خطوات اتخاذ القرار

خطوات اتخاذ القرار مهمة جداً بالنسبة لنا، فكثيرة هي المشاكل والمسائل التي تعترضنا يومياً والتي يجب أن نتخذ فيها قراراً سريعاً في بعض الأحيان، وبالرغم من أهمية المسألة التي تواجهنا  إلا أن الأهم هو اتخاذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب، وفي هذا المقال عبر موقع المرجع سنتكلم عن خطوات اتخاذ القرار بتفاصيلها، إضافة إلى تعريف القرار والتوسع في كل ما يخص موضوعنا.

تعريف اتخاذ القرار

يمكن تعريف القرار أنه هو مسار العمل الذي يتم اختياره عن قصد بالاستعانة بمجموعة من البدائل، وذلك لتحقيق الأهداف على مستوى الحياة الشخصية، أو تحقيق الأهداف التنظيمية أو الإدارية على مستوى المنظمة، أما عملية صنع القرار فهي مسألة استشارية، حيث تقوم بها مجموعة من المهنيين داخل المنظمة وذلك لدفع الأداء لأي منظمة نحو الأفضل، وهو أيضا نشاط مستمر وديناميكي يشمل جميع الأنشطة الأخرى التي تتعلق بالمنظمة وعملها، وكون هذا النشاط مستمر، فستلعب عملية صنع القرار هذه أهمية حيوية في سير عمل المنظمة، ومن حيث أن العقول الفكرية هي التي تشارك في عملية صنع القرار، فهي تتطلب بالضرورة معرفة علمية قوية تكون مقرونة بالمهارات والخبرة المرتبطة بالنضج العقلي.

كما تعتبر بمثابة نظام تحقق وتوازن والذي يحافظ على نمو المنظمة في كلا الاتجاهين الرأسي والخطي، أما الأهداف التي نشدها المنظمة هي أهداف العمل المحددة مسبقًا ومهام الشركة ورؤيتها، قد تواجه الشركة الكثير من العقبات سواء في المجالات الإدارية والتشغيلية والتسويقية والتشغيلية، يتم حل هذه المشاكل من خلال عملية صنع القرار الشاملة أثناء تحقيقها لأهدافها، وعادة لا يوجد قرار ثابت،  حيث أن المشاكل تتطور من مرحلة إلى مرحلة في العمل وهي بحاجة إلى الحل دائما، فإذا ما حللنا مشكلة ما، فقد تنشأ أخرى.[1]

شاهد أيضاً: خطوات حل المشكلة

خطوات اتخاذ القرار

تساعدك خطوات اتخاذ القرار على اتخاذ قرارات تكون أكثر ربحية بالمعنى المعنوي والمادي، والتي تؤثر فعلا في جودة قرارك والابتعاد عن القرارات المتسرعة الطائشة واتخاذ قرارات ناضجة، وهذا القرار يتعلق بحياتك وعملك والمؤسسة التي تعمل بها وكل شيء يدور حولها، فسواء كنت تدير فريقًا صغيرًا أو حتى  كنت تدير شركة كبيرة، فإن نجاحك ونجاح الشركة التي تديرها يعتمدان عليك في مهمة اتخاذ القرار الصحيحة في الموضع الصحيح، ولتصل إلى الحل الصحيح يجب أن تتبع الخطوات المثالية عند سلوك هءا النهج، وسنتعرف على كل خطوة على حدة لنشرحها بشكل أفضل.[2]

تحديد القرار

لاتخاذ قرار في قضية ما يجب عليك أولاً أن  تحدد ماهي المشكلة التي تحتاج إلى حلها، أو السؤال الذي تهدف للإجابة عنه حتى يتسم قرارك بالوضوح، فإذا كنت بحاجة إلى أن تحقق هدف محدد من هذا القرار فاجعله قابلاً للقياس، حتى تعرف بشكل قطعي إذا ما كنت قد حققت الهدف المطلوب في نهاية العملية أم لا.

المعلومات ذات الصلة

بمجرد أن تحدد قرارك، عليك الإنتقال إلى جمع المعلومات ذات الصلة بهذا القرار، فمثلا يمكنك القيام بإجراء تقييم داخلي، وذلك لمعرفة أين نجحت مؤسستك وأين فشلت في تلك المجالات المتعلقة بقرارك، ويمكنك البحث عن معلومات أخرى من مصادر خارجية أيضًا، والتي تتضمن الدراسات وأبحاث السوق، إضافة إلى التقييم من الاستشاريين المدفوعين، ولكن أحياناً قد تتعثر أثنا جمع المعلومات بسبب كثرة المعلومات، حيث أن افحقائق والإحصاءات التي تبدو لك أنها قابلة للتطبيق، فمن الممكن أن تؤدي فقط إلى تعقيد هذه العملية لا حلها.

تحديد البدائل

وفي هذه الخطوة سنحدد الحلول الممكنة للمشكلة، فعادة ما نحتاج إلى وجود أكثر من خيار واحد عند محاولتنا التحقيق من هدف ما، وعلى سبيل المثال ، فإذا كانت الشركة التي تعمل بها تحاول أن تكتسب المزيد من المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيجب أن تتضمن البدائل التي نحتاجها هي إعلانات اجتماعية مسبوقة الدفع، أو ربما تتطلب التغيير في إستراتيجية الوسائط الاجتماعية العضوية التي تعود إليك، أو حتى يمكن مزج الاثنين.

موازنة الأدلة

فبد أن نحديد البدائل المتعددة، فعلينا القيام بالموازنة بين الأدلة سواء كانت المؤيدة أو المعارضة للبدائل التي ذكرناها، فمثلا أنت بحاجة للتعرف على ما فعلته الشركات سابقا في الماضي بغية النجاح في هذه المجالات، كما تتطلب موازنة الأدلة إلقاء نظرة فاحصة تتضمن المكاسب والخسائر للمؤسسة. ويجب أيضاً أن تحدد المخاطر المحتملة لكل من هذه البدائل الخاصة بك، وموازنة تلك المخاطر مقابل تلك المكافآت المحتملة.

الخيار بين البدائل

وهذا الجزء أهم جزء من عملية اتخاذ القرار، كونه الجزء الذي نبحث عنه من كل هذه العملية، وبعد اتخاذ القرار يجب أن تكون قد  حددت وأوضحت هذا  القرار الذي عزمت اتخاذه، وجمعت كل المعلومات المتصلة به  وطوّرت المسارات المحتملة التي قمت باتخاذها لتكون على استعداد  للاختيار.

اتخاذ الإجراءات اللازمة

فبمجرد أن اتخذت قرارك تأتي مرحلة التصرف بناءً عليه، وذلك بوضع خطة لجعل هذا القرار ملموسًا وفي وضع التنفيذ ليصبح قابل للتحقيق، وعليك القيام بتطوير خطة مشروع تتعلق بالقرار المتخذ، ومن ثم القيام بتعيين الفريق وتوزيع المهام لوضع الخطة في مكانها الصحيح.

مراجعة القرار

وهي مرحلة مهمة تتم بعد فترة زمنية التي حددناها مسبقًا  في الخطوة الأولى من خطوات اتخاذ القرار، وبعد ذلك تلقي نظرة صادقة على قرارك، وذلك للنظر إن حلت المشكلة أم بعد وإن حققت الخطة الأهداف المرجوة منها أم لا، إفإذا تمت العملية بنجاح، فلاحظ ما تم تحقيقه ليكون مرجع لك في المستقبل، وإذا لم تنجح، فتعلم من أخطائك التي مررت بها عندما تبدأ عملية جديدة في اتخاذ القرار مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: خطوات التفكير الناقد

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

عادة ما يتم اتخاذ القرارات في ضوء واحد من ثلاثة شروط أساسية هي السياقات والمخاطرة والريبة، حيث تستند هذه الشروط بشكل أساسي إلى مقدار المعرفة الواسعة التي يجب أن يمتلكها  صانع القرار مسبقا والتي تتعلق بالنتيجة النهائية للقرار، ويعتمد قرار المدير من حيث الخبرة على عدد من العوامل، مثل معرفة المدير السابقة ودرايته وفهمه وخبرته وحدسه، أما العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار هي:[3]

• السياقات: حيث يتم اتخاذ هذه القرارات في ظل الظروف اليقينية لدى المدير والتي تتطلب وجود معلومات كافية لمعرفة النتيجة قبل اتخاذه القرار، كما يجب أن يعرف المدير البدائل المتاحة إضافة إلى شروط هذه الإجراءات وعواقبها.
• مخاطرة: فغالبا ما يتم اتخاذ معظم هذه القرارات الإدارية في ظل ظروف المخاطرة، وقد يلجأ المدير إلى المخاطرة عندما يرى أنه من المفيد في هذه المرحلة من العمل استخدام تقديرات الاحتمالات، وفي هذا الموضع بسكل خاص ستبرز خبرة المدير وذكاءه وحنكته في تجاوز هذه المرحلة.
• الريبة: عندما يتم اتخاذ القرارات الإدارية في ظل عدم اليقين ستكون احتمالات النتائج المترتبة على هذا القرار غير معروفة في جو تسوده الريبة، وعندها سيلجأ المديرون إلى وضع الافتراضات المعينة حول الموقف الراهن، وذلك من أجل توفير إطار معقول لإعادة صنع القرار، والذي يلعب فيه الحدس والحكمة والخبرة دورًا رئيسيًا.

شاهد أيضاً: خطوات حل المسألة

مثال على خطوات اتخاذ القرار

لفهم خطوات اتخاذ القرار بشكل صحيح سوف نطرح المثال التالي وشرحه:

قائد في شركة تم تكليفه بتشكيل فريق ليكون قادرًا على توحيد عمليات استعانة الشركة بمصادر خارجية لتكنولوجيا المعلومات، والقيام بتنفيذ تغيير التنظيم الاستراتيجي عبر قوة عاملة تشمل 20 شخص، وسيكونو منتشرين في جميع الفروع بمختلف أنحاء العالم، وتحديدا في مراكز التسليم العالمية الخاصة بالشركة، ويتم شرح العملية كالتالي:[4]

• تحديد القرار: والمتضمن هنا هو تكوين الفريق القادر على توحيد عمليات استعانة الشركة بمصادر خارجية لتكنولوجيا المعلومات. 
• جمع المعلومات ذات الصلة: والتي تتضمن ما هو المطلوب تغييره، وعدد الأشخاص، والهدف من نشرهم، والمهمة المحددة المطلوبة منهم، والكفاءة المطلوبة لهذه المهمة وما إلى ذلك.
• تحديد البدائل: وتمثل هنا قائمة الخيارات المختلفة، والتي تتعلق مثلا في من هم الموظفون الجيدين للمهمةالحالية، ومن هم الموظفين البدلاء لهم في حال تغيبوا لظرف ما، ويمكننا القول مثلا ما الخطة البديلة في هذا الفريق الذي تم تكوينه لم ينجح.
• موازنة الأدلة: كالنظر في سياسة الشركة السابقة في ما يخص نفس المهمة والموازنة بينها وبين نفس المهمة في دل ظروف الراهنة.
• الخيار بين البدائل: وهي مرحلة اتخاذ القرار، فعلى القائد تحديد الموظفين ال20 الذين تم اختيارهم بعد التدقيق والنظر في موضوع خبرتهم، اضافة إلى التأكد من ضمان جودة سيرتهم الذاتية في ما يخص موضوع التفاني بالعمل.
• اتخاذ الإجراءات اللازمة: والتي تتضمن تطبيق القرار على أرض الواقع ووضعه في حيز التنفيذ، كتوزيع المهام على الموظفين وارسالهم إلى مراكز التسليم الخاصة بالشركة بعد وطشرح المهام الموكلة لهم.
• مراجعة القرار: وذلك بمراقبة التطبيق بعد فترة من التطبيق، وذلك لمعرفة اذا قام الموظفين ال 20 بتنفيذ المهام الموكلة إليهم، وهل الشركة حققت نجاحا في ظل القرار الذي اتخذه القائد بالنسبة للمهمة، وفي حال لم يتم ذلك سيتم استخدام البدائل.

اقرأ أيضًا: خطوات التخطيط

وبعد هذا الكم الهائل من المعلومات وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان بعنوان  خطوات اتخاذ القرار  وتعرفنا من خلاله على تعريف اتخاذ القرار والعوامل المؤثرة به مع ذكر الأمثلة.