كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر

كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر، ليلةُ القدر ليّلة مُباركة، تَنزّل فيها القرآن الكريّم والذكرِ الحكيّم، أعظمُ الكُتبِ وأشرفها، وفيّها تنزل الملائكة وفي مقدمتَهم الملكَ جبريّل -عليهِ السلام- علىْ القائميّن على عبادتهم وصلاتَهم، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ بشكل أكبرَ على ليلة القدرِ، وفضائَلها، وكمْ يُعادلُ أجر العمل الصالحَ في ليلةِ القدرِ.

ليلة القدر

يَتكونُ مُصطلحَ ليلة القدرِ منْ كلمتينْ، وهَما: ليلةَ والقدرَ، حيثُ أنّ ليلةَ تبدأُ من غروبِ الشمسِ وحتىْ طلوع الفجرِ، أمَا القدرَ فهوَ الشرّف والوقار، وليلةُ القدرِ هِيّ ليلةٌ من ليالي العَشْر الأواخر الفرديّة من شهر رمضان، وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم إلى السماء الدُّنيا، وجعل العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ممّا سواها، كما أنّ جبريل -عليه السلام- ينزل فيها ومعه عدد كبير من الملائكة بإذن الله -تعالى-، ليقضوا ما أمر الله به، وقد جاء الكلام من الله -تعالى- بعُلوّ هذه الليلة بلفظ صريح، يقول الله -عزّ وجلّ-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).[1]

شاهد أيضًا: الاعمال المستحبة في ليلة القدر ، أعمال ليلة القدر pdf

كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر

يعادل أجر العمل في ليلة القدر العمل في ألف شهرٍ، حيثُ قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[2] فالعملُ الصالحِ فيّها أفضلُ من العملِ الصالحِ في ألف شهر، وهو ما يقدّر بثلاثٍ وثمانين سنة وأربعة أشهر، كما هو حال العبادة فيها، فمن قامها إيمانًا بالله -تعالى- وبما أعدّه من الثواب والأجر العظيم فيها، غُفر ما تقدّم من ذنوبه، وهي ليلة مليئة بالبركات والخيرات، فيحرص المسلم فيها على الإكثار من الدعاء والعبادات، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من إهمال قيام ليلة القدر والغفلة عما فيها من الخير.

ما فضل قيام ليلة القدر بالاعمال والطاعات

ليلةُ القدر ليلةٌ عظيّمة مُباركة، تُغتفرُ فيّها الذنوبِ، وتُطهرُ فيها القلوبْ، وتُقبّلُ فيها التَوبّة، ويكثر فيها العَفو والغفران، والتيسير لِمَن قامها مُحتسِبًا الأجرَ من الله -تعالى-، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[3] فمنْ المُستحبْ إحياءَ ليلة القدرِ بالعباداتِ، ويُستحسن الإكثار من الدُّعاء فيها بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).[4]

شاهد أيضًا: هل يستجاب الدعاء في ليلة القدر

أعمال ليلة القدر

ليلة القَدْر ليلةٌ من الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي غير مُحدَّدةٍ بليلةٍ مُعيَّنةٍ، ويستحبُّ للعبدِ اغتنامَها بالعباداتِ والطاعاتْ، ومن أعمالِ ليلةَ القدرِ، ما يأتّي:

قراءة القرآن الكريم

يُستحّبُ للمسلمِ قراءةَ القرآن الكريّم، وتلاوةِ آياتِه، وترتيلَها في الشهرِ الفضيّل، ولا يُشترطُ ختمّهُ كاملاً في تلكَ الليلةِ، إلا أنّهُ ينالُ أجرًا عظيمًا، وفضلاً كبيرًا إنْ ختمهَ في تلكَ الليلة، وتلاوةُ القرآن وتدبرهُ ومُدراستَه في رمضانَ، فيّه تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ كان جبريل -عليه السلام- يعارض النَّبي -عليه الصلاة والسّلام- القرآن في رمضان كلّ سنة مرة، فلمّا كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين.

قيام الليل

حث الله -سبحانهُ وتَعالى- على قيّامِ الليَل، واعتبرهُ شرفًا للمُؤمن، لما فيّه تَقربًا لله -سبحانهُ وتعالى-، وزيّادة للأجرِ والثواب، فتترتبُ عليّه الأجورَ العظيّمة، وقد رغّب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قيام رمضان كما رغّب في صيامه، فقال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، كما صلّى الرسول -عليه الصلاة والسلام- صلاةَ قيام رمضان مع الصحابة الكرام عدّة أيّام، ثُمّ تركَها؛ خشية أن تُفرَض عليهم، أو خشية أن يعتقدوا أنّها لا تصحّ إلّا في المسجد.

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

الذكر والدعاء

الأجرُ يتضاعفُ في شهرِ رمضانَ، ويستجيّبُ الله -سبحانهُ وتَعالى- فيّه الدُعاء، فيسأل المسلم الله الجنّة، والنجاة من النيران، والتعوُّذ منها، فالدعاء فيها مُستجابٌ، والاجتهاد فيه مرغوبٌ، ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا الله -عزّ وجلّ-، وتوفيقه، ونَيْل المنزلة الرفيعة، قال سفيان الثوريّ: “الدعاء في ليلة القدر أحبّ إلي من الصلاة”.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر، حيثُ تعرفنا على الأعمال الصالحةْ التي يستحبُ للمسلمِ القيّام بِها في ليلةِ القدر، إلى جانبِ فضلّها ومدى أهميتها.

المراجع

  1. سورة القدر , الآية 2
  2. سورة القدر , الآية 3
  3. صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 1901، صحيح
  4. الإلمام بأحاديث الأحكام , ابن دقيق العبد، عائشة أم المؤمنين، 1/364 ، صحيح على طريقة بعض أهل الحديث

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *