قصة زرقاء اليمامة

قصة زرقاء اليمامة هو ما سنعرضه في هذا المقال، فقد شاعت منذ القدم العديد من القصص والروايات الشّعبيّة الّتي يرويها لنا الأجداد، والّتي نقلت لنا معارف وحكم وعبر، وعلّمتنا دروسًا عظيمةً، لنكتسب منها ما يعيننا على غدنا والمضيّ في هذه الحياة، وموقع المرجع سيعرّفنا على أشهر قصص العرب قصّة زرقاء اليمامة، وسيخبرنا بالدّرس والعبرة المستفادة من هذه القصّة.

ما هي زرقاء اليمامة

زرقاء اليمامة هي قصّةٌ شعبيّةٌ تناقلها العرب جيلًا بعد جيل، وتحكي عن امرأة تدعى زرقاء اليمامة عربيّةٌ من العرب البائدة الّذين انقرضت قبائلهم منذ ومنٍ طويل، وكان لها قدرةٌ خارقةٌ في الرّؤية، وقد تسبّبت قدرتها هذه بمقتلها وقبيلتها الّتي كانت على يد الأعداء، ويحكي العرب هذه القصّة ليعلّموا الأجيال الدّرس والحكمة الّتي تنطوي عليها كلمات هذه القصّة، وضربت الأمثال في هذه القصّة بين النّاس، فصار النّاس يقولون عمّن كان بصره حادًّا: أبصر من زرقاء اليمامة، ومن النّاس من يقول بأنّ هذه القصّة حقيقيّة، ومن بينهم من يقول بأنّها مجرّد قصّة خرافيّة ومبتكرة كالكثير من القصص، والمراد منها تعليم الأجيال الجديدة الدّروس والحكم التي تفيدهم وتساعدهم في حياتهم.[1]

شاهد أيضًا: كيف ماتت ليلى حبيبة قيس

قصة زرقاء اليمامة

قصّة زرقاء اليمامة الّتي تناقلها العرب بين الأجيال حتّى وصلت إلى عهدنا هذا تحكي عن امرأةٍ عربيّةٍ أصيلةٍ جاهليّة، كانت تعيش في أرض نجد، ولدت في بلاد جديس الّتي اختفت واندثر أثرها ككثير من البلاد العربيّة القديمة، ولدت بعيونٍ زرقاء فسمّيت بزرقاء ونُسب اسمها لاسم قبيلتها فصارت زرقاء اليمامة، وقد وهبها الله تعالى حدّة بصرٍ شديدةٍ لم تشهدها العرب من قبل، حتّى قيل إنها كانت ترى الشّعر الأبيض في اللّبن، كذلك كانت ترى النّاس من مسافة ثلاثة أيّام، وكانت هذه القدرة العجيبة الّتي وهبها الله تعالى لهذه المرأة سببًا لنجاة قومها وبلادها من غزو العدو، فقد كانت تحذّر قومها من العدوّ حين تراه، وقد كانت هذه المرأة تكتحل بحجر الإثمد العربيّ، والّذي ثبتت فوائده علميًّا للعيون، وذات مرّةٍ غزا قومها قبيلةً أخرى وأجهزوا عليهم، وأخذوا منهم المال والغنائم، فعزم القوم الآخرون على الانتقام وأخذ الثّأر منهم، فعمدوا إلى جمع جيشٍ لمهاجمتهم، لكنّ رجلًا فطنًّا قال لهم إن أرادوا النّصر على أهل اليمامة لا بدّ لهم من التّحايل على زرقاء اليمامة حتّى لا تراهم.

وبالفعل سار الجيش نحو المنطقة الّتي يقطن بها أهل اليمامة، وقبل أن يصلوا إلى مسافةٍ تبعد عن منطقتهم ثلاثة أيّام قطعوا أشجارًا وحملوها، ومشوا بها، لكنّ زرقاء اليمامة أدركت الحيلة، وحذّت قومها من الجيش الّذي يتخفّى وراء الشّجر، لكنّ قومها كذّبوها واتّهموها بالافتراء، وولم تزل تحذّرهم حتّى باغتهم العدوّ بالهجوم، وقتل الكثير من النّاس في تلك الحرب الدّامية بين القبيلتين، ومن بينهم زرقاء اليمامة، فقد جاء العدو وفقأ عينيّ زرقاء اليمامة، وحينها رأى أن عروق عينيها سوداء من أثر كحل الإثمد، حيث تأثّرت عروق عينيها بها، وبهذا تكون قد انتهت أسطورة زرقاء اليمامة ذات البصر الحادّ العظيم، وانتصر العدوّ على قومها لأنّهم لم يصدّقوها ولم يعدّوا العدّة للعدوّ المباغت.[2]

شعر زرقاء اليمامة

ذكر الشّعراء العرب زرقاء اليمامة في الكثير من القصائد، وذكروا قصّتها، ومدحوا حدّة وجودة بصرها، ونذكر من بينهم الأعشى، الّذي قال في زرقاء اليمامة:

إذْ نظرتْ نظرةً ليست بكاذبة

إذ يرفّعُ الآلُ رأسَ الكلب فارتفعا

قالت: أرى رجلاً في كفِّه كتِف

أو يخصِف النعلَ، لهفي أيّةً صنعا!

فكذّبوها بما قالت فصبّحهم

ذو آلِ حسّانَ يُزْجي الموتَ والشِّرَعا

فاستنزلوا أهلَ جوّْ من منازلهم

وهدّموا شاخصَ البنيان فاتَّضعا

شاهد أيضًا: قصة نور الدين والبحارة الثلاثة

زرقاء اليمامة بالانجليزية

Some Arabic books have reported the story of Zarqa al-Yamamah in her reliance on her strength of eyesight, intelligence and ability to see the advent of enemies from a distance and then warn her people to prepare for them and be able to defeat any invasion or hostile attack they are exposed to.

On one occasion, Zarqa al-Yamamah saw from a few trees a distance away, and she warned her people about it, and that these trees are the army of the enemies; But they met with mockery of her and did not believe her, while the enemies had learned of the strength of Zarqa al-Yamamah’s sight and her ability to predict their coming; So they cut down the trees and hid behind them so that you would not see them, and when these invaders reached her people and eliminated them, they realized the truth of what Zarqa said, but it was too late.

But did you know that there are many skeptics about the veracity of this story, and that some have argued that this woman may have been distinguished by foresight and foretelling when enemies would come, and that she had the power of insight, not the power of sight.

هل قصة زرقاء اليمامة حقيقية

قد يتساءل البعض عن أصل قصّة زرقاء اليمامة المشهورة إن كانت حقيقيّةً أم لا، لكنّ أهل العلم قد قالوا بأنّ زرقاء اليمامة شخصيةٌ حقيقةٌ ومشهورةٌ في كتب وتراجم الأدب العربيّ وتاريخ القبائل العربيّة القديمة، وقد كانت في العصر الجاهليّ القديم، قبل أن تكون قبيلة قريش وغيرها من القبائل الّتي عاصرت الإسلام، وقد ذكر الجاحظ بأنّه بنتٌ من بنات لقمان بن عاد، واسمها الحقيقيّ هو عنز، وكذلك ذكرها ابن الجوزيّ في كتابه تاريخ الملوك والأمم، وغيره الكثير من المؤرّخين الّذين أرخوا قصّتها واستشهدوا بها في العديد من الكتب والشّعر وغيرها.[3]

شاهد أيضًا: قصة تمثال علي ونينو

العبرة من قصة زرقاء اليمامة

إنّ العبرة من قصة زرقاء اليمامة هي أنّ المرء من واجبه اتّخاذ الاحتياطات عند تلقّي التّحذيرات بوجود بالخطر، حتّى لو كان مصدر الخطر احتمالًا غير منطقيّ، فأحيانًا يتحقّق ما هو غير منطقيّ، ومن الضّروريّ الاستماع لنصائح الآخرين وأخذها بعين الاعتبار، فاتّخاذ الحيطة في كثيرٍ من الأوقات يمكن أن تكون المنجا والمنقذ من الأهوال والمصائب الّتي يمكن أن تباعتنا.

هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا قصة زرقاء اليمامة، والّتي تحدّثنا فيه عن زرقاء اليمامة وقصّتها الشّهيرة عند العرب، وبيّنا ما إذا كانت هذه الشّخصيّة حقيقيّةً أم لا، وكذلك قمنا بذكر بعض الأبيات الشّعرية عن زقاء اليمامة، والعبرة من قصّتها القديمة.

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *