شرح قصيدة مناجاة عصفور لابي القاسم الشابي

شرح قصيدة مناجاة عصفور لابي القاسم الشابي، يهتم الكثير من الناس بالشعر والأدب، حتى إن منهم من يبحث عن معاني القصائد ويفتش عن شروح أبيات الشعر الجميلة التي يتداولها الناس، وقد اشتهرت قصيدة الشابي شهرة واسعة جعلتها محط اهتمام الكثيرين كما زاد هذا الاهتمام بعد إدراجها ضمن المناهج الدراسية ليصبح شرح معانيها موضع اهتمام الكبار والصغار، وفي هذا المقال سيتناول موقع المرجع شرح القصيدة مسبوقا بتعريف بالشاعر أبي القاسم الشابي ثم نص القصيدة كاملة ثم شرح الأبيات المدرجة في المنهج المدرسي يليه شرح لمعاني المفردات في القصيدة والختام بعناوين منشورات أبي القاسم الشابي.

من هو أبو القاسم الشابي

شاعر تونسي من أهم الشعراء المحدثين، ولد في تونس عام 1909م لأب يعمل في القضاء هو الشيخ محمد الشابي، ونشأ أبو القاسم وأخواه في كنف أبيهم الذي عرف بالصلاح والالتزام. وكان الشابي ضعيف البنية مريضا بالقلب الأمر الذي حد من حركته ونشاطاته البدنية مراعاة لصحته، إلا أن المرض تفاقم وازداد بفعل عوامل نفسية وصدمات عاشها أبو القاسم، ولم يعش طويلا حيث توفي في الخامسة والعشرين من عمره عام 1934م. ومع صغر سنه إلا أنه ترك 132 قصيدة ومقالة، ولم ينشر ديوانه إلا بعد مرور 21 عاما على وفاته، كما ترجمت مجموعة من قصائده إلى اللغة الفرنسية، وعرضت قصة حياته في فيلم وثائقي حمل عنوان (أبو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية) وقد فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان خريبا السينمائي الدولي. وقد تحول قبره إلى ضريح ونحت تمثالان يجسدانه، كما وضعت صوره على أربعة طوابع من البريد التونسي. وقد غنيت بعض قصائده من قبل أشهر المطربين في الوطن العربي من أمثال فيروز وماجدة الرومي ومحمد عبده.[1]

شاهد أيضًا: شرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي

شرح قصيدة مناجاة عصفور لابي القاسم الشابي

تعد قصيدة مناجاة عصفور من أجمل القصائد العربية وأكثرها رقة، وقد اشتهرت هذه القصيدة شهرة واسعة وترددت في الأوساط الأدبية العربية، كما أدرجت في العديد من المناهج المدرسية في الوطن العربي، لكنها لم تدرج كاملة بل مجتزأة، لذلك ستدرج أبيات القصيدة كاملة في هذا المقال ثم سيدرج شرح الأبيات التي وردت في المناهج المدرسية فقط.

نص القصيدة

تتألف قصيدة مناجاة عصفور لأبي القاسم الشابي من خمسة وثلاثين بيتا شعريا نظمت على البحر الكامل، أبياتها هي:

يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطةِ قَلْبهِ المَسْرورِ
مُتَنقِّلاُ بَيْنَ الخَمائلِ تالِياً
وَحْيَ الرَّبيعِ السَّاحرِ المَسْحورِ
غَرِّدْ ففي تِلْكَ السُّهولِ زَنابِقُ
تَرْنو إليكَ بِناظرٍ مَنْظورِ
غَرِّدْ فَفي قَلبي إليكَ مَوَدَّةٌ
لَكِنْ مَوَدَّةُ طائرٍ مَأسورِ
هَجَرَتْهُ أسْرابُ الحمائمِ وانْبَرَتْ
لِعَذابِهِ جنِّيةُ الدَّيْجورِ
غَرِّدْ ولا تُرْهِبْ يميني إنَّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَميري
لكنْ لَقَدْ هاضَ التُّرابُ مَلامعي
فَلَبِثْتُ مِثلَ البُلبلِ المَكْسورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَةِ والأسى
مشبوبةً بعواطفي وشُعوري
غرِّدْ ولا تَحْفَل بقلبي إنَّهُ
كالمِعْزَفِ المُتَحَطِّمِ المَهْجورِ
رتِّل على سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصْدَحْ بفيْضِ فؤادك المَسْجورِ
وانْشِدْ أناشيدَ الجَمال فإنَّها
روحُ الوُجودِ وسَلْوَةُ المَقْهورِ
أنا طائرٌ مُتَغرِّدٌ مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وزَفيري
يَهْتاجُني صوتُ الطُّيورِ لأنَّه
مُتدفِّقُ بِحَرارةٍ وطَهورِ
مَا في وجود النَّاسِ من شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضَميري
فإذا استَمَعْتُ حديثهم ألْفَيْتُهُ
غَثًّا يَفيض بِركَّةٍ وفُتورِ
وإذا حَضَرْتُ جُموعَهُمْ ألْفَيْتَني
مَا بينهمْ كالبُلبلِ المأسورِ
متوحِّداً بِعَواطفي ومَشاعِري
وخَواطري وكَآبَتي وسُروري
يَنتابُني حَرَجُ الحياةِ كأنَّني
مِنهمْ بِوَهْدَة جَنْدَلٍ وصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا من فكْرَتي وشُعوري
آهٍ منَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وحُبوري
مَا منهُمُ إلاَّ خَبيثٌ غادِرٌ
متربِّصٌ بالنَّاسِ شَرَّ مَصيرِ
ويَودُّ له مَلَكَ الوُجودَ بأسره
ورمى الوَرَى في جاحِمٍ مَسْجورِ
لِيَبُلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي
ويَكُضَّ تُهْمَةَ قلبهِ المَغْفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلادِ فإنَّ أَف
كاري تُرَفْرِفُ في سُفوحِ الطُّورِ
حيثُ الطَّبيعَةُ حُلوةٌ فتَّانَةٌ
تختال بَيْنَ تَبَرُّجٍ وسُفُورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي غا
رقةٌ بموَّارِ الدَّمِ المَهدورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي لا
ترثي لصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي لا
تَعْنو لغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي مُر
تادٌ لكلِّ دَعَارَةٍ وفُجُورِ
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبِهِ المسرورِ
قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ
واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ
واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أَنيناً صاعداً
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ
ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعاً
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ

شرح القصيدة

 في هذا المقال سيطرح شرح الأبيات التي وردت في المنهج الدراسي فقط، وهي أحد عشر بيتا شعريا ستشرح بحسب ورودها في الكتاب المدرسي بالتسلسل، وقد وردت بهذا الترتيب:

يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطةِ قَلْبهِ المَسْرورِ
مُتَنقِّلاُ بَيْنَ الخَمائلِ تالِياً
وَحْيَ الرَّبيعِ السَّاحرِ المَسْحورِ
غَرِّدْ ففي تِلْكَ السُّهولِ زَنابِقُ
تَرْنو إليكَ بِناظرٍ مَنْظورِ
غَرِّدْ ولا تُرْهِبْ يميني إنَّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَميري
أشدُو برنّاتِ النِّياحَةِ والأسى
مشبوبةً بعواطفي وشُعوري
غرِّدْ ولا تَحْفَل بقلبي إنَّهُ
كالمِعْزَفِ المُتَحَطِّمِ المَهْجورِ
رتِّل على سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصْدَحْ بفيْضِ فؤادك المَسْجورِ
وانْشِدْ أناشيدَ الجَمال فإنَّها
روحُ الوُجودِ وسَلْوَةُ المَقْهورِ
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبِهِ المسرورِ
قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ
واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ

  • البيت الأول: يخاطب الشاعر عصفورا يغني على مقربة منه ويصف صوته المبتهج الذي يعبر عن سعادة غامرة في نفس الطائر أوحت للشاعر بمعاني قصيدته.
  • البيت الثاني: وفيه يصف الشاعر حركة العصفور وتنقله بين الأشجار الملتفة وترنمه بصوت عذب استوحاه من سحر الطبيعة وجمالها في فصل الربيع.
  • البيت الثالث: يطلب فيه من العصفور أن يستمر في التغريد مشيرا إلى أن الطبيعة بأسرها تطرب لهذا الصوت وأن الزهور تتأمل جمال هذا الطائر وهو يغرد.
  • البيت الرابع: يطمئن الشاعر قلب العصفور ويدعوه ألا يخاف منه فهو إنسان مرهف الحس ورقيق القلب مثل الطيور تماما.
  • البيت الخامس: يشبه الشاعر نفسه بالعصفور المغرد فهو يعبر عما يجول بخاطره من أفكار ومشاعر تنعكس على حزن صوته ومعانيه.
  • البيت السادس: يلح الشاعر على العصفور في استمراره بالتغريد مؤكدا ألا يخشى على قلبه من فرط الحزن فهو متعب جدا كآلة موسيقية بالية ومهملة.
  • البيت السابع: وفيه يدعو العصفور لأن يستمر في الغناء ليحكي بتغريده تفاصيل فصل الربيع ويدعو الشاعر العصفور ليرفع صوته أكثر ويبوح بأحزان قلبه.
  • البيت الثامن: في هذا البيت توصيف لروعة صوت العصفور الذي ينسج الجمال بألحانه العذبة ويعطي نكهة للحياة تروح عن الحزانى.
  • البيت التاسع: في هذا البيت يكرر الشاعر ما قاله في البيت الأول من وصف للعصفور المغرد المبتهج بمفاتن الربيع.
  • البيت العاشر: يصف الشاعر شكل العصفور المتنقل بين الأزهار وكأنه يقبلها ويثني على غناءه بدعوته للاستمرار بهذه الترانيم التي تزيد جمال الصباح السعيد وتعطيه الألق كأنها نشيد يستوحي معانيه من سحر الطبيعة.
  • البيت الحادي عشر: فيه دعوة للعصفور ليشرب الماء من النبع لكن هذه الدعوة ليست إلا توصيفا لجمال المشهد وسحر الطبيعة التي تنساب ينابيعها بين أشجار الصنوبر والأنهار.

شاهد أيضًا: قصيدة الفرزدق في زين العابدين

معاني المفردات في قصيدة مناجاة عصفور

وهنا سيتم شرح المعاني الغريبة والصعبة مما قد يعثر فهمه على الطلاب:

  • الغبطة: الفرح.
  • الخمائل: جمع مفرده خميلة وهي الشجرة الملتفة ببعضها.
  • الزنابق: نوع من الورد وهو جمع مفرده زنبقة.
  • ترنو: تنظر مدة طويلة.
  • ترهب: تخاف.
  • مهجتي: نفسي.
  • النياحة: البكاء.
  • الأسى: الحزن.
  • مشبوبة: مخلوطة.
  • تحفل: تهتم.
  • المعزف: آلة موسيقية.
  • رنم: تغاريد الصباح.
  • المحبور: الفرح.
  • الدوح: الشجرة العظيمة ملتفة الأغصان.
  • النبع: مصدر المياه.
  • أزاهير: جمع زهور، ومفرده زهرة.

شاهد أيضًا: قصيدة حافظ ابراهيم في اللغة العربية

أعمال الشاعر أبي القاسم الشابي

نشر أبو القاسم الشابي العديد من النصوص المتنوعة وفيما يلي ستدرج عناوين منشورات الشابي حسب تسلسلها الزمني بدءا بالأقدم:

  • يا حب.
  • تونس الجميلة.
  • الحرب.
  • شكوى اليتيم.
  • أغنية الرَّعد.
  • الشعر.
  • نهر الحب.
  • من أمس إلى اليوم.
  • تألق الحقيقة.
  • الخيال الشِّعري عند العرب والمحاكمة.
  • في قلبي الكثير.
  • اللَّه (إلى الله)
  • يابن أمي (يا أخي)
  • النبي المجهول.
  • صلوات في معبد الحب.
  • الرعوية.
  • إرادة الحياة.
  • أغنياتي.
  • تحت الفروع.
  • الأغنية من بروميثيوس.
  • الاعتراف.
  • قلب الشاعر.
  • إلى طغاة العالم.
  • أغاني الحياة.
  • مراسلات.

بهذا ينتهي المقال بعد أن تناول شرح قصيدة مناجاة عصفور لابي القاسم الشابي وقدم للشرح بلمحة عن الشاعر بالإضافة إلى إدراج نص القصيدة كاملة ثم شرح أبيات القصيدة ثم التفصيل في معاني مفرداتها انتهاء بذكر أعمال الشاعر أبي القاسم الشابي المنشورة.

المراجع

  1. wikiwand.com , أبو القاسم الشابي , 20/12/2021

الزوار شاهدوا أيضاً

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *