الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، فالحج ركن من أركان الإسلام وشعيرة من أعظم شعائره، ويتهافت إليه قلوب المؤمنين من حين لآخر، فيتهافت الأشخاص كل عام من كل حدب وصوب قاصدي بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، أمين من الله عز وجل أن يكفر عنهم سيئاته ويدخلهم جناته، فهل حقًا الحج يدخل الجنة، هذا ما سوف يجاوب عليه موقع المرجع في هذا المقال بالإضافة إلى توضيح شروط الحج المبرور.

الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

فرض الله تعالى الحج على المؤمنين ووضع لهم من الجزاء ما يجعل المسلمين يتهافتون عليه كل عام، فروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)[1]، وفي رواية الترمذي: (العمرة إلى العمرة تُكَفِّر ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)[2]، وبهذا تكون إجابة السؤال المطروح:

  • العبارة صحيحة. 

فجميع هذه الأحاديث النبوية الشريفة تدل على أن العمرة مكفرة للذنوب بشكل مؤقت بينما الحج إذا كان مبرورًا تحول من مجرد تكفير للذنوب إلى سبب لدخول العبد الجنة.

شاهد أيضًا: متى يأتي رمضان مرتين في السنة

ما هو الحج المبرور

اختلف العلماء في تعريف الحج المبرور فقال بعض أهل العلم أنه الحج المقبول وقال آخرون أنه الحج الذي لا يخالطه شيء من المآثم، واحتجوا على ذلك بأن البر هو اسم جامع لكل معاني الخير، علق القرطبي على أن جميع تفسيرات معنى المبرور متقاربة، وذلك يعني أنه الحج الذي وفيت جميع أحكامه على أكمل وجه، وقد أشارت الأحاديث إلى ذلك ، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سُئِل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- :« أيُّ العمل أفْضَل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهادُ في سبيل الله ، قيل: ثم ماذا ؟ قال:حَجّ مبرور »[3]

شاهد أيضًا: الفرق بين المبعث النبوي والاسراء والمعراج

شروط الحج المبرور

شرط هام وأساسي من شروط الحج الذي يكفر للذنوب والخطايا هو أن يكون الحج مبرور، فيكيف يكون الحج ميرو:

  • أن يقصد الإنسان بحجة وجه الله فقط لا سواه فيخلص نيته لله عز وجل وذلك لقوله تعالى {وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}[4].
  • يذهب الحاج إلى ربه متضرعًا بالدعاء والاستغفار يرجو رحمة الله تعالى.
  • أن يكون المال الذي يحج به الإنسان مال حلال طيب، لقوله صلى الله عليه وسلم “إن الله طيّب لا يقبل إلا طيِّبًا”[5].
  • عدم التفريط في الواجبات وعدم إهمال السنة والآداب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (خُذُوا عَني مَناسِكَكُمْ ، لا أدري لَعَلَّي لا أَحُجُّ بعد حَجَّتي هذه)[6]
  • الإكثار من الطاعة والتعب والإنفاق والالتزام بمكارم الأخلاق.
  • الإكثار من ذكر الله عز وجل، فقال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا )[7].

ووفي ختام مقال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، نكون قد أجبنا على هذا السؤال ووضحنا الفرق بين ما تكفر العمرة وما يكفر الحج.

المراجع

  1. صحيح البخاري، البخاري , أبو هريرة، ١٧٧٣، صحيح
  2. مختصر الأحكام، الترمذي، , أبو هريرة، 4/196، صحیح
  3. صحيح البخاري، البخاري، , أبو هريرة 1519،صحيح
  4. سورة آل عمران , الآية: 97
  5. صحيح مسلم، مسلم , أبو هريرة، 1015،صحیح
  6. صحيح مسلم، مسلم , جابر بن عبدالله، 1297، صحیح
  7. سورة البقرة , الأية : 198_200

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *