حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان هو موضوع مقالنا هذا، فليلة النصف من شعبان من الليالي العظيمة الّتي خصّها الله تبارك وتعالى بالفضل العظيم الخير والأجر الجزيل، ومن الجدير بالمسلم اغتنام هذه الفرصة لينال من خير الله تبارك وتعالى وفضله الكبير، وموقع المرجع سيبيّن لنا حكم إحياء هذه الليلة بالاحتفالات والفعاليات المختلفة الّتي يقوم بها الكثير من الناس حسب العادات والتّقاليد، كما سيبيّن لنا أقوال العلماء في هذه الليلة المباركة وفضلها وأعمالها، حيث تطرقنا مسبقا إلى هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

لا يجوز للمسلمين الاحتفال بليلة النّصف من شعبان فذلك بدعةٌ محدثةٌ في الدين الحنيف، فقد أنزل الله تعالى في كتابه العزيز: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.[1] ولم يرضَ لدينه الحنيف التّبديل أو التحريف أو الزيادة والابتداع فيه، وكلّ ما هو بدعةٌ هو ردٌّ وكذبٌ ومنكر، ولا يجوز للمسلم اتّباعه أو نشره بين النّاس، فالاحتفال بليلة النصف من شعبان هو بدعةٌ عظيمة، فلم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن احتفل في هذه الليلة أو خصّها بشيءٍ من العبادات أو غيره، كما لم يرد ذلك عن السّلف الصّالح، ولو كان فيه يخرًا لسبقونا إليه بكلّ تأكيد، وقد أكّد جمهور أهل العلم واتّفقوا على أنّ الاحتفال بهذه الليلة هو بدعةٌ وإحداثٌ نهانا عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح

هل يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان بتوزيع الحلوى

لم يشرّع الإسلام الحنيف الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وعدّ هذا الأمر بدعةٌ لا يجوز الأخذ بها وفعلها، فليلة النصف من شعبان كسائر الليالي الأخرى كما ورد عن أهل العلم، ولا يجوز الاحتفال بها لا بتوزيع الحلوى أو إطعام الطّعام، ولا بأن يخصّها المسلم بشيءٍ من العبادة والذّكر والصّلاة، فتوزيع الحلوى وإطعام الطّعام غير مقرونٍ بليلة النصف من شعبان، ولا يجوز للمسلم أن يخصّ هذه الليلة بتوزيع الحلوى وغيرها، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: صلاة كل ليلة من شهر شعبان

هل الاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة

قال أهل العلم أن الاحتفال بليلة النّصف من شعبان هو من البدع ومحدثات الأمور الّتي يكون مآلها نار جهنّم وسعيرها، فلا يصحّ ولا يحلّ لمسلمٍ أن يحتفل بليلة النّصف من شعبان وأن يُظهر الفرح فيها وما إلى ذلك من المظاهر، كذلك أنّ الاحتفال بهذه الليلة ليس له أصلٌ في القرآن الكريم أو السّنة النّبويّة المطهّرة أو حتى في الآثار عن السّلف الصّالح، وليلة النصف من شعبان حالها كحال سائر ليالي العام، والله أعلم.[4]

أقوال العلماء في ليلة النصف من شعبان

توجد العديد من الأقوال والآراء الّتي عبّر عنها أهل العلم والفقهاء عن ليلة النصف من شعبان والاحتفال بها وتعظيمها وفضلها، وسنتعرّف على البعض منها في الآتي وهي:[5]

  • قال ابن تيمية: “وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة”.
  • قال الشّافعيّ: “بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان”.
  • قال ابن رجب: “وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها”.
  • قال عطاء بن يسار: ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.

شاهد أيضًا: هل شهر شعبان يكثر فيه الموتى

هنا نصل لختام مقالنا حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان حيث ذكرنا الحكم الشّرعي لهذه المسألة، كما ذكرنا أقوال أهل العلماء والفقهاء فيه ذلك، كذلك تم الحديث الاحتفال بهذه الليلة إن كان بدعة أم لا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *