من القائل لن نصبر على طعام واحد

من القائل لن نصبر على طعام واحد، يوجد العديد من العبارات والحِكم الّتي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة، ونزّلت هذه العبارات على بعض الأقوام منها قوم فرعون الّذي أرسل الله تعالى لهم سيدنا موسى عليه السلام من أجل هدايتهم إلى دين الإسلام، وسيقدّم لنا موقع المرجع في هذا المقال شرحاً تفصيلياً عن قوم موسى وما هي أبرز صفاتهم، وعلى ماذا اشتملت الدعوة الّتي نزّلت لهم، وكيف قام الله تعالى بعقابهم نتيجة كفرهم وبطشهم. 

من هم قوم موسى

يوجد الكثير من المعلومات الّتي تمّ ذكرها عن قوم بني موسى وأهم هذه المعلومات أنّهم بني إسرائيل وكانوا يعيشون تحت سيطرة وبطش الفراعنة في مصر، حيث أرسل الله تعالى النبي موسى عليه السلام إليهم من أجل هدايتهم إلى دين الإسلام وتحريرهم من جبروت فرعون، وجاءت تسميتهم نسبةً إلى لقب يعقوب عليه السلام وهو ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، حيث كان لسيدنا إبراهيم ولدان هما إسماعيل وإسحاق، أمر الله تعالى إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ليفديه بعدها بذبحٍ عظيم، أمّا إسحاق فهو الولد الثاني لسيدنا إبراهيم، وأرسل الله تعالى إلى بني إسرائيل العديد من الرسل ولكنّهم قُتِلوا بغير حق.

شاهد أيضًا: اسئلة دينية عن الانبياء والرسل واجابتها

صفات بني إسرائيل

من أهم الصفات الّتي اتّصف بها بني إسرائيل والّتي تكلّم عنها القرآن الكريم هي أنهم شديدو البغض والعداء تجاه المسلمين، كما عُرفوا بقتلهم للأنبياء والرسل الّذين أنزلوا عليهم، وقاموا بتحريف كتاب الله المنزّل الذي سمي بالتوراة، كما أنّهم قاموا بعبادة العجول والأصنام، ومن بين صفاتهم الّتي عرفوا بها نشر الفتنة والفساد في الأرض وكذلك الاستهزاء بدين الإسلام ونقض العهود، وأيضاً كانوا ذوي قلوب قاسية صلبة ومحبّون للحياة الدنيا لا يعرفون الشجاعة وظهرت هذه الصفة عندما امتنعوا عن دخول الأرض الّتي قام سيدنا موسى عليه السلام بأمرهم بالدّخول إليها.

شاهد أيضًا: توجه موسى عليه السلام بعد خروجه من مصر خائفا إلى

من القائل لن نصبر على طعام واحد

قائل هذه العبارة بني إسرائيل وهم قوم سيدنا موسى عليه السلام، وهذه العبارة من أحد القصص الّتي رواها القرآن الكريم والّتي دلّت على نعم الله الكثيرة، حيث قال تعالى (وَإذ قُلتم يا موسى لن نَصبِر على طَعامٍ واحدٍ فادعُ لنا ربّك يُخرِج لنا مِما تُنبت الأرض من بَقلها وقِثائها وفُومها وعَدسها وبَصلها قال اتَستَبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خَيرٌ اهبطوا مِصرا فإنّ لَكم ما سألتم وضُرِبت عليهم الذِّلة والمسكنةُ وباءوا بغضبٍ من الله ذلك بأنهم كانوا يَكفرون بآياتِ الله ويقتلونَ النبيينَ بغيرِ الحقّ ذلك بما عَصَوا وكانوا يعتدون)[1]، وخاطب الله تعالى في هذه الآية بني إسرائيل حيث ذكّرهم بأنّهم بطروا بنعمة الله، ونتيجة لذلك أرسلهم إلى الأمصار وأصبحت صفة المذلة مرافقة لهم.[2]

شاهد أيضًا: من القائل ان الله مبتليكم بنهر

طعام بني موسى عليهم السلام

أكرم الله تعالى على قوم موسى بالطعام الّذي أنزله عندما اشتدّ بهم الجوع والعطش وهو المَن والسلوى، والمَن هو عبارة عن مادة صمغية لونها أخضر وتشبه الدبس كثيراً، وتُنتَج من العديد من الأشجار كأشجار الجوز والبلوط، ولها العديد من الأسماء مثل ندى السماء أو العسل السماوي، والسلوى يقال أنّه طير من طيور الجنة ذو حجم صغير يدعى السمان، وهذا الطائر يحتوي على كميات كبيرة من البروتين وبيضه يحتوي على المعادن والفيتامينات، وكذلك قام سيدنا موسى عليه السلام بتفجير اثنتا عشر عيناً من الحجر، وعلى الرغم من كل ذلك الإكرام فقد احتجّ بني إسرائيل بأنّهم قد سئموا من هذا الطعام واشتاقوا للبصل والثوم والعدس الّتي كانوا يأكلونها في مصر.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة مكتوبة بالعربية

ماذا شملت دعوة موسى

تطلّبت دعوة سيدنا موسى دعوة فرعون وذلك لأنّ بني إسرائيل كانوا مستضعفين من قبله، وشملت دعوته على أمرين هما:

  • توحيد الله عزّ وجل والإيمان به والتّمسك بعبادته وترك الشرك، وقد قام بهذه الدعوة سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام، ويجب على من يتبع دين الإسلام الإيمان بالله تعالى والإيمان بالرسل والأنبياء واليوم الآخر والحساب والعذاب.
  • تخليص بني إسرائيل من حكم فرعون والدعوة إلى الذهاب مع موسى عليه السلام إلى بيت المقدس من أجل العيش بها، ولكن كذّبوا دعوته مما جعله يظهر لهم المعجزات وعلى الرغم من ذلك كذبه فرعون واستكبر ورفض توحيد الله عزّ وجل.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي تربى في بيت عدوه

كيف أهلك الله تعالى قوم فرعون

عندما ازداد تعذيب قوم فرعون لسيدنا موسى وأخاه هارون عليهما السلام غضب الله تعالى عليهم وبدأ بعقابهم وكان هذا العقاب متمثّل بعشر ضربات تختلف عن بعضها البعض بحسب ما أمر الله، حيث كانت الضربة الأولى متمثّلة بموت جميع أنواع الأسماك الّتي كانت تعيش في نهر النيل وبسبب ذلك تلوّثت مياهه بالدم، وفي الضربة الثانية خرجت الضفادع، وفي الثالثة انتشر البعوض والرابعة تمثّلت بخروج الذباب، في الضربة الخامسة امتلأت السماء والأرض بالغبار والسادسة تمثّلت بظهور الالتهابات والتقرحات الجلدية، وفي السابعة ظهور النار وفي الثامنة انتشر الجراد، وفي الضربة التاسعة خيّم الظلام في كل مكان، ومات أطفال كل قوم فرعون في الضربة العاشرة.[3]

شاهد أيضًا: قصة وردت في اواخر سورة البقرة

وفي نهاية هذا المقال نكون قد انتهينا من الشرح المفصّل عن من القائل لن نصبر على طعام واحد،  وتكلّمنا عن صفات بني إسرائيل وبطشهم وكيف كان عقابهم من الله سبحانه وتعالى، وكذلك تعرّفنا على دعوة سيدنا موسى وما هي أهم الأمور الّتي شملتها.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 61
  2. getquranic.com , 7 Quranic Verses about Patience , 07/04/2022
  3. api-nationalgeographic-com.cdn.ampproject.org , The Prophet defied his adopted family to free the slaves in Egypt. , 07/04/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *