خطوات القراءة المتعمقة

خطوات القراءة المتعمقة هذه المهارة التي يسعى الجميع إلى تعلمها، فنحن جميعاً نحتاج إلى أن نكون قادرين على قراءة ما يلبي حاجاتنا بشكل جيد، فبغض النظر عن نوع العمل أو الوظيفة التي نقوم بها، فإن مقدرتنا على قراءتها بكفاءة عالية وفعالية هي من المهارات المهنية الأساسية، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سنتكلم عن خطوات القراءة المتعمقة ونستفيض بالشرح عنها وكل ما يخصها لإغناء فكر قرائنا الأعزاء.

مفهوم القراءة المتعمقة

القراءة المتعمقة والتي تعرف أيضًا بالقراءة البطيئة، تعرف على أنها فعل متعمد من قبل الشخص للقراءة بشكل أبطأ وأكثر تركيزاً وتفكيراً وذلك بهدف زيادة الفهم والاستمتاع بشكل أكبر، وهي عملية تتطلب التكرار، فعادةً ما تتعثر عندما تحاول القراءة بشكل متعمق لمرة واحدة على الأقل أو عدة مرات أحياناً، في حياتك من قبل سواء كانت هذه القصة خيالية أو مقالة فكرية قوية، فأثناء القراءة المتعمقة ستشعر أن الكتاب يلتهم عقلك، ويسب لك التفكير في محتواه ومشاهده وشخصياته وحتى سطور النص المقروء، وهذا يحدث بدون عمد فذلك ينتج عن اهتمامك الذي هو الشرارة التي تدفعك إلى الرغبة في التعمق بشكل أكبر في مضمون الموضوع الذي يتكلم عنه الكتاب، ومن المحتمل أيضاً أن يكون للكتاب تأثيراً واضحاً عليك وعلى حياتك. [1]

شاهد أيضاً: خطوات الطريقة العلمية

خطوات القراءة المتعمقة

نحن نلجأ عادةً إلى القراءة المتعمقة إلى اكتساب المعرفة بشكل أوسع والتوسع في فهمنا لمعنى النص ومحتواه والتعمق في هذه المعرفة، كما تساعدنا على البحث في كافة المعلومات التفصيلية لهذه المهمة وتسهيل قراءة المقاطع الصعبة في هذا النص، وللحصول على النتائج المطلوبة منها، يجب علينا اتباع خطوات القراءة المتعمقة بدقة وانتباه، وفيما يلي سنذكرها لكم كل خطوة على حدة لشرحها بشكل أفضل.[2]

تصفح المادة

وهي أولى الخطوات الأساسية في هذه المهمة، والتي تعتمد على تصفح المادة التي نحن على وشك قراءتها، وتتم هذه المهمة بالتدقيق في العناوين والعناوين الفرعية إضافة إلى المخططات والرسوم البيانية وما إلى ذلك، وتهدف هذه الخطوة لأخذ النظرة العامة على نص المادة التي نريد قراءتها، وتفنيدها من حيث أهمية المادة لنا وإن كان هناك ما يهم بحثنا.

السؤال 

حتى تدرك ما تريده من قراءتك المتعمقة عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة التي تدور حول نص المادة أثناء قراءتك لها، ويتم ذلك باستخدام العنوان الرئيسي وعناوين القسم الفرعية إضافة إلى الأسئلة الموجودة في نهاية الفصل، كما يمكنك قراءة الأهداف من أدلة الدراسة والنظر في الفهرس، والهدف من هذه الخطوة تكوين فكرة عامة عن هذه المادة لمعرفة إذا ما كانت تلائم ما تبحث عنه.

قراءة المواد

الخطوة الثالثة من خطوات القراءة المتعمقة قراءة المواد حيث يجب أن تتم قراءة المواد في هذه المرحلة بشكل بطيء لنحصل على العمق في أسلوب القراءة، ويجب مراعاة التوقف المتكرر أثناء الكتابة للنظر في الإجابة على السؤال الذي طرحته سابقاً، وعند متابعة القراءة أبق بيدك قلم رصاص لتقوم بتدوين الملاحظات على الهامش ولوضع خطوط تحت الكلمات والعبارات المهمة مثل التعريفات، وهذه وسيلة مهمة تساعدك في الاستفادة من القراءة المتعمقة، وعليك قراءة كل المواد وعدم إهمال أي مادة منها بما في ذلك الرسوم البيانية والجداول.

تسميع ما تم قراءته

فبعد القيام بتدوين الملاحظات من الذاكرة على تلك الأقسام التي قرأتها لتوك، أغلق الكتاب وحاول أن تتذكر العناوين والمفاهيم الرئيسية التي مرت معك، إضافة إلى التعاريف المهمة والتي سبق أن وضعت الخطوط تحتها لتنظر إلى مدى استيعابك لما قرأته، وتهدف هذه الخطوة إلى تنشيط ذاكرتك وتفعيل عمل العقل بشكل أكبر والنظر في حفظ ما تم استيعابه.

المراجعة للتحقق 

وفي هذه الخطوة المهمة والأخيرة يتم مراجعة القراءة والتأكد من الملاحظات التي وضعتها في الهوامش والتعاريف والعبارات التي سبق ووضعت تحتها خطوط لتمييزها، وتهدف هذه الخطوة إلى المقارنة بين ما عدت لتقرأه وبين ما تم فهمه واستيعابه وحفظه، إضافة إلى إمكانية وضع ملاحظات جديدة والتأكد من أنك لم تفوت أي معلومة مهمة بالخطأ، ولزيادة الفهم أيضا يمكنك تكرير المراجعة مرات عديدة.

شاهد أيضاً: الفرق بين الرؤية والهدف والرسالة

استراتيجية القراءة المتعمقة

بعد التعرف على خطوات القراءة المتعمقة لا بد من معرفة استراتيجية القراءة المتعمقة وهي عبارة عن نهج بسيط وفعال تتم صياغته بهدف تعزيز القدرات الشاملة لدى الطلاب وكل من يسعى إلى التعمق في قراءة المادة، وبمساعدة هذه التقنية يصبح للأشخاص القدرة على فهم مضمون المادة وتوجيه انتباههم نحو التفاصيل المهمة والتي من الممكن أن لا نلحظها بسهولة، وتتلخص هذه الاستراتيجية في خمس نقاط مهمة سنذكرها بطريقة تفصيلية في ما يلي:[3]

تفعيل المعرفة الخلفية

فقد أظهرت الدراسات أن الفهم الأفضل للأشخاص عموماً والطلاب خصوصاً غالباً ما يحدث عندما ينخرط الأشخاص في الأنشطة المتبعة التي تربط معرفتهم السابقة بمعرفتهم الجديدة، والتي يمكن شرحها بمثال بسيط، فإذا أردنا السؤال عن ماذا نعرف عن موضوع ما، فسيحفز هذا السؤال المعرفة السابقة الموجودة لدى الأشخاص عن ذات الموضوع، والتي ستبادر إلى أذهانهم فور سماع السؤال، وببساطة يمكن القول إن هذه الإستراتيجية تسمح للمتعلم العمل من مخطط سابق موجود بالفعل في إدراكنا عوضًا عن البدء من مخطط جديد.

الاستجواب

والذي يشجع المتعلم على صياغة الأسئلة في مرحلة ما قبل وبعد القراءة بهدف زيادة استيعابهم للمادة، وتعتمد هذه الخطوة على ثلاثة أسئلة رئيسية وهي:

  • الأسئلة الحالية: والذي يركز على المواد المقدمة في نص المادة، كالسؤال عن جوهر المادة المقروءة، أو ما هي الحقائق التي يتم ذكرها.
  • الأسئلة التحليلية: والذي يتطلب من المتعلم التفكير فيما تم تعلمه وماذا يريد الكاتب للمادة أن يوصل لنا من فكرة بعد فهم هذه المادة.
  • الأسئلة البحثية: تساعد هذه الأسئلة المتعلم على التعمق في البحث عن معلومات تتعدى تلك الموجود في نص المادة لزيادة المعرفة.

تحليل بنية النص

والذي يتطلب هذا من المتعلم أن يكون لديه دراية في كيفية تحليل النص وفهم بنيته، وهذا التحليل يعتمد على تعلم الأنماط التي تنظم المواد داخل الكتاب كنمط حل المشكلة أو نمط السبب والنتيجة، إضافة إلى النمط الوصفي والذي يشمل نمط القائمة أو نمط الشبكة أو الأنماط المصفوفة، وتأتي أهمية فهم النمط الذي يتم تقديم المادة من خلاله للمتعلم في فهم المعلومات المتضمنة في النص بشكل أفضل، ولذلك يتم التأكيد دائماً على ضرورة تعلم جميع أنماط بنية النص كبند مهم من بنود نجاح خطوات القراءة المتعمقة.

تصور المادة

وهذه الاستراتيجية تؤكد على أهمية تصور المادة، والتي تعني تكوين الصور المرئية في رؤوسهم وتخيلها أثناء قراءتهم للنص، والذي يساعد بشكل فعال في فهم أفضل للمادة، كما أكدت الدراسات التي أجريت على عدد من الأشخاص أن تصورها  على هيئة صور هيكلية أو رسوم بيانية بدلاً من تصورها على هيئة صور، حيث أن تكوينها عل هيئا صور عادية غالباً ما يميل إلى التلاشي في الذهن.

التلخيص

حيث أشارت الدراسات التي جرت إلى أن القدرة على التلخيص تعزز الفهم، فهي تدل على درجة الفهم والاستيعاب، وبشكل عام يعرّف التلخيص على أنه القدرة على حذف التفاصيل التي لا تصل للموضوع بصلة، والجمع بين تلك الأفكار المتشابهة وتكثيف تلك الأفكار الرئيسية إضافة إلى ربط الموضوعات الرئيسية بالبيانات المختصرة التي تلتقط الغرض من القراءة للقارئ، ومن خلال استخدامك للاستراتيجيات الأربع السابقة، ستجد أنه من الأسهل لك في فهم المادة هو تلخيصها، كما يمكن تلخيص المادة على شكل رسوم بيانية أو بصرية أو كتابية. 

وبعد هذا الشرح المفصل وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطوات القراءة المتعمقة بطريقة مفصلة، والذي عرفنا من خلاله مفهوم القراءة المتعمقة والاستراتيجيات المتبعة في فهم هذا النوع في القراءة، إضافة إلى التوسع في التعريف بها بشكل موسع لإغناء فكر القارئ.

المراجع

  1. goalcast.com , What is Deep Reading and How Can It Make You Happier and Smarter? , 11/08/2021
  2. owll.massey.ac.nz , In-depth reading , 11/08/2021
  3. k12teacherstaffdevelopment.com , What is the High 5 Reading Strategy? , 11/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *