صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني

صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني فما حكمه؟ هو ما سيتمّ بيانه في هذه المقال، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- شرّع الصّلوات الخمس للمسلمين في اليوم والليلة، والصلاة هي من أهمّ أركان الإسلام وعموده، وهي الفاصل بين الكافر والمسلم، ومن الضّروري للمسلم أن يصلّي الصّلوات على وقتها وأن لا يؤّخرها، وكذلك أن لا يتهاون في أداء الصّلاة، فمن صلحت صلاته يوم القيامة صلح سائر عمله ومن بطلت صلاته بطل سائر عمله، ومن خلال موقع المرجع وفي هذا المقال سيتمّ بيان أهم أحكام صلاة الفجر وبيان وقتها وماذا ينبغي على المسلم في حال فوّتها.

وقت صلاة الفجر

لبيان حكم من صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني فإنّه من الأهميّة بيان وقت صلاة الفجر، حيث بيّن أهل العلم أن صلاة الفجر يبدأ وقتها إذا طلع الفجر الثاني، وينتهي وقتها بطلوع الشّمس وذلك بإجماع أهل العلم على ذلك، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: “سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقالَ وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ ما لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ”.[1] ولا يجوز للمسلم أن يصلّي الفجر قبل وقتها، والأفضل له أن يعجّل بها في أوّل وقتها إذا تحقق له طلوع الفجر وهو  ما يسمّى التغليس.[2]

صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني

إنّ حكم من صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني صلاته صحيحة ولا شيء عليه، وذلك أنّه يكون قد صلّاها في وقتها الطّبيعي، حيث أنّ أهل العلم بيّنوا أن بداية وقت صلاة الفجر يكون إذا طلع الفجر الثّاني وبذلك يكون قد دخل وقتها، وقد ورد عن الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتاه سائلٌ يَسألُه عن مواقيتِ الصَّلاةِ، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا، قال: فأقامَ الفجرَ حين انشقَّ الفجرُ، والناس لا يَكادُ يَعرِف بعضُهم بعضًا… ثم أخَّرَ الفجرَ من الغدِ حتى انصرفَ منها والقائلُ يقول: قد طلعتِ الشمسُ، أو كادتْ… ثُم أصبَحَ فبَعَثَ فدَعا السَّائلَ، فقال: الوَقتُ فيما بيْنَ هذَينِ. يَعْني: الوَقتَينِ”.[3] وقد نقل إجماع أهل العلم أنّ وقت الفجر بعد طلوع الفجر الثاني ويمتدّ وقتها إلى طلوع الشّمس وهو مذهب الفقهاء الأربعة، ودعموا قولهم بالكثير من الأحاديث والأدلّة  من السنّة النبوية الشريفة.[2]

شاهد أيضًا: الفرق بين صلاة الفجر والصبح

صلاة الفجر بعد شروق الشمس

لو صلى المسلم الفجر بعد شروق الشّمس فهو قد صلّاها بغير وقتها، فبفوات وقتها المحدّد شرعًا من طلوع الفجر الثاني لطلوع الشمس، فاتته الصّلاة والواجب على السملم قضائها، وأن لا يؤخر ذلك أبدًا، والواجب على المسلم أن يؤديها في وثتها، وليس له أن يؤخرها لوقت صلاةٍ أخرى، وكذلك تأخير الصبح إلى بعد طلوع الشّمس لا يجوز لا لرجل ولا لامرأة،  والرجل يصليها في جماعة والمرأة في بيتها، وتأخير الصلاة لآخر وقتها من عمل المنافقين، فلو نام المسلم عن الصلاة سهوًا وفاتته في وقتها، لا بدّ له أن يقضيها من فوره بعد شروق الشّمس وأن لا يؤخر القضاء، لقول النّبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “مَن نسي صلاةً أو نام عنها فلْيُصَلِّها إذا ذكَرها”.[4] وعلى المسلم ان يأخذ بالأسباب التي تعينه على الاستيقاظ لصلاة الفجر وتأديتها في وقتها.[5]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث من ترك صلاة الفجر فليس في وجهه نور

من فاتته صلاة الفجر بسبب النوم

سيتمّ بيان حكم من فاتته صلاة الفجر بسبب النوم، وقد بيّن أهل العلم أنّ هذا الأمر عملٌ محرّم، ولا يجوز للإنسان أن يؤخّر الصّلاة عن وقتها بغير عذرٍ لذلك، ولكنّ النّوم من الأعذار التي تسقط الإصم عن المسلم  ما لم يكن فيه تفريطٌ من طرفه، بأن يتأخّر بالنّوم لغير سبب أو أن يتّخذ ما يوقظه كمنبه أو أن يوصي أحدًا يوقظه عند أذان الفجر، فلو لم يتّخذ الأسباب وفاتته الصّلاة بسبب النّوم فهو آثم، أمّا لو لم يفرّط ويتهاون لكنّه عجز، فإنّ عليه أن يبادر لقضاء الفجر فورًا فيصلّيها بطبيعتها بعد أن يتوضّأ ويتطهر والله أعلم.[6]

سنة الفجر لمن فاتته صلاة الصبح في وقتها

من واجب المسلم أن يحافظ على الصّلاة في وقتها، وأن يؤدّيها من بعد طلوع الفجر الثاني إلى قبل طلوع الشّمس وكلّما بكّر في وقتها كان أحبّ له، وصلاة الصّبح بطبيعتها ركعتان اثنتان، وتسبقهما ركعتا الفجر، بما يسمّيها أهل العلم سنّة الفجر أو ركعتي الفجر، وفي قول أهل العلم لمن فاتته صلاة الصّبح في وقتها، واستيقظ بعد طلوع الشّمس، عليه أن يصلّي السنة أولًا ثمّ يقضي الفرض، فقد ورد عن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- أنهم كانوا في سفر، فغلبهم النّوم فلم يستيقظوا إلا بعد شروق الشّمس، فقاموا فصلّوا ركعتي الفجر ثمّ صلوا الفجر، فذلك من السّنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: فوائد صلاة الفجر الصحية

حكم قضاء الفجر مع الظهر

إنّ من طلعت عليه الشّمس ولم يؤدّ الفجر فقد فاته وقتها وعليه أن يسارع لقضائها، ولكن يجوز للمسلم أن يقضي صلاة الفجر مع صلاة الظهر، وذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشار في حديثه أنّه يمكن للمسلم أن يقضي صلاته التي نسيها متى تذكرها، فلو نام المسلم عن صلاة الفجر ولم يتذكرها إلا عند الظهر جاز له أن يقضيها معها ولو تذكرها قبل ذلك وجب عليه قضاؤها حين ذكرها والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق

بهذا نصل لنهاية مقال صلى الفجر بعد طلوع الفجر الثاني، والذي تعرفنا فيه على وقت صلاة الفجر، وبيّنا عدّة أحكام تتعلق بوقت صلاة الفجر، وأهمّ الأحكام للمسلم الذي تفوته صلاة الفجر في وقتها، وكيف عليه أن يقضيها مع سنّتها.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمرو، 612، صحيح.
  2. dorar.net , وقتُ صلاةِ الفَجرِ , 16/12/2021
  3. تخريج سنن الدارقطني , شعيب الأرناؤوط/ أبو موسى/ 1037/ إسناده صحيح على شرط مسلم.
  4. صحيح ابن حبان , ابن حبان/ أنس بن مالك/ 1556/أخرجه في صحيحه .
  5. binbaz.org.sa , حكم صلاة الفجر بعد طلوع الشمس , 16/12/2021
  6. ar.islamway.net , صلى الفجر بعد طلوع الشمس لعدم التمكن من القيام , 16/12/2021
  7. islamweb.net , من فاتته صلاة الفجر يقضي السنة أولا ثم يصلي الفجر , 16/12/2021
  8. islamweb.net , قضاء صلاة الفجر بعد صلاة الظهر , 16/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *