صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

صفات السيدة خديجة رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين في زمانها، السيدة التي لم يتوقف أهل التاريخ والسير والمناقب عن ذكرها، فهي زوجة وحبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتي لم يتزوج بعد وفاتها من شدة حبه لها، فهي عظيمة في كل ما جاء منها، حفظت السر وأنجبت وربت وكانت ممن نالت لقب أول من أسلمت من النساء، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على التعريف بالسيدة خديجة، والتعرف على صفات السيد خديجة رضي الله عنها، ومن ثم سنتطرق للحديث عن زواجها من رسول الله، والأحاديث التي رويت عنها، ووفاتها في هذا المقال.

التعريف بالسيدة خديجة رضي الله عنها

هي خديجة بنت خويلد بن عبد العزى بن غالب القرشية، تلقب بسيدة نساء قريش، أمها فاطمة بن الأصم، وكان لنسبها التقاء مع نسب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجد الخامس، وكانت ذا نسب عظيم في أهل قريش، حيث ولدت خديجة بنت خويلد في مكة المكرمة وكان ذلك قبل عام الفيل بخمسة عشر عاماً، وقد نشأت في أعرق بيت من بيوت قريش، فكان ذا حسب ونسب، ولا سيما وأن أباها كان زعيم لبني أسد، وشقيق عبد مناف وكانت الأفضلية لهم آنذاك، وكانت صاحبة تجارة ومال كثير قبل إسلامها كانت تقوم بالتجارة ما بين بلاد الشام ومكة، وقد تزوجت قبل الإسلام مرتين قبل زواجها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك قبل البعثة.[1]

شاهد أيضًا: كلمات مؤثرة عن الرسول قصيرة

صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

تعددت صفات السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذا لما كان فيها من الخصال الحميدة التي جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يتزوج بعدها من شدة حبه وإخلاصه لها؛ فهي نِعمَ الزوجة والأم والحبيبة والداعية رضي الله عنها، ومن صفات السيدة خديجة رضي الله عنها ما يأتي:[2]

  • أول من أسلم من النساء؛ حيث إنها آمنت برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- منذ نزولها وكانت خير معين ونصير له في أثناء الدعوة.
  • صاحبة عقل وحكمة؛ فقد كانت ذات ذكاء واضح؛ في مواقفها حيث وقفت مع رسول الله في أول نزول للوحي عليه؛ بكل حكمة وطمأنت قلبه ووقفت معه.
  • مصونة وديّنة وكريمة؛ حيث إنها وهبت مالها للدين الإسلامي وللرسالة المحمدية، فكانت من أغنى النساء التي جعلت رسول الله حينها صاحب تجارة عظيمة.
  • بشرت بالجنة وببيت من قصب؛ فكان من فضلها بأن الله تعالى قد أكرمها بالجنة؛ قال رسول الله: “وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ”.
  • عفيفة طاهرة؛ نالت لقب الطاهرة في زمانها، ولا سيما وأن الحياة كانت ملئية بكافة أشكال الحرام إلا أنها حفظت نفسها.
  • انفرد رسول الله بزواجها؛ حيث إنه لم يتزوج قبلها ولا بعدها بثلاث سنوات؛ حيث قال عائشة -رضي الله عنها-:”لَمْ يَتَزَوَّجْ النَّبِيُّ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ”.
  • خير نساء هذه الأمة، فقد جاء في ذلك العديد من الأحاديث أنها خير النساء وسيدة من سيدات أهل الجنة، كيف لا وقد نالت السلام من جبريل عليه السلام.
  • نالت حب رسول الله الشديد؛ حيث كان يكثر من ذكرها وثناءها وفضلها، حتى وصلت الغيرة من شدة ذكرها إلى زوجاته، فلم ينساها رسول الله في أي وقت وحين.

شاهد أيضًا: اسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالترتيب

زواج السيدة خديجة من رسول الله

لقد تزوجت خديجة بنت خويلد مرتين قبل زوجها من رسول الله، فكان أول زوج هو عتيق المخزومي، وأنجبت منه عبدالعزى وهند، وأما الثاني فأبو هالة التميمي وأنجبت منه ثلاثة أولاد، وكانت حينها في الخامس والعشرين من عمرها، ولم تتزوج إلا حينما بلغت الأربعين سنة، إلا أن تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك قبل الوحي والبعثة المحمدية، فكان ابن خمسة وعشرين عاماً، تعرفت عليه في التجارة وأتقنها رسول الله وتزوجها، واستمرت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أن حظي بالرسالة المحمدية ووقفت معه هي وابن عمها ورقة ابن نوفل، فآمنت به وبرسالته، وأنجبت له السيدة خديجة القاسم وعبدالله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وقد أنجبت له مارية القبطية إبراهيم رضي الله عنه، حيث إنه لم ينجب غيرهم عليه الصلاة والسلام.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأسمائهم بالترتيب

الأحاديث التي وردت في فضل خديجة

تميزت السيدة خديجة رضي الله عنها عن نساء الأمة، وحظيت بالعديد من المناقب والصفات التي وردت في السنة النبوية، وقد جاء في فضل السيدة خديجة الكثير من الأحاديث الدالة على فضلها وحب رسول الله لها؛ ومنها كالآتي:[2]

  • ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون”.[3]
  • وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب”.[4]
  • زرد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ، فَيَقُولُ: «إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ” وفي راية أخرى قال: “إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا”.[5]
  • وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها خَيرًا منها، قال: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ“.[6]

شاهد أيضًا: ما هو لقب خديجه زوجة الرسول

وفاة خديجة رضي الله عنها

انتهت رحلة السيدة الفاضلة سيدة نساء أهل الجنة، في السنة العاشرة من النبوة، أي قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، بمدة ثلاث سنوات أي قبل حادثة الإسراء والمعراج، وقد كانت في الخامس والستين من عمرها، حيث دفنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القبر بيده الشريفتين، في مكة المكرمة، إلا أن مشيئة الله سبحانه وتعالى أن تكون وفاتها في نفس العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب، حيث سمي حينها عام الحزن من شدة حزن رسول الله على فراق زوجه وعمه اللذين وقفا معه، وكانوا أشد من دعمه في دعوته للإسلام.[2]

ومن هنا نصل إلى ختام مقال صفات السيدة خديجة رضي الله عنها، والتي تعددت صفاتها بين ذكاء وجمال ومال، وعبادة وحب من رسول الله وإخلاص منها له، ومن ثم تطرقنا للحديث عن زواجها من رسول الله، ومن هي خديجة بنت خويلد، وتعرفنا على الأحاديث التي ذكرت في فضلها، ومن ثم تعرفنا على وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها.

المراجع

  1. saaid.net , خديجة بنت خويلد , 26/10/2021
  2. islamstory.com , السيدة خديجة , 26/10/2021
  3. صحيح دلائل النبوة , الوادعي، عبدالله بن عباس، 474، صحيح
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 3820، صحيح
  5. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 3818، صحيح
  6. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط، عائشة أم المؤمنين،24864، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *