ما هي صفة حج التمتع ابن عثيمين

ما هي صفة حج التمتع ابن عثيمين؟ وهو ما سيتمّ بيانه وتوضيحه عبر هذا المقال، حيث خلق الله -سبحانه وتعالى- الناس وجعل الديّن عنده الإسلام، وكان من أركان الإسلام خمسة أمور، ومن بينها حجّ بيت الله لمن استطاع إليه سبيلًا، كما أن الحج فريضة على كلّ مسلمٍ مكلف وقادر جسديًا وماديًا ولا يسقط عنه إذا استطاع أن يؤديه، ومن هذه المعطيات سوف نسلط لكم الضوء  في موقع المرجع على مفهوم حج التمتّع، وبيان إجابة السؤال المطروح، ومعرفة أنواع الحج.

حج التمتع

يُعتبَر حَجُّ التَمتُّع بأنه إحرام الحاجّ لأداء العُمرة في أشهر الحج، حيث تتمثل في شهر شوال، وشهر ذي القعدة، وشهر ذي الحجة، إذ يقوم بأداء مناسك الحج بعد فراغه من العمرة والتحلّل منها، كما سُميّ بهذا الاسم لأن الحاج يتمتع في التحلل من الإحرام الذي أدى به عمرته، بحيث يسقط عنه أحد السفرين فهو اعتمر وحجّ في وقت واحد وفي سفر واحد،  كما يحق له كل مباح من التمتع بالنساء والطّيب بين العمرة والحج، كما أنه يتقرب إلى الله بأداء عبادتي الحج والعمرة، فقد قال -تعالى-: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)[1][2].

صفة حج التمتع ابن عثيمين

إنّ عبادة الحج تُعتبر من العبادات المقرونة بالإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، حيث ينبغي على المسلم أن يتبع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا، كما أن حجُّ التمتّع هو أحد أنساك الحج، وفيما يلي سيتم بيان صفة حجُّ التمتّع كما وردت عند ابن عثيمين -رحمه الله- حيث تبدأ بالتوجه إلى مكة وتتمثل بالإحرام بالعمرة ليعتبر متمتعًا، ثم تندرج باقي الخطوات على النحو الآتي:

الاغتسال

حيث تتمثل بالاغتسال من الجنابة فهي السنة للرجال والنساء، كما يتطّيب الرّجل في رأسه ولحيته ويلبس ثياب الإحرام، أما الحائض والنفساء ينبغي عليها الاغتسال ولكن لا تصلي.[3]

تلبية الحاج

حيث يتم تلبية الحاج حتى وصلوه لمكة بقول: (لبيك اللهم عمره لبيك اللهم لبيك «لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)[3].

شاهد أيضًا: طريقة العمرة بالتفصيل

الاغتسال لدخول مكة

عند الاقتراب من مكة الاغتسال لدخولها كما فعل النبي، والدخول مقدمًا الرجل اليمني ويقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)[3].

شاهد أيضًا: هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟

طواف القدوم

وهي تتمثل باستلام الحجر الأسود أو الإشارة إليه وقول (بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد)، ثمّ يجعل البيت على يساره وطوف سبعة أشواط بالابتداء بالحجر والاختتام به، كما يقول الحاج بين الحجر الأسود والركن اليماني: (ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار)[4]، كما ينبغي الإكثار من الذكر والدعاء،وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم أو في أي مكان من داخل المسجد.[3]

السعي بين الصفا والمروة

وتتمثل بالخروج إلى الصفا وقراءة الآية الكريمة: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شعائر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)[5]، ثمّ الصعود على الصفا واستقبال القبلة ورفع اليدين، ويكبر الله ويحمده ويقول (لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثمّ ينزل متجهًا إلى المروة وإذا وصل المروة صعد عليها واستقبل القبلة، ورفع يديه، وقال مثل ما قال على الصفا ليتم سبعة أشواط.[3]

يوم التروية في الحج

وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، حيث يُسَنُّ للمتمتع فيه أن يحرم بالحج والاغتسال، والتطيّب، ولبس ثياب الإحرام، والخروج إلى منى، وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار إلى عرفة.[3]

الوقوف بعرفة

وهو ركنٌ من أركَانِ الحَجِّ التي لا يَكون الحَجُّ مِن دِونها، وهو اليَوم التّاسِع من ذِي الحِجَّة، حيث ينزل الحاج في عرفة، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم، ثم يشتغل بعد ذكر الله، ودعائه، وقراءة القرآن، والعديد من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله -تعالى-، ويبدأ فيه الوقوف بطلوعِ فجرِ يوم عَرَفة وينتَهِي بطلوعِ فجرِ يومِ النّحر، وعند الغروب يفيض الحاج من عرفة إلى مزدلفة، ثم صلّى بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا.[3]

شاهد أيضًا: حكم الطواف راكبا لعذر ولغير عذر

الرمي والطواف والذبح والحلق يوم النحر

يعتبر يوم النّحر هو اليَوم العَاشِر من شَهر ذِي الحِجَّة، ومنه الوقوف بالمشعر الحرام، ثم التوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبى، وهي من واجبات الحج، ثم يقوم الحاج بالنحر والحلق، ويطوف طواف الإفاضة في البيت العتيق، ويكون بذلك قد تحلل التحلل الأول ولكنه لا يباح له النساء، حتى يتحلل التحلل الأكبر.[3]

رمي الجمرات الثلاثة

وتكون هذه الجمرات في أيّام التشريق التي تلي يوم النحر، حيث يعود الحاج إلى منى ويبيت فيها، فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات الثلاث، حيث تكون بداية الرمي بجمرة العقبة الصغرى، وهي البعيدة عن مكة، بسبع حصيّات مع التكبير، ويجب أن تأتي الحصاة في الحوض، ثم جمرة العقبة الوسطى ثم الكبرى، وفي اليوم الثاني من أيّام التشريق يفعل ما فعله في اليوم الأول، وفي الثالث كذلك.[3]

طواف الوداع

يُعتبَر طَواف الوداع بأنّه بمثَابة تَودِيع للبيت الحرام، فهو واجبٌ عند انتهاء الحاج من أعمال الحج وقبل خروجه من مكة، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الناس ينفرون من كل وجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينفِرَنَّ أحدٌ حتَّى يكونَ آخِرَ عهدِه الطَّوافُ بالبيتِ)[6]، كما يُشترط له أن يكون الحاج من غير أهل مكة، ولم ينو الإقامة فيها والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

أركان حج التمتع

يُعتبَر حَجّ التَمتُّع هو الإحرام لأداء العمرة، وتتمثل بالوصول لمكة والطواف والسعي للعمرة، ثمّ يحلق ويتحلل من إحرامه فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج وأتى بجميع أفعاله، حيث تُعتبَر أركان حَجّ التَمتّع بأنّها تضم كل من أركان الحجّ والعمرة في نفس الوقت، وهي كالآتي:[7]

• أداء أركان العمرة: والتي تتمثل بالإحرام والطواف حول الكعبة، والسّعي بين الصفا والمروة، ثمّ يتحلل من عمرته ويُحرِم للحجّ.
• أداء أركان الحج: وهي الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ولكن ينبغي الإتيان بها على الترتيب لأنه قيام الحاج بهذه الأركان بالترتيب يُعتبًر شرطًا لصحة الحجّ.

أنواع الحج الثلاثة

يعتبر الحج أحد أركان الإسلام وسر من أسرار التوحيد، حيث أوضح أهل العلم بأنّ الحجّ ثلاثَة أنواع، وتتمثل على النحو الآتي:[8]

• حَجُّ الإفرَاد: وهو يتمثل بإحرام المُسلِم بالحجّ فقط، حيث يطوف طواف القدوم ويسعى سعي الحج، ولكن لا يحلق ولا يحل من إحرامه بل يبقى محرمًا حتى يرمي جمرة العقبة يوم العيد.
• حَجُّ القِران: إحرام المسلم بالعمرة والحج معًا أو يُحرِم بالعمرة ثم يدخُل الحجّ عليها قبل الشروع في طوافها.
• حَجُّ التّمتُّع: إنّ المتمتع يأتي بحج وعمرة كاملين، وهي تتمثل بإحرام المسلم بالعمرة وحدها في أشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة، ويتم فيها السعي والطواف والحلق والتحلل من الإحرام، فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج وأتى بجميع أركان الحج.