من القائل لأقتلنك
من القائل لأقتلنك في القرآن الكريم، حيث إنّ القرآن لكريم كلام الله ووحيه المنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيه من البيان والمعجزات ما هو إعجازٌ للناس وموعظة، وقد أنزل القرآن ليهتدي به الناس جمعيًا، وليخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والشرك، إلى نور الإيمان بالله وتوحيده ونور العلم، فكانت الدّعوة الأساسية فيه توحيد الله جلّ جلاله، وقد اتّبع في ذلك عدّة أساليب مُعجزة منها أسلوب القصص في القرآن الكريم، حيث أخبر بقصص الأمم السابقة، وفي هذ المقال سيقوم موقع المرجع بالتّعريف بصاحب مقولة لأقتلنك في القرآن الكريم.
من القائل لأقتلنك
إنّ القائل لأقتلنك في القرآن الكريم هو قابيل ابن سيدنا آدم عليه السلام، وذلك كان تهديدًا لأخيه هابيل، حيث إنّ قابيل وهابيل قدّم كلّ منهما صدقة لله تعالى، فتقبّل الله صدقة هابيل وذلك لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل من هابيل بسوء نيته، فقال قابيل لأخيه حاسدًا إيّاه لأقتلنك، وقد ورد ذلك في سورة المائدة في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.[1] فرد هابيل على أخيه قابيل لو أنت اعتديت علي بالقتل حسدًا فأنا لن أبادلك نفس الأمر، وذلك إنّي أخاف الله ربّ العالمين، وأخذ يعظ أخاه ويشده ويحذّره من سوء نواياه، لكنّ قابيل ارتكب جريمته الشنعاء، فخسر دينه ودنياه، وترك قابيل أخاه هابيل ملقيًّا في العراء، حتى بعث له الله غرابًا يقتل أخاه ويدفنه، ليندم قابيل ويهتدي لدفن أخيه وهو نادمٌ على فعلته.[2]
شاهد أيضًا: من القائل عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار
عقوبة القتل في الإسلام
إنّ عقوبة القتل في الإسلام تختلف باختلاف نوع القتل وقد تمّ التفصيل فيه على ثلاثة أحوال:[3]
- إنّ القاتل العمد يقتل بالقصاص لمن قُتل، والقتل العمد من الكبائر المحظورة في الإسلام، وهي من السّبع الموبقات التي حذّر منها النّبي صلى الله عليه وسلم.
- القتل شبه العمد وهو القتل الذي ينتج عن الاعتداء والضرب وذلك حرامٌ شرعًا، فالله سبحانه وتعالى حذّر من الاعتداء على النّسا وحرّمه، وعلى قاتل شبه العمد يترتب عليه الحرمان من الميراث والكفارة والدية المغلظة وهي مائةٌ من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها.
- القتل الخطأ وهو أن يقتل المسلم أخاه المسلم خطأً من غير قصد وأن يؤذيه من غير قصد، ويترتب على القاتل الخطأ الكفّارة والديّة، والكفارة تكون بتحرير رقبة أو صيام شهرين متتاليين والله أعلم.
دروس وفوائد من قتل قابيل هابيل
بمعرفة من القائل لأقتلنك وأنّه قابيل ابن آدم عليه السلام حين قالها لأخيه مهددًا إياه، وليقوم بعد ذلك بقتله حسدًا، فإنّ الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن يتمّ استخلاصها من قتل قابيل لهابيل، ومنها:
- إنّ القرآن الكريم من عند الله تعالى، فقصّة قابيل وهابيل من عمق التاريخ، ولم يعلم بها النّبي -صلى الله عليه وسلم- لو لم يخبره بها ربّ العزّة.
- إنّ أساس القبول عند الله هو تقوى الله وإخلاص النية قولًا وعملًا.
- إنّ الأخيار والأشرار موجودين في كلّ زمانٍ ومكان.
- إنّ الحسد والتباغض من أسوأ الرذائل ولو تمكّنت من النفس أوردتها في المهالك وزينت لها البغي والعدوان والإثم والطّغيان.
- إنّ ندم الإنسان على ما وقع منه من أخطاء لا يرفع عنه العقوبة فالنّدم أمرٌ طبيعي، ولكنّ التّوبة النصوح هي التي تمنع العقوبة.
شاهد أيضًا: اسئلة واجوبة عن اللغة العربية سهلة
بهذا نختتم مقال من القائل لأقتلنك في القرآن الكريم، والذي سلّط الضّوء على قصّة قابيل وهابيل، وكيف توعد قابيل أخاه هابيل بالقتل حسدًا كما بين المقال الدروس والعبر من قصة قابيل وهابيل، وبيّن عقوبة جريمة القتل في الإسلام.
المراجع
- سورة المائدة , الآية 27
- islamweb.net , قصة هابيل وقابيل في القرآن , 12/12/2021
- islamweb.net , مسائل حول عقوبة القتل في الإسلام , 12/12/2021
التعليقات