يقول ابن القيم عن المطر
جدول المحتويات
ماذا يقول ابن القيم عن المطر ، الذي يُعد أحد أبرز المظاهر الطبيعيّة التي تناولها كثير من الكتّاب والمثقّفين في أعمالهم، وقد كان المَطر حاضرًا في دواويين الشّعر والروايات والقصّة على مدى عصور طويلة، انطلاقا من أهميّة وجمال تلك الظاهرة الشتويّة المميّزة، بأجوائها التي تبعث على الفرحة والسرور، وترمز إلى الخير في جميع الحضارات العالميّة، وقد تناولها الإمام ابن القيّم -رحمه الله تعالى- بأجمل العِبارات والكلمات، وعبر مَوقع المَرجع يمكن لزوارنا أن يتعرّفوا على إجابة سؤال ماذا يقول ابن القيم عن المطر وعلى أبرز أقوال عن المطر في العَالم العربي.
من هو الامام ابن القيم الجوزية
إنّ الإمام ابن القيم هو فقيه ومحدّث ومفسّر حديث وعالم دين مسلم من المجتهدين، ويُعرف بأنّه أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيّوب بن سعد بن حريز الزرعي الدّمشقي الحنبلي، وهو أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامي ويُعرف باسم ابن القيم الجوزيّة أو ابن القيّم، وأمّا عن نشأته فقد كانت في مدينة دمشق على المذهب الحنبلي وفي النصف الأول من القرن الثامن الهجري على وجه التّحديد، وقد تعلّم ذلك من والده أبو بكر بن أيّوب الزرعي، الذي كان قائمًا على المدرسة الجوزيّة الحنبليّة وهو ما أورثه إلى ابنه، حيث ولد على ذلك المذهب وفق ما أراده له والده، وأمّا في مرحلة الشباب فقد اتّصل ابن القيّم بإمامه وشيخه ابن تيمية، ممّا انعكس عليه بكثير من التغيّرات في الآراء العلميّة والدينيّة، فابتعد عن المذهب الحنبلي في حالات محدّدة، ولذلك اعتبره كثير من العلماء أنّه أحد المجتهدين في الدّين.[1]
وأمّا عن ولادته -رحمه الله تعالى- فقد كانت في 691 للهجرة، التي توافق العام الميلادي 1292 للميلاد، وقد نشأ وعاش في مدينة دمشق، وعُرف عنه حبّه للعلم واتّباعه لطلبه منذ السنوات الأولى من العمر، فقام بالاستماع إلى عدد كبير من العلماء وأخذ عنهم كثير من الأفكار والنظريات التي جعلت منه عالمًا شابًا خلال مراحل عمريّة قصيرة، في التفسير والحديث والفقه واللغات، وقد رجّح علماء أنّ الإمام ابن تيميّة هو أحد أبرز أساتذة وشيوخ الإمام ابن القيّم، حيثُ كان اللقاء بينهما في العام 712 هــ الموافق للعام 1313 للميلاد، ولازمه بعد ذلك اللقاء حتّى وفاته، حيث استمرّ ذلك الأمر مدّة سبعة عشر عام، وقد كان له دور كبير جدًا في عصره، فقد قام على تعليم كثير من النّاس والعلماء فبعد أن تولى المدرسة الجوزيّة، وبرز أثره منذ السنوات الأولى لالتحاقه بشيخه البن تيمية في مناطق واسعة في العالم الإسلامي، تمّ ذكرها في عدد من الكتب والمخطوطات وغيرها، وكانت حركة محمد عبد الوهاب امتداد حقيقي لدعوات ابن تيمية، حيث ظهرت في القرن الثاني عشر واهتمّ روّادها بكتب ابن تيمية وابن القيم على نحو متساوي.
اقرأ أيضًا: عبارات عن المطر والغيم 2021 أجمل ما قيل عن المطر
يقول ابن القيم عن المطر
تناول الإمام والمفكّر ابن القيّم الجوزيّة المطر والسّحاب بأجمل الكلمات والعبارات الدينيّة التي لخّصت زاوية رؤية تلك الظَّاهرة الطبيعية من وجهة نظر مميّزة وخلفيّة دينيّة جميلة، حيث تناولها في إحدى كتبه قائلًا:
“فإذا تأملت السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جو صاف لا كدورة فيه، وكيف يخلقه الله متى شاء وإذا شاء، وهو مع لينه ورخاوته حامل للماء الثقيل بين السماء والأرض إلى أن يأذن له ربه وخالقه في إرسال ما معه من الماء، فيرسله ويُنزله منه مقطعًا بالقطرات، كل قطرة بقدر مخصوص اقتضته حكمته ورحمته، فيرش السحاب الماء على الأرض رشًا، ويرسله قطرات مفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى، ولا يتقدم مستأخرها، ولا يتأخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمزج بها، بل تنزل كل واحدة في الطريق الذي رسم لها لا تعدل عنه حتى تصيب الأرض قطرة قطرة، قد عُينت كل قطرة منها لجزء من الأرض لا تتعداه إلى غيره، فلو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا منها قطرة واحدة أو يحصوا عدد القطر في لحظة واحدة لعجزوا عنه، فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقًا للعباد والدواب والطير والذر والنمل، يسوقه رزقًا للحيوان الفلاني في الأرض الفلانية بجانب الجبل الفلاني فيصل إليه على شدة من الحاجة والعطش في وقت كذا وكذا”
قد يهمّك أيضًا: من هو الملك الموكل بالمطر
أبرز أقوال عن المطر والغيم
تناول كثير من الكتّاب والمثقّفين المطر والغيم بأجمل الحروف والصّور التي رسمت تلك اللوحة ببالغ المحبّة وبِحبر المَشاعر الجَميلة، وأبرز ما قيل في المطر وتناوله النّاس عبر مواقع التواصل هو:
- إنّ المَطر هو نعمة الله تعالى، تلك التي تتزيّن بها قلوب النّاس قبل أن تتزيّن بها سماء البشر، فالمطر هو راحة واطمئنان ومشاعر دينيّة عظيمة تربّت على قلب المسلم وتزيد من يقينه بقدرة الله على التغيير.
- إنّ المطر قادر على إحياء الأمل في عمق الليالي المظلمة، فتزيد تلك الهطولات من فرحة المؤمن وتبعث على المحبّة والتفاؤل بين الجميع، لأنّها إحدى أشكال الرّحمة التي تتناسب مع جميع القلوب.
- تبعث الأمطار التي تتساقط على النّاس كثير من آيات التفاؤل والحنين في القلوب، لأنّ المطر هو إحدى صور الحب والذكريات، تلك التي لا تُفارق ذاكرة أي إنسان معهما كان انتماؤه وثقافته.
- تصنع الغيوم التي تتلبّد لتُعلن حكاية المطر في النفوس كثير من علامات الدهشة، فتزيد الأرض انشرحًا وتبعث على مزيد من الأوكسجين في السماء لتعلوا صيحات الحمد لله على نعمه التي لا تُحصى.
- إنّ فرحة النّاس بالمطر لا يُمكن أن تُجاريها فرحة أخرى، فهو نعمة الله تعالى التي لا يُمكن للإنسان أن يحيا بدونها، ولا يُمكن للحياة أن تستمر دونها، وهي التطبيق العملي لآيات الله التي نوّهت على فضل المطر.
- يعتبر الشتاء فصل الحب والحنين، وهو الفصل الذي تزيد به أرتال التائبين إلى الله، فصورة الشّتاء في القلوب ناصعة وجميلة، تحملها آيات الله تعالى عبر مظاهر الطبيعة التي لا بدّ معها سوى التسبيح.
- وحدها الأمطار قادرة على غسل القلوب وإعادة تلوينها من جديد، وحدها قادرة على بثّ الأمل وإعادة إحيائه، والتأكيد على أنّ الله تعالى قادر على كلّ شيء، فاللهم لا تحرمنا من فضل جودك.
اقرأ أيضًا: تفسير حلم نزول المطر على شخص لابن سيرين
اقتباسات جميلة عن المطر
تبعث تلك الاقتباسات على الزيّادة في التعلّق بمظاهر الطبيعة، تلك التي تسوقنا من أيدينا إلى رحمة الله، حيث وقف العلماء والكتّاب مع المطر بأجمل الكلمات والأفكار، التي عبّروا من خلالها عن إعجابهم وفرط دهشتهم، وأجمل ما قيل في ذلك:
- يقول جلال الدين الرومي: “لا تشرق الروح إلا من دجى المر، هل تزهر الأرض إلا إن بكى المطر. ليرتفع منك المعنى لا الصوت، فإنّ ما يجعل الزهر ينبت ويتفتح هو المطر لا الرعد”
- يقول الكاتب سميح القاسم: “وعندما أُقتل في يوم من الأيام، سيعثر القاتل في جيبي على تذاكر السفر.. واحدة إلى السلام واحدة إلى الحقول والمطر واحدة إلى ضمائر البشر.. أرجوك ألا تهمل التذاكر يا قاتلي العزيز، أرجوك أن تسافر”
- يقول الشاعر بدر شاكر السيّاب: “ومن أن كنا صغارا، كانت السماء*** تغيم في الشتاء***ويهطل المطر ***وكل عام – حين يعشب الثرى- نجوع ***ما مر عام ليس في العراق جوع***مطر…***مطر”
- يقول الكاتب السوري محمد الماغوط:”إنني في رعاية دائمة لا بأس بها، الشمس تحميني من المطر، والمطر من التجول، والتجول من اللصوص، واللصوص من التبذير، أزمة المواصلات تحميني من المسرح”
- يقول عبد الوهاب مطاوع: “يا صديقي اخرج في الجو العاصف ولا تستسلم لتجهم الجو حولك.. ولا تسجن نفسك داخل جدران بيتك أياماً طويلة خوفاً من البرد والمطر، فلأن تشكو من لفحة برد أرحم كثيراً من أن يتسلل اكتئاب الشتاء فيملأ روحك بالحزن الغامض.. والشجن”
- يقول فرانز كافكا: “سيدتي العزيزة ميلينا.. الآن فقط انقطع المطر الذي دام سقوطه يومين وليلة، مع أن انقطاعه قد لا يستمر سوى لحظة، لكنه مع ذلك حدث يستحق أن يحتفل به المرء، وهذا هو ما أفعله بالكتابة إليك”
- يقو نزار قباني: “أخاف أن تمطر الدنيا، ولست معي فمنذ رحت.. وعندي عقدة المطر كان الشتاء يغطيني بمعطفه فلا أفكر في برد ولا ضجر وكانت الريح تعوي خلف نافذتي فتهمسين: تمسك ها هنا شعري”
- يقول فاروق جويدة: “لكنه حزن الصقيع ووحشة الغرباء في ليل المطر، فالناس حولي يهرعون وفي ثيابي نهر ماء، في عيوني بحر دمع، بين أعماقي حجر.. وأريد صدراً لا يساومني على عمري ولا يأسى على ماض عبر”
إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي أجبنا فيه عن سؤال ماذا يقول ابن القيم عن المطر؟ حيث انتقلنا عبر فقرات المقال ليتعرّف القارئ على الامام ابن القيّم -رحمه الله تعالى- وعلى أبرزالأقوال عن المطر عند الكتّاب والمثقّفين، لنختم أخيرًا مع أبرز الأقوال عن المطر والغيم في اللغة العربيّة.
المراجع
- marefa.org , ابن القيم الجوزية , 02/01/2022
التعليقات