تأسيس المملكة العربية السعودية 1966

تأسيس المملكة العربية السعودية 1966 يشهد أن التاريخ لم يخطه رجل واحد بل مجموعة من الرجال الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد، يكمل أحدهم من حيث انتهى الآخر، مجموعة رجال أشداء سياسيين بالفطرة كتبوا التاريخ بحروف ذهبية لتُصنع السعودية على أيديهم وتكون واحدة من أهم الدول حول العالم؛ لذا عبر موقع المرجع سنشرح قصة تأسيس المملكة العربية السعودية 1966، ونوضح من هو مؤسس المملكة العربية السعودية.

سبب تسمية السعودي بهذا الاسم

للوهلة الأولى سيظن المرء إنه اسم حسن مشتق من “السعادة”، وهو اعتقاد صحيح تمامًا، فالسعودية سًميت كذلك تيمنًا بـ “سعود بن محمد آل مقرن”، الجد الأكبر لآل سعود والذي كان حاكم أول دولة سعودية مستقلة وهي الدرعية، واسم “سعود” في اللغة هو اسم علم مذكر، جمع سُعد، ومشتق من السعادة، والتي كانت من نصيب السعودية على الرغم من مدامعها على مر التاريخ، انتشر الاسم في الـ 3 قرون الوسطى المتأخرة، وتم تسمية المواطنين سعوديين وقتها باعتراف الغرب في المراسلات البريطانية كإشارة لأبناء سعود ثم أصبح لاحقًا اسم الشعب نفسه، وقد أطلق على الدولة اسم السعودية بشكل رسمي بمرسوم ملكي في 10 أغسطس 1932م، في اجتماع لعموم قيادات المملكة والذي أقر بوجوب تغيير الاسم القديم إلى اسم واحد يشير لكل الأرض وقبائلها، وأطلق عليها المملكة العربية السعودية.

من هو مؤسس الدولة السعودية الأولى

إن تأسيس المملكة العربية السعودية 1966 كان فكرة في البداية، بدأها الإمام محمد بن سعود؛ فهو المؤسس الأول الذي بدأ حركة توحيد المملكة منذ قديم الزمن، ينتمي إلى قبيلة تسمى “بني حنيفة” وهم قبيلة قوية أرست دعامات دولتهم الأولى من مرحلة ما قبل التاريخ في منطقة تسمى بوادي العرض المشهور باسم القبيلة نفسها أي وادي حنيفة، ونسب الوادي والقبيلة يعود في الأصل نسبةً إلى “حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل”.

اقرأ أيضًا: صور ملوك المملكة العربية السعودية جميعهم بالترتيب

تأسيس المملكة العربية السعودية 1966

السعودية تقع في قارة آسيا، منطقة شبه الجزيرة العربية، وتحتل من مساحة الجزيرة 4/5 من إجمال المساحة، بمساحة تقدر بـ 2 مليون كم²، مرت بالعديد من المراحل حتى وصلت لما هي عليه حاليًا، وشهدت محاولات عديدة لتوحيد هذه المساحة الشاسعة تحت لواء واحد على مدار سنوات طويلة حتى نجح الملك عبد العزيز بتأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932م بصورة أولية ثم قام هو وخلفائه من بعد بضم الكثير من المناطق إليها حتى أصبحت رقعة واسعة، وفيما يلي نعرض تاريخ وقصة تأسيس المملكة العربية السعودية 1966:[1]

تأسيس المملكة السعودية الأولى (1744 إلى 1818)

أوائل القرن الـ 18 ظهرت حركة إصلاحية على يد عالم مسلم يدعى الشيخ محمد بن عبدالوهاب “الذي يدعو الناس إلى التمسك بالتعاليم الأولى للإسلام والتعامل بالإسلام الأصلي، في البداية تعرض للتهديد والاضطهاد من فئة العلماء مخافةً أن تُزعزع حركته السياسية الدينية نفوذهم، طلب الحماية في بلدة الدرعية التي كان يحكمها آنذاك “محمد بن سعود” واتفق عبدالوهاب مع الحاكم على إعادة التعاليم الإسلامية النقية مجددًا، وبهذه الروح أسس بن سعود الدولة السعودية الأولى في ظل التوجه الروحي لابن عبدالوهاب، بحلول 1788 كانت الدولة السعودية الأولى قد سيطرت على كل مناطق الهضبة الوسطى (نجد) وكان ذلك في مطلع القرن التاسع عشر، وامتد حكمهم إلى مكة والمدينة المنورة، هذه الشعبية أوجست الإمبراطورية العثمانية التي كانت قوة مهيمنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذا في 1818 أرسل آل عثمان قوة استكشافية مسلحة إلى غرب شبه الجزيرة العربية، وحاصروا الدرعية التي كانت قد برزت لتكون واحدة من أكبر مدن شبه الجزيرة، ودمروها بالبنادق وخربوا الآبار واقتلعوا أشجار النخيل لتصبح مكان غير صالح للسكن.

تأسيس الدولة السعودية الثانية (1818 إلى 1891)

بدأت هذه الفترة ببعض الحروب بين إبراهيم باشا نجل محمد علي وبين آل سعود، انتهت بمغادرة إبراهيم بأمر من والده، وقد حاول أهل نجد بقيادة “محمد بن مشاري آل معمر” إصلاح نجد والدرعية وانتقل إليها، ولكن “مشاري بن الإمام سعود” تمكن من العودة للدرعية بعد الفرار من السجن، ودارت حرب بين الاثنين كانت في صالح آل سعود، في 1824 استعاد آل سعود السيطرة السياسية على المنطقة، ونقل الحاكم السعودي “تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود” العاصمة إلى الرياض (على بعد 20 ميل جنوب الدرعية القديمة)، وبذلك أسس الدولة السعودية الثانية التي استمر حكمه لها 11 سنة، نجح خلالها في استعادة أغلب الأراضي التي وقعت تحت طائلة الاحتلال العثماني، وأخذ يوسع مناطق حكمه، ولم ينسه هذا اتخاذ في القرارات التي تهتم برفاهية شعبه وحقوقهم، وقد وثقت المصادر التاريخية أن في عهده هو ونجله فيصل شهدت السعودية ازدهار وتقدم في التجارة والزراعة، ليتمزق الهدوء والسلام في 1865 بالمجيء العثماني الثاني لتوسيع إمبراطوريتهم في الشرق الأوسط، ونجحوا في الاستيلاء على أجزاء من الدولة، وتحالف آل الرشيد مع الغزو للإطاحة بالدولة السعودية الثانية، وفي ظل مواجهة جيش أكبر بتسليح أعلى اضطر “عبدالرحمن بن فيصل آل سعود” التخلي عن كفاحه في 1891 ولجأ للبدو شرق شبه الجزيرة (الربع الخالي) وسافر مع عائلته للكويت وظلوا بها حتى 1902، وكان معه ابنه عبدالعزيز الذي أثبت التاريخ إنه محارب شرس وقائد بالفطرة، استفاد آل سعود من فترة إقامتهم بالكويت ومن هناك بدأوا التخطيط والتحرك لاستعادة أمجادهم السياسية والعودة للوطن.

الدولة السعودية الحديثة (1926 إلى 1932)

أخذ عبدالعزيز 40 محارب فقط واتجه إلى الرياض لاستعادة حامية المدينة (قلعة المصمك) من آل رشيد، وقد ساعده على هذا نفوذ أهل نجد والمواطنين الموالي لآل سعود خصوصًا بعدما تأكدوا من موالاة آل رشيد للعثمانيين والمعاناة تحت قسوة حكمهم، ونجح عبدالعزيز في مسعاه، وكان هذا بداية تشكيل الدولة السعودية الحديثة، واتخذ من الرياض مقر له، ثم استولى على الحجاز ووحد القبائل المتحاربة تحت لواء واحد، وفي 23 سبتمبر 1932 تم تسمية السعودية باسمها، كدولة إسلامية لها دستورها القرآن الكريم ولغتها لغته.

المملكة العربية السعودية بعد 1932م

بعد شرح تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية 1966، فجدير بالذكر أن الملك عبدالعزيز منذ 1932م وقد شرع يطور في الدولة، فقد كان رجل سياسي محنك ودبلوماسي بارع، وكانت أعماله الإصلاحيه من بداية التأسيس وحتى 1953، أصبحت السعودية في عهده منارة إسلامية، وكانت من أوائل الدول التي وقعت على ميثاق 1945 من الأمم المتحدة، وأسست الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية التي ساعدت على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، توفي الملك عبدالعزيز في 9 نوفمبر 1953،  وتولى ابنه الحكم وأكمل الأعمال الإصلاحية لوالده وكان من أعظم نجاحات الملك سعود تطوير التعليم وإنشاء جامعة الملك سعود، وبهذا نرى نهاية معاناة آل سعود في توحيد الدولة وحمايتها، ولا تزال الأسرة الحاكمة تفرض سيطرتها حتى اليوم معتزة بنفسها وبكرامتها بفضل قيادتها الرشيدة وشعبها الواعي.

الاسم القديم للمملكة العربية السعودية

الآن بشرح قصة تأسيس المملكة العربية السعودية 1966 وتوضيح الصورة كاملة فنجد أن المملكة السعودية لم تكن دومًا بهذا الاسم، حتى الملك كان له لقب مختلف؛ فقد كان يُطلق عليها “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها” أما الحاكم عليها وموحدها فكان يُطلق عليه اسم”ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها”.

دور خلفاء الملك عبد العزيز في تأسيس المملكة العربية السعودية

ساهم خلفاء الملك عبد العزيز بن آل سعود بشكل كبير في تثبيت أركان المملكة العربية السعودية وتطويرها والعمل على علو شأنها، وفيما يلي سنتطرق لعرض نبذة حول إنجازات كلٍ منهم:

الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود (1953 – 1964م)

إن الملك سعود بن عبد العزيز خلف والده وقام باستكمال دوره، وذلك بعد وفاة الملك عبد العزيز عام 1953م، وشهد عهده تغيرات داخلية كثيرة عملت على تعزيز البنية الأساسية للمملكة، وفيما يلي نعرض أبرز إنجازاته والتغيرات التي حدثت على يديه:[1]

• شهدت المملكة خلال عهده الكثير من المشروعات المعمارية.
• تم تأسيس مجلس الوزراء وتولى رئاسته فيصل بن عبد العزيز.
• تم تحويل مديرية المعارف إلى وزارة المعارف، وإسناد جميع المهام الخاصة بها إلى فهد بن عبد العزيز الذي تولى منصب وزير المعارف في ذلك الوقت.
• تم توسيع المسجد النبوي والمسجد الحرام في عهده.
• تم تأسيس وزارة الإعلام في 1381 هـ.
• عمل على إنشاء المؤسسات الصحافية الأهلية، وأنشأ العديد من الإذاعات.
• تم تأسس التليفزيون والعديد من الإذاعات، والسماح بإنشاء المؤسسات الصحافية الأهلية.

الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (1964 – 1975م)

بعد مرور الملك سعود بن عبد العزيز بوعكة صحية، أصبح غير قادرًا على إدارة شؤون المملكة، لذا تم عزله عام 1965م، وتولى الملك فيصل بن العبد العزيز الحكم، والذي تمكن من تحقيق العددي من الإنجازات بعد توليه الحكم مباشرة، وأولى اهتمامه إلى التعليم والاقتصاد من أجل العمل على تقدم البلاد، وفيما يلي أبرز إنجازاته:[2]

• قام بضم جامعة الملك عبد العزيز الأهلية لمؤسسات الدولة.
• أصدر أمرًا بتأسيس مستشفى الملك فيصل التخصصي، واستقدام أفضل الأطباء وأكثرهم خبرة من دول العالم.
• وجه وزارة الزراعة إلى وضع برنامج تطوير شامل للتنقيب عن المياه، وتحسين أساليب الري والزراعة علاوة على تطوير الثروة الحيوانية.
• عمل على تنظيم المناطق الإدارية، ووضع الخطط الخمسية للبلاد.
• أصدر أمرًا ملكيًا بقطع إمدادات البترول عن الدول المساندة والمتضامنة مع إسرائيل خلال حرب 6 أكتوبر 1973، فقد عُرف عنه منذ توليه للحكم مساندته للقضية الفلسطينية.

الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود (1975 – 1982م)

تولى الملك خالد الحكم في 1975م، بعد اغتيال الملك فيصل، وشهدت المملكة خلال فترة حكمه تطويرًا شاملًا في جميع القطاعات، فقد كان يسعى لتحقيق إنجاز ملحوظ في التنمية الاقتصادية والزراعية والصحية، وأولى اهتمامًا كبيرًا للتعليم، وفيما يلي أبرز إنجازاته:[3]

• تم تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في عهده.
• أمر بإنشاء العديد من المديريات العامة للشؤون البلدية.
• قرر تأسيس وزارة الشؤون البلدية والقروية ضمن التشكيل الوزاري الجديد لعام 1975م.
• شهد قطاع النقل تطويرًا ملحوظًا حيث تم تطوير البنية التحتية والتنظيم الإداري، علاوة على اعتماد تأسيس المنطقة الجمركية في الرياض.
• حرص على تطوير الأماكن المقدسة والعناية بالحرمين الشريفين.

الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (1982 – 2005م)

تولى الملك فهد الحكم بعد مبايعته من الأسرة المالكة والشعب، فعقب وفاة الملك خالد عام 1982م، كان الأصلح لإدارة شؤون المملكة، وبالفعل عمل على تطوير البلاد وشهد عصره إنجازات متعددة في كافة القطاعات، وأصدر قرارًا رسميًا بحويل لقب الحاكم من “صاحب الجلالة” إلى “خادم الحرمين الشريفين” وفيما يلي أبرز إنجازاته:[4]

• تم في عهده تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الخاص بتوسيع وعمارة الحرمين.
• وضع النظام الأساسي للحكم، والذي يُعد المرجع الأول لشؤون الحكم في الدولة أي أنه بمثابة الدستور.
• أسس أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف،حيث افتتح “مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف”.
• عمل على تطوير وتنمية الزراعة.
• نجحت المملكة في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان والدواجن واللحوم خلال فترة حكمه.
• ارتفع عدد المنشآت التعليمية للبنين والبنات كثيرًا، كما زاد عدد المصانع أيضًا.

الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود 2005 – 2015م

بعدما توفي الملك فهد تولى لجام الحكم من بعده الملك “عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود” في 1 أغسطس 2005، اعتز بلقب خادم الحرمين الشريفين، وجعل “سلطان بن عبدالعزيز” ولي العهد، وإنجازاته منها:[5]

• إعمار المسجد النبوي والمسجد الحرام بتوسيع مساحة كلًا منهما.
• بناء المزيد من الجامعات والكليات، مثل جامعة (حائل، جازان، تبوك).
• وجه عناية كبيرة لقطاع التعليم، وأسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
• أرسل بعثات علمية خارجية.
• زيادة رواتب موظفي الدولة.
• أسس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.
• رفع قرض البنك من 300 إلى نصف مليون ريال.
• إرساء دعامات العديد من المشاريع الاقتصادية العملاقة.
• جعل الإجازة الرسمية الجمعة والسبت استجابة لشكوى البنوك المحلية التي تتعارض إجازتها مع الغرب مما يسبب مشكلات اقتصادية.

الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود 2015م

توفي الملك عبدالله في 23 يناير 2015 الموافق هجريًا 3 ربيع الثاني 1436، ولكن تولى الحكم من بعده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، له سلسلة واسعة من الإنجازات منها:[6]

• إنجازات في قطاع الصحة والتجارة والنقل وكافة قطاعات الدولة.
• تمكين المرأة في التعليم والانتخابات وقيادة السيارات وحق العمل.
• إدراج فئة الشباب لتولي زمام بعض المناصب العليا.
• الاهتمام بتطوير المواقع الوزارية والقطاع الخاص.
• توسعة الحرمين الشريفين.
• قام بنفسه بغسيل جدار الكعبة الشريفة.
• إنشاء مشروع خير مكة.
• تدشين مطار جديد وهو مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الدولي.
• تأسيس مركز لملك سلمان للأعمال الإنسانية.

الأحداث التي شهدتها المملكة السعودية عام 1966

جاء عام 1966 ميلاديًا في المملكة العربية السعودية بالتزامن مع فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ومن أبرز الأحداث التي شهدتها المملكة في ذلك العام ما يلي:

• تأسيس المؤسسة الحكومية السعودية العامة للخطوط الحديدة (SRO).
• تعاقد المملكة على شراء معدات وأسلحة للدفاع الجوي وعدد من الطائرات البريطانية والأمريكية، وذلك خلال عهد وزير الدفاع سلطان بن عبد العزيز.
• زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى الأردن على خلفية جولته للدعوة إلى مؤتمر وميثاق إسلامي في يناير 1966م، وزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو.
• تنظيم اجتماع بين ممثلي الملك فيصل والرئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر في دولة الكويت خلال شهر أغسطس.

اقرأ أيضًا: قصة توحيد المملكة العربية السعودية للاطفال

هكذا نكون قد عرضنا من خلال سطور هذا المقال تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية 1966، منذ البداية وحتى الآن، شاملين أبرز وأهم الأحداث التي مرت على الدولة، مع بعض أهم إنجازات كل ملك سعودي منذ التوحيد.