لماذا توضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
جدول المحتويات
لماذا توضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، الصلاة عبادة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين خمس مرات في اليوم، وهي ركنٌ أساسي من أركان الدين الإسلامي، وهي الركن الثاني بعد شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله، ولهذا لا يقوم إيمان المسلم إلّا بالتزامه بها كما أمر الله تعالى، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على الكثيرِ من المعلوماتِ المُغلظة حول فريضة الصلاة.
تعريف الصلاة
الصلاةُ فرضٌ على كُل مسلم بالغ عاقل، وهِي الركنُ الثاني من أركان الإسلام بعدَ الشهادتيّن، وأولُ ما يُحاسبُ عليّه المرءُ يومَ القيّامة، وفي اللغةِ تُعرّفُ الصلاة بأنّها الدُعاءَ، أمَا في الشرعِ فتُعنّي الصلاةَ المعروفّة، وسُميّت الصلاة بذلكَ، لأنّها تحتويْ على الدعاء، وفي الاصطلاحِ الشرعيّ تُعرّفُ الصلاة بأنّها عبادةٌ لله -سُبحانهُ وتعالى-، ذاتَ أقوال وأفعال معروفّة ومَخصوصّة، تبدأ بالتكبيرِ، وتنتهي بالتسليّم، وأقوالُ الصلاةِ هِيّ التكبيّر، والتسبيح، وقراءة القرآن الكريّم، وقراءة التشهد، وغيّرها، أما الأفعالُ هِيّ القيام، والركوع، والسجود، وغيّرها، وتُعدُّ الصلاة العِبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان المُكلّف ولا تنفك عنه طوال حياته.
شاهد أيضًا: تنقسم الأقوال والأفعال في الصلاة إلى ثلاثة أقسام وهي
لماذا توضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
وضعَ اليدّ اليُمنى على اليدِ اليسرى في الصلاة سُنّةٌ ثابتةَ عن نبي الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، فقد جاءَ عن ابن المُنذر أنّ النبيَّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- كان يأخُذُ شمالهُ بيمينه أثناءَ الصّلاة، وهو قولُ الشافعيّ، ومالك، وأحمد، وأبو حنيفة، لِقول النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (كانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أنْ يَضَعَ الرَّجُلُ اليَدَ اليُمْنَى علَى ذِرَاعِهِ اليُسْرَى في الصَّلَاةِ)[1]، وذهب الحنفيّة والحنابلة إلى أنّ وضع اليدينِ يكونُ تحت السرة، ويرى الشافعيّة وضعها فوق الصدرِ وتحت السرة، وذهب البعض إلى وضعها على الصَّدر، فلا تكون تحت السُّرّة أو الصَّدر، لِفعلِ النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (صلَّيتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فوضعَ يدَهُ اليمنى على يدِهِ اليسرى على صدرِهِ)[2].
شاهد أيضًا: حكم رفع اليدين في تكبيرة الاحرام
حكم الصلاة
الصلاةٌ فريضة على كلِ مُسلم بالغ عاقل، وهِي الرُكن الثاني من أركان الإسلام، لقول نبيّ الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)[3]، والصلاةُ هِيّ أساس العقيدة الإسلامية الصحيحة، وهِي الفيصلُ بينَ المُسلم والكافر، والصلاةُ سببٌ لِلفلاح والفوز لِمن حافظ عليها، وسببٌ لِلخسارة لمن ضيّعها وتساهل فيها، ولأهميّتها فقد كانت الوصية الأخيرة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، والصلاة التي يُريدُها الله -تعالى- هي الصلاة التي يخشع فيها صاحبها، ويُحافظ عليها بِشُروطِها وآدابِها.
شاهد أيضًا: عدد أركان الصلاة أربعة عشر ركنا
أركان الصلاة
للصلاة أركان لا تتمّ الصلاة إلّا بها، ولا تصحّ دونها، والركن هو ما يتوقّف عليه وجود الشيء، ويكون داخلاً في ماهيّته، وبهذا يفترق عن الشرط، إذ إنّ الشرط وإن كان يتوقّف على وجوده وجود الحكم، إلّا أنّه خارجٌ عن ماهيّة الشيء وحقيقته، ومنْ أركانِ الصلاة ما يأتّي:
- النيّة: النيّة هِي عقدُ القلب وعزمهِ على أداء العبادة خالصةً لله -تعالى-، وتجب مع بداية الصلاة، والغاية من وجوب النيّة في الصلاة، تمييز العبادات عن العادات، وتحقيق تمام الإخلاص لله -تعالى-، وهِي ركنُ من أركان الصلاة عند الشافعية.
- تكبيرة الإحرام: التكبيّر يُعنيّ أنْ يقول المُصليْ اللهُ أكبرُ، ومن الأركانِ التكبيرَ قائِمًا إنْ كانَ قادرًا على القيامِ، ومن يعجزُ عن التكبير فإنّهُ يسقطُ عنّهُ.
- القيام: في حالِ كانَ المُسلم قادرًا على القيام فعليّه أنْ يصلي قائمًا.
- القراءة: قراءة الفاتحة ركنٌ في الصلاة عند جمهور الفقهاء في كلّ ركعةٍ، لقولِ رسول الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).[3]
- الركوع والطمأنينة فيّه: الركوعُ يعني أن ينحني المصلّي بظهره ورأسه حتّى تصل يداه رُكبتيه، ويجب بأنْ يكون مطمئنًا.
- الرفع من الركوع والاعتدال قائمًا مطمئنًا: ويُقصدُ بالاعتدال الرجوع إلى الوضعيّة التي كان عليها المُصلي قبل ركوعِه، أي الاستواءَ قائمًا لمن يقدرُ على القيام، والاستواء قاعدًا لمن يعجزُ عن القيام.
- السجود والطمأنينة فيه: فالسجود مرّتين لكلّ ركعةٍ، والرفع بعد كلّ واحدٍ منهما ركنٌ في الصّلاة، في السجود الأصح يجبُّ على سبعة أعضاءٍ ملامسةٍ للأرض، وهي الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، وأطراف القدمين.
- الجلوسُ بين السجدتين والطمأنينة فيه: وهو ركنٌ عند جمهور الفقهاء، وواجبُ عند الحنفية.
- الجلوس الأخير والتشهد: وذلك بقول المصلي في الركعة الأخيرة من صلاته: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ، والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ).
- وأضاف الشافعية والحنابلة قول المصلّي باعتباره ركنًا: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
- السلام: وهي التسلميتان آخرُ ما يختمُ بهِ المُصليْ صلاته.
- الطمأنينة: يقصدُ بها السكون بين حركات وأفعال الصلاة.
- الترتيب: فأداء أركان الصلاة مرتّبةً كما أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ركنٌ عند الجمهور، وعدم أدائِها مرتبة فيه بطلان للصلاة، أمّا الحنفية فقالوا بأنّ الترتيب واجباً في الأفعال المكرّرة في كلّ ركعةٍ.
مبطلات الصلاة
ثمّة جملةٌ من الأعمال تناولها الفقهاء، إن هي بدرت من المصلّي بطلت صلاته، وهي:
- الضحك والقهقهة: أجمع العلماء على فساد الصلاة بسبب الضحك والقهقهة.
- الحدث: حيثُ أنّ وقوع الحدث في الصلاة يُبطلها، وعلى المصلّي حينها إعادة الصلاة.
- التوجه لغيرِ القبلة: بإجماعِ العلماءَ فإنّهُ تفسد صلاة من تحوّل لغير القبلة عمدًا دون عذر.
- الكلام: تبطل الصلاة بالكلام الصادر من المصلّي عمدًا، إن كان عالمًا بحُرمة الكلام فيها، وإن كان الكلام لغير مصلحة الصلاة، أو مصلحة مسلمٍ.
- الأكل والشرب عمدًا: حيثُ تبطل صلاة من أكل أو شرب عمدًا خلالها.
إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا لماذا توضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، حيثُ أدرجنا ما يتعلقُ بالصلاة المفروضّة من أركان مُجموعة، ومبطلات أيضًا.
التعليقات