شروط صلاة الجمعة عدد المصلين
جدول المحتويات
شروط صلاة الجمعة عدد المصلين هو موضوع هذا المقال، فالصّلاة عماد الدين وهي الرّكن الثاني من أركان الإسلام، وهي الفصل بين المسلمين وغير المسلمين، ولا يصحّ عمل المسلم من غيرها، وهي أول ما يحاسب عنه المرء يوم القيامة فلو صلحت صلح عمله، وصلاة الجمعة هي أكثر صلاةٍ آكدةٍ على المسلمين وأفضل الصلوات، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان شروط صلاة الجمعة أقل عدد مصلين لإقامة صلاة الجمعة.
صلاة الجمعة
إنّ صلاة الجمعة من الصلوات العظيمة المفروضة على المسلمين، والتي خصّ الله عباده المسلمين بها دون غيرهم، هي تؤدّى مرّة واحدة في كلّ أسبوع، وذلك بعد زوال الشمس من منتصف نهار يوم الجمعة، وتكون الصلاة فيها باجتماع المسلمين في المسجد، ويخطب فيهم الإمام ويعظهم، ثمّ يصلي فيهم ركعتي الجمعة، وهي صلاةٌ مفروضة على المسلمين الذكور الأحرار الذين لا يملكون أعذارًا تمنعهم عن الصلاة، وهي من فضائل يوم الجمعة المبارك.
شاهد أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة
شروط صلاة الجمعة عدد المصلين
إنّ لإقامة صلاة الجمعة عددًا من الشّروط الواجبة على المسلمين، ومن شروطها الجماعة، لكن لم يثبت دليل شرعي على اشتراط عدد معين في صحتها، واشتراط عددٍ معين من المسلمين لتقوم صلاة الجمعة هو أمرٌ اختلف فيه أهل العلم، وكانت أقوالهم على النحو الآتي:[1]
- يشترط لإقامة صلاة الجمعة أربعين رجلًا: استنادًا لحديث كعب بن مالك حين قال: “أوَّلُ مَن جمَّع بنا أسعدُ بنُ زُرارةَ في هَزْمِ النَّبِيتِ، في نقيعٍ يُقالُ له نقيعُ الخَضَمَاتِ. قُلتُ كمْ أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعونَ رجلًا”.[2] وهو ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة.
- يشترط لإقامة صلاة الجمعة ثلاثة رجال: وهو قول الإمام أبو حنيفة وهو الأصحّ عنه، وقولٌ لأبي يوسف، وذلك حتى لو كان الرجال مسافرين، وهو اختيار الإمام ابن تيمية، وذلك بأن يكون الإمام ورجلين يستمعان إليه.
- يشترط اثني عشر رجلًا غير الإمام لصلاة الجمعة: والشرط فيهم أن لا يكونوا من المسافرين، وهو قول أصحاب المذهب المالكي.
- يشترط لصلاة الجمعة رجلين اثنين: وذلك بأن يكون إمام ورجلٌ يستمع له، وهو قولٌ لبعض أهل العلم منهم الشوكاني.
شاهد أيضًا: من شروط صحة صلاة الجمعة
أقل عدد مصلين لإقامة صلاة الجمعة
اختلف أهل العلم في شروط صلاة الجمعة عدد المصلين، ولم يكن قولهم في أقلّ عدد من المسلمين يمكن أن تقوم فيه صلاة الجمعة، وفي أقلّ عددٍ ممكن وُجد قولين عن أهل العلم، وهما:[3]
- تنعقد صلاة الجمعة برجلين مسلمين غير الإمام، وهو قول الإمام أحمد وأبو يوسف وابن تيمية وابن باز وابن عثيمين، وذلك أنّ الثلاثة هي أقلّ الجمع فانعقدت به الجماعة، ولما رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ”.[4]
- تنعقد صلاة الجمعة باثنين من المسلمين، الإمام والمستمع، وهو قول الطبري والشوكاني وغيرهم، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}.[5] فلو كان عدد المسلمين اثنين فقط لا يجوز لهما أن يخرجا عن الأمر بإقامة صلاة الجمعة، وكذلك إنّ النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح عنه قد جعل للاثنين حكم الجماعة في الصلاة والله أعلم.
شاهد أيضًا: كم ركعة في صلاة الجمعة
كم ركعة صلاة الجمعة
إنّ عدد ركعات صلاة الجمعة أمرٌ ضروريٌ معرفته بعد بيان شروط صلاة الجمعة عدد المصلين، وقد نقل الإجماع عن أهل العلم أنّ صلاة الجمعة ركعتان فقط، وذلك لمن أدركها من المسلمين، وهذا الإجماع نقل عن المنذري وابن حزم والكاساني وابن رشد وابن قدامة، وقد وصل هذا الأمر للمسلمين نقلًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتواتر، وقد روى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “صلاةُ السَّفرِ رَكعتانِ وصلاةُ الجمعةِ رَكعتانِ والفطرُ والأضحى رَكعتانِ تمامٌ غيرُ قصرٍ على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ”.[6] وعلى كلّ مسلم عاقل بالغ مكلف ومقيم أن يدرك هذه الصلاة.[7]
شاهد أيضًا: فضل يوم الجمعة ابن باز
شروط صلاة الجمعة
بيّن أهل العلم أن من شروط صلاة الجمعة عدد المصلين الذي لم يتّفقوا فيه، وكذلك فإنّهم قد قسّموا شروط صلاة الجمعة لثلاثة أنواع، وهي:[8]
شروط الوجوب والصحة معا
حيث اتّفق أهل العلم في هذه الشروط على دخول الوقت للجمعة، ولا تصحّ لو كانت في غير وقتها، وأما المختلف عليه:
- مكان صلاة الجمعة: فالأحناف اشترطوا لوجوبها وصحتها المصر والمراد، أي الإمام الحاكم والبلدة، وذهب الجمهور أنها تقوم في أي مكانٍ قابل للاستيطان، والحنابلة لا يشترطون أيًا من ذلك، والراجح أنها تقوم في أي مكانٍ يجتمع فيه الناس.
- إذن السلطان في إقامة الجمعة: وهو شرطٌ وضعه الأحناف فقط من بين الأئمة، والمالكية يرون أنّه من المستحب استئذانه، ولا دليل في الكتاب أو السنة على هذا الشرط.
شاهد أيضًا: دعاء اللهم في اخر ساعة من الجمعة
شروط الوجوب للجمعة
قسّم أهل العلم شروط صلاة الجمعة التي توجبها إلى خمسة أمور، وهي:
- الإقامة في المكان الذي تقام فيه الجمعة سواءً كانت الإقامة دائمة أو مؤقتة تقطع حكم السفر.
- الذكورة فالجمعة لا تجب على النساء.
- الحرية للمسلم فالعبد لا تجب عليه صلاة الجمعة لأنّه ينشغل بخدمة سيده.
- الصحة والخلو من الأمراض في البدن مما يشق معه الخروج للجمعة.
- السلامة من العاهات المقعدة كالشيخوخة الشديدة والعمى.
- العقل والبلوغ والإسلام.
شاهد أيضًا: متى تكون صلاة الامام يوم الجمعة سرية
شرط الصحة للجمعة
لتكون صلاة الجمعة صحيحة بأداء المسلمين، لا بدّ من التزامهم بعدّة شروط بيّنها وذكرها أهل العلم كما يأتي:
- أن تكون الخطبة متقدّمةٌ على الصلاة وشاملة لحمدٍ وذكرٍ وتذكيرٍ بالله.
- أن تكون الصلاة في جماعة وهو شرطٌ لا خلاف فيه بمعناه، لكن اختلف أهل العلم ضمن شروط صلاة الجمعة عدد المصلين الذين تقوم بهم.
- أن لا تتعدد الجمعة في المكان الواحد بغير ضرورة، فلو أمكن اجتماع الناس كلّهم في مكانٍ واحد لزمهم ذلك.
- اشتراط المكان الذي تقوم فيه أن يكون عامًّا بحيث يكون مفتوحًا للجميع.
قد يهمك أيضًا: دعاء اخر ساعة من يوم الجمعة
خطبة الجمعة
إنّ الباحث في شروط صلاة الجمعة عدد المصلين سيدرك أنّ خطبة الجمعة من شروط صحّة صلاة الجمعة، وهي ركنٌ أساسيٌّ من أركانها، وتبطل الصلاة بإجماع أهل العلم بعدم الخطبة، ولا يجوز للمسلم قطعها ومغادرتها بل واجبٌ عليه استماعها كاملة، ولصلاة الجمعة خطبتين بإجماع أهل العلم، حيث يخطب الإمام خطبتين بينهما استراحةٌ قصيرة جدًا، وتكون متضمّنةً للموعظة والوصية والتقوى، وعلى الإمام أن يستشهد بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى اشتراط اللغة العربية في الخطبة وهو القول الراجح فيها والله أعلم.
شاهد أيضًا: يسن للخطيب يوم الجمعة أن يدعو للمسلمين
فضل الجمعة
إنّ يوم الجمعة من أكثر الأيّام فضلًا بين أيّام الأسبوع، وصلاة الجمعة هي أفضل الصّلوات، وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على فضل الجمعة وصلاتها، منها ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ”.[9] كما أنّ صلاة الجمعة من مكفّرات الذنوب والآثام، وهي امتثالٌ لأمر الله وينال بها المسلم المضاعفات للحسنات، وله أجر الدعاء والاستغفار فيها وهي ترفعه في الدرجات.[10]
شاهد أيضًا: أفضل دعاء يوم الجمعة قبل الغروب
آداب الجمعة وصلاتها
من خلال الخوض في شروط صلاة الجمعة عدد المصلين، فإنّ آداب الجمعة وصلاتها من الأمور التي لا بدّ من توضيحها، وهي كما يأتي:[11]
- اغتسال المسلم وتطيبه وارتداءه أفضل الثياب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى”.[12]
- التبكير لصلاة الجمعة حيث يستحب التبكير لها من أول النهار وهو قول جمهور أهل العلم.
- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تثبت فضل سورة الكهف في يوم الجمعة.
- يستحبّ للمسلم أن يكثر من ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكثر من الدعاء والاستغفار، وذلك لأنّ فضل الدعاء يوم الجمعة كبير، وقد خصّها الله سبحانه بساعتة استجابة.
- من المستحب للمسلم أن يقرأ سورتي الفجر والإنسان في فجر يوم الجمعة.
شاهد أيضًا: دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة تويتر
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال شروط صلاة الجمعة عدد المصلين الذي عرّف الجمعة وبيّن حكمها وشروطها، وبيّن عدد ركعات صلاة الجمعة وسلط الضوء على خطبة الجمعة كيفيتها وحكمها، وآداب الجمعة وفضلها.
المراجع
- islamweb.net , العدد الذي تصح به الجمعة عند الفقهاء , 15/01/2022
- إرواء الغليل , الألباني/ كعب بن مالك/ 600/ حسن
- dorar.net , العددُ الذي تَنعقِدُ به صلاةُ الجُمُعةِ , 15/01/2022
- صحيح مسلم , مسلم/ أبو سعيد الخدري/ 672/صحيح
- سورة الجمعة , الآية 9
- صحيح ابن ماجه , الألباني، عمر بن الخطاب، 879، صحيح
- dorar.net , عددُ ركعاتِ صلاةِ الجُمُعةِ , 15/01/2022
- islamweb.net , شروط صلاة الجمعة , 15/01/2022
- صحيح مسلم , مسلم/ أبو هريرة/ 854/ صحيح
- dorar.net , فَضْلُ الجُمُعة , 15/01/2022
- dorar.net , آدابُ يومِ الجُمُعةِ وصَلاتها , 15/01/2022
- صحيح البخاري , البخاري/سلمان الفارسي/883/صحيح
التعليقات