كيفية أداء العمرة للنساء
جدول المحتويات
كيفية أداء العمرة للنساء من الأمور التي تحتاج النساء إلى معرفتها؛ حيث تعد مناسك العمرة من العبادات التي لها الفضل والأجر العظيم؛ لما فيها من أركان وشروط وأجر في كل خطوة من خطوات العمرة، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على أركان العمرة، ومن ثم كيفية أداء العمرة للنساء وشروط ومحظورات العمرة للنساء في هذا المقال.
أركان العمرة
إنَّ العمرة عبادةٌ من أجل العبادات التي فرضها الله -عزّ وجلّ- على عباده المسلمين، ولها كسائر العبادات أركان وشروط وكيفية ولباس وما إلى ذلك؛ ولهذا سنذكر أركان العمرة التي لا تصح إلا بها كالآتي:[1]
- أولًا: الإحرام.
- ثانيًا: الطواف بالبيت.
- ثالثًا: السعي بين الصفا والمروة.
وعليه فمن أراد العمرة فإنه يحرم من الميقات، أو من محاذاته، لمن كان وراء هذه المواقيت، أما من كان دونها فيحرم من حيث أنشأ، وإن كان من أهل مكة يحرم من الحل؛ ثم يشرع في التلبية، ويبدأ بالطواف بالبيت ويشترط أن يكون على طهارة، فإذا فرغ من الطواف، صلى خلف المقام ركعتين، ثم يسعى بين الصفا والمروة، ويحلق أو يقصر، وبذلك يكون قد قضى نسكه، وأتى بأركان العمرة على أتم وجه.
شاهد أيضًا: دعاء الانتهاء من العمرة مكتوب
كيفية أداء العمرة للنساء
إن أرادت المرأة المسلمة العمرة فإنها يجب أن تأتي بأركانها شروطها على أكمل وجه، بحيث تنال الأجر العظيم بذلك؛ ولهذا سنذكر كيفية الأداء بالتفصيل فيما يأتي:[2]
الإحرام
تبدأ المرأة بالاغتسال للإحرام ولو كانت حائضًا أو نفساء، حيث قال الشيخ العثيمين: “والاغتسال عند الإحرام سُنَّةٌ في حق الرجال والنساء، حتى المرأة الحائض والنفساء، لأن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أمر أسماء بنت عُميس حين ولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة في حَجّة الوداع أمرها فقال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي”، ثم تلبس المرأة ثيابها وتحرم فيما شاءت من الثياب وتلبس المخيط خلاف الرجل؛ غير أنها لا تتبرج بزينة ولا تغطي وجهها بالنقاب ولا كفيها بالقفازين، قال الشيخ العثيمين: “وأما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب غير أن لا تتبرج بزينة، ولا تنتقب ولا تلبس القفازين وتغطي وجهها عند الرجال غير المحارم”، ثم الأولى أن تجعل إحرامها عقب فريضة فإن لم يكن ذلك؛ صلت ركعتين سنة الإحرام، ثم تهل بالنسك فتقول: “لبيك اللهم بعمرة”، ثم تكثر من التلبية وذكر الله تعالى بعد تلبسها بالنسك، قال الشيخ العثيمين: “وأما المرأة فلا ترفع صوتها بالتلبية ولا غيرها من الذكر لأن المطلوب في حقها التستر”.
الطواف
تشرع المرأة في الطواف، فإذا وصلت المسجد الحرام قدمت رجلها اليمنى لدخوله، وقالت: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذُ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبُسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”، وتدخل بخشوع وخضوع؛ مُستحضرة بذلك نعمة الله عليها بوصولها إلى بيته الحرام، ثم تتقدم إلى البيت متجهة نحو الحجر الأسود لابتداء الطواف، ولا يشرع لها أن تزاحم الرجال بل تحرص على التستر والبعد عن مخالطتهم ما أمكن لها ذلك؛ ففي البخاري أن عائشة رضي الله عنها كانت تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم، ثم تجعل البيت عن يسارها وتطوف سبعة أشواط لا ترمل في شيء منها، وتكثر الذكر والدعاء ولا تتكلم إلا بخير، وتدعو بما شاءت في أثناء الطواف، وتكثر أن تقول بين الركنين اليمانين “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، فإذا فرغت من الأشواط السبعة صلت ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر لها ذلك، وإلا ففي أي مكان في المسجد، تقرأ في الأولى {قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية {قل هو الله أحد}، ثم تخرج إلى المسعى فإذا دنت من الصفا قرأت: إن الصفا والمروة من شعائر الله.
السعي بين الصفا والمروة
ثمّ تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئة بالصفا مختتمة بالمروة، ولا بد من استيعاب المسافة التي بين الجبلين جميعها، ولا يشرع لها أن ترقى على الصفا ولا على المروة، ولا أن تسعى بين العلمين الأخضرين بخلاف الرجل، وتكثر في سعيها من ذكر الله تعالى والدعاء بما شاءت.
الحلق أو التقصير
فإذا فرغت من السعي قصرت من شعرها، والأولى أن تقصر من جميع الشعر خروجًا من الخلاف، فتقصر من طرف كل ظفائرها وليس عليها حلق بخلاف الرجال، فإن الحلق في حقهم أولى من التقصير، قال الشيخ العثيمين: “وأما المرأة فتُقَصر رأسها بكل حال، ولا تحلق، فتقصر من كل قَرنٍ أُنملة”، وبذلك تكون عمرتها قد تمت.
شروط العُمرة للنّساء
إنه يجب على المرأة أن تلتزم بشروط العمرة ليكون أداءها على الوجه الذي يرضي الله -عزّ وجلّ- ومما جاء في شروط العمرة للمرأة ما يأتي:[3]
- الإسلام.
- العقل.
- البلوغ.
- الحرية.
- الاستطاعة.
ومن الجدير بالذكر أن الاستطاعة تعني: وجود الزاد والراحلة، ووجود المحرم بالنسبة للمرأة، حيث إن الإسلام والعقل شرطان للصحة، والبلوغ والعتق شرطان للإجزاء، والاستطاعة شرط للوجوب، ومن شروطها: سلامة البدن من الأمراض، ملك ما يكفيه في عمرته حتى يعود، أمن الطريق، وجود المحرم بالنسبة للمرأة.
شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم
محظورات الإحرام
إنَّ لمناسك العمرة والحج شروط وأركان وواجبات، وأيضًا لا تخلو من محظورات لا يجوز الإتيان بها بأي شكل من الأشكال؛ ولهذا نلخص حظورات الإحرام على النحو الآتي: [4]
- إزالةُ شعر الرأس بحلق أو غيره: لقوله تعالى: {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}.[5]
- تقليم الأظافر: أو قلعها أو قصها قياسًا على حلق الشعر؛ ولا فرق بين أظفار اليدين والرجلين، ولو انسكر ظفر لا بأس بقلعه لا شيء عليه.
- استعمال الطيب بعد الإحرام: في ثوبه أو بدنه أو غيرهما مما يتصل به؛ وهذا لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- “أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في المُحرِم: “وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ “.[6]
- عقد النكاح: لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : “لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ، ولا يُنْكَحُ، ولا يَخْطُبُ“.[7]
- المباشرةُ لشهوةٍ: بتقبيل أو لمس أو ضم؛ وهذا لقوله تعالى: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.[8]
- قتل الصيد: والصيد هنا: كل حيوان بري حلال متوحش؛ كالظباء والأرانب والحمام، وهذا لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً}.[9]
شاهد أيضًا: حكم العمرة عن الميت من التنعيم
فضل العمرة
لقد ثبت في السنة النبوية المطهرة في فضل العمرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ“،[10] فالعمرة إلى العمرة كفارة، والمقصود هنا عند اجتناب الكبائر؛ وهذا لقوله سبحانه وتعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [11] فكان الشرط في تكفير السيئات اجتناب الكبائر، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل العمرة أيضًا في الحديث الصحيح: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ”،[12] فالعمرة إلى العمرة، والحج إلى الحج كلها قد تكون من المكفرات؛ لكن إذا اجتنب الكبائر كما قال عليه الصلاة والسلام: “مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ“؛[13] ولذلك لو أدى الإنسان هذه المناسك وهو غير مصر على شيء من الكبائر، ولم يفسق ولم يرفث، وهكذا في العمرة فسوف يكون بذلك كفّر الصغائر ونال الأجر والثواب.[14]
وهكذا في نهاية مقال كيفية أداء العمرة للنساء نصل إلى ختامه، ونكون قد تعرفنا على أركان العمرة وشروطها للنساء، وتعرفنا على كيفية أداءها، وتتطرقنا للحديث عن محظورات وفضائل العمرة.
المراجع
- islamweb.net , العمرة...أركانها..واجباتها..ومستحباتها , 25/08/2021
- islamweb.net , صفة العمرة للمرأة , 25/08/2021
- al-eman.com , شروط الحج والعمرة: , 25/08/2021
- ar.islamway.net , محظورات الإحرام , 25/08/2021
- سورة البقرة , الآية 196
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 5806، صحيح
- سورة البقرة , الآية 197
- صحيح مسلم , مسلم، عثمان بن عفان، 1409، صحيح
- سورة البقرة , الآية 197
- سورة المائدة , الآية 96-97
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 1773، صحيح
- سورة النساء , الآية 31
- صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 233، صحيح
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 1820، صحيح
- binbaz.org.sa , فضل الإكثار من العمرة , 25/08/2021
التعليقات