كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة

كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة في الإسلام هو الموضوع الذي سيتم التعرف عليه، حيثُ يهتمُّ المسلمون بالكعبة المشرفة كونها أحد أهم الشعائر في الدين الإسلامي، ويظهر أثر ذلك في الطواف حولها والذي يعد من أركان الحج وهي من أعظم الفرائض في الإسلام، وفي هذا المقال سيقدم موقع المرجع لزوراه الكرام تفصيلًا عن كسوة الكعبة المشرفة وحول أول من لبس الكعبة والحكمة من إكساء الكعبة وغير ذلك من المعلومات.

كسوة الكعبة المشرفة

تعدُّ كسوة الكعبة من أشهر العالم التي يهتمُّ بها المسلمون يوم العيد، وتكون كسوة الكعبة من الحرير الأسود، وينقش عليها بعض من آيات القرآن الكريم بواسطة ماء الذهب، وإن كسوة الكعبة في الإسلام من الأمور المشروعة أو المستحبة على الأقل حسب أقوال كثير من العلماء، لأن في ذلك تعظيم بيت الله الحرام، وقد ورد في القرآن حيث قال تعالى: ” ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ “، وقد كانت الكعبة معظمة في شرائع الأنبياء السابقين حسب ما ورد، وقد جاء الدين الإسلام والكعبة كانت تُكسى وتعظم بشكل كبير، واستمر المسلمون على ذلك الأمر إلى يومنا هذا.[1]

اقرأ أيضًا: دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة مكتوب

كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة

يتمُّ تغيير ثوب الكعبة مرة واحدة في السنة ويكون ذلك خلال موسم فريضة الحج، لأنه في صبيحة يوم عرفة وهو يوم التاسع من شهر ذي الحجة عندما تكون ساحة الحرم شبه خاليًا تقريبًا ويكون جميع الحجاج في مشعر عرفات، ولقد برع في تصميم ثوب الكعبة أكبر المصممين والفنانين في العالم الإسلامي، إذ أنَّ تصميمه يعتبر شرفًا عظيمًا في العالم الإسلامي .

الحكمة من كسوة الكعبة

تعدُّ كسوة الكعبة من أهم الشعائر الإسلامية، والحكمة من كسوة الكعبة أنها اتباع لما قام به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ثبت في الأثر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كسا الكعبة في حجة الوداع بالثياب اليمانية، وكانت آنذاك نفقاتها من بيت مال المسلمين، وذلك أنه عندما قام المسلمون بفتح مكة، أبقى رسول الله كسوة الكعبة القديمة على حالها وهي التي كُسيت بها قبل فتح مكة ولم يستبدلها بغيرها، حتى احترقت الكسوة القديمة على يد امرأة كانت تريد تبخيرها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، ثم كساها من بعده الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بقماش القباطي والبرود اليمانية، ثمَّ كساها عثمان بن عفان رضي الله عنه بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام، أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلم ترد روايات أو اشارات مؤرخين أنه كسا الكعبة، بسبب انشغاله بالفتن التي حدثت في فترة حكمه، ثم واصل ملوك الإسلام والسلاطين من بعد الخلفاء الراشدين في شتى العصور كساء الكعبة وتغيير ثوبها.

شاهد أيضًا: صور طواف الحجاج حول الكعبة المشرفة 1442

أول من لبس الكعبة

يعود تاريخ كسوة الكعبة إلى عدنان بن إد وهو الجد الأعلى للرسول صلى الله عليه وسلم، ويقال أنه كان واحدًا ممن كسوها، ورويَ أيضًا أنَّ التبع الحميري ملك اليمن كان أوَّل من كساها في الجاهلية قبل الإسلام، وذلك بعد أن زار مكة المكرمة، وقيل هو أول من صنع بابًا ومفتاحًا للكعبة، وبعد التبع الحميري كساها كثيرون في الجاهلية إلى أن عادت الأمور إلى قصي بن كلاب جد الرسول الرابع، فقام بتنظيمها بعد أن جمع القبائل في مكة تحت لواء واحد، ثم عرض على القبائل أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب استطاعته، إلى أن ظهر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجرًا ذا مال كثير وثراءٍ فاحش، فأشار على قريش أن تكسوا الكعبة سنة وهو يكسوها سنة، فوافقت قبائل قريش على ذلك، وبقي ذلك العمل حتى مات ثمَّ بقيت قريش محافظة على تغيير كسوة الكعبة حتى مجيء الإسلام.

لماذا ثوب الكعبة أسود

إنَّ اللون الأسود لا يشترط في كسوة الكعبة، وهذا ما تشير إليه كتب التاريخ والتي تدرس تاريخ الكعبة المشرفة، حيثُ تشير إلى أنّها لم تكسى طوال الوقت باللون الأسود بل كسيت قل ذلك بأكثر من لون مثل اللون الأخضر، ومن هنا يتبين أنّ سواد غطاء الكعبة ليس أمرًا إلهيًا وليس أمرًا مسنونًا، بل على العكس فإن سواد ثوب الكعبة هو عرف وعادة إسلامية لا أكثر، وفي الوقت الحالي تعدُّ المملكة العربيّة السعوديّة الجهة المسؤولة عن تغيير كسوة الكعبة، وقد أنشأت مصنعًا خاصًّا لحياكة ثوب الكعبة، وهي تنتجه بأفضل وأجمل وأجود المواصفات من حيث التطريز والخطوط واستخدام الذهب وغير ذلك، وفي الوقت الحالي المملكة العربية السعودية هي المسؤولة عن لون الكعبة الأسود.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي ولد في بطن الكعبة

ما هي الآيات المكتوبة على ستار الكعبة

يوجد العديد من الآيات المكتوبة على غطاء الكعبة، وفيما يأتي بعض الآيات من جميع الجهات:[2]

من الجهة الموالية لباب إبراهيم

  • قال تعالى: ” وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ “.
  • قال تعالى: ” وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا “.
  • قال تعالى: ” وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا “.

من جهة باب الملتزم

  • قال تعالى في سورة البقرة: ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ “.
  • قال تعالى: ” وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “.

من جهة حجر إسماعيل عليه السلام

  • قال تعالى: ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “.
  • قال تعالى: ” نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “.
  • قال تعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ “.

بين الركنين

  • قال تعالى: ” قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ “.
  • قال تعالى: ” ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ “.
  • قال تعالى: ” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ “.

الآيات المكتوبة على ستارة باب الكعبة

  • قال تعالى: ” وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.[١٧][١٨] قال تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا “.
  • قال تعالى: ” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ “.
  • قال تعالى: ” لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ “.
  • قال تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “.
  • قال تعالى: ” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا “.

الآيات المكتوبة على باب الكعبة

  • قال تعالى: ” ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ “.
  • قال تعالى: ” وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا “.
  • قال تعالى: ” كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ “.
  • قال تعالى: ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ “.
  • قال تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “.

في نهاية مقال كم مرة يتم تغيير ثوب الكعبة تعرفنا على كسوة الكعبة وعلى تاريخ كسوة الكعبة، كما تعرفنا على أول من كسا الكعبة وعلى سبب سواد لون ثوب الكعبة، كما تطرقنا إلى الحكمة من كسوة الكعبة في الإسلام وعرفنا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من غير ثوب الكعبة في الإسلام.

المراجع

  1. wikiwand.com , كسوة الكعبة , 19/07/2021
  2. islamic2knowledge , كسوة الكعبة , 19/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *