شروط قبول العمل عند الله

شروط قبول العمل عند الله هو الموضوع الّذي سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث أنّ العبادة والعمل هما لله تبارك وتعالى ولا تجوز لأحدٍ غيره، لأن الله تعالى هو الخالق وهو قيّوم السّماوات والأرض الذي يدبّر الأمور، وعبادته يجب أن تكون ضمن شروطٍ وضوابط تتضمّن قبولها عند ربّ العباد، وفي موقع المرجع سنتعرّف على هذه الضّوابط والشّروط الّتي تجعل العمل مقبولًا عن الله جلّ وعلا.

العبادة في الإسلام

إنّ مفهوم العبادة في الإسلام يختلف عن مفهوم العبادة في أيّ ديانةٍ سماويّةٍ أخرى، حيث إن الدّين الإسلاميّ هو الدّين الّذي ارتضاه الله تعالى للعباد في الأرض ونسخ به جميع الدّيانات الأخرى، حيث أنّ العبادة لا تجوز لغير الله سبحانه وتعالى، ومن عبد غير الله تعالى فهو كافرٌ سيخلد في نار جهنّم يوم القيامة، وإنّ العبادة في الإسلام تحفّها الأحكام والضّوابط فلا يمكن للمسلم أن يوم بها متى أراد وأن يتركها متى شاء، بل لها وقتها وصفتها وكيفيّتها وأحكامها، ممّا جعل العبادة هي الغاية الأسمى من الدّين، ومن الجدير بالمسلم أن يعلم بأنّ العبادة هي حقّ الله تعالى على عباده، وهي الهدف الأساسيّ والغاية من خلقه، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.[1] فهي أعلى مراتب الدّين وأشرفها وأعلاها، وهي ما شُرّف بها الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين، وهي السّبيل الّذي يوصل المسلم إلى جنان الخلد يوم القيامة، وينجو بها من النّار والهلاك فيها.[2]

شاهد أيضًا: حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

شروط قبول العمل عند الله

إنّ اهل العلم قد استنبطوا من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة شرطان لقبول الأعمال الصّالحة والعبادات عند الله تبارك وتعالى، حيث أنّ من دون هذين الشّرطين فإنّ أعمال العبد كلها تحبط ولا تُقبل عند سبحانه وهذا الشّرطان هما:[3]

  • الشّرط الأول: إخلاص النّية لوجه الله تعالى وعدم الإشراك في عبادته شيئًا أبدًا، وقد ورد ذلك في آيات القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، حيث ورد في قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.[4] وكذلك قوله جلّ وعلا: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}.[5]  كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ”.[6]
  • الشرط الثاني: أن يكون عمل العبد مطابقًا لما جاء في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة، فلا يُقبل لعمل إذا كان مخالفًا لنصوصهما أو ممّا أحدثه المبتدعون في الدّين وأحكام الشّريعة، قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.[7]  وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ”.[8]

شاهد أيضًا: عدد انواع الشرك الاكبر

كيفية تحقيق أسباب القبول في الأعمال

إنّ كيفية تحقيق أسباب القبول في الأعمال نكمن في بعض الأمور الّتي يجب على المسلم القيام بها، لكي يحقّق المعنى الحقيقيّ للعبادة، وهذه الأمر هي:

  • يجب على المسلم أن يراجع نفسه ونيّته في كلّ عملٍ وكلّ عبادةٍ يقوم به لكيلا يكون في نيّته رياء.
  • الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار.
  • الدّعاء والمناجاة في السّرّ والعلن وكلّ وقتٍ وحين.
  • حضور المجالس الدّينية وحلقات التّعليم الشّرعيّة.
  • التّأكّد من صحّة الأحاديث النّبويّة قبل نشرها والعمل بها.
  • الاستعانة بالله تعالى على الطّاعة والإخلاص.

أحاديث عن إخلاص النية

توجد العديد من الأحاديث النّبويّة الشّريفة الّتي تتحدّث عن إخلاص النّية لله تعالى في الأعمال والعبادات، نذكر منها:

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به، ومَن يُرائِي يُرائِي اللَّهُ بهِ”.[9]
  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عن ربّه تبارك وتعالى: “أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ”.[10]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم”.[11]

شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي

هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا شروط قبول العمل عند الله تعالى، حيث قمنا بالحديث عن الشّروط وكيفية تحقيقها، وتعرّفنا على العبادة في الإسلام، وبعض الأحاديث الّتي تتضمّن إخلاص النّيّة.

المراجع

  1. سورة الذاريات , الآية 56.
  2. alukah.net , حقيقة العبادة في الإسلام , 06/02/2022
  3. islamqa.info , شروط قبول الأعمال عند الله عز وجل , 06/02/2022
  4. سورة البينة , الآية 5.
  5. سورة الشورى , الآية 20.
  6. صحيح البخاري , البخاري/عمر بن الخطاب/1/صحيح
  7. سورة الملك , الآية 2.
  8. صحيح مسلم , مسلم/عائشة أم المؤمنين/1718/صحيح
  9. صحيح البخاري , البخاري/جندب بن عبدالله/6499/صحيح
  10. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/2985/صحيح
  11. صحيح الترمذي , الألباني/عبدالله بن مسعود/2658/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *