هل يجوز دخول الحرم للحائض

هل يجوز دخول الحرم للحائض هوما سنتحدّث عنه في هذا المقال، حيث أنّ الله تعالى خلق الأنثى واختصّها بعملية الحيض أو العادة الشّهرية، وهي عمليّةٌ تطرأ على جسدها كلّ شهرٍ لتجهّز الجسد للحمل والإنجاب، وذلك كلّه حكمةٌ وتدبيرٌ عظيمٌ من الله تبارك وتعالى، ومن أجل الحيض، خصّها الله تعالى بتكاليف وتشريعاتٍ وأحكام لا تنطبق على الرّجل، وسنتعرّف من خلال موقع المرجع على حكم دخول المرأة وهي في فترة الحيض المسجد الحرام، وحكم تأديتها مناسك الحجّ أو العمرة ودخول المسجد النّبوي.

هل يجوز دخول الحرم للحائض

لا يجوز للمرأة المسلمة الحائض دخول المسجد الحرام والمكوث فيه وكلّ ما هو تابعٌ له، لكن يجوز لها المرور فيه عند الحاجة دون المكوث، فالمسجد الحرام له حكم المساجد الأخرى، بل ويزيد عنها، لأنّه بيت الله الحرام فله التّشريف والمكانة العظيمة عمّا سواه من المساجد، ولقد أقرّ أكثر أهل العلم بأنّه لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد الحرام وأن تمكث فيه، فدخول المسجد يلزمه الطّهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}.[1] لذا من واجب السلة ألّا تدخل المسجد الحرام هو وكلّ ما كان تابعًا له المناطق، حتّى تطهر من الحيض وتغتسل، وحكمها كحكم الجنب الّذي ذكرتهم الآية المذكورة سابقًا، والله أعلم.[2]

هل يجوز دخول المسجد النبوي للحائض

حرّم الإسلام الحنيف دخول المرأة المسلمة الحائض إلى المسجد النّبويّ، لأنّه مسجدٌ وحاله وحكمه كحكم غيره من المساجد، كما لا يجوز لها المكوث فيه، باستثناء أن تمرّ به كعابرة سبيل لا أكثر، وإنّ الدّليل على ذلك منع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- النّساء الحيَّض من دخول المسجد النّبويّ في صلاة العيدين، فقد روت أمّ عطية رضي الله عنها فقالت: “أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ”.[3] وعلى كلّ مسلمةٍ الامتثال لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن تجتنب دخول المساجد والمكوث فيها وهي حائض.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القران للحائض من الجوال

هل يجوز للحائض دخول المسجد

لا يجوز للحائض أن تدخل المساجد أو أن نمكث فيها، وذلك أمر الله تعالى وأمر رسوله الكريم، فشرط دخول المساجد والمكوث فيها هو الطّهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر، وكلّ مسلمةٍ عليها أن تلتزم أمر الله تعالى فلا تدخل المساجد ولا تمكث فيها، لكن لو كانت عابرة سبيلاً فلا بأس بذلك إطلاقًا، والله أعلم.[4]

هل يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة

أخبر أهل العلم أنّه لا يشترط الطهارة في مناسك الحج إلا في الطواف الذي من شروطه الطهارة من الحدثين، فالحائض الأصل لها أنّها لا تطوف حتّى تطهر فتصبر وتنتظر حتى ينتهي حيضها، أما لو تعذر عليها الانتظار، اختلف أهل العلم في هذا الأمر على كل مذهب، وأقوالهم في ذلك كما يأتي:[5]

  • قول الشافعية: إن حاضت المرأة وخشيت التخلف عن رفقتها ولم تستطع انتظار طهرها فإنها ترحل، فلو وصلت لمسافة ومحل يتعذّر عليها العودة لمكة تحللت تحلل المحصر بالذبح والتقصير، ويبقى الطواف في ذمّتها تقضيه مهما طال عليه الزمان.
  • قول الحنفية: إنّ المرأة إن حاضت وشدت نفسها وتحفظت وطافت بالبيت كان طوافها حرامًا وفيه معصية لكنّها تتحلل به من إحرامها وعليها ذبح بدنة.
  • قول المالكية: إنّ للحائض أن تطوف أثناء الطهر المتخلل للحيض، فالطهر المخلل هو طهرٌ عند المالكية، وقال به بعض الشافعية.
  • قول الحنابلة: في إحدى روايات الإمام أحمد أنّ طوافها يصح وتجبره بدم، والراجح عندهم أنّها لا تطوف مطلقًا، ولا يصح منها، فكانوا بين ذلك وذلك والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة

حكم السعي بين الصفا والمروة للحائض

بالخوض في هل يجوز دخول الحرم للحائض، فقد ذكر أهل العلم أنّه يجوز للحائض السعي بين الصفا والمروة، فلا يشترط للسعي الطهارة، وقد استدلّ أهل العلم في ذلك على ما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: “قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي”.[6] فلو طافت ثمّ جاءها الحيض لها أن تسعى لأن المسعى ليس من المسجد الحرام، ولو حاضت قبل الطواف فلا تسعى لأنّ السعي لا بدّ أن يسبقه طوافٌ بقول جمهور أهل الفقه والعلم، فالموالاة في المناسك ضرورية، لكن السعي يصحّ من الحائض والله أعلم.[7]

هل يجوز للحائض الدخول للمسجد الأقصى

إنّ بحث المسلمين عن مسألة هل يجوز دخول الحرم للحائض، يقود لضرورة توضيح حكم دخول الحائض للمسجد الأقصى، الذي هو أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال، وقد بيّن أهل العلم أنّه يحرم على الحائض أن تمكث في كلّ المساجد، ومن ضمنها المسجد الأقصى، وهو قول جمهور أهل العلم والفقهاء من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، إلا أنّ المعاصرين من الفقهاء جعلوا للمسجد الأقصى خصوصية في هذا الحكم وذلك قد يعفى عن الحائض دخولها إلى المسجد للضرورة القصوى كأن تخشى على نفسها من الأذى والضرر ونحو ذلك والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم الإفرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية

بهذا نختتم مقال هل يجوز دخول الحرم للحائض، الذي تمّ فيه بيان عديد الأحكام الشرعية التي بينها أهل العلم بخصوص الحائض ودخولها المساجد وأداءها لمناسك الحج والعمرة في المسجد الحرام.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 43
  2. islamweb.net , لا بأس بمكث الحائض في المسعى , 12/03/2022
  3. صحيح مسلم , مسلم/أم عطية نسيبة بن كعب/890/صحيح
  4. islamqa.info , دخول الحائض المسجد لسماع الخطبة , 12/03/2022
  5. aliftaa.jo , ماذا تفعل وقد دهمها الحيض في رحلة الحج , 12/03/2022
  6. صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أم المؤمنين/ 1650/ صحيح
  7. islamqa.info , هل تسعى وهي حائض وهل تؤخر الإفاضة للوداع؟ , 12/03/2022
  8. fatawah.net , ما حكم دخول الحائض المسجد الأقصى والمكث فيه ؟ , 12/03/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *