لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم

لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم هو ما سيدور الحديث حوله في هذا المقال، حيثُ وردت في الشرع الإسلامي وفي التاريخ الإسلامي العديد من المصطلحات التي يجهل الناس سبب تسميتها، ومثل ذلك عام الحزن، وسوف يقدم موقع المرجع إجابةً مفصلة عن السؤال السابق، ويتحدث حول ما هو عام الحزن بالتفصيل، وحول قصة عام الحزن وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.

ما هو عام الحزن

عام الحزن هو الاسم الذي أطلق على أحد الأعوام التي سبقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وقد أشار العلماء والفقهاء إلى أن عام الحزن هو بشكل تقريبي العام العاشر من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أي العام الثالث قبل الهجرة النبوية، والتي بدأت عندها بداية جديدة في تاريخ الإسلام، وكانت بداية للتأريخ في الإسلام وفق التقويم الهجري.[1]

اقرأ أيضًا: من هي اخر من توفى من زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم

لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم

سمي عام الحزن بهذا الاسم بسبب المحن والمصائب التي حلَّت برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيثُ تعرَّض رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك العام إلى العديد من المحن التي أدخلت الحزن إلى قلبه وإلى قلوب المسلمين جميعًا، وهي فيما يأتي:[1]

موت السيدة خديجة رضي الله عنها

إنَّ موت السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، أحد أصعب المحن التي مرَّت برسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الحزن، حيثُ كانت السيدة خديجة خير سند وخير داعم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقوي من عزيمته، وتشد أزره وتخفف عنه مصاعب الحياة، وتهون عليه ما يقوم به كفار قريش من أفعال تحزنه وتغضبه.

موت أبي طالب بن عبد المطلب

ويعدُّ موت أبي طالب بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثاني الأسباب التي أحزنت رسول الله كثيرًا في تلك الفترة، فقد كان أبو طالب يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضدَّ كفار قريش ويدفع عنه أذاهم وما يفعلونه من إساءة تجاهه.

المقاطعة الاقتصادية من قريش

في تلك الفترة نفسها التي توفي فيها أبو طالب والسيدة خديجة، فرض كفار قريش على بني هاشم حصارًا اقتصاديًا لمدة ثلاث سنوات، عانى فيه المسلمون خصوصًا وبنو هاشم جميعًا من الجوع والمرض والعذاب طيلة تلك الفترة في شعب أبي طالب، وبعد أن فك الحصار عن بني هاشم توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها.

شاهد أيضًا: اسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالترتيب

من الذي أطلق اسم عام الحزن

يعتقد الكثير من عامة المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمَّى عام الحزن بهذا الاسم، ولكن تلك التسمية لم ترد في أي حديث من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حتى في الأحاديث الضعيفة منها، كما أنها لم ترد في واحد من شروح السنة النبوية، وهذا ما جعل الكثيرين ينفون هذه التسمية، فلم يذكر تلك التسمية أحد من الذين كتبوا في سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، مثل ابن كثير أو الذهبي أو ابن القيم، ولا عند من كتبوا في شروح الأحاديث، ولكن المصدر الوحيد الذي ورد اسم عام الحزن عنده هو الإمام القسطلاني في كتاب المواهب اللدنية، وقد ضعَّف العلماء قوله وذكروا لذلك العديد من الأسباب.[2]

اقرأ أيضًا: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار

الحكم المستفادة من عام الحزن

لقد بين العلماء المسلمون العديد من الحكم التي ترتبط بالأحداث والمصائب التي حلت برسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الحزن، فقد جعل الله تعالى لكل تلك الأحداث حكمًا عظيمة، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم تلك الحكم والفوائد:[3]

حفظ الله ورعايته

ظهور حفظ الله تعالى وعنايته لرسوله الكريم ولدعوته التي كانت في بداياتها، لأن وجود من يحمي رسول الله عليه الصلاة والسلام يشير إلى أن دعوته للحق ماضية وأن دينه سوف ينتصر بوجود هؤلاء، ولكن النصر يأتي من عند الله وحده لا شريك ولذلك قال تعالى في كتابه العزيز: ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ “،[4] وقد وعد الله تعالى بحفظ رسوله الكريم من الناس، وأكد ذلك في قوله تعالى: ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ “،[5] وقد فسر الإمام الشافعي تلك الآية بقوله: ” يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغ ما أنزل إليك “، فالمقصود من العصمة في تلك الآية هو العصمة من القتل والموت، وليس العصمة من المحن والإيذاء.

حزن الرسول على الدعوة الإسلامية

ظهرت في عام الحزن حقيقة مفادها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن حزنه في ذلك العام مقتصرًا على موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة، بل كان حزنه على الدعوة الإسلامية نفسها، بسبب غياب عمه الذي كان يدافع عن الدعوة وزوجته المؤمنة التي تشد أزره، فقد كان حزن رسول الله عليه الصلاة والسلام من باب الحب للدعوة والإخلاص لها، وأيضًا من باب الوفاء للسيدة خديجة رضي الله عنها التي ضحت بمالها ونفسها من أجل الدعوة الإسلامية، وقد كان حزنه أيضًا أكبر لموت عمه أبي طالب على الكفر حين امتنع عن قول لا إله إلا الله في آخر أيام حياته.

الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

من الحكم العظيمة التي استنتجها العلماء والفقهاء من عام الحزن هي الاقتداء برسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم في صبره وتحمله للهم والحزن، وهي حكمة عظيمة تكمن في أنَّ دعوة رسول الله كانت بجهد ومشقة وبلاء في تبيلغها، ولو أن صحابته لم يعيشوا تلك المواقف ويشاهدوها من رسول الله عليه الصلاة والسلام لكانوا قد طمعوا من بعد موته واستراحوا وركنوا إلى الدنيا، فما حدث مع رسول الله يعلمنا أنه لا بد من الصبر والتحمل حتى ينال المسلم ثواب ذلك من الله عز وجل ويحصل على ما يريد، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً “.[6]

في نهاية مقال لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم تحدثنا عن عام الحزن وعرفنا أن عام الحزن كان سنة 10 للبعثة، وعرفنا قصة عام الحزن ولماذا سمي بهذا الاسم، وعرفنا الحكمة من عام الحزن والأحداث التي مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. islam4u.com , ما هو عام الحزن , 03/08/2021
  2. islamstory.com , عام الحزن , 03/08/2021
  3. islamweb.net , عام الحزن حقائق وحكم , 03/08/2021
  4. سورة التوبة , آية 33
  5. سورة المائدة , آية 67
  6. سورة الأحزاب , آية 21

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *