كم عدد أبواب المسجد النبوي

كم عدد أبواب المسجد النبوي هو ما سيجيب عنه هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى أنّ المساجد يعمرها المؤمنون الحق، فقد قال تعالى في سورة التوبة: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِين}،[1] ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أحد أهم المساجد في هذا الكون العظيم، للصلاة فيه فضائل عظيمة تميزه بها عن غيره من المساجد، ويهتم موقع المرجع في بيان عدد أبواب المسجد النبوي وذكر تفاصيل أبرز الأبواب التاريخية للمسجد، وكذلك بيان فضل الصلاة فيه.

المسجد النبوي

إنّ المسجد النبوي هو أحد أهم معالم الدين الإسلامي إلى جانب المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهو واحدٌ من أكبر المساجد في العالم، وقد بناه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، وكان بناؤه بعد عامٍ واحدٍ على هجرته من مكّة المكرمة، ولم يكن المسجد النبوي هو أول مسجدٍ في المدينة المنورة، فقد بني بعد بناء مسجد قباء إلى جانب بيت النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقد مرّ المسجد بعدّة تطويرات وتوسيعات منذ عهد الخلفاء الراشدين حتّى الزمن الحديث، حيث كان أضخم توسيعٍ له في نهاية القرن العشرين، وتحديدًا عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وتسعين ميلادي.[2]

شاهد أيضًا: دعاء الدخول والخروج من المسجد

كم عدد أبواب المسجد النبوي

إنّ عدد أبواب المسجد النبوي الإجمالي في يومنا هذا هو خمسة وثمانون بابًا، ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الأبواب الكثيرة جاءت مع التوسعات التي طرأت على المسجد النبوي، ففي عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أوّل بناء المسجد كان له ثلاثة أبواب ليس إلّا، وهذه الأبواب: باب جبريل وعاتكة وباب المؤخرة، وأما في عهد عمر بن الخطاب فزاد على أبوابه ثلاثاً: باب النساء والسلام وبابٌ في الشمال، واستمر الحال على ما هو عليه حتى عهد عمر بن عبد العزيز، والذي زاد على أبوابه ليصبح عشرين باباً، منها ثمانية في الجهة الشرقية وثمانية في الغربية، وأربعاً من الأبواب الخاصة في جهة القبلة، وقد استمر التوسع وزيادة الأبواب حتى أصبح للمسجد 41 مدخل، لكل مدخل بابٌ أو بابين أو ثلاثة، ليصبح العدد الكلي في يومنا هذا 85 باب.[2]

أبواب المسجد النبوي التاريخية

إن بيان كم عدد أبواب المسجد النبوي يدفع إلى ذكر أبوابه التاريخية، فلمسجد النبي صلى الله عليه وسلم أبواباً تاريخية تميزها عن بقية الأبواب، وهي: باب جبريل، وباب النساء، وباب الرحمة، وباب السلام، وباب عبد المجيد، وفيما سيأتي سيتم الخوض في تفاصيل هذه الأبواب التاريخية.

باب جبريل

يعد باب جبريل من أهم أبواب المسجد النبوي التاريخية، حيث كان يدعى هذا الباب بباب النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك سمي بباب عثمان، وسبب تسميته بذلك هو وقوعه مقابل بيت الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأما عن سبب تسميته بباب جبريل فهو لما روي في الأثر عن مجيئ جبريل عليه السلام ووقوفه بهذا الباب ومن ثم أشار للنبي صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى قريظة، يقع باب جبريل في الجهة الشرقية من جدران المسجد، وقد سدّ اليوم هذا الباب ووضع مكانه نافذة تطلّ إلى خارج المسجد، وكتب في أعلى النافذة قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[3] وهو باب جبريل.[2]

باب النساء

وكذلك يعد باب النساء إحدى أبواب المسجد النبوي التاريخية، حيث أقام هذا الباب وفتحه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك في الجهة الشرقية في مؤخرة المسجد، وكان بناؤه وفتحه استناداً لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لو ترَكنا هذا البابَ للنِّساءِ“،[4] وقيل أنه كلما كان هنالك زيادة في المسجد من جهة هذا الباب، بني في محاذاته.[2]

باب الرحمة

وقد فتح هذا الباب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الجهة الغربية من جدار المسجد، وقد سمي في غابر الزمان بباب عاتكة، ويعود سبب ذلك إلى أن الباب كان يطلّ على دار عاتكة بنت عبد الله بنت يزيد بن معاوية، وأما عن سبب تسميته بباب الرحمة، فيعود ذلك إلى كونه يشار إليه بدار القضاء، فقد سأل البعض ممن دخلوا منه النبي ليستسقي لهم، فاستسقا لهم، وأجيب برحمة الله -سبحانه وتعالى- وبغيثه.[2]

باب السلام

وله عديد الأسماء كذلك إلى جانب السلام، منها: باب الخشية، وباب الخشوع، حيث فتح هذا الباب الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك في الجدار الغربي من المسجد، وأما عن سبب تسميته بباب السلام فيعود ذلك إلى كونه بمحاذاة مواجهة الزائرين للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.[2]

باب عبد المجيد

وهو واحدٌ من أهم أبواب المسجد النبوي التاريخية، وأما عن سبب تسميته بباب المجيدية فيعود إلى كونه مبنياً من قبل السلطان عبد المجيد الأول، وكان بناؤه في الجهة الشمالية في القرن الثالث عشر، وتحديداً عام 1277 ميلادي، ولكن عندما أقيمت التوسعات في المسجد نقل هذا الباب إلى محاذاة مكانه الأول، قبل أن ينقل إلى محاذاة المدخل الرئيسي للمسجد عند التوسعة السعودية الثانية.[2]

فضائل المسجد النبوي

مسجد النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو أحد أهم معالم الدين الإسلامي، وقد بيّنت السنّة النبويّة الشريفة فضائل المسجد النبوي ومكانته العظيمة لدى المسلمين، ومن هذه الفضائل:[2]

  • ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى من سورة التوبة: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.[5] وقد ترافق ذلك مع ذكر أسس التقوى التي قام بها المسجد.
  • كذلك كونه واحدًا من المساجد الثلاثة الوحيدة التي يمكن للمؤمنين أن يشدّ الرحال إليها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا تُشدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجدَ : مَسجِدِ الحرامِ ، ومَسجِدي هذا ، ومَسجِدِ الأَقصى“.[6]
  • الصلاة في المسجد النبوي تعدل الألف صلاة في غيره من المساجد، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “صَلَاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن أَلْفِ صَلَاةٍ في غيرِهِ مِنَ المَسَاجِدِ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ“.[7]
  • وكذلك كون المسجد النبوي روضةً مباركة، وقد أشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى كون ما بين بيت النبي ومنبره روضة من رياض الجنة.
  • كما أنّ الصلاة فيه لأربعين يوم في المسجد النبوي يعدّ نجاةً من النار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من صلَّى في مسجدي أربعين صلاةً لا تفوته صلاةٌ كُتِبتْ له براءةٌ من النَّارِ وبراءةٌ من العذابِ وبرِئ من النِّفاقِ“.[8]

محاريب المسجد النبوي

والمحاريب هي المواضع التي كان يصلي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إماماً بالمسلمين، ومن بعده صلى بها أئمة المسلمين، والجديد بالذكر أنه لم يكن المحراب مجوفاً كما حال المحاريب التي نعرفها في يومنا هذا، والتي أحدثها عمر بن عبد العزيز في الواحد والتسعين للهجرة، وقد تعددت المحاريب كما تعددت أبواب المسجد النبوي، ومن هذه المحاريب:[2]

  • المحراب النبوي إلى بيت المقدس: والذي كان يصلي به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما كانت القبلة الأولى هي بيت المقدس.
  • وكذلك المحراب النبوي: وهو ثاني المحاريب التي صلى بها رسول الله، وكان ذلك عندما أصبحت الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين.
  • والمحراب العثماني: وهو المكان الذي صلى به الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
  • وكذلك محراب التهجد: وهو مكان الصلاة الخاص برسول الله أثناء الليل.
  • محراب فاطمة: يقع أمام محراب التهجد، خلف حجر النبي صلى الله عليه وسلم.
  • والمحراب السليماني: وقد سمي بالسليماني لأن السلطان سليمان القانوني جدده، وزخرفه بالرخام الأبيض والأسود.

مآذن المسجد النبوي

بنيان المسجد النبوي تطور مع تقدم الزمن، فقد كان المسجد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- له ثلاثاً من أبواب المسجد النبوي، ولكن لم يكن يمتلك أي مئذنة، وكان أول من أحدث المآذن في المسجد النبوي هو عمر بن عبد العزيز، ومن ثم بناها كذلك السلطان عبد المجيد، وهذه المآذن هي:[2]

  • المئذنة الشامية الغربية: وتدعى بالشكيلية والخشبية والمجيدية.
  • وكذلك المئذنة الشامية الشرقية: وتسمى بالسنجارية والعزيزية.
  • المئذنة الجنوبية الشرقية: وهي مئذنة القبة الخضراء.
  • وكذلك المئذنة الجنوبية الغربية: وهي مئذنة باب السلام، تقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد.
  • والمئذنة الغربية: والتي تدعى باب الرحمة، حيث بنيت خارج المسجد النبوي.

منبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم

يكاد المسجد النبوي لا يخلو في جنباته من الأماكن العظيمة التي تزامنت مع حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، ومن هذه الأماكن أبواب المسجد النبوي ومحاريبه وكذلك منبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك المنبر الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن مابين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري، قول رسول الله: “ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي”،[9] وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب على جذع النخلة قبل أن يصنع له المنبر، فصار يخطب على منبره.[2]

حكم زيارة المسجد النبوي للحاج والمعتمر

إن زيارة مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور التي يقوم بها حجاج بيت الله الحرام، ومعتمريه، والحكم الشرعي في هذه الزيارة أنها سنة، وليس من الأمور الواجبة والمفروضة في الحج والعمرة، والتي لا يمكن للحج أو العمرة أن يكتمل إلا بها، وقد سنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيارة مسجده في كافة أيام السنة، وليس فقط في أيام الحج والعمرة، وكذلك يسنّ للمؤمن إن دخل إليه من أبواب المسجد النبوي المختلفة أن يصلي في روضته الشريفة ركعتين، وأن يسلم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.[10]

شاهد أيضًا: ما هو اول مسجد بني في عمان

إنّ المسجد النبوي من الأماكن الإسلامية العظيمة التي يقصدها المسلمون من كلّ حدبٍ وصوب، وقد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي بيّن كم عدد أبواب المسجد النبوي كاملةً، وذكر بعض التفاصيل بما يتعلق بأبوابه التاريخية، كما بيّن بعضًا من معالمه العمرانية كالمحاريب والمآذن ومنبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك ذكر الفضائل العظيمة التي خصّها الله -عزّ وجلّ- لهذا المسجد دونًا عن غيره من مساجد الله في الأرض.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 18
  2. wikiwand.com , المسجد النبوي , 14/02/2021
  3. سورة الأحزاب , الآية 56
  4. صحيح أبي داود , الألباني/عبد الله بن عمر/571/صحيح
  5. سورة التوبة , الآية 108
  6. صحيح الترمذي , الألباني/أبو سعيد الخدري/326/صحيح
  7. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/1394/صحيح
  8. الترغيب والترهيب , المنذري/أنس بن مالك/2/204/رواته رواة الصحيح
  9. صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/6588/صحيح
  10. binbaz.org.sa , زيارة المسجد النبوي سنة , 14/02/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *