefa.org , الحجاج بن يوسف الثقفي , 02/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *