من هو المحرم فى الحج

من هو المحرم فى الحج الذي اشترطه علماء الشريعة الإسلامية حتى يصح حج المرأة والذي من دونه لا يجوز للمرأة الحج إلّا بشروط معينة قد أقرّتها الشريعة وكان للعلماء في تفسيرها أقوال كثيرة، هذا ما سيتوقف معه المقال التالي في موقع المرجع، وسيقف كذلك مع سبب اشتراط المحرم لحج المرأة والشروط الواجب توفّرها فيه حتى يصحّ معه حج المرأة المسلمة المكلّفة، وغير ذلك من التفصيلات الأخرى المتعلقة بمسألة المحرم.

من هو المحرم فى الحج

إنّ المقصود بالمحرم في الحج للمرأة هو زوجها أو من يحرم عليها الزواج به حرمة أبدية مثل العم والخال والأب والجد والأخ وابن الأخ وابن الأخت وابن الابن وابن الابنة ووالد الزوج وابن الزوج ونحوهم ومثلهم من الرضاع على أن يكون مسلمًا عاقلًا بالغًا وهذا ما نصّ عليه علماء الفقه الإسلامي ممّا قد نثروه في بطون أمهات كتب الفقه في مختلف المذاهب الإسلامية التي تسير وفق الكتاب والسنة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: شروط الحج للمرأة 1442

لماذا يشترط المحرم للمرأة في الحج

إنّ سبب اشتراط المحرم في للمرأة في السفر أو الحج أو نحوه هو الحديث الذي يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: “لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ”،[2] ولكن لا يمكن الجزم بالحكمة من هذا الأمر؛ إذ لم يرد في ذلك نص من الكتاب أو السنة يُثبت هذه الحكمة، ولكنّ العلماء استنبطوا بعض الأمور التي قد تكون السبب في هذا التشريع، فمنهم من قال إنّ السبب هو حماية المرأة وصيانتها، ومنهم من قال إنّ السبب في ذلك هو “صونُ المرأة عن الشر والفساد، وحمايتها من أهل الفجور والفسق” كما يروي ابن عثيمين، ففي السفر لا بد للمرأة من يقوم على خدمتها وتيسير أمورها كونها ضعيفة بنفسها وتحتاج لمن يساندها ويشد من أزرها، والمحرم يكون في الطريق، فإذا وصلت المرأة إلى مقصدها جاز لها أن تسير من دون المحرم إن كانت تقدر على ذلك، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء.

حكم المحرم في الحج

إنّ حكم حج المرأة مع محرم هو من الأمور التي اختلف فيها العلماء، وتفصيل أقوالهم فيما يلي:

القول الأول

يرى أصحاب هذا القول أنّه لا يحق للمرأة الحج إلّا مع وجود المحرم سواء كان حجًّا فريضة أم نافلة، وهذا قول الحنفية والحنابلة، ودليلهم الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا”،[2] وهنا يتضح أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل بأن يخرج مع زوجته، وغير هذا الحديث هنالك أدلة أخرى كثيرة.[4]

القول الثاني

أنّه يجوز للمرأة السفر والحج مع عصبة من النساء أو رفقة مأمونة، وهو مذهب الشافعية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد وهو كذلك مذهب الظاهرية، وأدلّتهم على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: {وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}،[5] فقد فسر النبي -عليه الصلاة والسلام- الاستطاعة بأنّها الزاد والراحلة، وقال الإمام الشافعي: “وإذا كان فيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على أن السبيل الزاد والراحلة، وكانت المرأة تجدهما، وكانت مع ثقةٍ من النساء في طريق مأهولة آمنة؛ فهي ممن عليه الحج، والله أعلم، وإن لم يكن معها زوج أو محرم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستثن فيما يوجب الحج إلا الزاد والراحلة”، وقال كذلك: “بلغنا عن عائشة وابن عمر وابن الزبير مثل قولنا في أن تسافر المرأة للحج وإن لم يكن معها محرم”.[4]

شاهد أيضًا: سعر تصريح الحج للمقيمين 2021 وخطوات التقدم لطلب تصريح الحج

شروط المحرم

إنّ مسألة الشروط التي يجب توفرها في الذكر كي يكون محرمًا هي ممّا اختلف فيها العلماء وفيها قولان، قول للجمهور وقول للحنابلة، فذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والمالكية إلى أنّ الذكر كي يكون محرمًا عليه أن يكون مسلمًا عاقلًا ولكن لم يشترطوا البلوغ، بل رأوا أنّ المميز المراهق -يعني الذي يكون قبل البلوغ بقليل- يمكن أن يكون محرمًا وتسافر المرأة معه، في حين خالف الحنابلة وقالوا إنّه يجب أن يكون بالغًا؛ فقبل البلوغ يحتاج إلى من يقوم به فلا يمكنه أن يقوم بامرأة “وذلك لأنّ المقصود بالمحرم حفظ المرأة ولا يحصل إلا من البالغ العاقل” كما يقول ابن قدامة المقدسي الحنبلي، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: طريقة التسجيل في حملات الحج المجانية 2021/1442 بالتفصيل

وبذلك يكون قد انتهى مقال من هو المحرم فى الحج وقد تبيّن فيه من هو هذا الذي لا يصح سفر المرأة من دونه، وما هي الشروط التي يجب توفرها فيه، وحكم المحرم في الحج والسبب الذي جعل خروج المرأة للسفر مشروط بوجود المحرم.