الفرق بين النبيذ والخمر

الفرق بين النبيذ والخمر المشروبين الشائعين عند العديد من شعوب الأرض، وعلى الرغم من الاختلاف الكائن بينهما، إلا أن الكثيرين لا يملكون قدرة التفريق بينهما أو حتى العلم بوجود اختلاف أساسًا، فيطلقون على الخمر نبيذًا وعلى النبيذ خمرًا، ونظرًا لهذا الخلط الشائع سنسلط الضوء من خلال سطور مقالنا التالي عبر موقع المرجع على الفرق بين كل من النبيذ والخمر، وذلك بطرح تعريف واضح لكل منهما وكيفية تحضيرهما، بالإضافة إلى ذكر أهم الأنواع المندرجة عن كل منهما.

ما هو النبيذ 

يُعرف النبيذ على أنّه المشروب المصنوع من الفاكهة، وفي أغلب الأحيان يُصنع هذا المشروب من العنب على اختلاف أنواعه. علاوة على ذلك يصنع النبيذ من أنواع أخرى من الفواكه المنتشرة حول العالم مثل الجوافة، والخوخ. ومن المتعارف عليه أن عملية إنتاج النبيذ من فاكهة غير العنب تستوجب ضرورة ذكر نوع هذه الفاكهة مرفقةً مع كلمة نبيذ، مثال ذلك (نبيذ الخوخ)، وذلك عند إنتاج النبيذ بواسطة فاكهة الخوخ. أمّا في حال عدم وجود أيّة كلمة مرفقة مع كلمة نبيذ فمن المفترض أن يكون مصنوعًا من العنب حصرًا.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين سياليس 5 وسياليس 20

ما هو الخمر 

ويعرف أيضًا الخمر باسم الخمور المقطرة، والمشروبات الروحية. والمقصود بمصطلح الخمر هو الإشارة إلى مختلف أنواع المشروبات الكحولية ما عدا البيرة والنبيذ. علاوة على ذلك فالعملية الأساسية المتّبعة للحصول على الخمر هي عملية التقطير، وهي عبارة عن عملية تبخّر متبوعة بعمليّة تكثيف. فعملية إنتاج الخمور تتضمن تقطير الخليط المنتج من خلال عملية التخمير. وتعمل بعدها عملية التقطير على إزالة العوامل المخففة من الخليط مثل الماء. والأهم من ذلك كلّه، فالخمور معاكسة تمامًا للنبيذ، فهي معروفة لدى الإنسان منذ ما يزيد عن 2000 سنة. وكان القصد الرئيسي من وراء إنتاج الخمور في بداية الأمر بهدف استخدامها كأدوية. فعلى سبيل المثال تمّ إنتاج مشروب الجن باعتباره وسيلة تستخدم في محاربة الطاعون مع بداية القرن الرابع عشر الميلادي.[1][2]

الفرق بين النبيذ والخمر 

يكمن الفرق بين النبيذ والخمر من ناحية الشكل والقوام، إذ يُصنع النبيذ من عصير العنب في أغلب الأحيان، في حين أنّ الخمر عبارة عن مشروب كحولي مصنّع عن طريق التقطير، ومن ناحية عملية التقطير فالنبيذ لا يخضع لأي مرحلة من مراحل التقطير، وفي المقابل يمرّ الخمر بمرحلة التقطير بعد عملية التخمير، كما يحتوي النبيذ على نسبة متدنية من الكحول وفي أغلب الأحيان لا تتجاوز نسبة الكحول 15%، في حين أنّ نسبة الكحول في الخمر مرتفعة وفي أغلب الأحيان تبلغ نسبتها أكثر من 35%، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأنواع المتوفّرة من النبيذ حول العالم أقل بكثير من أنواع الخمور، والأهم من ذلك كلّه يمكننا تلخيص الفرق الأساسي بين النبيذ والخمر من خلال العبارة التّالية (النبيذ دائمًا مشروب كحولي، ولكن المشروبات الكحولية ليست دائمًا نبيذ)، كما أنّ عملية تخمير النبيذ تستلزم وقت أطول بكثير من وقت تخمير الخمر.[2][3]

شاهد أيضًا: ما الفرق بين بنزين 91 و95

الفرق بين النبيذ والخمر والكحول 

في حال النظر إلى الأمر من الناحية الفنية فإنّنا نلاحظ تكوّن النبيذ بشكل عام من الماء بنسبة تبلغ حوالي 85%، ومن الكحول بنسبة 12-15%، بالإضافة إلى كميّة قليلة من بعض الأشياء الدقيقة، في حين يتمّ إنشاء الكحول من خلال عملية التقطير، أو التخمير، كما تضاف الخميرة إلى النبيذ في سبيل نجاح عملية تخمير العنب، ويتمّ خلال هذه العملية تحويل السكر إلى كحول، وبالنتيجة وعند وصول نسبة الكحول في النبيذ إلى حوالي 18 5 فإنّها ستتمكّن من قتل خلايا الخميرة الموجودة في البيرة وتوقف عملية التخمير.

أمّا من الناحية المقابلة فإنّ عملية التقطير مختلفة تمامًا فيما يخصّ الخمور والمشروبات الكحولية، وبإمكان المنتجين الحصول على سائل تبلغ فيه نسبة الكحول ما يزيد عن 90% من إجمالي نسبة السائل. وفي حال أردت الحصول على نسبة أقل من الكحول لتصل إلى ما نسبته 35% من الكحول، فلا بدّ لك من الاستعانة بكميات أخرى من الماء المضاف إلى السائل، بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نسبة الكحول في النبيذ تكون بشكل عام بنسبة تتراوح بين 12-15% وفي الخمور تكون نسبة الكحول بين 35-40%، وفي كلا المشروبين فإنّ وجود الكحول يعدّ أمرًا أساسيًا لا بدّ منه. 

والأهم من ذلك كلّه فلا بد لنا من التنويه على أنّ الكحول عبارة عن فئة عامة يمكنها أن تساعد في العديد من الوظائف الصناعية، والترفيهية، والطبية المختلفة، في حين أنّ الخمور هي عبارة عن المشروبات المحتوية على نسب متفاوتة من الكحول، كما أنّه من الممكن إنتاج الكحول عن طريق تخمير الكثير من المزروعات كالخضار، والفواكه، والحبوب، في حين يتمّ الحصول على الخمور من خلال تخمير هذه المزروعات، ومن ثمّ تركيز الإيثانول فيها خلال عمليّة التقطير، كما يمكننا التمييز بين الخمور والكحول من حيث احتواء الخمور على نسبة إيثانول مرتفعة، إذ أنها أعلى من نسبة احتواء المشروبات الكحولية عليها.[2][3]

أهم أنواع النبيذ 

تختلف أنواع النبيذ الموجودة في العالم تبعًا لتقنية الإنتاج التي تمّ الاعتماد عليها، وبإمكاننا تصنيف أنواع النبيذ وفق ما يلي:[4] 

النبيذ الأحمر الكامل 

وهو نوع من النبيذ الغني بالكحول، يحتوي على نسبة كبيرة من العفص الذي ستشعر به في الجزء الخلفي من لسانك عند شرب هذا النبيذ. حيث سيتشعر بجفاف في الفم وشدّ من ناحية المنطقة الخلفية للسان، ومن المعروف عن العفص أنّها مادة نحصل عليها من جلد وبذرة العنب، كما يمتلك هذا النوع من النبيذ رائحةً تشبه إلى حدّ كبير رائحة الجلود، والتوابل، والفواكه الداكنة على غرار الكرز الحامض، وعلى الرغم من كون هذا النوع من النبيذ يعدّ من الأنواع الثقيلة والمتماسكة بدرجة معيّنة، فلا بدّ من تقديمه مع وجود أطعمة ثقيلة مثل شرائح اللحم البقري.  

النبيذ الأحمر المتوسّط 

بالإمكان إرفاق هذا النوع من النبيذ مع عدد كبير من الأطباق والمأكولات الشهية، ففي حال لم تكن من محبّي النوع السابق من النبيذ، يمكنك الاستعانة بالنبيذ الأحمر متوسط الحجم كبديل قوي، ومن المعروف عن هذا النوع من النبيذ امتلاكه لنسبة حموضة معتدلة، مع وجود كميّة معتدلة من روائح الفواكه في أغلب الأحيان، كما من المميز جدًّا قيامك بتخزين هذا النبيذ ضمن براميل مصنوعة من خشب شجرة البلوط. 

النبيذ الأحمر الخفيف 

إنّ هذا النوع من النبيذ هو أخف أنواع النبيذ الأحمر، ويصنع من العنب ذو القشرة الرقيقة. ومن الممكن تقديم هذا النبيذ بمرافقة العديد من الأطعمة الخفيفة مثل الجبنة، والأهم من ذلك كلّه، فهو يعرف على أنّه أكثر أنواع النبيذ الأحمر حساسيّةً، ويحتوي على كميّة خفيفة من العفص، وتتميّز حموضته بأنّها ساطعة بشكل بسيط، ويمكن تقديمه بواسطة كوب عادي مخصص لشرب النبيذ، حيث ستنضح من الكوب رائحة مميزة كرائحة الفواكه الحمراء المميزة. 

النبيذ الوردي 

وهو النبيذ الوسط المعتدل بين اللونين الأحمر والأبيض، وهو نبيذ صيفي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كما من المفضّل تقديم هذا النّوع من النّبيذ بعد تبريده، ويتراوح الطعم المثالي له بين التوت، والفراولة إلى أوراق البطيخ، وأنواع الحمضيات، ويعود كلّ ذلك إلى منطقة وطريقة الإنتاج المعتمدة. 

النبيذ الأبيض الكامل 

بالعادة يكون هذا النّوع من النبيذ هو النبيذ المعرّض للشيخوخة ضمن براميل البلوط، والنّوع الأكثر شهرة من النّبيذ الأبيض هو نبيذ شاردونيه، علاوة على ذلك، يمكنكم التّمييز والتعرّف على هذا النوع عن طريق أوراق الفانيلا المميزة، ومن المحبذ جدًّا تقديمه مع المأكولات البحرية المتنوّعة، وفي أغلب الأحيان يتراوح عمر كل زجاجة مشروب من هذا النوع بين 3 حتى 10 سنوات. 

النبيذ الأبيض الخفيف 

وهو عبارة عن نبيذ مقرمش وجاف يفضّله العديد من محبّي المشروب الباحثين عن لمسة حيوية على لسانهم، ومن الممكن أن تستمتع بتجربة هذا النوع من النبيذ خلال أوقات الصيف والطقس الحار، علاوة على ذلك، فمن السّهل عليكم الحصول على هذا النّوع من النبيذ وبأسعار مقبولة جدًّ، كما تبقى هذه الأنواع من النبيذ صالحة للشرب لفترات طويلة، وتمنحك تجربة شرب مميزة للنبيذ. 

أهم أنواع الخمر 

يوجد أنواع مختلفة من الخمور المنتشرة حول العالم، إذ أن لكل نوع من هذه الخمور خصائص متنوعة تميز كل صنف عن الآخر، وفق التالي:[5] 

الويسكي 

هي أحد فئات الخمور الأكثر تعقيدًا، إذ تحتوي ضمن مكوّناتها على العديد من المشروبات الروحية المختلطة مع بعضها، ومن أهمّ هذه المكونات سنذكر لكم كل من السكوتش، والبوربون، والويسكي، وكلّ ذلك يتّحد مع بعضه البعض ليشكّل قوامًا أساسيًا لمشروب يسمّى الويسكي، ومن المعروف أنّ مصدر البوربون هو الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أنّ مصدر الويسكي، والسكوتش هو اسكتلندا، كما أن للويسكي أنواعاً منتشرة حول العالم، مثل: الويسكي الحامض، وكوكتيل منهاتن، والقهوة الأيرلندية. 

البراندي 

يتشابه البراندي مع الويسكي إلى حدّ كبير، ولكن تصنّع البراندي من الفواكه المخمّرة عوضًا عن الحبوب، وفي كثير من الأحيان تشمل أنواع ثمار تصنيع البراندي كلًّا من: الخوخ، والكرز، والتفاح، المشمش. والأهم من ذلك كلّه، وبسبب اعتماد الفواكه كمكوّن رئيسي للبراندي، فهو أكثر المشروبات شبهًا بالنبيذ، كما أن البراندي عبارة عن مشروب حديث، ومتطوّر يستخدم في العادة عددًا محدودًا من المكوّنات، وله العديد من الأنواع المنتشرة حول العالم، ومنها على سبيل المثال كلًّا من كوكتيل البراندي، وبراندي ألكسندر، وفرنسا 75. 

الفودكا 

من المعروف أنّ الفودكا معاكسة تمامًا للبراندي، فهي لا تتقدّم في العمر وتبقى محافظةً على شكلها ولونها بشكل واضح، ومن المعروف أيضًا أنّ الفودكا تحتوي على الكحول بنسبة تتراوح بين 40 – 50%، كما أنّها من الممكن أن تكون مكوّنًا رئيسيًا للعديد من المشروبات الممزوجة، فهي تتميّز بطعمها المعتدل، وبنكهتها المحايدة، ويمكن استخدامها بسهولة، ومن أهمّ المشروبات المختلطة التي تنتج من وجود الفودكا كمكوّن رئيسي سنذكر لكم على سبيل المثال كلًا من مشروب فودكا مارتيني، وبلودي ماري. 

الجن 

وهو عبارة عن مشروب مصنوع من الحبوب المحايدة مثل الذرة، والقمح، والشعير، وبشكل عام يكون مشروبًا صافيًا مثل الفودكا تمامًا. ومن الواضح أنّ رائحة هذا المشروب العشبية والمشابهة لرائحة شجرة الصنوبر تأتي من المكونات النباتية، مثل: توت العرعر. والأهم من ذلك كلّه، فالجن لا يعتبر مشروبًا جافًا، ولا يعتبر مشروبًا حلو المذاق، ومن الممكن الحصول على العديد من المشروبات المخلوطة من خلال اعتماد الجن كمكوّن رئيسي، مثل: الجن مارتيني، وتوم كولينز. 

حكم تناول النبيذ في الإسلام 

لقد أمر النبي محمد المسلمين بالابتعاد عن جميع الأنشطة المرتبطة بصناعة النبيذ والكحول، بما في ذلك عصر النبيذ وبيعه وشرائه وشربه، ومن المعتقد بأنّ النبي قام بذلك بهدف الحد من تأثير الضرر الناتج عن الكحول، وبشكل عام فإنّ النسبة الكبرى من المسلمين حول العالم يتجنبون شرب النبيذ، ويتجنبون عملية المشاركة في صناعته، أو في عملية بيعه وشرائه في سبيل تنفيذ توصيات الرسول.[6]

شاهد أيضًا: تفسير حلم شرب الخمر في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل

حكم تناول الخمر في الإسلام 

ينظر الإسلام إلى الخمر باعتباره مادةً محرمةً، وذلك لما لها من آثار مضرّة على جسم الإنسان، كما أنّ الإسلام يرى فيها مادةً ينفق فيها المسلم ماله بشكل غير ذي فائدة، وتضع الشريعة الإسلامية مسؤولية خاصة على كل مسلم ليس فقط في مسألة منع أنفسهم من شرب الخمر، بل تتعدّى المسألة هذا الأمر لتشمل ضرورة قيام المسلمين بعدم التشجيع على تناول الخمور أو التعاطي بها، كما ورد عن أحد صحابة الرسول قوله بأنّ كلاً من التالية أسماؤهم يكون حكمهم كحكم شارب الخمر وهم: صانع الخمر، وحامله، والشخص الذي يحضر شخصًا آخر لشرب الخمر. بالإضافة إلى متسوقي الخمر، وكل من يشتري الخمر لأجل أحد آخر.[6] 

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

إلى هنا نكون وصولنا إلى نهاية مقالنا الفرق بين النبيذ والخمر الذي تحدثنا فيه عن أهم الفروق بين مشروبي النبيذ والخمر من خلال التعرف على تركيبة كل منهما وأنواعهما المنتشرة حول العالم، هذا فضلًا عن ذكر موقف الإسلام وحكمه عليهما.