هل تركيب الأظافر حرام

هل تركيب الأظافر حرام سؤال تحتاج المرأة المسلمة إلى معرفة إجابته؛ حيث إنَّ المرأة بطبيعتها تحب التجمل والتزين بين الحين والآخر، ولهذا سيتم الإجابة في موقع المرجع عن هل تركيب الأظافر حرام، وما مفهوم الزينة، وهل تركيبهم يبطل الوضوء، وما حكم تطويل الأظافر، وسنتحدث أيضًا عن حكم العدسات الملونة والرموش في هذا المقال.

مفهوم الزينة في الإسلام

تعرف الزينة في اللغة مع الكسر: بأنها اسم جامع لكل شيء يتزين به، فالزينة: تحسين الشيء بغيره من لُبسةٍ أو حليةٍ أو هيئة، وقيل: الزينة بهجة العين التي لا تخلص إلى باطن المزيّن، ومن هذه المعاني يتضح أن كلمة الزينة تُطَلق على ما يتزين به الإنسان مما يكسب جمالًا من لباس وطيب ونحوهما، حيث قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِيْنَتَكُمْ عِنْدَ كُلّ مَسْجـِدٍ}،[1] فجاء لفظ الزينة في القرآن الكريم في صور متعددة وبمعاني متعددة؛ حيث قال تعالى: {وَلـٰـكِنَّا حُمِّلْنَا أَوزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَومِ فَقَذَفْنَاهَا}،[2]
ومنه قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَونَ وَمَلأَه زِيْنَةً وَّأَمْوَالاً}،[3] وقوله سبحانه: {فَخَرَجَ عَلَى قَومِه فِي زِينَتِه}.[4]

أما الزينة في الاصطلاح: هي ما ليست من السلع ولا من الخدمات ومع ذلك يسعى إليها الناس وينعمون بها ويقبلون التضحيات من أجل الحصول عليها، حيث قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيرٌ وَّأَبْقـٰـى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}،[5] فإن لفظة المتاع الواردة في الآية ترمز لكل من السلع الاقتصادية والخدمات؛ ذلك أن الإنسان لا يستطيع أن يستمتع بالسلعة إلا إذا اقترنت بالخدمة، ولهذا لم يحرم الإسلام الزينة، بدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِه}،[6] ولكنه حذّر من الإسراف فيها، لما تؤدي إليه من كبر وغرور، كما كانت الحال مع قارون قال سبحانه: {إِنّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَومِ مُوسىٰ فَبَغـٰـى عَلَيهِمْ} إلى قوله {فَخَرَجَ عَلَى قَومِه فِي زِينَتِه} وكانت النهاية {فَخَسَفْنَا بِه وَبـِدَارِه الأَرْضَ}،[7] ولكن مما يتضح أن الزينة تُطلَق على المحاسن التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فمنها الزينة الحقيقية وهي كل ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله، لا في الدنيا، ولا في الآخرة، ومنها الزينة النفسية ويراد بها الصفات التي أمر بها الإسلام ورغّب فيها، وأولها صفة الإيمان فالعلم والصدق والحلم والاعتقادات الحسنة، كما في قوله تعالى: {وَلـٰـكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِليْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَه فِي قُلُوبـِكُمْ}.[8] [9]

شاهد أيضًا: هل المكياج يمنع الوضوء

هل تركيب الأظافر حرام

إنَّ تركيب الأظافر لمجرد الزينة حرام شرعًا، وهذا لأن تركيب يدخل في باب تغيير خلق الله -عز وجل- التي نهى عنها سبحانه، تبعًا لنفس العلة التي من أجلها حرم الوشم والنمص والتفلج والوصل، فالمرأة التي تفعل ذلك للزينة قد اعتبره الشرع تغييرًا لخلق الله -عز وجل- لما ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه-أنه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ”[10] ومما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }.[11]

وإما إن وضعت المرأة الأظافر الصناعية لغرض صحيح كأن يقلع بعض أظافرها لمرض أو غيره فتحتاج إلى زراعة أو وضع هذه الأظافر مكانها، فهذا لا حرج فيه لحاجة التداوي، بدليل ما روي عن عرفجة بن أسعد قال: ” أُصيبَ أنفي يومَ الكِلابِ في الجاهليَّةِ فاتَّخَذتُ أنفًا من ورِقٍ فأنتنَ عليَّ ، فأمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن أتَّخِذَ أنفًا من ذَهَبٍ“.[12]

وعليه فيجب أن تحذر المسلمة عند التركيب تداويً؛ من أن تكون هذه الأظافر طويلة أو كبيرة بحيث تغطي جزءًا من أصابعها لم تكن تغطيه الأظافر الطبيعية، لئلا تمنع وصول الماء عند الوضوء أو الغسل، ويجب إزالتها إذا كان من الممكن تحريكها من مكانها، دون ضرر أو مشقة، كما أن عليها أن تحرص على أن لا تتنافى شكلًا أو لونًا أو طولًا مع خصال الفطرة وأن تكون من طاهر.[13]

هل تركيب الأظافر يبطل الوضوء

يشترط لتركيب الأظافر إزالتها عند الوضوء والغسل حتى يصل الماء لما تحتها لأن بقاءها لا يجزئ الوضوء، ولهذا يجب إزالتها عند الوضوء لكل صلاة حتى يصل الماء إلى كل عضو من أضاء الإنسان، حتى ما تحت الظفر يجب أن يصل ماء الوضوء إليه، ومن الجدير بالذكر أنه لا حرج في وضع الأظافر الصناعية والصلاة بها بعد الوضوء الصحيح، إن كانت لمسألة صحية، وإذا كان طلاء الأظار لا يجزء الوضوء به فمن بباب أولى عدم تركيب الأظافر الصناعية.[14]
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالمناكير وما حكم نسيان إزالته

حكم إطالة الأظافر

تكره إطالة الأظافر باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، فقد أجمع الفقهاء على كراهية الإطالة لما فيه من مخالفة لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاء ذلك بدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَنَتْفُ الآبَاطِ“،[15] وفيه أيضًا ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً“،[16] وعليه فلا يجوز تطويل الأظافر ولا بأي شكل من الأشكال؛ حيث إن المدة المعتبرة هي أربعين يومًا فلا يجوز تجاوزها ولا القيام بمخالفة ذلك، بنية الزينة والتجمل، فيلحق ذلك التشبه بالكفار، ولذلك ينبغي عدم التطويل واتباع سنة رسولنا الكريم.

شاهد أيضًا: هل العباية الملونة حرام

حكم وضع العدسات الملونة والرموش

لقد أجاز العلماء وضع العدسات الملونة، وقيل بتحريم وضع الرموش الصناعية، فقد أخذ ابن باز وابن عثيمين بهذا القول وكانوا دليلهم من كتاب الله العزيز قوله سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِه}،[6] حيث استدلوا بهذه الآية يدل على امتناع تحريم مطلق الزينة، ويلزم من امتناع تحريم مسمى الزينة ألا يحرم شيء من آحادها، فإذا انتفت الحرمة بقيت الإباحة، وهي الأصل في أنواع التجملات، أما الرموش الصناعية فقد قالوا بتحريم وضعها وهو القول عند الكثير من أهل العلم، ودليلهم قول ابن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال: “لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة”؛واستدلوا به بالقياس على الوصل الذي تأخذ حكمه هذه الرموش الصناعية، حيث قيل: “لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية، والرموش المستعارة، والعدسات الملونة، لما فيها من الضرر على محالها من الجسم، ولما فيها من الغش والخداع، وتغيير خلق الله”.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال هل تركيب الأظافر حرام، ونكون بذلك قد تعرفنا على حكم تركيبهم وهل تبطل الوضوء، وعلى حكم إطالة الأظافر وتعرفنا على مفهوم الزينة في الإسلام، ومن ثم تطرقنا للحديث عن العدسات الملونة والرموش الصناعية.