من هو أول من خط بالقلم
جدول المحتويات
من هو أول من خط بالقلم من البشر، حيث إن الله سبحانه سخر الكثير من الأشياء للبشر حتى يستفيدوا منها، وأرسل الأنبياء حتى يعلموا البشر ويدلّوهم إلى الطريق الصحيح، نعرض في هذا المقال عبر موقع المرجع تعريف القلم وذكر أول من كتب به من البشر، وسنتطرق أيضًا في السطور التالية إلى عرض مبسط لتاريخ الكتابة.
تعريف القلم
القلم هو الأداة التي تستخدم في الكتابة، وسميَ القلم بهذا الاسم في اللغة العربية من الفعل قلَم ومعناه قطَع، وذلك لأنه كان يصنع من القصب ويقتطع منه باستمرار ليبقى حادًا وجيدًا للكتابة عند وضع الحبر عليه، وله عدة أنواع: قلم رصاص، قلم حبر ناشف، قلم حبر سائل، قلم تلوين وغيرها، وقد ذكر القلم في القرآن الكريم وسميت سورة كاملة باسم سورة القلم، وأقسم الله تعالى في بدايتها بالقلم، إذ قال تعالى: “ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”،[1] وذكر مرة أخرى في سورة العلق في قوله تعالى: “الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”،[2] والسورتان كانتا من أوائل ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.[3]
من هو أول من خط بالقلم
إنّ أول من خط بالقلم هو النبيُّ إدريس عليه السلام، وذلك حسب ما ورد في تاريخ ابن إسحاق، وقد وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثٌ صحيح قال المفسرون والمحدثون أنَّ المقصود فيه هو النبي إدريس عليه السلام، عن معاوية بن الحكم أنَّه قال قلتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قالَ: كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فمَن وافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ”.[4]
اقرأ أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
نسب إدريس عليه السلام
ذكر ابن الجوزي -رحمه الله- نسب النبي إدريس -عليه السلام- كاملًا، وسمِّيَ النبي إدريس في التوارة باسم بخنوخ أو أخنوخ حسب الترجمات العربية من العبرية، وقد وردَ في سفر التكوين أنَّه أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وذكر ابن الجوزي النسب قريبًا من الموجود في التوراة وهو إدريس واسمه خنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.[5]
حياة النبي إدريس عليه السلام
اختلف العلماء والمؤرخون في ولادة إدريس ونشأته، حيث ذكر بعض المؤرخين أن النبي إدريس ولد في مدينة بابل في العراق، وذكر بعضهم أنه ولد في فلسطين، وآخرون قالوا ولد في مصر وغير ذلك من الأقوال، في بداية عمره أخذَ علم النبي شيث بن آدم وتعلمه، وقيل أنَّه أدرك من حياة النبي آدم عليه السلام 308 سنوات، لأنَّ آدم عاش عمرًا طويلًا ما يقرب من ألف سنة، وقيل إنَّ المدة التي عاش فيها إدريس على وجه الأرض نحو 800 سنة.[7]
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام لأول مرة
نبوة إدريس عليه السلام
يعدُّ إدريس -عليه السلام- أحد أنبياء الله تعالى الذين ذكروا في القرآن الكريم، وهو كما وردَ في الديانات السماوية الثلاث أول من أعطيَ النبوة من بني آدم بعد سيدنا آدم وابنه عليهما السلام، ولما كبرَ إدريس في العمر آتاه الله تعالى النبوة لينهى البشر عن الفساد ويردهم إلى شريعة آدم وشيث عليهما السلام، فالتف حوله عدد قليل من البشر وعارضه العدد الأكبر، وقد سمِّيَ أخنوخ باسم إدريس لأنه أول من درس الوحي وكتبه، وكان إدريس ذا مكانة عظيمة ورفيعة وهو من النبيين الصديقيين، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”،[6] وقد كانت دعوته مثل بقية أنبياء الله تعالى تتمحور حول الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك بالله، كما دعا إلى كثير من الأمور أهمها: [5]
- اتباع الطريق الحسن القويم الذي يحبه الله تعالى ويرضى عن عباده الذين يتبعونه.
- الإكثار من الأعمال الصالحة التي يحصل الإنسان بفضلها على رحمة الله تعالى وفضله يوم القيامة.
- أمر بالتقرب إلى الله تعالى بعدة قربات منها: البخور والذبائح.
- وقد بشر بالأنبياء الذين سوف يتبعونه ويحملون رسالة التوحيد إلى مختلف أنحاء الأرض.
هجرة النبي إدريس عليه السلام
بعد أن ضاق النبي إدريس عليه السلام بمن خالفه من المفسدين والمشركين، قرر الرحيل عن أرض بابل، وثقل هذا على أتباعه، فقالوا له أين سنجد مثل أرض بابل؟ فقال لهم: إن الله تعالى هو الذي رزقنا هنا وهو الذي يرزقنا في غيرها من الأمكنة، ولما خرج هو وقومه ساروا حتى وصلوا إلى مصر واستقروا عن صفاف نهر النيل، فوقف نبي الله عند نهر النيل يسبح ويشكر الله تعالى على نعمه، وأقام هو وقومه هناك يدعون إلى الله تعالى وإلى الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة.[7]
وفاة النبي إدريس عليه السلام
اختلف الفقهاء والمفسرون في وفاة النبي إدريس عليه السلام على عدة أقوال، وذلك بناءً على تفسير الآية التي ورد فيها ذكر إدريس ورفعه إلى السماء وفيما يأتي أبرز الأقوال:[5]
القول الأول
قال بعضهم إن قوله تعالى: “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”، يشير إلى أنَّ الله تعالى رفعه إليه، وقد ورد في تفسير ابن كثير أنَّ ابن عباس سأل كعبًا عن تفسير تلك الآية فقال: ” أمَّا إدريسُ فإنَّ اللهَ أوحَى إليهِ إني أرفعُ لكَ كل يومٍ مثلَ عملِ جميعِ بني آدمَ فأحبَّ أن يزدادَ عملا ، فأتاهُ خليلٌ له من الملائكةِ فقال: إنَّ اللهَ أوحى إليَّ كذا وكذا، فكلمْ لي ملكَ الموتِ، فليؤخرنِي حتى أزدادَ عملا. فحملهُ بين جناحيه، ثم صعدَ بهِ إلى السماءِ، فلما كانَ في السماءِ الرابعةِ تلقاهمْ ملكُ الموتِ منحدِرا، فكلم ملكَ الموتِ في الذي كلمهُ فيه إدريسُ، فقال: وأينَ إدريسُ فقال: هو ذا على ظهرِي: قال ملكُ الموتِ فالعجبُ! بعثتَ وقيل لي: اقبضْ روح إدريسَ في السماءِ الرابعة ، فجعلتُ أقول: كيف أَقبضُ روحهُ في السماء الرابعةِ، وهو في الأَرضِ؟ فقبضَ روحهُ هناكَ، فذلكَ قولُ اللهِ: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانُا عَلِيًّا”، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن هذا القول فيه إنكار.
القول الثاني
ذهب بعض العلماء إلى أنَّ الله تعالى رفع النبي إدريس إليه مثلما رفع عيسى بن مريم عليه السلام، وأنَّه لم يمت حتى الآن، ولكنه بقي على وجه الأرض قرابة 800 سنة.
القول الثالث
أن النبي إدريس رفع إلى السماء مثل عيسى بن مريم عليه السلام، ثمَّ قبض هناك، قيل في السماء الرابعة وقيل في السماء السادسة، والراجح أنه مات في السماء الرابعة وهذا القول يشبه قول كعب.
الكتابة عند السومريين
كانت حياة الإنسان تتطور يومًا بعد يوم، وبعد تكون المجتمعات وجد الإنسان نفسه عاجزًا عن التواصل مع بقية البشر من حوله، فاخترع اللغة التي كانت ثورة في عالم التواصل بين البشر، وبعد سنوات طويلة اخترع الكتابة ليحتفظ بالإنتاج الفكري والميراث العلمي والثقافي الذي يقوم باكتشافه، فابتكر الإنسان الكتابة قبل الميلاد بنحو 5000 سنة في بلاد الرافدين حسب الأبحاث والدراسات التاريخية، وذلك مع بداية نشوء المدن والمجتمعات الحضارية والتوسع في مجال الزراعة، ومع رواج التجارة وتوسعها أيضًا، وظهور العربات ذات العجلات والسفن الشراعية، اضطر الإنسان لابتكار اللغة والكتابة للتواصل، وظهرت الكتابة التي تتم على ألواح طينية طرية بقلم رفيع باللغة المسمارية في عام 3600 قبل الميلاد، وكان يترك الطين حتى يجف في الشمس أو النار.[8]
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب
الكتابة عند الفراعنة
ابتكر المصريون القدماء الكتابة الهيروغليفية قبل الميلاد بنحو 3400 سنة، وكانت تستخدم الصور الشائعة في ال كرموز وأصوات أولية لتشكيل جملٍ تفسَّر على أنها نصوص مفهومة، والهيروغليفية تعني النص المقدس، واستخدمت المطارق والأزاميل من أجل النقش على الجدران، وتمَّ اكتشاف ورق البردي لاحقًا وصارت الكتابة تتم عليه بالقلم والحبر، ثمَّ تطورت الكتابة الهيروغليفية بعض الشيء وأصبحت رموزها قريبة من الكتابة العادية بالحروف الأبجدية، وظلت الكتابة الهيروغليفية شائعة حتى القرن الرابع للميلاد في مصر.[8]
الكتابة عند الإغريق
استخدم الإغريق القدماء ريش الطيور في الكتابة كأقلام وذلك قبل الميلاد بنحو 500 سنة، وبعد أن انتشرت الريشة في أوروبا للكتابة انتقلت فيما بعد إلى العالم الإسلامي، وكان الإغريق قد طوروا أبجديتهم بعد أن نقلوها عن الحضارة الفينيقية التي ظهرت منها أول أبجدية في التاريخ.
أول أبجدية في التاريخ
بدأت الأبجديات المكتوبة في الظهور قديمًا في العديد من الحضارات، وخصوصًا عند الناطقين باللغات السامية الشمالية الغربية، وتعد أقدم الأبجديات المكتشفة في بلاد الشام وسيناء، وقد استخدمت الأبجدية الأوغاريتية في أوغاريت على الساحل السوري قبل الميلاد بنحو 1400 عام، وكتبوا باللغة المسمارية، حيث تتكون الأبجدية من 30 حرفًا وعرفت هذه الأبجدية بشكل واسع وأصبحت لغة تجارة وإدارة حياة مدنية، وبعد ذلك بثلاثة عقود، ابتكر الفينيقيون الأبجدية الفينيقية عام 1100 قبل الميلاد، وجعلوا لها حروفًا وكان كل حرف يمثل صوتًا، وأصبحت أساسًا للكتابة في الشرق والغرب في العالم القديم، وقد نقل الإغريق عن الفينيقيين ليطوروا أبجديتهم عام 403 قبل الميلاد وأصبحت أساسًا للأبجديات في الغرب.
في نهاية مقال من هو أول من خط بالقلم من البشر، تعرفنا على القلم وأصل هذه الكلمة في اللغة العربية، وتعرفنا على النبي إدريس وحياته ونبوته الكريمة، كما أحطنا بمختلف جوانب حياته وظروف وفاته أو رفعه إلى السماء كما أشار بعض العلماء، ثم ذكرنا تاريخ الكتابة عند عدد من الحضارات القديمة مثل السومرية والفرعونية والإغريقية، وتطرقنا إلى الحديث عن أول أبجدية في التاريخ.
المراجع
- سورة القلم , الآية 1
- سورة العلق , الآية 4-5
- wikiwand.com , قلم , 08/06/2021
- صحيح مسلم , مسلم، معاوية بن الحكم السلمي، 537، صحيح
- wikiwand.com , إدريس , 08/06/2021
- سورة مريم , الآية 56-57
- marefa.org , إدريس عليه السلام , 08/06/2021
- wikiwand.com , تاريخ الكتابة , 08/06/2021
التعليقات