كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها

كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها؟، يرغب الكثير من الأشخاص في ترك التكاسل عن صلاة الفجر وأداءها في وقتها ولكنهم يعجزون عن ذلك بسبب غلبة هواهم على رغبتهم في إقامة الصلاة، لذلك سوف يقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح طريقة يستطيع بها المسلم أن يغالب نفسه الأمارة بالسوء ويؤدي صلاة الفجر في وقتها الصحيح. 

فضائل صلاة الفجر

هناك الكثير من الفضائل لصلاة الفجر نذكر منها ما يلي:

  • كونها تعادل في ثوابها قيام الليل بأكمله: ويدل على ذلك قول رسول الله ﷺ ” مَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ “[1].
  • تضيء لمصليها ظلمات يوم القيامة: ويدل على ذلك قول رسول الله ﷺ ” بشرِّ المشائينَ في الظلمِ إلى المساجدِ، بالنورِ التامِّ يومَ القيامةِ “[2].
  • تشفع لمصليها في دخول الجنة: ويدل على ذلك قول رسول الله ﷺ ” من صلَّى البَردينِ دخلَ الجنَّةَ “[3].
  • تكون صلاة الفجر محضورة من الملائكة: ويدل على هذا قوله عز وجل ” وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا “[4] بالإضافة إلى قول رسول الله ﷺ ” يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثمَّ يعرُجُ الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّون “[5].
  • تقي صلاة الفجر الإنسان من الشعور بالكسل: ويدل على ذلك قول رسول الله ﷺ ” يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عقده، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ “[6].

شاهد أيضًا: افضل وقت للقراءة بعد صلاة الفجر

كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها؟

إن كل إنسان يجّد في البحث عن الأمور التي يمكن أن يعين بها نفسه على أن يؤدي فروضه التي أمره الله بها على أكمل وجه حتى يفوز بالراحة النفسية في الدنيا والمصير الحسن في الآخرة، ولأن صلاة الفجر كما ذكرنا لها فضل عظيم في الدين وتعد من أجل العبادات التي يمكن للمسلم أن يقوم بتأديتها نظرًا لصعوبتها ومغالبة النفس فيها فسوف نقوم في هذا المقال بتوضيح الطرق التي يمكن للإنسان أن يعين نفسه من خلالها على القيام بهذه العبادة:

تحصين النفس بالخوف من الله

يجب على الإنسان أن يداوم على تذكير نفسه بما أعد الله من العذاب لأهل معصيته لأن هذا من شأنه أن يخيف قلبه ويدفعه إلى أن يحاول فعل الأمور الصحيحة والابتعاد عن الأمور السيئة ليتجنب العذاب، وعلى الإنسان أن لا يكل ولا يمل عن تنبيه نفسه كلما كسلت وشعرت بالراحة وبالملل من العبادة أن الله غفور رحيم وأنه في الآن ذاته شديد العقاب أيضًا.

الابتعاد عن معصية الله

ورد في الأثر أنه ” قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد إني أبيت معافى وأحب قيام الليل وأتخذ طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك يا أخي ” [7] مما يعني أنه في الكثير من الأحيان معصية الإنسان لربه تميت قلبه وتجعل الشيطان يُسيره مما يجعله أقرب لفعل المعاصي أكثر من الأمور التي تقربه من الله، وهو ما يدل على أن الإنسان إذا كان يريد أن يقوي عزيمته على فعل ما أمر الله به فعليه أن يبدأ بالابتعاد عن ما نهى الله عنه.

الاستغفار

إن الاستغفار هو أحد أهم الأمور التي قد تساعد العبد على أن يقوي عزيمته لصلاة الفجر، فمن المعروف أن الله عز وجل يتوب على المستغفرين ويسدد خطاهم ويقربهم منه، فالاستغفار في أساسه هو نوع من الاعتراف بالخطأ وإثبات العبودية لله، ومما يدل على أن الله عز وجل يسدد خطى المستغفرين ويقوي عزيمتهم على التمسك بالدين قوله عز وجل ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا “[8].

كثرة الأعمال الصالحة

لقد ورد في الأثر عن الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله قوله ” إن الطاعات تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعجز على العبد مفارقتها ” [9] وهو ما يعني أن الطاعة تجلب طاعة مثلها فالإنسان إذا شعر بأنه يقوم بتنفيذ ما أمر الله به ينشرح صدره للقيام بأفعال أكثر صلاحًا نظرًا لثقته في مساندة الله له وفي كونه على الطريق الصحيح، بعكس الإنسان إذا ما شعر بأنه يقوم بعصيان الله فإنه حينها سيكون فاقد للأمل في عفو الله عنه وسيدفعه هذا لارتكاب المزيد من السيئات على طريقة:[10]

وانهب من اللذات جهدك وأعلمن*** أن القبور عديمة اللذات

إخلاص النية لله

لا تأتي العزيمة القوية إلا من نية راسخة، لذلك فإن الإنسان إذا ما رسخ في ضميره كونه قد أنتوي أنه من يوم معين سوف يصلي صلاة الفجر حاضرة فعلى الأغلب سوف يستطيع أن يغالب هواه ويستيقظ ويبدأ في القيام بصلاة الفجر على ميعادها، بعكس ما إذا كان الأمر مجرد تمني في نفسه لا أساس له ولم يرسخ في نيته كونه سيقوم بفعله.

المداومة على أذكار النوم

روي عن رسول الله ﷺ أنه قال ” إذا أوى الرَّجلُ إلى فراشِهِ ابتدرَهُ ملَكٌ وشيطانٌ فقال الملَكُ اختِم بخيرٍ وقال الشَّيطانُ اختِم بِشرٍّ فإن ذكرَ اللَّهَ ثمَّ نامَ باتَ الملكُ يكلؤُهُ ” [11]وهو ما يدل على أن ذكر الله قبيل النوم يحمي الإنسان من وسوسة الشيطان ويجعله أكثر قدرة على أداء الطاعات لأنه يكون قد تخلص من شر الشيطان ولم يبق له إلا شر نفسه، فإن كان قد رسخ في نيته كونه سيحرص على صلاة الفجر فسيستطيع أن يغالب شر نفسه أيضًا.

الاستعانة بالوسائل المشجعة للاستيقاظ على صلاة الفجر

يجب على الإنسان الذي يرغب حقًا في مساعدة نفسه على الاستيقاظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر أن يتخذ جميع الوسائل التي تؤدي إلى ذلك ويبتعد عن جميع الأسباب التي قد تساهم في تعطيله عن القيام للصلاة، فيحاول أن يبتعد عن السهر لوقت متأخر من الليل أو الصحبة السيئة التي لا تعينه على أداء فروضه أو غيرها من الأمور التي قد تتسبب في ابتعاده عن الصلاة، كما يقوم أيضًا بضبط منبه ليوقظه في وقت الصلاة وخلافه من الأمور التي قد تساعد الفرد على أداء صلاته على وقتها.

كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الفجر بعد طلوع الشمس

علاج مشكلة النوم عن صلاة الفجر

يمكن للشخص أن يعالج مشكلة مغالبة النوم له أثناء محاولته القيام لصلاة الفجر عن طريق الأمور الآتية:

  • الذهاب مبكرًا إلى الفراش لتجنب الشعور بالنعاس الشديد.
  • وضع منبه قوي وعالي الصوت جمب رأس الشخص حتى يساعده على الإفاقة من النوم.
  • الاتفاق مع أحد أفراد أسرته ممن يصلون الفجر على إيقاظه في موعد الصلاة.
  • عدم التلكؤ في القيام من الفراش بمجرد سماع صوت المنبه أو الآذان، لأن التلكؤ من شأنه أن يزيد من كسل الشخص ويصعب القيام عليه.

شاهد أيضًا:  من صلى الفجر في جماعة فكأنما

صفة سنة صلاة الفجر وحكمها

لا يهتم الكثير من الأشخاص بسنة صلاة الفجر على الرغم أنها تعد أحد السنن المؤكدة التي مارسها الرسول ﷺ حال حياته، لذلك سوف نقوم فيما يلي بتوضيح كل ما يتعلق بسنه الفجر:

  • إن سنة الفجر هما ركعتين يصليهما المسلم قبل صلاة الفجر.
  • عادة ما تكون سنة الفجر فردية يصليها المسلم في المسجد أو في بيته منفردًا، ولم يثبت عن الرسول أنه صلاها في جماعة أبدًا.
  • لا يتم التطويل في هاتين الركعتين لما روي عن السيدة عائشة أنها قالت ” كان رسول الله يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن !!” [12]، ويعد التخفيف في ركعتي سنة الفجر أيضًا أحد السنن المؤكدة عن الرسول، ولا على ذلك فلا يجوز التطويل فيهما.

حكم ترك الصلاة

لقد أمر الله تعالى المسلمين بالحفاظ على الصلاة في جميع الأوقات حتى ولو كانوا في حالة حرب ويوجد خطر على حياتهم لو قاموا بالصلاة، ويدل على هذا قوله عز وجل ” حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ[13] كما أن رسول الله ﷺ قال ” رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجهادُ في سبيلِ اللهِ “[14]، ولأجل ما ذكر من الأدلة كان حكم ترك الصلاة في الإسلام يخضع لحالتين وهما:

  • حالة ترك الصلاة كسلًا: في هذه الحالة يكون الشخص عاصيًا وأثمًا يتوجب نصحه فإن لم يلتزم بالصلاة فيجب تعذيره من قِبل الحاكم.
  • حالة ترك الصلاة إنكارًا لها: إذا ترك الشخص الصلاة منكرًا لفرضيتها ففي هذه الحالة يعتبر كافرًا لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويتم مراجعته من قِبل العلماء والمشايخ فإن لم يرجع إلى ما قال الله يطبق عليه حد الردة من قِبل الحاكم.

شاهد أيضًا: الفرق بين صلاة الفجر والصبح

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها؟، حتى يستطيع كل من يرغب في الوقوف على أمور يستطيع من خلالها أن يغالب نفسه ويقوم لصلاة الفجر معرفة هذه الأمور التي تعينه على الصلاة بوضوح.

المراجع

  1. عثمان بن عفان , مسلم ، صحيح مسلم ، 656 ، صحيح
  2. انس بن مالك , السيوطي ، الجامع الصغير ، 2129 ، صحيح
  3. أبو موسى الأشعري , البخاري ، صحيح البخاري ، 574 ، صحيح
  4. سورة الإسراء , الآية 78
  5. أبوهريرة , ابن عبد البر ، التمهيد ، 19/50 ، صحيح
  6. أبوهريرة , البخاري ، صحيح البخاري ، 1142 ، صحيح
  7. أبي طالب المكي , وصف طريق المريد إلى مقام التوحيد صفحة 75
  8. سورة نوح , الآيات من 9 : 11
  9. الإمام ابن القيم الجوزية , كتاب الداء والدواء صفحة 140
  10. محمد السباعي , كتاب الأديب الذي سبق عصره
  11. جابر بن عبدالله , ابن حجر العسقلاني / نتائج الأفكار / 78 / حسن
  12. عائشة أم المؤمنين , شعيب الأرناؤوط ، تخريج المسند ، 25983 ، إسناده صحيح على شرط الشيخين
  13. سورة البقرة , من الآية 238 : 239
  14. أبو أمامة الباهلي , محمد جار الله الصعدي ، النوافح العطرة ، 148 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *