هل يجوز للحائض دخول المسجد

هل يجوز للحائض دخول المسجد وما حكم مكوث الحائض في المسجد، وهل يصح للحائض أن تحضر الدروس في المسجد وهي حائض، فبيوت الله سبحانه وتعالى لها حرمة ومكانة عظيمة، فهي أماكن عبادة يجب أن تكون طاهرة بعيدة عن الدنس، ولذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى شرّع الشرائع بالحفاظ على طهارة المساجد، ومن حرص المسلمين والمسلمات على التعبد في المساجد فإنّه يتم البحث عن كلّ الأحكام الشرعية في دخول المسجد، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم دخول المسجد للحائض.

هل يجوز للحائض دخول المسجد

اختلف أهل العلم في مسألة هل يجوز للحائض دخول المسجد على قولين، وذلك كما يأتي:[1]

• ذهب الكثير من أهل العلم أنّه لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد: فدخولها للمسجد عندهم ممنوع، وقد استدلوا فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قالت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا أُحلُّ المسجدَ لِحائضٍ ولا جُنُبٍ”.
• وقال فريقٌ من أهل العلم أنّ للحائض أن تدخل المسجد، والأمر جائزٌ عندهم: وممن قال ذلك الإمام أحمد، والمزني صاحب الشافعي وداود وابن حزم والألباني، وقالوا أنه يجوز لها ذلك إذا أمنت تلويث المسجد، ولأنه لا يوجد دليلٌ شرعي يحرم دخولها إليه، فالحديث الذي استدل به جمهور أهل العلم فيه مقال وفيه ضعف والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الصلوات الفائتة بسبب تأخير الغسل بعد الطهر من الحيض

حكم مكوث الحائض في المسجد

اتفق أهل العلم أنه لا يجوز للحائض المكث في المسجد وهذا باتفاق أهل العلم من المذاهب الفقهية الأربعة، لقوله تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}.[2] فالحائض بمعنى الجنب، فلا يجوز لها المكوث في المسجد لكن يجوز لها المرور به والله أعلم.

شاهد أيضًا: كيف تقوم الحائض ليلة القدر

حكم جلوس الحائض في المسجد لسماع الدروس ابن باز

لما سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن مسألة هل يجوز للحائض دخول المسجد لاستماع الدروس وحضور الندوات والمحاضرات فيه، فأجاب بقوله:[3]

“إذا كان لها مكان قرب المسجد تسمع منه عند المحراب، أو في جانب المسجد، أو في آخر المسجد، تسمع، فلا بأس، أما في داخل المسجد فلا؛ لأن النبي قال: إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب وقال في حق الجنب: إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ [النساء:43] وقال لـعائشة لما أمرها أن تأتي بالخمرة من المسجد، قالت : إني حائض، قال: إن حيضتك ليست في يدك فأمرها أن تعبر وتأخذ الخمرة الحصير من المسجد، أما الجلوس، لا، أما المرور للجنب والحائض فلا بأس، أما الجلوس لا، لكن إذا وجد مكان خارج المسجد تسمع منه الدروس، فهذا لا بأس به، نعم”.

شاهد أيضًا: هل الحائض تسجد سجود التلاوة

دخول الحائض المدينة المنورة ومكة المكرمة

يجوز للمرأة الحائض الدخول لمكة والمدينة، فلم يرد في القرآن والسنة أيّة نصوص شرعية تدل على تحريم ذلك عليها، ولكن لا يجوز لها دخول المسجد النبوي الشريف ولا تدخل المسجد الحرام، ولا تمكث به لأن الحائض والجنب ممنوعان من المكوث في المسجد عمومًا، ولكن لا بأس بالمرور فقط والله أعلم.

حكم طواف وسعي الحائض

لا يجوز للمرأة أن تطوف بالكعبة مطلقًا أثناء حيضها، فلو جاءت الحج والعمرة وأصابها الحيض تنتظر حتى تطهر ثم تطوف وتؤدي العمرة كاملة بعد طهرها من الحيض، أما لو طافت ثم قبل أن تسعى حاضت، فلها أن تسعى ولا حرج عليها، وتتم عمرتها، فالسعي لا يشترط به الطهارة ولا يشترط للمسلم أن يسعى وهو طاهر، فلا تمنع الحائض منه، لكن الطواف لا يجوز.

شاهد أيضًا: هل يجوز دخول الحرم للحائض

حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم

ذهب جهور أهل العلم أنّه يحرم على المرأة أن تقرأ القرآن مطلقًا في حيضها حتى تطهر، ولا يستثنى من ذلك إلا ما كان في سبيل الذكر والدعاء ولم يقصد به التلاوة، فهي في حكم الجنب عليها غسل، وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تشير إلى منع قراءة القرآن للحائض، إلا أن بعض أهل العلم قالوا يجوز للحائض أن تقرأ القرآن وهو قول مالك واختاره ابن تيمية، وذلك أن الأصل الجواز والحل حتى يقوم الدليل على المنع، وإن قياس الحائض على الجنب لا يصح كون الجنب يتمكن من إزالة جنابته والحائض لا يمكن أن تزيل حيضها حتى تطهر، وهذا في حكم القراءة أما مس المصحف فلا يجوز أبدًا والله أعلم.[4]

هل يجوز للحائض دخول المسجد، مقالٌ تمّ فيه بيان حكم دخول المسجد للنساء أثناء الحيض للمكوث ولحضور الدروس، وحكم دخول الحائض المسجد الحرام والمسجد النبوي ودخول مكة والمدينة، وحكم قراءة القرآن للحائض.