مقال عن اهميه الوقت في الاسلام

مقال عن اهميه الوقت في الاسلام للوقت أهمية كبيرة في الإسلام، حيث إن استثماره ينبغي أن يصبح واحدًا من الأولويات الأهم في الحياة اليومية للمسلم، وألا يستهلكه في أمور لا ينتج عنها الفائدة له سواءً كانت في الدنيا أو الآخرة، بالإضافة إلى ضرورة عدم تضييع الوقت في ما يُلهي عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وكذلك الطاعات والعبادات، ولذلك، فإنه عن طريق موقع المرجع سوف نذكر مقال عن أهميه الوقت في الإسلام.

مقدمة مقال عن أهميه الوقت في الإسلام

حيث إن الوقت هو عبارة عن حياة الإنسان، إلى جانب كونه رأس ماله في هذا العمر الذي يعيشه، إذ أن كل لحظة تمر على الشخص تأخذ من عمره ويقترب الأجل، لذلك، يجب على الفرد العاقل أن يعمل على استغلال هذا الوقت الذي أعطاه الله له في الأمور التي ترضيه، وأن يقوم بتحقيق السعادة لذاته في الدنيا والآخرة، وأيضًا فإن الوقت له أهمية كبيرة، فعند إدراك المسلم لقيمته، يصبح حريصًا أكثر في الحفاظ عليه، واستغلاله في كل ما يجعله أقرب إلى الله تعالى، والاستفادة منه في الأنشطة التي تعود على الإنسان بالنفع، فيشرع في استغلال أوقات الفراغ قبل الانشغال، إضافةً إلى فترات الصحة قبل المرض.[1]

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن اهمية الوقت كاملة

مقال عن اهميه الوقت في الاسلام

إذ أن المسلم سوف يتم سؤاله عن الوقت أمام الله عز وجل في يوم القيامة، حيث إنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ”[2]، وذلك لأن الساعات تعتبر أغلى من أن ينفقها الإنسان في أعمال بغير فائدة، أو الذهاب إلى أماكن ليس لها قيمة، والتي لا يعتمد فيها الشخص على الصدق، كما أنه لا يأمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، ومثلما قيل: إن الأيام ثلاثة: الأمس والذي مر وانتهى، والغد لعل الإنسان يُدركه، واليوم فيجتهد فيه المسلم، كما فال الوزير الصالح يحيى بن زهير في ذلك:[1]

وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ         وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ

لذا يجب الحرص الشديد على الوقت، بالأخص استغلال وقت الشباب في العديد من الأعمال الصالحة قبل الوصول إلى الشيب، فيتم الندم والقول ليت الشباب يعود يومًا، مثلما حال الشاعر حينما قال:

بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي        فَلَمْ يُفِدِ البُكَاءُ وَلاَ النَّحِيبُ
أَلا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا                فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ

أساليب تحفيز استغلال الوقت في الإسلام

تعتبر أهمية الوقت من أكثر العوامل المقترنة بالحقيقة التي لا يستطيع أحد إنكارها وهي الموت، حيث إنه عند حدوث الموت ينتهي الوقت لعمل الطاعات، إذ قال عز وجل: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[3]، فإن الآية الكريمة توضح خطورة تأجيل التوبة والتسويف، وتؤكد على ضرورة الاستعداد للرحيل، علاوةً على ذكر الفضل وراء الصدقة وأثرها العظيم، وهناك العديد من الأساليب التي تحفز على استغلال الوقت في الإسلام، ومنها ما يلي:[4]

الإكثار من ذكر الله تعالى

إن السبيل الأفضل لاستغلال الوقت هو القيام بذكره تعالى، وهي العبادة الأسهل التي يتمكن المسلم من الالتزام بها في جميع الأوقات، وليس من شروط ذكره عز وجل أن يكون الإنسان متوضأ، بالإضافة إلى كونها من العبادات الغير مرتبطة بزمان أو مكان، والأجر الناتج عنها يمكنه تحويل حياة الشخص في الدنيا، وجعل منزلته حسنة في الآخرة، حيث يقول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[5].

الحسنات الجارية

إن رصيد المسلم من الحسنات الجارية من أفضل المجالات التي يمكنه استغلال الوقت فيها، فهو ممتلئ بفعل الطاعات، بالإضافة إلى عمله على حث الإنسان بأن يحدد هدفًا أمام عينيه، وكذلك، فإنه في الأحاديث النبوية الشريفة بيان للطرق المتعددة للصدقات والحسنات الجارية.

تجنب التسويف

يعتبر التسويف من السموم التي تجري في تاريخ حياة المؤمن، وهو يستلزم المواجهة المستمرة للترهيب، الترغيب، والمراقبة، وقد ورد في مناهج أهل العلم الكثير من الأقوال المضيئة من أجل التوعية، وكذلك التنبيه بمخاطر التسويف.

أحاديث النبي في حفظ الوقت وتنظيمه

لقد ذُكر في الأحاديث الشريفة بالسنة النبوية المطهرة ما يدل على أهمية الوقت وفضله، والتي يعتبر من الجيد تذكير الناس بها، لذلك، في الآتي توضيح أحاديث النبي في حفظ الوقت وتنظيمه:

  • حيث إنه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ”[6]، وذلك الحديث يعد من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، والذي يتضمن على قمة البيان إذ أوضح فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الفراغ مغنم، إلى جانب كونه من المكاسب العظيمة، ولا يستدل على هذا، إلا من يعرف هدفه في الوجود، واستطاع تحقيق حسن التعامل مع الوقت.
  • كما ذُكر في قول ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: “اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك”[7]، وهذا أن غالبية تلك الأمور، وهم: المرض، الكبر، والفقر، تؤدي إلى إلهاء المسلم، وتحده عن الاستفادة من وقته.
  • لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التصدق للخوف من عدم القدرة على ذلك مع مرور الوقت، حيث إنه عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينَارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صَاعِ بُرِّهِ، مِن صَاعِ تَمْرِهِ، حتَّى قالَ: ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ”[8]

شاهد أيضًا: بحث عن استثمار الوقت كامل

خصائص الوقت

يمتلك الوقت مجموعة من الخصائص، والتي تجعله من الأمور المتميزة في الدنيا، ولذلك ينبغي على الناس إدراكه حق الإدراك، وأن يتعاملوا معه بكل حذر، ومن هذه الخصائص نجد التالي:[9]

  • سرعة انقضاء الوقت: يمر الوقت مثل السحاب، كما يجري مثل الريح، سواء كان الزمن به فرحاً وسعادة، أو كان يتضمن على الاكتئاب والحزن، ولو كان وقت السعادة يمر بشكل أسرع من وقت الهموم الذي يسير ببطء، على الرغم من كون هذا ليس في الحقيقة، بل هو في شعور من يمر عليه فقط، فهو في الواقع يمر سريعًا، حتى أن لا يحس البعض إلا وهو يرى العمر قد مضى دون تحقيق شيء في حياته، أو الاستعداد لآخرته.
  • ما مضى مِن الوقت لا يعود: مثلما تم ذكره، فإن الوقت يمضي سريعًا، بالإضافة إلى أن كل ساعة تمر لا تعود مرة أخرى، ولا يستطيع الإنسان استعادة كل لحظة مرت عليه، وهو ما يدل على أنه يجب على الشخص التواجد في اللحظات السعيدة بكل وعيه، لأنه ليس من الممكن تعويضها مجددًا.

خاتمة مقال عن أهميه الوقت في الإسلام

يشير جميع ما سبق إلى أهمية الوقت، وطريقة اغتنامه في السعي نحو الخير والرزق، إلى جانب عدم النوم والتكاسل، فإن عمر الإنسان يعد هو رأس ماله في تلك الحياة، كما أن كل ساعة تمضي من عمره تأخذه معها، والمسلم المؤمن هو من يستثمر وقته في الحصول على رضا الله عز وجل، وحينما يستوعب الشخص أهمية الوقت، فإنه سوف ينتبه إلى الحفاظ عليه واستغلاله.

مقال عن أهميه الوقت في الإسلام PDF

لقد ورد الوقت في قوله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالكثير من المواضع، والعديد من الألفاظ المختلفة، ومنها: الحين، الدهر، اليوم، الآن، الأجل، وألفاظ أخرى، حيث إن الوقت عبارة عن واحد من أكبر النعم التي أنعم بها عز وجل على عباده، وهذا يعود لكون الوقت في الأساس يدل على عمر الإنسان، وذُكرت الكثير من الآيات الكريمة التي تشير إلى أهمية تلك النعمة، ومنها قول الله تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[10]، وللتعرف على أهمية الوقت في الإسلام بطريقة أوضح، يمكن الاطلاع على الملف “من هنا“.

شاهد أيضًا: يعد من أسس التخطيط تنظيم الوقت

في ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على مقدمة مقال عن أهميه الوقت في الإسلام، كما ذكرنا مقال عن اهميه الوقت في الاسلام، وأساليب تحفيز استغلال الوقت في الإسلام، إلى جانب أحاديث النبي في حفظ الوقت وتنظيمه، وخصائص الوقت، وأيضًا أوضحنا خاتمة مقال عن أهمية الوقت في الإسلام، ومقال عن أهميه الوقت في الإسلام PDF.

المراجع

  1. alukah.net , الوقت وأهميته في حياة المسلم , 14/03/2022
  2. صحيح الترمذي , الألباني، أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، 2417، صحيح
  3. سورة المنافقون , الآية 10- 11
  4. islamway.net , فضائل اغتنام الوقت في القرآن الكريم والسنة النبوية , 14/03/2022
  5. سورة البقرة , الآية 152
  6. حلية الأولياء , أبو نعيم، عبدالله بن عباس، 8/185، صحيح متفق عليه
  7. الترغيب والترهيب , المنذري، عبدالله بن عباس، 4/203، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  8. صحيح مسلم , مسلم، جرير بن عبدالله، 1017، صحيح
  9. alukah.net , أهمية الوقت , 14/03/2022
  10. سورة إبراهيم , الآية 33- 34

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *