كم تسليمه في صلاة التراويح

كم تسليمه في صلاة التراويح من الأسئلة الهامة التي تتبادر إلى ذهن كلّ مسلم مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ولا بدّ لكلّ مسلم أن يعرف عدد ركعات صلاة التراويح قبل دخول شهر رمضان المبارك، وحكم صلاة التراويح وفضلها وكيفيّة أدائها، وذلك حتّى تكون صلاته صحيحة ويبتعد عن الخطأ فيها، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان كم عدد تسليمات صلاة التراويح وتوضيح بعض الأحكام الشرعية المرتبطة بالتراويح.

كم تسليمه في صلاة التراويح

ذكر أهل العلم أنّه لا تحديد لعدد تسليمات صلاة التراويح في الشريعة الإسلامية، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد عن ست تسليمات ترويحتين وشفعٌ ووتر، بمجمل إحدى عشرة ركعة كما أخبرت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فالنبي كان يصلي أربعًا ثم أربعًا ثم ثلاثًا، وتجوز الزيادة على هذا العدد فالناس إن شقّ عليهم طول القراءة استعاضوا عنها بكثرة الركعات، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد كان الناس في زمن عمر بن الخطاب يقومون بثلاثٍ وعشرين ركعة، والخلاصة أنّ السنة أن يصلي المسلم خمس تسليمات وتسليمة الوتر، ويجوز أن يصلي المسلم أربع ركعاتٍ بتسليمة واحة عند جمهور أهل العلم، وللمسلم سعةٌ في ذلك ولا حرج عليه فيما يفعل والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح في الحرم المكي

كم تسليمه صلاة التراويح في الحرم

إنّ عدد تسليمات صلاة التراويح في الحرم المكي عشر تسليمات من غير الشفع والوتر، ويصليها الإمام مثنى مثنى يسلّم من كلّ ركعتين، وهو الأصحّ عند أهل العلم، وفي المسجد النبوي يتمّ الصلاة بنفس الكمية ونفس العدد والكيفية ولا فرق بينهما.

ما عدد ركعات صلاة التراويح؟

ببيان كم تسليمه في صلاة التراويح فإنّ من المهم توضيح عدد ركعات صلاة التراويح كما ذكر أهل العلم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على التوسعة وعدم التحديد فيها، والسّنة الصحيحة والثابتة أن يقوم المسلم بصلاة إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر ركعة، يصليها مثنى مثنى يسلم من كلّ ركعتين، ويجوز للمسلم الزيادة على ذلك أو النقص عنه، وقد ورد عن الشيخ ابن باز قوله: “ليس للتراويح عدد محصور بل الأمر فيها واسع والحمد لله، من صلى عشرين أو إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة أو صلى أربعين مع الوتر أو خمسين مع الوتر كله لا بأس به، لو صلى ثمان وأوتر أو عشراً وأوتر أو عشرين وأوتر أو ثلاثين وأوتر أو أكثر وأوتر لا بأس لا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يفعل فعل النبي ﷺ، الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا هو الأفضل”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

كيف تصلى صلاة التراويح

إن صلاة الليل مثنى مثنى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولو خشي المسلم أن يدخل عليه الفجر يوتر بواحدة، ويمكن للمسلم أن يؤديها في جماعة وهو الأفضل، ويمكن له أن يصليها منفردًا فلا حرج عليه، لكنّ الاستحباب لها في جماعة، وقد روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: “صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فَقُلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلتُ: يُصَلِّي بهَا في رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلتُ: يَرْكَعُ بهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا؛ إذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يقولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، فَكانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِن قِيَامِهِ، ثُمَّ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا ممَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى، فَكانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِن قِيَامِهِ”.[3]

حكم صلاة التراويح

إنّ صلاة التراوح نافلة معروفة في شهر رمضان بعد صلاة العشاء، وهي سنّة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أوّل من سنّها جماعةً في المسجد فصلاها عدة ليالي بالمسلمين، ثم تركها خشية أن تفرض على أمّته، فقد ذكر أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.[4] حت عاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهده فجمع المسلمين عليها في جماعة والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها

وقت صلاة التراويح

أجمع أهل العلم على أنّ وقت صلاة التراويح يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ويمكن للمسلم أن يؤديها في أي جزءٍ أراد من الليل، أما لو كان الرجل سيصليها إمامًا في المسجد بالناس جماعة، فالأولى والأفضل أن يصليها بعد صلاة العشاء مباشرةً، وأن لا يؤخرها إلى نصف الليل وآخره حتى لا يشق ذلك على المسلمين، وقد ينام بعضهم عنها فتفوته الصلاة، ولذلك جرى عند المسلمين أن تكون بعد العشاء مباشرةً والله ورسوله أعلم.[6]

هل يجوز أربع ركعات في تسليمة واحدة صلاة التراويح

ذهب أكثر أهل العلم أنه لا يجوز أن يصلي المسلم أربع ركعات في تسليمة واحة بصلاة التراويح، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ صلاة التراويح مثنى مثنى، ولم يرد أنه يجوز أن تصلى أربعًا بتسليمة واحدة، وفي ذلك خلاف، فقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية في ذلك ما يأتي:

• قال الحنفية: لو صلى التراويح كلها بتسليمة وقعد في كل ركعتين فالصحيح أنه تصح صلاته عن الكل، لأنه قد أتى بجميع أركان الصلاة وشرائطها، لأن تجديد التحريمة لكل ركعتين ليس بشرط عندهم، لكنه يكره إن تعمد على الصحيح عندهم.
• قال المالكية: يندب لمن صلى التراويح التسليم من كل ركعتين، ويكره تأخير التسليم بعد كل أربع، حتى لو دخل على أربع ركعات بتسليمة واحدة فالأفضل له السلام بعد كل ركعتين.
• قال الشافعية: لو صلى في التراويح أربعا بتسليمة واحدة لم يصح فتبطل إن كان عامدا عالما، وإلا صارت نفلا مطلقا، وذلك لأن التراويح أشبهت الفرائض في طلب الجماعة فلا تغير عما ورد.

بهذا نختتم مقال كم تسليمه في صلاة التراويح والذي سلّط الضوء على عدد تسليمات صلاة التراويح وبالذات في الحرم المكي، وبيّن عديد الأحكام الشرعية والمعلومات الهامّة حول صلاة التراويح وقيام الليل في رمضان.