خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم

خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم هو ما سيقدّمه هذا المقال، فحفظه القرآن الكريم من النّاس التي يهتمّ الإسلام والمسلمون بهم أيّما اهتمام، فيكرمونهم ويُجلّونهم ويُشجّعونهم على الاستمرار في الحفظ والمداومة عليه، وقد جعل الله لهم الأجر والثّواب العظيم في الدّنيا والآخرة، والمسلمون يقيمون المسابقات لحفظ القرآن للتّنافس والمثابرة على حفظ كتاب الله، وفي هذه المسابقات يقوم منظّموها بتكريم الفائزين، وفيها يتمّ إلقاء الخطب المحفليّة التي تتحدّث عن تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم، وفضل حفظ القرآن وضرورته، وهي ما سيقدّمه موقع المرجع لنا في هذا المقال.

فضل أهل القرآن

قبل المرور على خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم، سيتمّ بيان فضل أهل القرآن ومكانتهم العظيمة، حيث إنّ الدّين الإسلاميّ في الكتاب والسّنة لم يترك أمرًا في خيرٌ للمسلمين إلا حثّ عليه وأمر به،  والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرّب أصحابه الحفظة للقرآن، ويعقد لهم الرّاية ويجعل لهم الإمارة وتكون لهم الإمامة في الصلاة، وزوّج أصحابه بما يحفظون من القرآن، وقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- عن ارتفاع درجات حافظ القرآن في الدّنيا والآخرة، وقد كان لحافظ القرآن العديد من الكرامات والفضائل منها:[1]

  • ينعم الله -سبحانه وتعالى- على حافظ القرآن بتاج الكرامة وحلّتها، حتّى يُعرف يوم القيامة بين الخلائق.
  • يكون الحافظ في الآخرة مع السفرة الكرام البررة.
  • يكون للحافظ الفضل والتّقديم في الدنيا والآخرة في الإمارة والشورى اللحد والإمامة.
  • يكون الحافظ من أهل الله وخاصّته.
  • لا تحرق النّار الحفّاظ بأمر الله.

شاهد أيضًا: أهمية حفظ القرآن الكريم

خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم

إنّ خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم هي ما يبحث عنه الكثير من الناس، وذلك لاستخدام هذه الخطبة في حفل تكريم حفظة القرآن الكريم، فنعمة القرآن من أعظم النّعم التي منّ الله على عباده الصالحين، وجعله من أسباب حياة النّفس والقلب وفيه غذاء الروح ودستورٌ للحياة، قال تعالى في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}. وقد اختصّ الله بعض عباده واصطفاهم بحفظ هذا الكتاب العظيم والذي يرفع الله به أقوامًا ويضع آخرين.

شاهد أيضًا: العلم الذي يهتم ببيان معاني آيات القرآن الكريم هو علم

مقدمة خطبة عن تكريم حفظة القرآن

الحمد لله ربّ العالمين الذي جعل القرآن العظيم هدىً للنّاس وسراجًا منيرًا، وأنزله على نبيّنا محمّدًا -صلى الله عليه وسلم- ليكون للعالمين بشيرًا ونذيرًا، والحمد لله الذي وفّق من اصطفى من عباده للأخذ به وحفظه، وتحليل حلاله وتحريم حرامه، ففاز كلّ من عمل به وذلك فضلٌ من الله يؤتيه من يشاء، ونحمد الله العظيم على نعمه ونشكره على فضله، ونشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، الداعي للخير والمحذّر من الشّر، وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعد:

شاهد أيضًا: خطبه محفليه قصيره تتكون من مقدمه وعرض وخاتمه

عرض خطبة محفلية قصيرة عن تكريم حفظة القرآن

يا حفظة القرآن الكريم، ما أجمل أن تكونوا يوم القيامة في ظلّ عرش الرّحمن، وذلك ضمن زمرة الشباب الذين نشأوا وتربّوا على عبادة الله وطاعته، يا حافظ القرآن ما أروع أن تكون في بيت الله مع صحبةٍ من أعظم الصّحاب الذين يتلون كتاب الله وكلامه، فينزل الله عليهم السّكينة وتغشّاهم الرّحمة وتحفّهم الملائكة، ويشرّفهم الله تعالى، فيذكرهم في الملأ الأعلى، يا حافظ القرآن أخلص بحفظك لله تعالى، ولتحذر أن تقرأ كلام الله ليُقال عنك قارئ، ولتفرح بما رزقك الله فالنّاس يغبطونك غبطةٌ محمودة كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ الحسد في اثنتين إحداها رجلٌ آتاه الله القرآن فيقوم فيه آناء الله وأطراف النهار، وهنيئًا لك يا حافظ القرآن فأنت أفضل من الشاب الذي يتنافس في أمورٍ لا تغني ولا تسمن من جوع، فإنّك إن سُئلت عن عمرك فيما أفنيته وشبابك فيما شغلته، فسيكون جوابك مليئًا بالفخر والاعتزاز، كنت تحفظ كلام الله، وتتدارس كتابه.

وإنّي أدعو نفسي وإخوتي الذين لم يرزقهم الله بعد حفظ كتابه، أن يسارعوا للخيرات، وأن يبذلوا جهودهم في حفظ كلام الله وتدارسه، ولا تبخلوا على أنفسكم ولو بالقليل، فثابروا على حفظ ولو عشر آياتٍ كلّ يوم، ولا تقول إنّها لا تكفي، بل اعقد النّية وتوكل على الله، فهو الموفّق لكلّ خير والمنجّي من كلّ شر، ولا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا، وإنّي أناشد كلّ والدٍ ووالدة، أن اتّقوا الله في أبنائكم وعلّموهم كتاب الله، وادعموهم واحرصوا على أن يحفظوا ويتعلّموه، فهو لهم رفعةٌ في الدّنيا ونجاةٌ في الآخرة، فاليوم نكرّم الفائزين بهذه المسابقة لحفظ كتاب الله، وقد قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.[2] فاليوم فرحتهم وغدًا فرحة من سيباشر اليوم بحفظ كتاب الله، وفي الآخرة فرحتهم أجمعين.

شاهد أيضًا: من مهارات إلقاء الخطبة المحفلية استخدام لغة الجسد

خاتمة خطبة محفلية عن تكريم حفظة القرآن وفضلهم

وختامًا أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وشفيعًا لنا يوم القيامة، ونسأله أن يجعل القرآن شاهدًا لنا لا شاهدًا علينا، اللهم أحيينا على حبّ القرآن وارزقنا تدبّره والعمل به ومحبّة أهله، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا حبّ القرآن وأن يحبّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتّمسك به، وأن يجعله نورًا على نور في حياتهم وفي دنياهم وفي آخرتهم، برحمتك يا رحمن يا رحيم، وسبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

شاهد أيضًا: خطبة محفلية عن نحن وذوي الاحتياجات الخاصة قصيرة

أحاديث نبوية عن ثواب حفظ القرآن وتلاوته

بعد المرور على خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم، فإنّه من الضروري التنبيه أنّ السّنة النّبوية الكريمة قد حثّت على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تبيّن فضل تلاوة القرآن وعظيم أجر الحافظ والقارئ، وفيما يأتي أحاديث نبوية عن ثواب حفظ القرآن وتلاوته:

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثًا، وهم ذو عَددٍ، فاستقرأهم، فاستقرأ كلُّ رجلٍ منهم ما معه من القرآنِ، فأتى على رجلٍ منهم – من أَحدثِهم سِنًّا – فقال: ما معك يا فلانُ؟! قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: أمعك سورةَ البقرةِ؟!، فقال: نعم، قال: فاذهبْ، فأنت أميرُهم، فقال رجلٌ من أشرافهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ! ما منعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ، إلا خشيةَ ألا أقومَ بها؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تعلَّموا القرآنَ، واقرءُوه ، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه، فقرأه وقام به، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ، ومثلُ من تعلَّمَه، فيرقدُ ، وهو في جوفِه، كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ”.[3]
  • عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: “خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ”.[4]
  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يجيءُ صاحبُ القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ القرآنُ يا ربِّ حَلِّه فيلبسُ تاجَ الكرامةِ ثمَّ يقولُ يا ربِّ زِدْه فيلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ ثمَّ يقولُ يا ربِّ ارضَ عنه فيرضَى عنه فيُقالُ له اقرأْ وارقَ ويزدادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً”.[5]

شاهد أيضًا: تفسير حلم قراءة القرآن للعزباء في المنام لابن سيرين وشاهين

في ختام هذا المقال نكون قد قدّمنا خطبة محفلية عن تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القران الكريم، وبيّنا فضل أهل القرآن وفضل حفظه وتلاوته، وختامًا تمّ تقديم أحاديث نبوية عن ثواب حفظ القرآن وتلاوته، والتي تبيّن الفضل العظيم والأجر الكبير الذي يناله حافظ القرآن وقارئه.

المراجع

  1. alukah.net , فضائل حفظ القرآن , 30/10/2021
  2. سورة يونس , الآية 58
  3. سنن الترمذي , الترمذي/أبو هريرة/2876/حسن
  4. صحيح مسلم , مسلم/عقبة بن عامر/ 03/صحيح
  5. الترغيب والترهيب , المنذري/أبو هريرة/299/2/إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *