لماذا لحم الابل ينقض الوضوء

لماذا لحم الابل ينقض الوضوء، سؤال يتبادر إلى عقل الإنسان عندما يسمع عن نقض لحم الإبل للوضوء، حيث إن الإنسان يجدر به أن يؤدي الصلوات المفروضة على طهارة تامة سواء بالاغتسال أو الوضوء بالشكل الصحيح، حيث إنه هنالك أمور كثيرة قد تنقض وضوء العبد المسلم يحتاج بعدها إلى رفع هذا السبب بالوضوء، ولذلك فإنه ستتم الإجابة في موقع المرجع عن عنوان المقال الحالي لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء ولماذا نتوضأ بعد اكل لحم الابل، وما حكم الوضوء بعد شرب لبن الإبل، وما حكم أكل لحم الإبل ظنًا أنه لحم غنم.

لماذا لحم الابل ينقض الوضوء

لقد ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث التي تبيّن ما هي نواقض الوضوء، والتي يجب على العبد أن يأتي بعدها بوضوء صحيح، إلا أنه قد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لحم الإبل يعد من نواقض الوضوء التي يجدر بالعبد بعد أكلها أن يتوضأ للصلاة وهذا ما هو إلا لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فالمسألة تعبدية واتباع لما أمر به الله -عز وجل- وبيّنه رسوله الكريم، إلا أن أهل العلم قد اجتهدوا في المسألة، فنقول لماذا لحم الابل ينقض الوضوء:[1]

• طبيعة الإبل طبيعة شيطانية؛ فجاء الوضوء لإزالة هذه القوة؛ وهذا بدليل قول رسول الله: “لَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا مِنْ الشَّيَاطِينِ”.
• أن لحوم الإبل مما تؤثر على الجهاز العصبي لدى الإنسان؛ فكان الوضوء لتهدئة وتسكين الجسم قبل الشروع في الصلاة.

ومن الجدير بالذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد بيّن مسألة حكم الوضوء بعد أكل لحم الإبل في كتابه حيث قال:

أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين، يريد والله أعلم أنها من جنس الشياطين ونوعهم، فإنَّ كلَّ عاتٍ متمرِّدٍ شيطانٌ من أي الدواب كان، كالكلب الأسود شيطان، والإبل شياطين الأنعام، كما للإنس شياطين… فلعلَّ الإنسان إذا أكل لحم الإبل أورثته نفاراً وشماساً وحالاً شبيها بحال الشيطان، والشيطان خُلق من النار، وإنما تطفأ النَّارُ بالماء، فأُمر بالوضوء من لحومها كسر لتلك السَّورة، وقمعاً لتلك الحال، وهذا لأنَّ قلبَ الإنسان وخُلقه يتغير بالمطاعم التي يطعمها.

شاهد أيضًا: هل الابل من الشياطين

حكم الوضوء من شرب لبن الإبل

أجمع أهل العلم على أن الوضوء لا ينتقض الوضوء بشرب لبن الإبل ومرق لحمها، وجاء ذلك باتفاق المذاهب الأربعة؛ الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، ويعود ذلك إلى ما ورد في حديث أنس بن مالك حيث قال: “قدم أناس من عكل أو عرينة، فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا…”، فقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجواز أكل لحم الإبل وشرب لبنها ومرقها؛ إلا أن لبن الإبل ومرقها لم يرد فيهم حديث يدل على نقض الوضوء بعد شربهم، وما لم يرد نص في التحريم أو النهي يبقى الأمر على إباحته.[2]

حكم أكل لحم الإبل ظنًا أنه لحم غنم

بيّن العلماء أن العبد المسلم ليس عليه السؤال عن نوع اللحم الذي يأكله سواء أكان لحم إبل أم غنم، لكن إن تبيّن له أن اللحم الذي أكله لحم توضؤوا من لحوم الإبل إبل فعليه أن يعيد الوضوء والصلاة بعد معرفته بذلك، وهذا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “تَوضَّؤوا مِن لُحومِ الإبلِ، ولا تَتوضَّؤوا مِن لُحومِ الغَنمِ”،[3] وعندما سئل عليه الصلاة والسلام: “أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت، قالوا أنتوضأ من لحوم الإبل قال نعم”، ففي ذلك بيّن أن الوضوء من لحم الغنم يعود إلى اختيار العبد، أما الوضوء بعد أكل لحم الإبل فهو جائز باتفاق أهل العلم، ولا سيما أن لحمه جميعه ناقض للوضوء، أي سواء أكل كبده أم قلبه أمم كرشه وأمعائه كل ذلك ناقض للوضوء.[4]

شاهد أيضًا: فوائد حليب الإبل وأضراره

وبهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال لماذا لحم الابل ينقض الوضوء، وتعرفنا على أنه مما أمر به الله سبحانه وتعالى لحكمة لا يعلمها إلا هو، ومن ثم تعرفنا على حكم الوضوء من شرب لبن ومرق الإبل، وبيّنا حكم أكل لحم الإبل ظنًا أنه لحم غنم.