أعمال ليلة القدر 23 من رمضان مفاتيح الجنان الليلة الثالثة والعشرين

إنّ أعمال ليلة القدر 23 من رمضان مفاتيح الجنان الليلة الثالثة والعشرين  هي أحد الأمور المهمّة التي نحرص على اغتنامها في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، لأنها واحدة من أعظم ليالي العُمر التي ربّما لا تُكرر على الإنسان، وهي الليلة التي جعل الله ثواب أعمالها كثَواب عمل 84 عام ممّا سواها، وعبر موقع المرجع نحمد الله على تلك النعمة، ونقوم على طرح دعاء ليلة القدر مكتوب وباقة من أبرز وأهم أعمال ليلة القدر 23 رمضان.

أعمال ليلة القدر 23 من رمضان مفاتيح الجنان الليلة الثالثة والعشرين

تحظى ليلة القدر باهتمام وحفاوة رفيعة من قبل جميع المُسلمين حولَ العالم، فهي الليلة العظيمة التي ترتقي معها الأُجور، وترتفع بها الدّرجات، وتصطلح بها الأحوال، وأبرز أعماله:

  • أداء طاعة قيام الليل في ليلة القدر: وهي أحد الأعمال المُستحبة في هذه الليلة، حيث يحرص المُسلم على قيام ليلة القدر، والخُشوع مع نفحاتها الإيمانيّة، ويتم الاستناد في أهميّة تلك الطّاعة على ما ورد في حديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[1]
  • أداء طاعة الاعتكاف في المسجد: وهي من الطّاعات المُباركة التي حرصَ عليها السّلف الصّالح، ولا تنضوي تلك الطّاعة على الصّلاة فقط، وإنما يُمكن للمُسلم أن يلجئ إلى التّسبيح والذّكر والدّعاء إلى الله تعالى، فقد روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “ذاكَرْنا ليلةَ القَدرِ، فقال بعضُ القومِ: إنَّها تَدورُ منَ السَّنةِ، فمشَيْنا إلى أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قُلتُ: يا أبا سعيدٍ، سمِعْتَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يذكُرُ ليلةَ القَدرِ؟ قال: نَعمْ، اعتَكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الوَسَطَ من رمضانَ، واعتَكَفْنا معه، فلمَّا أَصبَحْنا صَبيحةَ عِشرينَ رجَع ورجَعْنا معه، وأُرِيَ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيَها فقال: “إنِّي رأيْتُ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيتُها، فأُراني أَسجُدُ في ماءٍ وطينٍ، فمَنِ اعتَكَف معي، فلْيَرجِعْ إلى مُعتَكَفِه، ابْتَغوها في العَشْرِ الأواخِرِ في الوِترِ منها”، وهاجتْ علينا السَّماءُ آخِرَ تلك العَشيَّةِ، وكان نِصفُ المسجِدِ عَريشًا من جَريدٍ، فوكَف، فو الذي هو أَكرَمه وأَنزَل عليه الكتابَ، لَرَأيْتُه يُصلِّي بنا صلاةَ المَغرِبِ ليلةَ إحدى وعِشرينَ، وإنَّ جَبهَتَه وأَرنَبةَ أَنْفِه لَفي المَاءِ والطينِ”.[2]
  • القيام بالتَّضرع إلى الله والدعاء بالخير: وهي من الطّاعات التي يزداد الإنسان المُسلم بها من الخيرات، حيث يُعتبر الدّعاء أحد أبرز صور الامتثال لأوامر الله عزّ وجل، ويتم الاستناد في ذلك على ما وردَ في الحَديث الصّحيح الذي روته السيّدة عائشة أمَّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها: “سألَتْهُ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عائشةُ -رضي الله عنها- إنْ وافقتُها فبِمَ أدعو؟ قال قولي اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني”.[3]
  • الإكثار من الأعمال الصالحة: وذلك لأن العَمل والطّاعة في شَهر رَمضان تُعادل عبادة وعمل ألف شهر فيما سِواها من الأيّام، وهي الليلة التي يُقدّر الله فيها للناس أقدارهم من الخيرات، وأرزاقهم.

شاهد أيضًا: متى ليلة القدر تاريخ وموعد ليلة القدر

دعاء ليلة القدر 23 من رمضان مفاتيح الجنان

يُستحب على المُسلم أن يستقبل ليلة القدر بالدّعاء إلى الله تعالى بشتّى صيغ الدُّعاء تقربًا من الله عزّ وجل، وصولًا إلى اغتنام رحماته، وجاءت أبرز صيغ الدّعاء مع ليلة القدر:

اللهم لا تفرّق جمعنا هذا إلا بذنبٍ مغفور، وعيبٍ مستور، وتجارةٍ لن تبور، يا عزيز يا غفور، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرّقنا بعده تفرّقاً معصوماً، ولا تجعل معنا شقياً ولا محروماً، اللَّهُمَّ إنَا نسألك باسمك الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم الَّذِي إِذَا دُعيت به أجبت، وإِذَا سُئلت به أعطيت، اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت، اللهم يا رحمن يا رحيم يا رحمن الدنيا والآخرة ارحمنا رحمة تغننا عن رحمة من سواك، اللهم فارج الهم.. وكاشف الغم.. مجيب دعوة المضطرين.. أن ترحمني، أن ترحمني.. رحمة تغنيني بها عمن سواك، اللهمّ اجعل لي من كل هم يهمني فرجاً ومخرجا.. وارزقني من حيث لا أحتسب يا غيّاث المستغيثين يا مجيب دعاء المضطرين.. وجّهت وجهي إليك وتوكّلت عليك.. خاشع بين يديك، فأيّدني يا رب بجلالك واجعلني من عبادك المتقين، ولا تجذب قلبي إلّا إلى بابك.. قربني مما تحب.. واحفظني من صحبه أعدائك وأطلق لساني وقلبي بشكرك وذكرك، اللّهم إنّي وظالمي عبدان من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، وتطلع على نيّاتهن، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا.

أعمال مستحبة في ليلة القدر 23 من رمضان

تتعدّد خيارة الأعمال المستحبّة التي يُمكن للإنسان المُسلم أن يقوم بها مع ليلة القدر، والتي تعود بالنّفع على حياة المُسلم ،وأبرز ما يُمكن أداءه: [4]

  • يُستحب على المُسلم أن يقوم بالإكثار من الدَّعاء والتَّضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- والإكثار من الطّاعات التي يتقرّب بها المُسلم من الله عزّ وجل.
  • القِيام بإخراج الصَّدقات في هذه الليلة المُباركة بالذّات دونًا عن غيرها.
  • يتوجّب الإكثار من ترديد دعاء الرسول -صلّى الله عليه وسلم-: “اللهم إنّك عفوّ كريم تحبّ العفو فاعف عنّا”.
  • إطالة السجود والتضرّع للخالق -سبحانه وتعالى- فيه.
  • الإكثار من الدّعوات إلى الله تعالى، والإكثار من الذّكر الحكيم لله عزّ وجل.
  • الإكثار من تلاوة القُرآن الكريم والإكثار من الاستغفار وشكر الله تعالى على أنعمه الكثيرة.

شاهد أيضًا: إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر هل تكون هي ليلة القدر

أعمال ليلة القدر 23 عند الشيعة

يحرص الشيّعة على تبنّي جملة من الأعمال الخاصّة بهذه الليلة المُباركة، فهي ذات قدر رفيع عند جميع طَوائف أمّة الإسلام، وأبرز ما يُمكن عمله فيها:

  • القيام بقراءة وترتيل سورة الرّوم، وسورة العنكبوت، على أن تتم تلك القراءة بخشوع وتدبّر.
  • القيام بصلاة التضرّع لله عزّ وجل طمعًا في رحمات تلك الليلة المُباركة، والتي تجوز حتّى مطلع فجر اليوم الثّاني من رمضان، وترتيل الدّعاء الخاص بالتضرّع لتلك الليلة، وهو” اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً”.
  • الإكثار من دعاء القَدر في هذه الليلة، والذي جَاء وفق الآتي: “اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الأشقياء فَامْحُنِي مِنَ الأشقياء وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ﴿يَمْحُو الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمَّ الكِتابِ﴾”.
  • القيام بالاغتسال في وقت متأخّر من الليل والتضرّع إلى الله تعالى.
  • زيارة قبر الإمام الحسين -عليه السلام-.

فضل إحياء ليلة القدر 23 من رمضان في الليلة الثالثة والعشرين

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، من أحرص أهل الأرض على تحرّي ليلة القدر، والتي تحمل للمُسلم كثير من الأفضال، وجاءت أبرزها بالآتي:

  • هي الليلة التي تنزّل بها القرآن الكريم: حيث تنطلق ليلة القدر في أهميّتها من كَونها ليلة تنزيل القرآن الكريم من الَّلوح المَحفوظ إلى السّماء الدّنيا ثمّ إلى قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
  • هي ليلة الفَصل والتَقدير: لأنّها الليلة التي يُقدّر الله بها أرزاق النّاس، فيَحرص كَثيرون على اغتنامها بالخَير والتَّيسير، بما يَعود بتحسين الأحوال في الدّنيا والآخرة.
  • هي ليلة الخير والاجور المُضاعفة: وذلك لإنّ عبادة الله في هذه الليلة بأي من الطّاعات تكون ذات أجور مُضاعفة، فهي خير من ألف شهر ممّا نَعدّ في بقيّة أيّامنا.
  • هي ليلة المغفرة للعباد: حيث يتكرّم الله في هذه الليلة بالمَغفرة التَّامة لذنوب العبد القائم المتعبّد له بما يرضاه عنه.
  • ليلة استجابة الدّعاء: وقد نوّه رسول الله على أهميّة الدّعاء في هذه الليلة المُباركة، حيث يستجيب الله فيها الدّعاء ويرفع الدّرجات.
  • ليلة نزول الملائكة إلى السماء: هي الليلة التي تتنزَّل فيها الملائكة بأمر الله تعالى.
  • ليلة سكون وطمأنينة للنَفس: لأنها من بركات الله على المُسلمين، حيث يستشعر المُسلم مع تلك الليلة مشاعر السّلام والطمأنينية التي تتنزّل بها على قلبه.

دعاء مستجاب في ليلة القدر 23 رمضان

يغتنم المُسلم النّفحات الإيمانيّة لهذه الليلة الرمضانيّة المُباركة بفضل الله ورحمته، بالدّعاء والتضرّع إليه، أن يتنزّل بالخير والبركات على قلبه، وأبرز ما يُقال:

  • “اللّهم إنا نسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، وحبّ العمل الذي يقرّبنا إلى حبّك، وأصلح ذات بيننا، وأَلِّف بين قلوبنا، وانصرنا على أعدائنا، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأقوالنا ما أحييتنا، وبارك لنا في أزواجنا وذرّياتنا ما أبقيتنا، واجعلنا شاكرين لنعمك برحمتك يا أرحم الراحمين”.
  • “اللّهم أسكنّا الفردوس بجوار نبيك الكريم، إلهي إن كنت لا ترحم إلّا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلّا العاملين فمنّ للمقصرين، اللّهم عوّضني عن كل شيء أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، صدقته فكذب، استأمنته فغدر، اللّهم ولا تشغلني عنك وقربني إليك، ربي ولا تذلّني لسواك، اللّهم إن ضاقت الأحوال يوماً أوسعها برحمتك، يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة”.

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول أعمال ليلة القدر 23 من رمضان مفاتيح الجنان الليلة الثالثة والعشرين وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال ليتعرّف المُتابع على معلومات عن ليلة القدر، وعلى أفضل أعمال ليلة القدر لعام .

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم : 2014 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  2. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط، أبو سعيد الخدري، 11186، صحيح
  3. أعلام الموقعين , ابن القيم، عائشة أم المؤمنين، 4/249، صحيح
  4. ar.islamway.net , فضل ليلة القدر , 07/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *