من عاصر ذو القرنين من الانبياء وطاف معه حول الكعبه

من عاصر ذو القرنين من الانبياء وطاف معه حول الكعبه هو الموضوع الذي سوف نتعرف عليه في هذا المقال، فقد وردت في القرآن الكريم الكثير من القصص عن الأمم السابقة من أجل أخذ العبرة والعظة، ومن تلك القصص الشهيرة هي قصة ذي القرنين، وسوف يقدم موقع المرجع للزوار الأفاضل تفصيلًا حول ذي القرنين ويتم التعرف على اسم ذي القرنين وحول من عاصر ذي القرنين من أنبياء الله تعالى وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

من هو ذو القرنين

لقد كان ذو القرنين ملكًا صالحًا من ملوك الأرض قديمًا وكان عابدًا لله تعالى، وهو المذكور في سورة الكهف في قول الله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا”،[1] وقد طاف الأرض كلها  يدعو إلى الإسلام وإلى عبادة الله تعالى الواحد الأحد ويقاتل عليه من يخالفه ، فنشر الإسلام في الأرض، ودحرَ الكفر وأهله وأعان المظلومين وأقام العدل كما أراد الله تعالى، ووردَ عن مجاهد أنه قال في شخصية ذي القرنين: “ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان، لم يملكها غيرهم”، وقال ابن كثير رحمه الله أيضًا: “ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل ، وأنه بلغ المشارق والمغارب ، وملك الأقاليم وقهر أهلها ، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط . والصحيح : أنه كان ملكا من الملوك العادلين”، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : “وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذِي القَرْنَيْنِ فَقِيلَ كَانَ نَبِيًّا ، وَقِيلَ : كَانَ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَة ، وقيل لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا وَلَا مَلَكًا , وَقِيلَ : كَانَ مِنْ الْمُلُوك . وَعَلَيْهِ الْأَكْثَر”، لذلك فهو ملك مسلم عربي صالح، وهو ليس الإسكندر المقدوني لأنه كان كافرًا وليس عربيًا.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه

من عاصر ذو القرنين من الانبياء وطاف معه حول الكعبه

لقد كان ذو القرنين ملكًا صالحًا كما سبق التعريف به، ويروى أنَّه عاصر أحد أنبياء الله تعالى وفيما يأتي سيتم التعرف عليه:[3]

• عاصر ذو القرنين نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد كان ملكًا عابدًا لله صالحًا، ويروى أنه طاف معه حول الكعبة.

فقد روى ابن كثير في البداية والنهاية أنَّ ذا القرنين أسلم على يد نبي الله إبراهيم عليه السلام، وطاف معه حول الكعبة هو نبي الله إسماعيل عليه السلام، فقد رويَ أنَّه أتى ماشيًا إلى الحج، وعندما سمع نبي الله إبراهيم بقدومه تلقاه ورضاه ودعا له، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: تجربتي مع سورة البقرة والشفاء ومتى يبدأ مفعول قراءتها

لماذا سمي ذو القرنين بذلك

اختلف العلماء والمؤرخون في سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم، فقيل لأنه كان له في رأسه ما يشبه القرنين، وفيه كان له قرنان من النحاس على الخوذة التي يضعها على رأسه، وقيل أيضًا لأنه ملك بلاد فارس وبلاد الروم وكل منهما قرن، وقيل لأنه بلغ قرني الشمس فر الغرب وفي الشرق، وملك ما بينهما من الأرض، فالله تعالى يقول في ذلك: “حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا “،[4] ويقول أيضًا في نفس السورة: ” حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا”،[5] وقيل لأنه كان يملك ضفيرتين من الشعر على جانبي رأسه مثل القرنين، فلقب بذلك.[3]

شاهد أيضًا: ما هي السورة المكية الاقصر في عدد آياتها؟

قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج بالتفصيل

لقد وردت قصة يأجوج ومأجوج مع ذي القرنين في كتاب الله تعالى، فقد ذكرها الله في سورة الكهف، وقد ذكر الله تعالى أنه طاف الأرض وبلغ بين السدين، فوجد عندهما قومًا لا يفقهون كلامه، واشتكوا إليه من قوم مفسدين في الأرض وهم يأجوج ومأجوج، وطلبوا مساعدته في تجنب أذاهم، وعرضوا عليه مالًا مقابل ذلك، وقد قال تعالى في ذلك: “قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا”،[6] فأمر ذو القرنين ببناء سد عظيم حتى يمنع تقدم عدوين شرسين وهما أقوام يأجوج ومأجوج، وقد كانوا يفسدون في الأرض بشكل كبير، فمنع ذلك السد يأجوم ومأجوج من الخروج والإفساد في الأرض مرة أخرى، إلى أن يأتي أمر الله تعالى في آخر الزمان ويأذن الله تعالى هم بالخروج، حيث يجعله تعالى دكًا، ويخرج هؤلاء القوم أفواجًا على الناس مثل موج البحر، وأشار الله تعالى إلى خروجهم مرة أخرى في آخر الزمان في سورة الأنبياء إذ قال: ” حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ”.[7]

في نهاية مقال من عاصر ذو القرنين من الانبياء وطاف معه حول الكعبه عرفنا على من هو ذو القرنين، وعرفنا أنَّ نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام هو النبي الذي عاصر ذي القرنين، وطاف هو وابنه إسماعيل مع ذي القرنين حول الكعبة، وعرفنا قصة ذي القرنين مع قوم يأجوج ومأجوج وكيف أقام عليهم سدًّا سوف يفتحه الله تعالى عليه في آخر الزمان وغير ذلك من التفاصيل.