خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان

خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث ورد في فضائل ليلة النصف من شهــر شعبــان الكريم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي حثّت المسلمين على إحياء هذه الليلة المباركة، ويهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال بتقديم خطبة يوم الجمعة عن فضل ليلة النصف من شعبان مكتوبة وقابلة للتعديل بجميع الصيغ.

خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان

جعل الله -سبحانه وتعالى- للمواقيت خصائص وفضائل تميّزها عن بعضها البعض في سائر الأزمنة، فخصّ بعضها بالأجر العظيم والثواب الكبير لمن عمل فيها صالحًا لوجهه الكريم، وشهر شعبان من الشهور التي أوصانا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعدم الغفلة عنه، وارتأى فيه الخليل للمسلمين أن يكثروا فيه من الصيام والقيام لأنّ في هذا الشهر ترفع الأعمال إلى المولى -سبحانه وتعالى- ولكي يكون شهر تعويدٍ للنفوس وتهذيبٍ لها قبل حلول رمضان المبارك، ونزولًا عند ما ورد في فضل ليلة النصف من هذا الشهر الكريم نقدّم لكم خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان فيما يأتي:

الخطبة الأولى عن ليلة النصف من شعبان

إنّ الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، خير رسالةٍ إلى العالمين أرسله، اللهم صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطاهرين أجمعين، أمّا بعد:

عباد الله، أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله -عزّ وجلّ- القائل في كتابه العظيم: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}،[1] فقد قدّم الله عزّ وجلّ لنا هاتين الآيتين لترغيبنا بعمل الصالحات ولو كان قليلًا، وترهيبنا وإبعادنا عن الشرّ ولو كان قليلًا، وحريٌّ بنا في هذا الشهر الكريم وفي ليلة نصف شعبان أن نقبل على الخيرات والطاعات، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا”، وعلى الرغّم من كون هذا الحديث روي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بإسنادٍ ضعيف، إلّا أنّه على المسلم أن يقبل في هذه الليلة على الله عز وجل، وذك لما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنه- في الحديث حسن الإسناد قال:” كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ يومينِ مِن كلِّ جُمعةٍ، لا يَدعُهُما فقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ لا تدَعُ صومَ يومينِ مِن كلِّ جمعةٍ قالَ أيُّ يومَينِ؟ قُلتُ: يومَ الاثنينِ ويَومَ الخميسِ، قالَ: ذاكَ يومانِ، تُعرَضُ فيهما الأَعْمالُ على ربِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُعرَضَ عَملي وأَنا صائمٌ وما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ شَهْرًا، ما يَصومُ مِن شَعبانَ، فَقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ تَصومُ مِن شعبانَ، ما لا تَصومُ مِن غيرِهِ منَ الشُّهورِ قالَ هوَ شَهْرٌ يَغفلُ النَّاسُ عنهُ، بينَ رجَبٍ ورمَضانَ، وَهوَ شَهْرُ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى رَبِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ“،[2]

كذلك ورد في ليلة النصف من شهر شعبان أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إن اللهَ – تعالى – لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصْفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ؛ إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ”،[3] فطوبى لمن انتهل من خيرات هذه الليلة بشغل لسانه بالاستغفار واستحضار قلبه بالخشوع، وقامها لله سبحانه وتعالى إيمانًا واحتسابا حتّى كتب له أن يكون من المغفورة ذنوبهم بإذنه سبحانه وتعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فورزًا للمستغفرين، استغفروا الله.

الخطبة الثانية عن ليلة النصف من شعبان

إنّ الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويجافي نقمه ويكافي مزيده، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، اللهم صلّ على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صلّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين ومن والاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد:

إنّ ليلة النصف من شهر شعبان من الليالي المباركة التي لا بدّ لنا كمسلمين فطنين أن ندرك الخير الوفير فيها، فطوبى لمن أدرك الفضل العظيم ونال المغفرة من ربّ العالمين في هذه الليلة، وأوصيكم عباد الله بالابتعاد عن البدع واتّباع سنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، عسى أن نكون وإيّاكم من المرحومين بإذن الله رب العالمين.

دعاء خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيد الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم اغفر لنا ما تقدّم وما تأخر من ذنوبنا، واغفر لنا وللمؤمنين أجمعون أحياءً وأموات، اللهم اقسم لنا في هذه الليلة أن نكون من المقبولين في رحماتك، اللهم أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واشرح لنا قلوبنا بنور كتابك الكريم يا ربّ العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلّ اللهمّ على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: دعاء ليلة النصف من شعبان مكتوب

خطبة قصيرة عن ليلة النصف من شهر شعبان

إنّ الحمـد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللهم صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطاهرين أجمعين، أمّا بعد:

عباد الله.. اتقّوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون، فها نحن يا أحباب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أعتاب ليلة النصف من شهر شعبان المبارك، وعلينا كمسلمين إدراك ما في هذه الليلة من الخير الوفير، فقد روى أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إن اللهَ – تعالى – لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصْفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ؛ إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ”،[3] كما ورد في الأحاديث الضعيفــة ممّا روته السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ، يغفرُ اللهُ منَ الذنوبِ أكثرَ منْ عددِ شعرِ غنمِ كَلْبٍ”،[4] فأكثروا في هذه الليلة الكريمة من الدعاء والاستغفار، عسى أن تكونوا عند الله -سبحانه وتعالى- مع المقبولين ومن غفرت ذنوبهم بإذن الله رب العالمين، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.

الحمد لله نحمده، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيدنا محمّد، اللهم صلّ على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صلّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين ومن والاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد: فاتقّوا الله حقّ تقاته في هذه الليلة المباركة، واجتنبوا فيها الفتن والبدع، وحاذروا من الوقوع في المنكرات، وسيروا على نهج الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم وسنّته لتكتبوا عند الله من الفائزين بجنات النعيم، وارفعوا أيديكم علّها تصادف ساعة استجابة:

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا رب العالمين، اللهمّ في يوم الجمعة المبارك نسألك أن تبلغنا فضل ليلة النصف من شعبان، اللهم وبارك لنا في شهر شعبان، وبلغنا نحن وأهلينا والمسلمين أجمعين شهر رمضان، واجعلنا فيه من عتقاء النيران، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح

خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان pdf

إلى جميع الراغبين بالحصول على ملف بصيغة pdf يحوي خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان جاهزة للطباعة، يمكن الحصول على هذا الملف بشكل مباشر “من هنا“.

خطبة يوم الجمعة في ليلة النصف من شعبان docx

إلى جميع الراغبين بالحصول على ملف بصيغة docx يحوي خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان جاهزة للطباعة، يمكن الحصول على هذا الملف بشكل مباشر “من هنا“.

شاهد أيضًا: صلاة كل ليلة من شهر شعبان

أقوال العلماء في إحياء ليلة النصف من شهر شعبان

بعد الخوض في تقديم خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان لا بدّ من تقديم أبرز ما جاء من أقوال أهل العلم في إحياء هذه الليلة المباركة فيما يأتي:

  • قال الإمام الشافعي رحمه الله: “أن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان”.
  • قال الإمام محمد بن إسحاق الفاكهي: “وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا”.
  • قال الشيخ أبو الحسن عبيد الله المباركفوري: “ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان أحاديث هي بمجموعها حجة وأضاف قائلا بعد ذكر الروايات الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان: وهذه الأحاديث كلها تدل على عظم خطر ليلة نصف شعبان وجلالة”.
  • قال الشيخ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ: “ويندب إحياء ليالي العيدين (الفطر والأضحى)، وليالي العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره، للأحاديث الصحيحة الثابتة في ذلك، ويندب الإكثار من الاستغفار بالأسحار”.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط

خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان مقالٌ فيه تمّ الخوض في تقديم خطبة طويلة وقصيرة عن ليلــة النصف من شعبان وفضلها، كما قدّم المقال أقوال أهل العلم والاختصاص في إحياء هذه الليلة الكريمة.

المراجع

  1. سورة الزلزلة , الآية 6،7
  2. نخب الأفكار , العيني/أسامة بن زيد/8/453/طريقه حسن
  3. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/أبو موسى الأشعري/1258/قوي بغيره
  4. ضعيف الجامع , الألباني/عائشة أم المؤمنين/654/ضعيف

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *