هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء ؟ سؤالٌ هامٌّ من ضمن الأسئلة المتعلّقة بالطّهارة في الإسلام، والذي يقوم الكثير من المسلمين بالسّؤال عنه، ولقد اهتمّ الإسلام بالطهارة اهتماماً بالغاً، وأمر المسلمين بالتّطهر بالبدن والملبس والمكان وحتّى في المأكل والمشرب، وتمّ توضيح معنى الطّهارة وتبيانه، فهي النّزاهة والنّظافة من الأدناس والأوساخ ورفع الحدث وزوال الخَبَث، وتكون الطّهارة في الإسلام في موضعين في القلب وفي الجسد، في هذا المقال سيقوم موقع المرجع ببيان بعض الأمور عن طهار الجسد والإجابة على هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء.

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء

إنّ وجوب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء كما ورد عن أهل العلم لو أنّ الخارج كان منيّاً وجب الاغتسال ولو كانت الإفرازات مذياً فلا يوجب الغسل بل يوجب الوضوء، فالإفرازات التي تخرج بشهوة قد تكون منيّاً وقد تكون مذيّاً، ولكلّ سائلٍ منهما خصائصه وأحكامه، وعلى الفتاة أن تعرف صفات كلٍّ منهما لتعلم ما يجب عليها بخروجه منها، فمني المرأة أصفر رقيق قد يبيَضّ حسب قوّتها، وهو يملك رائحةً كرائحة مني الرّجل، وتتلذّذ الفتاة بخروجه وتفتر شهوتها بعده، فإن كانت صفات ما خرج منها تحمل هذه الصفات فهو مني، أمّا المذي فهو ماءٌ أبيض رقيق لزوج يخرج عند شهوة لا بشهوةٍ ولا دفق، ولا يعقبه فتور وربما لا تحسّ الفتاة بخروجه أبداً، فلو كانت الإفرازات الخارجة منيّاً وجب على الفتاة الغسل، متى خرج منها ولو كان ذلك عقب الشّهوة، وأمّا إن كان الخارج من الفتاة من إفرازات الشهوة مذياً فالواجب على الفتاة الوضوء بعد تطهير المكان والمخرج وما أصاب البدن والثّياب منه، ولو أنّ الفتاة احتارت في أمر الخارج منه فلا عرفته مذياً ولا عرفته منياً، فلها الخيرة في أمرها إن شاءت اغتسلت وإن شاءت توضّأت، وقد قال النووي إذا خرج منه ما يشبه  المني والمذي واشتبه عليه ففيه أربعة أوجه، ثمّ ذكر المشهور عند الشّافعية وهو الوجه الثالث، أنّها مخيّرةٌ بين التزام حكم المني أو حكم المذي، لأنّه إذا أتى بمقتضى أحدهما برئ منه يقيناً، والأصل براءته من الآخر، ولا مُعارض لهذا الأصل، ولا يجوز للفتاة التّعبّد قبل إتمام أحد الحكمين، وإزالة الحدث وتطهيره والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: أوقات ارتفاع الشهوة عند الرجال

متى يجب الغسل على الفتاة غيرالمتزوجة

بعد معرفة هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء لا بدّ من معرفة متى يجب الغسل على الفتاة غير المتزوجة، والغسل هو إفاضة الماء على الشّيء وهنا هو تعميم البدن بالماء بنيّةٍ معتبرة وهي إزالة الحدث، ويقوم الغسل بإزالة موجباته التي تتشابه جدّاً بين الرّجال والنّساء، مع اختلافٍ بسيطٍ بينهم وكذلك اختلافٌ بين الفتاة العزباء والمرأة المتزوّجة، وموجبات الغسل كاملةً ستّة لكن سيتمّ فيما يأتي ذكر موجبات الغسل للفتاة العزباء فقط، وهي:[2]

• خروج المني من الفتاة سواءً في اليقظة أو في النّوم، ويُشترط اللذّة بخروجه فإن كان خروجه بغير لذة لم يوجب الغسل كالذي يخرج بسبب مرض، ولو كان الخروج منها أثناء نومها فالغسل واجبٌ عليها، لكنها لو احتلمت ولم تمني ولم تجد له أثر فلا غُسل عليه والله أعلم.
• إسلام الفتاة إن كانت كافرةً ودخلت في الإسلام، فهذا مما يوجب عليها الغسل وقال بعض أهل العلم أنّ الأمر مستحبّ وليس بواجب.
• إذا حاضت الفتاة وطهرت من حيضها فذلك يوجب عليه الغسل، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ما روته عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها: “استُحيضَتْ أُمُّ حَبيبةَ ابنةُ جحشٍ، فاستفتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لها: إنَّ هذه ليستْ بالحَيضةِ، ولكنَّه عِرقٌ فتَقهُ إبليسُ، فإذا أدبَرتِ الحَيضةُ فاغتسِلي وصلِّي، وإذا أدبَرتِ الحَيضةُ فاغتسِلي وصلِّي، وإذا أدبَرتِ فاترُكي لها الصَّلاةَ”.[3] فالحيض يوجب الاغتسال.
• موت الفتاة غيرها يوجب الغسل لها، فالإسلام يوجب الغسل للميت، ومن واجب المسلمين أن يقوموا بتغسيله وتكفينه والصّلاة عليه ودفنه.

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الدورة الشهرية

هل السائل الشفاف يوجب الغسل

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء وهل السائل الشفاف يوجب الغسل؟ إنّ السائل الذي يخرج من المرأة إن كان أصفراً رقيقاً أو أبيضاً ويخرج بلذّة ويتبعه فتور وضعف للشّهوة فهو مني، والمني يوجب الغسل لصحة الصلاة بالرّغم أنّه طاهرٌ لا ينجّس الثياب، أمّا إن كان السّائل الخارج شفّافاً رقيقاً لزجاً أو قد يكون أبيض ولا يعقبه فتور في الشهوة ولا تشعر الفتاة بخروجه، فالغالب أنّه مذي وهو لا يوجب الغسل ولكن يوجب تطهير الثّياب منه فهو نجس ويجب غسل ما أصاب البدن منه،  وبه ينقض الوضوء، لكنّه ورغم نجاسته فإنّه لا يوجب الغسل، ولو لم تعلم الفتاة إن كان السائل الشفاف منياً أو مذياً فلها الخيار بأن تغتسل أو تتوضأ، ولكن ينبغي أن تنزل بحكم أحدهم والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء

متى يجب الغسل على المرأة المتزوجة

إنّ المرأة يلزمها الغسل في مواضع عديدة، قد ذكرتها الشّريعة الإسلاميّة بدلائل من القرآن الكريم ومن السّنّة المباركة، ومواضع غسل المرأة هي:[5]

• الاغتسال والتّطهّر بعد الحيض والنّفاس، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لفاطمة بنت حبيش رضي الله عنها: “إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي”.[6]
• الاغتسال بعد خروج المني بشهوةٍ أو بدون شهوة، فقد روت أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- أنّ أمّ سليم قالت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ غُسْلٌ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ”.[7]
• الاغتسال بعد الجماع سواءٍ إن خرج المنيّ أم لم يخرج، قال الله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.[8]
• وهذه المواضع من واجب المرأة المسلمة أن تغتسل فيها، لتصحّ صلاتها وصيامها، والله أعلم.

شاهد أيضاً: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان وخروج المذي

قدّمنا في هذا المقال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة للعزباء، حيث أجبنا عن هذا السّؤال المطروح، وذكرنا متى يجب الغسل على الفتاة الغير المتزوجة، والمرأة المتزوجة كذلك، بالإضافة إلى الحديث عن السّائل الشّفاف إن كان نزوله يوجب الغسل أم لا يوجبه.