خصائص المفصليات

خصائص المفصليات تختلف عن غيرها من الكائنات الحية، فبرغم من أنها تشترك معها أحياناً ببعض الوظائف، إلا أنها تختلف معها في أشياء أخرى كثيرة من حيث الشكل والتركيبة وغيرها من المميزات لهذا الكائن الذي يمثل النسبة الكبرى من الحيوانات الموجودة على سطح الأرض، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سنتكلم عن خصائص المفصليات والتعريف بها وذكر أنواعها وتحديد النظام الغذائي الخاص بها وذكر كل المعلومات التي تهم قرائنا الأعزاء حول هذا الكائن الحي.

تعريف المفصليات

تعرف مفصليات الأرجل على أنها من أنواع الحيوانات اللافقارية والتي تضم ما نسبته 84% من الحيوانات المعروفة والموزعة في البيئات المختلفة على سطح الأرض، وتشمل هذه الفصيلة مجموعة هائلة من الحشرات والحيوانات التي نشاهدها ونعرفها في بيئاتها المختلفة، إضافة إلى الأنواع التي يقول العلماء أنهم لم يتوصلوا لاكتشافها بعد، والتي يعتقدون أن أنواعها تقدر بالملايين من الأنواع المنتشرة على كوكبنا، والأمثلة على هذه الحيوانات لا تنتهي ابتداءً أمثال العناكب والنمل والصراصير والقمل والقراد وغيرها من الأنواع المنتشرة على اليابسة، إضافة إلى الأنواع الأخرى المتواجدة في المياه أمثال الجمبري وقرود البحر وآلاف الأنواع التي اكتشفت حتى في المحيطات المتجمدة.

وقد أكد العلماء أنه من خلال تتبع عائلات هذه الحيوانات أنه تم اكتشاف مستحاثات تؤكد أن هناك أنواع منها عاشت في المحيطات القديمة قبل ما يقارب 600 مليون سنة، أي قبل وجود الحيوانات الفقارية والنباتات البرية على اليابسة، وبالرغم من اختلاف أشكالها وأحجامها وبيئاتها، إلا أنه يوجد تشابه واضح في عائلات هذه الحيوانات إذا ما قارناها بعائلات من كائنات حية أخرى مثل الرخويات والثديات وغيرها، وأكثر ما يميز هذه الحيوانات عن باقي الكائنات الحية هو خصائصها التي سنشرحها لكم بالتفصيل.[1]

شاهد أيضاً: كم عدد ارجل النملة

خصائص المفصليات

بالرغم من الأعداد الهائلة من هذه الكائنات الحية التي تضم أنواعاً مختلفة من الحشرات والقشريات والمئويات وغيرها من الأنواع التي سنتكلم عنها لاحقاً، إلا أنها تشترك في عدد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من باقي الكائنات الحية، وسنذكر لكم أهم هذه الخصائص ونشرحها كل على حدة للتعمق في فهمها.[2]

الهيكل الخارجي

كون المفصليات هي من الحيوانات اللافقارية هذا يعني أجسام هذا الحيوان لا تحتوي على العظام، فتستعيض عنها بهياكل خارجية صلبة كالدروع يصنعها هذا الحيوان بنفسه من مادة تسمى الكيتين، وهي عبارة عن خليط من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات التي تنتجها خلايا الحيوان، وتتبدل هذه الهياكل بنمو الحيوان بطريقة مذهلة، حيث تنمو الهياكل الجديدة اللينة تحت الهياكل القديمة الصلبة، وسرعان ما تتشقق الهياكل القديمة لتكشف عن ما هو جديد، وغالبا ما تبقى هذه الحيوانات مختبئة حتى تتصلب هياكلها الجديدة الهشة.

الهيئات المقسمة

تمتلك هذه الحيوانات أجسام ذات بنية مقسمة من الداخل والخارج معاُ، وتتأثر أعداد هذه التقسيمات عادة بالأنواع المختلفة لهذه الحيوانات، وعلى سبيل المثال سنجد أن الديدان الألفية تمتلك عدداً من التقسيمات أكثر من تلك الموجودة في حيوان الكركدن، فيما نلاحظ أن بنية التقسيمات مختلفة تماماً في كائنات أخرى.

التسمية

اشتق اسم مفصليات الأرجل arthropoda من كلمتين، الأولى arthro والتي تنحدر من اللغة اليونانية القديمة وتعني المفصل، و poda وهي القدم، وسميت بهذا الاسم كون جميع أنواعها تمتلك الأطراف المفصلية التي تمنحها خاصية المرونة في الحركة والتي تكون عادة متصلة بالهيكل الخارجي الصلب، وبالرغم من أن حركتها موجهة باتجاه واحد، إلا أن مرونتها تسمح لها بتكوين آليات دفاعية وتصنع منها مفترسة ماهرة.

التماثل الثنائي

التماثل الثنائي أو التناظر الثنائي يعني أن جميع أجسام هذه الحيوانات على صورة متماثلة على الطرفين، والتي تظهر إذا قمنا بتقطيعها من أعلى الرأس إلى الأسفل إلى شرائح ستلاحظ أن نصفي الشريحة متشابهين، وتشترك بهذه الخاصية مع عدد من الكائنات الفقارية كالأسماك، بينما يظهر التشريح وجود تناظر شعاعي عند بعضها الآخر مثل قنديل البحر، بينما بعضها لا يظهر أي نمط مثل الإسفنج البحري.

نظام الدورة الدموية

على عكس الكائنات الحية الأخرى التي تمتلك نظام دورة دموية مغلقة تنقلها الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية المترابطة، فإن نظام دورتها الدموية مفتوح حيث يتم ضخ الدم عبر الجيوب والتي هي عبارة عن مساحات مفتوحة مهمتها توصيل الدم  إلى أنسجة الحيوان، كما تمتلك هذه الكائنات القلب الذي يساهم في عملية ضخ الدم عبر التجويف الذي تتواجد فيه الأعضاء والأنسجة.

أنواع المفصليات

كما ذكرنا سابقاً أن مفصليات الأرجل تنتشر بشكل واسع على جغرافية العالم بأسره بمختلف البيئات ابتداء من اليابسة ومروراً بأعماق المحيطات وحتى القطب المتجمد الشمالي، وقدر العلماء أنواعها بعشرات الملايين لكن ما تم اكتشافه حتى الآن أكثر من 800000 نوع منها، وتتراوح أحجام هذه الكائنات من المجهرية التي لا ترى بالعين، إلى سرطان العنكبوت البحري الياباني العملاق بطول 12 قدم، والتي تم تصنيفها كالآتي:[3]

• الثلاثية الفصوص: والتي تنحدر أصولها من عائلة مفصليات الأرجل البحرية المنقرضة في حدث الانقراض البرمي الترياسي، والتي تم التعرف عليها من خلال الحفريات في مواطنها الأصلية في قاع المحيطات.
• العنكبوتية: والتي تعرف باسم شيلاتس Chelicerata، وتضم هذه الفصيلة العناكب مثل العناكب والعقارب، والعناكب البحرية الشبيهة بتلك الموجودة في البرية وسرطان حدوة الحصان.
• المئويات: وتعرف أيضاً باسم ميريابود Myriapoda والذي يعني متعددة الأرجل، والتي تتواجد دائماً في الغابات والبيئات التي تتوافر فيها المواد النباتية والحيوانية القابلة للتحلل والتي تتغذى عليها.
• القشريات: هي من المفصليات المائية غالباً والتي تضم والكركند وجراد البحر والروبيان وسرطان البحر وغيرها، بينما يعيش قمل الخشب على اليابسة في الأراضي الجافة غالباً، ويتغذى على المواد المتحللة من الحيوان والنبات.
• سداسي الأرجل: والتي يطلق عليها مصطلح hexapod وهو مصطلح يوناني يعني حرفيا ستة أقدام، والتي تضم معظم التي تكون بستة أرجل مثل البعوض والصراصير والذباب والنمل.

تغذية المفصليات

أغلب مفصليات الأرجل تعتمد على استخدام الزوائد المزدوجة المتواجدة حول الفم في تجميع الطعام والتي تتخصص وفقاً للنظام الغذائي المرتبط بكل حيوان، ومع ذلك تختلف أنماط التغذية بين هذه الحيوانات، وتشمل خمسة أنماط مختلفة خاصة بكل حيوان والتي تصنف اعتماداً على نوع وطريقة الغذاء لهذا الحيوان، وهذه الأنواع الخمسة هي:[4]

• الحيوانات العاشبة: وقد تكيفت أفواه هذه الحيوانات بشكل يساعدها على اختراق الغطاء الخارجي للنبات وامتصاص عصائر.
• التغذية على المخلفات: تعتمد هذه الحيوانات على وضع الرمال في فمها وغربلتها من مخلفات المواد المتحللة بواسطة بعض الشعيرات الناعمة وأخذ المواد العضوية منها، وتنتمي غالبية هذا النوع من الحيوانات إلى القشريات ومنها سرطان البحر.
• التغذية على الترشيح: تتغذى الحيوانات من هذا النوع على العوالق المتواجدة في الأمواج، والتي تلقفها وتستخدم هوائياتها لتصفيتها من الماء، وهذه العملية تسمى الترشيح، كسرطانات الخلد القشرية.
• الطفيليات: وهي العوالق التي لا تتجاوز أحجامها ملليمترات قليلة كمجدافيات الأرجل، وتتغذى هذه الطفيليات الدياتومات البكتيرية، حيث تستطيع حصد مئات الآلاف منها خلال 24 ساعة فقط.
• آكلات اللحوم: والتي غالباً ما تعتمد على استخدام السم في شل حركة فريستها، والموجودة في مناطق معينة من جسم الحيوان، ومنها العقارب والعناكب ومئويات الأرجل.

شاهد أيضاً: خصائص الحيوانات

فوائد المفصليات

كما ذكرنا سابقاً أن مفصليات الأرجل التي تم اكتشافها تبلغ أكثر 800000 صنف حتى الآن، إضافة إلى احتمالية وجود الملايين من هذه الأصناف كما وجد العلماء المختصين في هذا المجال، وبالرغم من أن الكثير من هذه الأصناف يسبب الإزعاج والأمراض كالبعوض، إضافة إلى الأصناف التي تسبب الأوبئة كالحشرة التي تسبب الملاريا والحشرات التي تسبب الآفات الزراعية وهلاك المحاصيل مثل حشرات المن وخنفساء البراغيث، فإن بعضها الآخر ذو فوائد جمة فبعد التعرف على خصائص المفصليات لا بد من ذكر فوائدها، إليك أبرز فوائد مفصليات الأرجل:[5]

• تنخرط في دورة الحياة الطبيعية في النظام البيئي: والتي لا يمكن الاستغناء عنها ويجب المحافظة عليها، فمثلا نحن نحتاج إلى الحشرات التي تقوم بتحليل النفايات العضوية والغير عضوية التي ينتجها البشر.
• تلعب دوراً في السلاسل الغذائية: ومن ناحية أخرى بعض هذه الحيوانات الدقيقة هو غذاء للطيور والأسماك التي نحن بحاجة لها.
• تحارب الآفات الزراعية: كما أن بعض الحشرات تحارب الحشرات الأخرى التي تسبب الآفات الزراعية، فهذه المفترسات الصغيرة تتغذى على بعضها البعض.
• تلعب دوراً في تلقيح النبات: كما أن هناك أصناف كثيرة منها تساعد في تلقيح النباتات عن طريق نقل غبار الطلع، ولعل أكبر مثال على وجود مفصليات المفيدة في حياتنا هو النحل الذي ينتج لنا العسل الشهي والمفيد، ولذلك لا يجب أن نغفل عن أهمية وجودها في حياتنا ونظامنا البيئي.
• تساعد على التحلل: لبعض الحشرات دور كبير في تحلل الجثث المتراكمة على سطح الأرض وبقايا النبات والحيوانات وحتى المخلفات التي يتركها الإنسان على سطح الأرض.

وبعد هذا الشرح المفصل والكم من المعلومات الثمينة نصل إلى نهاية مقالنا، والذي كان بعنوان خصائص المفصليات والذي عرفنا فيه المفصليات، وذكرنا لكم أنواعها وطريقة تغذيتها إضافة إلى فوائد وجودها في نظامنا البيئي وتوسعنا في شرح كل ما يثري فكر قرائنا الأعزاء.