خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة حيثُ أنّ الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطب الحرم المكي، وهو إمام سعودي الجنسية، استلم العديد من المناصب الدينية لحصوله على درجة البروفيسور في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وباعتبار أنّ عيد الأضحى من المناسبات العظيمة لدى المسلمون، لذا من خلال موقع المرجع سوف نستعرض خطبة عيد الأضحى لفضيلة الشيخ سعود الشريم مكتوبة، بالإضافة إلى خطبة عيد الأضحى للشيخ سعود الشريم بصيغة ملفات pdf.

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة

من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمون أن امتنّ عليهم بمواسم وخيرات يتسابقون فيها إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات، وقد تحدّث فضيلة الشيخ سعود الشريم -حفظه الله- عن إحدى المنّات العظيمة وهي (عيد الأضحى المبارك)، إضافة إلى مسائل متفرقة تخصّ شأن المسلمين وتوحيد صفوفهم، وجاءت الخطبة مكتوبة كما يلي:[1]

الحمد لله الذي لا يطلب منحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون، ولا يؤدي حقه المجتهدون. أحمده سبحانه، استتماماً لنعمته، واستسلاماً لعزته، واستعصاماً من معصيته. وأستعينه فاقة إلى كفايته، إنه لا يضل من هداه، ولا يعز من عاداه، ولا يفتقر من كفاه، له الحمد فرض علينا حج بيته الحرام، الذي جعله قبلة للأنام، يردونه رجالاً وركباناً كل عام، ويألهون إليه ولوه الحمام، جعله -سبحانه- علامةً لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزته، فاختار من خلقه سماعاً أجابوا إليه دعوته، وصدقوا كلمته، ووقفوا موقف أنبيائه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عند موعد مغفرته، جعله سبحانه وتعالى للإسلام علماً، وللقاصدين حرماً، فرض حجه، وأوجب حقه، وكتب علينا وفادته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نتمسك بها أبداً ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنها عزيمة الإيمان وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرحمن، ومدحرة الشيطان. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياء اللامع، والأمر الصادع؛ إزاحة للشبهات، واحتجاجاً بالبينات، وتحذيراً بالآيات، وتخويفاً بالمثلات، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الله أكبر عدد ما ذكره الحاجون وبكوا! والله أكبر عدد ما طافوا بالبيت الحرام وسعوا! الله أكبر عدد ما ظهرت النجوم، وتلاحمت الغيوم! الله أكبر عدد ما أمطرت السماء، وعدد ما غسق واقب أو لاح ضياء! الله أكبر عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته! الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً. أما بعد:

فيا أيها المسلمون: ويا حجاج بيت الله الحرام! أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه، فاتقوه في المنشط والمكره، والغضب والرضا، والخلوة والجلوة، واعلموا أنه قد اجتمع لكم في هذا اليوم عيدان، عيد الأضحى، وهو يوم الحج الأكبر، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، فأكثروا من الشكر لله جل وعلا، وبادروا بالأعمال قبل انقطاعها واعلموا أن الله غفور رحيم.

أيها المسلمون! إن الناس ما زالوا منذ أذن فيهم إبراهيم عليه السلام بالحج يفدون إلى بيت الله الحرام، في كل عام من أصقاع الأرض كلها، وأرجاء المعمورة جميعها، مختلفة ألوانهم، متمايزة ألسنتهم، متباينة بلدانهم، يفدون إليه وأفئدتهم ترف إلى رؤية البيت العتيق، والطواف به، ويستوي في ذلك الغني والفقير، والقادر والمعدم، كلهم يتقاطرون إليه، تلبية لدعوة الله، التي أَذَّن بها إبراهيم عليه السلام: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[2].

إن الحجاج، إذ يستبدلون بزيهم الوطني، زي الحج الموحد، ويصبحون جميعاً بمظهر واحد، لا يتميز شرّقيهم عن غرّبيهم، ولا عربيّهم عن أعجميّهم، كلهم لبسوا لباساً واحداً وتوجهوا إلى رب واحد، بدعاء واحد، وتلبية واحدة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، إن الله -عز وجل- يوم شرع الحج للناس أراد بما أراد من الحكم أن يكونوا أمة واحدة، متعاونة متناصرة، متآلفة متكاتفة، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، إن الحج سلامٌ حقيقي برمته، سلام غير مزيف، يدخل فيه المسلم مدة هذا النسك فيتعلم من خلاله احترام حق الحياة لكل مسلم حي، مهما كانت درجة حياته، فلا يتعدى على أحد، ولا يظلم أحداً، ولا يبغي على أحد.

شاهد أيضًا: خطبة عيد الأضحى قصيرة جدا

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم ملتقى الخطباء

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يُحصي نعمه العادين، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون، الحمد لله حمدًا طيب مبارك، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم أجمعين، أمّا بعد:[3]

أوصيكم -أيُّها الناس- ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإنّها مفتاحُ سَداد، وذخيرةُ معاد، وعِتقٌ من كل ملَكَة، ونجاةٌ من كل هلَكَة، بها ينجحُ الطالب، وينجُو الهارِب، فاعملُوا فإن العمل يُرفَع، والتوبةَ تنفع، والدعاءَ يُسمَع، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

حُجَّاج بيت الله الحرام: لقد أصبحتم في هذا اليوم في عيدٍ مبارك، عيد الأضحى، يوم الحج الأكبر، يوم قضاء التَّفَث والوفاء بالنُّذور والطواف بالبيت العتيق، إنه يومُ الفرح بالاستجابة لدعوة الخليل -عليه السلام-: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[4].

أيها المسلمون: لقد شرعَ الله لنا في هذا اليوم المُبارَك ذبحَ الأضاحِي تقرُّبًا لله، إذ من أفضل أعمال ابن آدم يوم النحر إراقة دم الهَدي والأضاحي تقرُّبًا وزُلفَى للخالق سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[5]، إنها سُنَّةُ أبينا إبراهيم المُؤكَّدة، ويُكرَهُ تركُها لمن قدِرَ عليها، كما أن ذبحَها أفضلُ من التصدُّق بثمنها، وتُجزِئُ الشاةُ عن واحدٍ، ولا بأس أن يُشرِكَ معه أهلَ بيته، وتُجزئُ البدَنة والبقرة عن سبعة، ثم إنّه يجبُ على المُضحِّي أن يُراعِي شروطَ الأُضحية الثلاثة:

  • الشرط الأول: أن تبلغَ الأضحيةُ السنَّ المُعتبَر شرعًا، وهو: خمس سنين في الإبل، وسنتان في البقر، وسنةٌ كاملةٌ في المعز، وستةُ أشهرٍ في الضأن.
  • الشرط الثاني: أن تكون الأُضحية سالمةً من العيوب التي نهى عنها الشارع، وهي أربعة عيوب: العرجاء التي لا تُعانقُ الصحيحةَ في المشي، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعوراءُ البيِّنُ عورُها، والعَجفاءُ وهي الهَزيلةُ التي لا مُخَّ فيها، وكلما كانت الأُضحيةُ أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.
  • الشرط الثالث: أن تقعَ الأُضحية في الوقت المُحدَّد، وهو الفراغُ من صلاة العيد، وينتهي بغروبِ اليوم الثالث بعد العيد، فصارت الأيامُ أربعةً.

ثم ليرفِق الجميعُ بالبَهيمة: “وليُرِح أحدُكم ذبيحَته، وليُحِدَّ شفرَتَه؛ فإن الله كتبَ الإحسانَ على كل شيءٍ”. حتى في ذبح البهيمة، ثم ليُسمِّي أحدُكم عند ذبحها؛ لأن الله يقول: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}[6]، ويُستحبُّ للمُضحِّي أن يأكل منها، ويُهدِي ويتصدَّق، ولا يُعطِي الجزَّارَ أُجرتَه منها، فضحُّوا واهدُوا، تقبَّل الله ضحاياكم وهداياكم.

شاهد أيضًا: خطبة عيد الاضحى المبارك مكتوبة مختصرة كاملة

خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة pdf

يهتم الكثير من المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، بالاطلاع على خطبة فضيلة الشيخ وإمام الحرم المكي سعود بن إبراهيم الخشيمي، للاستفادة منها في توضيح شروط الأضحية وآدابها في يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، لذا أدرجنا خطبة عيد الأضحى للشيخ سعود الشريم مكتوبة بصيغة ملفات pdf، ويمكن تحميلها وطباعتها من خلال النقر على الرابط “من هنا“.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا من خلاله عن خطبة عيد الأضحى سعود الشريم مكتوبة، بالإضافة إلى خطبة عيد الأضحى لفضيلة الشيخ سعود الشريم عن شروط الأضحية وآدابها، لنختتم المقال بإمكانية تحميل خطبة عيد الأضحى بصيغة ملفات pdf.

المراجع

  1. islamweb.net , خطبة عيد الأضحى المبارك للشيخ : سعود الشريم , 02/06/2024
  2. سورة الحج , الآية 27
  3. khutabaa.com , شروط الأضحية وآدابها , 02/06/2024
  4. سورة الحج , الآيات 27 - 29
  5. سورة الأنعام , الآيات 162 - 163
  6. سورة الأنعام , الآية 121

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *