كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إنّ تَعرض واحد من الأهل أو الأصدقاء لِمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب ربما يتسبب في توتر لدى المتعاملين مَع المصاب سواءً الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم إذ إنّ المُصاب بهذا المَرض يقوم بسلوكيات غير مُنتظمة بالإضافة إلى وقوع تَغيّرات عَديدة على المزاج عِنده وفي موقع المرجع سوفَ نتعرف على ماهيّة هذا المَرض بالإضافة إلى كيفية التعامل مَع المصاب بِه وسوف نَستعرض أسباب وأعراض المَرض التي يُعتبر مِن المُهم التعرّف عليها.

ما هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

إنّّ الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب هو اضطرابًا عقليًا يؤدي لوقوع البَعض من التغيّرات غير العادية بخصوص نطاق طاقة الشخص المُصاب ومستويات النشاط عنده بما يشمل التركيز والمزاج والقدرة على أداء المهام اليومية الروتينية، كما إنّ هذا المرض يُمكن تقسيمه إلى أنواع ثلاثة أساسية استنادًا على حدّة السّلوك لدى المُصاب وهي: [1]

• نوبات الهوس: تُعرف باسم “Manic episodes”.
• نوبات الاكتئاب: تُعرف باسم “Depressive spisodes”.
• نوبات الهوس الخفيف: تُعرف باسم “Hypomanic episodes”.

كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

في حَال كنتَ تمتلكُ صديقًا أو واحدًا من أفراد الأسرة لديك مُصاب بمرض الاضطراب ثنائي القطب ويعاني منه فأنتَ تَكون بحاجة لمعرفة كيفية القيام بالتعامل مَعه حيث إنّ التعايش معه لا يكون سهلًا لهذا فيما يلي أبرز الطّرق المُتبعة في التعامل مَع المصاب بهذا المرض:

• الاستماع إليه: يجب عليكَ أن تكون من المستمعين الجيدين أكثر من القيام بالتحدّث إليه إذ إنّ هذه من الأشياء المميزة التي يمكن تقديمها للمريض خصوصًا عندما يرغب في الحديث عَن البعض من المشاكل والتحديات التي يقوم بمواجهتها وهذا يتم عبر الخطوات الآتية:

1. الانتباه بحماس كامل لكل ما يقوم بالحديث عَنه.
2. التزام الهدوء خلال الحديث.
3. الابتعاد عَن التبرير والحجج حيث إنه لا يتقبلها.
4. تجنب الحديث عن الموضوعات التي تُعرضه للإحباط أو تثير غضبه.

• تقمّص دور البطولة: يحتاج مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب باستمرار للطمأنينة حيث إنه يشعر بأنّ كلّ العالم ضده ولهذا من الواجب أن يشعر بالحماية بكَ بشكل دائم وأيضًا الشعور بأنكَ تقف إلى جانبه وهذا الأمر لا يعني قيامك بالموافقة على البعض من أفعاله وسلوكياته.
• الحَماس: عندما يمر المريض بنوبات الاكتئاب ربما يشعر المُصاب بالعجز واليأس والحزن لهذا يجب أن يتم تذكيره بما يمتلك من صفات إيجابية ونقاط قوّة بالإضافة إلى القيام بمساعدته ليتعافى من النوبات بسهولة.
• المساعدة على تلقي العلاج: إنّ علاج هذا المَرض يتواجد له نوعين يتم تصنيفهم على أنهما “العقاقير الطبية” و “جلسات العلاج مع الطبيب النفسي” لهذا يجب أن تقوم بتشجيعه بشكل دائم على أن يحضر للطبيب إلى أن ينتهي موعد جلسته حيث إنّ هذا الأمر يجعله يشعر بمدى الأهمية التي يشكلها.
• التّفهم: يصعب أن يقوم مريض اضطراب ثنائي القُطب بتفهم نوع الاضطراب الذي يقوم بالمعاناة مِنه كما أنّه لا يدرك السبب الأساسي لتغيّر المزاج الذي يعاني منه لهذا فإنّ المحاولات التي تبذلها لمعرفة ما يقوم بالمرور به وأيضًا تقديم الدعم له يشكل فارق مُلاحظ على مستوى الشّعور.
• التفاؤل والصّبر: إنّ هذا المرض حالة طويلة الأجل بسبب أن الأعراض تقوم بالظهور والاختفاء طوال حياة المُصاب، لهذا يجب أن تكون مُتحلي بالتفاؤل والصّبر لكي تقوم بمساعدة المريض في البقاء على المسار الصحيح والقيام بالعيش في ظل حياة صحيّة.
• التعبير عَن صعوبة المرض: القيام بالتعبير عن الصعوبة في التعامل مع المريض ربما يكون ضروريًا حيث إنّه في الغالب يقوم المريض بالاضطراب الوجداني ثنائي القُطب بالبعض من التصرفات التي ربما تتسبب في إحراج وكذلك إزعاج لكل من الأصدقاء والأهل لهذا من الممكن التعبير عَن ما يشعر به الأصدقاء والأهل رفقة المريض بصورة هادئة خلال الأوقات التي تقع خارج النّوبات مَع القيام بالحرص على ألا يتم إصدار الأحكام أو الانتقاد مَع القيام بتحديد للتصرفات التي تقوم بالتسبب بإزعاج وعدم القيام بالحديث بصورة عامة.
• الخوف والحَذر: عند القيام بالتعامل مَع المصاب بمرض الاضطراب الوجداني السلوكي عليكَ إدراك التقلبات المزاجية التي يتعرض لها وحِدتها خصوصًا فكرة الانتحار التي تقوم بمراودته ويقوم بالحديث عَنها، حيث إنّه بمجرد القيام بالحديث عنها كُن متأكدًا أنه سوف يقوم بفعلها في يومٍ ما لهذا من الواجب إبعاد أي من السكاكين والأسلحة الحادة عَنه لأنه من الممكن أن يتسبب في إنهاء لِحياته.

شاهد أيضًا: كيف اعالج نفسي من الاكتئاب

أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

إنّ أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب ترجع للبعض من العوامل البيولوجية والوراثية التي يُمكن التعرف عليها فيما يلي:

• عوامل وراثية: قامت الكثير من الأبحاث بإثبات أنّ الثلث من المصابين بالمرض يكون لديهم أقارب مصابين بالنوبات الشديدة من الاكتئاب وأيضًا الاكتئاب ثنائي القُطب بالإضافة إلى أنّ الشخص الذي يمتلك شقيق أو أب يعاني من الاضطرابات ثنائية القُطب يكون أكثر عرضة إلى الإصابة بهذا الاضطراب بنسبة مِن 4-6 مرّات عندَ المقارنة بالشخص الذي يُعاني.
• عوامل بيولوجية: يُحتمل أن يؤثر التلف في خلايا الدّماغ أو فقدانها على التّعرض إلى إصابة بثنائي القُطب إضافةً لوجود البعض مِن الاختلالات تخص الناقلات العصبية التي تؤثر على الخلايا الدماغية وتقوم بتنظيم حالة الشخص المزاجية.
• عوامل بيئية: إنّ البَعض يعتقدون أنّ العوامل البيئية والتغيير في نمط الحياة يقوم بلعب دور بارز في الإصابة بمرض الاضطراب ثنائي القُطب المُشتمل على كُل مِن الإجهاد الشديد والتعرض إلى اعتداء جنسي والفقدان لواحد من أفراد الأسرة أو المعاناة من صدمة نفسية، كما أنّ الضغوطات والمخاوف والمشاكل التي تحدث يوميًا من الممكن أن تكون سببًا في تطوّر الأعراض خصوصًا عند الأفراد الذين يمتلكون استعدادًا وراثيًا.

أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

من الممكن تقسيم الأعراض الخاصة بهذا المَرض لنوعين مِن تلك العلامات التي تقوم بالظهور على المَريض والتي تتعلق بكل من نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب وهذا الأمر يجعل تشخيص الحالة أمرًا صعبًا جدًا وتكون كما يلي:

• علامات الاكتئاب

• الحُزن واليأس لفترات زمنية طويلة.
• الانسحاب من الصداقات ومن العائلة والعزلة الاجتماعية.
• فقدان الاهتمام المتعلّق بالأنشطة.
• التغيرات التي تطرأ على الشهية.
• فقدان للطاقة والتّعرض لتعب شديد.
• فقدان للذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
• فقدان القدرة على القيام باتخاذ القرارات.
• التّفكير في إنهاء الحياة عبر الانتحار.

• علامات الهَوس

• شعور بالنشوة المُفرطة والسعادة لفترات زمنية طويلة.
• عَدم القدرة على النّوم لفَترات زمنية طويلة.
• التّحدث بسرعة عالية مَع التسارع في الأفكار.
• الانفعال والضّيق الشديد والاندفاع.
• تشتت للانتِباه.
• الثّقة الكبيرة بالقدرات والنّفس.
• الممارسة السلوكية الممتلئة بالمَخاطر ومِن أمثلتها القيام بممارسة الجنس باندفاع والقيام بصرف أموال بصورة مبالغ فيها.

كيفية تشخيص مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

رغمًا عن الصعوبة في التشخيص للمرض ثنائي القُطب إلا أنّه بمجرّد التعرّف على أعراض المرض وتحديدها من الممكن اللجوء إلى العِلاح خصوصًا في حال لم يكن المريض معانيًا من نوبة شديدة مِن الهَوس فإنه من الصعب التّعرف على أعراض المرض إذ إنّ المريض يكون نشيطًا أكثر مما هو معتاد ويمتلك ثقة بالنّفس بالإضافة لامتلاك قدرة على القيام بالنّوم إلى ساعات طِوال، ويستطيع الطبيب تشخيص المَرض وفقًا للآتي:

• فحص بدني: ربما يقوم الطبيب بعمل فحص بدني بالإضافة إلى اختبارات معملية من أجل تحديد المشكلات التي ربما تكون هي السبب في ظهور الأعراض.
• تقييم نفسي: من الممكن أن يقوم الطبيب بالإحالة لطبيب نفسي ليقوم بالحديث مَع المصاب عن المشاعر والأفكار والأنماط السلوكية ومن الممكن أيضًا القيام بتعبئة تقييم نفسي ذاتي أو استبيان وربما يطلب واحد من الأصدقاء أو أفراد العائلة بعد الحصول على الإذن أن يقوم بتوفير المعلومات عَن الأعراض التي يرونها.
• مُخطط المزاج: قد يقوم الطبيب بطلب تسجيل للحالة المزاجية ولأنماط النّوم أو العديد مِن العوامل الثانية التي من الممكن أن تساعد في مسألة التشخيص وفي إيجاد العِلاج الذي يَكون مناسبًا.
• معايير المَرض: قد يقوم المريض بالمقارنة ما بين المعايير الخاصة بالاضطراب ثنائي القطب وبين الاضطرابات التي تكون ذات صلة ضمن الدليل الإحصائي والتشخيصي الخاص بالاضطرابات العقلية.

علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

في العادة يستمر علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب حتى نهاية الحياة لهذا فإنه يتطلب الحصول على عِلاج فعّال من أجل السيطرة على الأعرض وطرق العلاج تشتمل على الآتي:

• عقاقير طبية تتمثل في مضادات الذهان ومضادات الهوس والاكتئاب.
• علاج معرفي سلوكي.
• علاج عبر الصدمات الكهربائية.
• علاج من التعاطي للمخدرات.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وما أسبابها وطرق علاجها

مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

تختلف مدة العلاج لهذا المرض من شخص إلى آخر وهذا يرجع إلى نسبة الخطورة التي تشكلها الأعراض ويحدد الطبيب النفسي المتخصص المدة اللازمة للعلاج بناءً على المعطيات المتواجدة حيث إنّ الاضطراب الثنائي ربما يستمر إلى سنوات طويلة.

خطورة انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

في حَال سمعت عن التعرض إلى انتكاسة الاضطراب الوجداني الثنائي القُطب فإنكَ تكون بحاجة للتعرف على الأعراض وعلى مَدى الخطورة التي تشكلها لكي تستطيع أن تتعامل مَع المريض وتتمثل الانتكاسة في هذا المرض بعودة الأعراض للمريض مرة أخرى ولكنّها تعود بحدّة أكبر خصوصًا بعد أن تمر ستة أشهر على العلاج والبدء في الخمود للمرض لأنّ الفرصة للانتكاسة تكون كبيرة وربما يتحدث الانتكاسة لعدم التعافي بصورة كاملة من المرض ويحتاج الطبيب في هذه الحالة لإعادة التقييم للحالة والقيام باتباع طرق جديدة في العِلاج.

اقرأ أيضًا: طرق علاج الجيوب الانفية بالاعشاب وما أسبابها وأعراضها وطرق علاجها

هل يشفى مريض ثنائي القطب

الحقيقة تَقول أنّ المريض بثنائي القُطب لا يُشفى مِنه إذ إنّ العلماء لم يقوموا بَعد بتحديد السبب الحقيقي وراء الاضطراب ولم يقوموا بإيجاد علاج فعلي له ولكن من الممكن القيام بالسيطرة على أعراض المَرض حتى تصير غير ظاهرة على الطرف الآخر فإنّ مدة العلاج تكون مستمرة لسنوات. [2]

ما العلاقة بين الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والفصام الوجداني

إنّ كُل مِن الفصام الوجداني “الشخصي” والاضطراب ثنائي القطب يعتبران مِن المشكلات التي تمتلك سمات وصفات عديدة مشتركة على المستوى النّفسي إذ إنه ربما يحدث في البعض من الأحيان لالتباس في مسألة التمييز فيما بينهما نظرًا للسمات المشتركة ويجب التنويه لتواجد البعض من الاختلافات الأساسية بين كل من المرضين التي تقوم بالتمييز فيما بينهما وهي كالتالي:

• مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القُطب ربما يتسبب في وقوع البعض من التغيرات على المزاج وعلى التفكير والمستويات الخاصة بطاقة الفرد.
• الفصام الشخصي “الوجداني” يقوم بالتسبب في معاناة لِلفرد المصاب تتمثل في فقدان الاتصال والتواصل مَع المُحيط أي المعاناة من عدم القدرة فيما يخص التمييز بين ما هو خيالي وما هو حقيقي.

في خِتام مَقالنا نَكون قَد عرفنا كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وقمنا بالتعرّف على الأسباب التي تؤدي إلى هذا المَرض بالإضافة إلى تَعرفنا عَلى الأعراض التي تَظهر على الأشخاص المصابين وتعرفنا عَلى مدة العلاج للمرض وإمكانية الشفاء مِنه.