هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر سؤال يحتاج العبد المسلم معرفة إجابته، فالعبد المسلم لا يضيع صلاته لا في حضر ولا في سفر، ولهذا يتساءل عن حكم جمع صلاته، وفي موقع المرجع سيتم التعرف على معنى الجمع والقصر في الصلاة، وما حكم جمع الصلاة قبل السفر وكيفيتها وما مدة هذا الجمع في هذا المقال.

معنى الجمع والقصر في الصلاة

إن الأحكام الشرعية فيها ما فيها من الأمور التي تتناسب في كل وقت وحيت، حيث نزلت وبها رخص شرعية للتخفيف على العباد في أوقات مخصوصة، ولهذا ورد في الصلاة الجمع والقصر، وفيما يأتي تعريف كلٍّ منهما:[1]

  • القصر: هو قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين اثنتين، فيصلي الظهر بدلًا من أربع ركعات ركعتين والعصر والعشاء، وهذا للمسافر دون المريض فلا يجوز للمريض أن يقصر الصلاة.
  • الجمع: هو ضم الظهر إلى العصر، وضم المغرب إلى العشاء بركعات كاملة، وجمع الصلاة يجوز للمسافر والمريض على حد سواء.

هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

أجمع العلماء على أنه يجوز الجمع قبل السفر رفعًا للحرج والمشقة، وإن كان سيذهب وقت الصلاة التالية في طريق السفر، وقال العلماء يجوز الجمع قبل السفر إن كان الإنسان سيسافر في الطائرة ويستطيع الصلاة فيها مع تحري القبلة قدر المستطاع، والقيام بالركوع والسجود إن استطاع ذلك، وإن لم يستطع فله الصلاة على الكرسي، ولا حرج في ذلك ولا إعادة للصلاة عند الهبوط من الطائرة.[2]

كيفية الجمع في الصلاة للمسافر

إنَّ الجمع في الصلاة ما هو إلا رخصة شرعها الله -عزّ وجل- لعباده، وإن احتاج إليها جمع وإلا تركها، وعليه فإذا سافر بعد الظهر وأحب أن يصلي العصر مع الظهر فلا بأس ولا حرج في ذلك، وهكذا لو سافر بعد المغرب وأحب أن يقدم العشاء معها فلا بأس أيضًا، كما فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من أسفاره، وهكذا لو سافر قبل الظهر وأحب أن يؤخر الظهر مع العصر كان هذا أفضل حتى يصليهما في وقت العصر، ولو سافر لسفره قبل المغرب فأخر المغرب مع العشاء وصلاهما في وقت العشاء كان هذا جائز، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد فعل هذا، وهكذا بينا كيف يكون الجمع للظهر والعصر في وقت إحداهما والمغرب والعشاء في وقت إحداهما، أما الفجر فلا تضم إلى شيء، وإنما يصلى الفجر وحده قبل شروق الشمس.[3]

شاهد أيضًا: تفسير حلم الرجوع من السفر في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل

ما هي مدة الجمع والقصر في السفر

فإن هذه المسألة مسألة خلافية بين العلماء، وهي على أقوال:

  • الحنابلة: ذكروا أن المسافر إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام؛ فإنه ينقطع حكم السفر في حقه وعليه الإتمام، وكان دليلهم أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قدم مكة في حجة الوداع يوم الأحد، الرابع من ذي الحجة وأقام فيها الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخرج يوم الخميس إلى منى، فأقام -صلى الله عليه وسلم- في مكة أربعة أيام يقصر الصلاة.
  • الشافعية والمالكية: ذكروا أن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام فإن هذا يلزمه الإتمام.
  • الأحناف: ذكروا إذا نوى إقامة أكثر من خمسة عشر يومًا أتم صلاته.
  • شيخ الإسلام: ذكر أن المسافر ما لم ينو الاستيطان أو الإقامة المطلقة؛ فإن أحكام السفر لا تزال منسحبة عليه، فإن نوى إقامة أربعة أيام أو أقل أو أكثر، وذلك لعموم الأدلة الدالة على ثبوت الرخصة للمسافر بدون تحديد، إذ لم يرد تحديد في الكتاب والسنة النبوية.

ومن الجدير بالذكر أن الإقامة المطلقة: هي أن يأتي طالب العلم أو التاجر إلى بلد ما، وينوي فيه إقامة غير مقيدة بزمن ولا عمل فهذه هي الإقامة التي تقطع حكم السفر، وعليه فإن المسافر إذا قدم على بلد غير بلده ونوى الاستيطان فيه أو الإقامة المطلقة فإنه يتم صلاته ولا يجوز له القصر ولا الجمع بحجة السفر، أما إذا لم ينو الاستيطان ولا الإقامة فهو في حكم المسافر يجوز له القصر والجمع، بدليل أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أقام مددًا مختلفة وكان يقصر فيها، حيث أقام في تبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة، وأقام في مكة عام الفتح تسعة عشر يومًا يقصر الصلاة فيها، ولهذا نقول إن من جاز له القصر جاز له الجمع بين مشتركتي الوقت أي: الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، وعليه فمن كان في حكم المسافر جاز له القصر والجمع ولو لم يكن مسافرًا بالفعل، ومن لم يكن في حكم المسافر كالمستوطن والمقيم إقامة تقطع حكم السفر فإنه لا يجوز له القصر ولا الجمع من أجل إقامة قليلة أو غيرها.[4]

هل يجوز جمع الصلاة في السيارة

إن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة، ويجب عند أداء الصلاة أن تكون بأركانها وواجباتها من: قيام وركوع وسجود وقعود، وسائر فروضها مما لا تصح الصلاة إلا به، وهذا ما لم يعجز الشخص عن إقامة شيء من ذلك، وهذا سواء كان في السفر أو في الحضر، وهذا لا يكون إلا في صلاة الفرض، فلا يجوز للراكب أداؤها، وهو راكب في سيارته، إلا إذا خاف انقطاع الرفقة، أو لحاق ضرر به، أو خشي على نفسه، أو ماله، فنقول هنا أنه يجوز له الصلاة وهو راكب، وقد ذكر المالكية والشافعية أنه عليه إعادتها بعد وصوله، ولا يعيدها عند الحنابلة، ومن جازت له صلاة الفريضة وهو راكب يلزمه استقبال القبلة ما استطاع إلى ذلك عند تكبيرة الإحرام، ثم يصلي أنَّى اتجهت به راحلته، أما النافلة فيجوز للمسافر أن يصليها وهو راكب ولو كان متجها إلى غير القبلة، ولو من غير عذر، لما رواه البخاري ومسلم عن عامر بن ربيعة قال: “رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي علَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بهِ”،[5] ومن الجدير بالذكر أن حكم الصلاة على متن السيارة والطائرة ونحوهما من المواصلات الحديثة في وقتنا الحالي يأخذ حكم الصلاة على الراحلة آنذاك.[6]

وفي ختام مقالنا هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر نكون قد أجبنا عن حكم الجمع قبل السفر ومعرفة كيفية الجمع وما هو الجمع والقصر في الشرع، وتعرفنا على حكم الصلاة في المواصلات الحديثة، وأن على العبد أن يحافظ على الصلاة في سفر وحضر بسيارته أو في منزله، مع استخدام هذه الرخص حتى لا تكون حجة عليه يوم القيامة.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , معنى القصر والجمع في الصلاة وسببهما , 14/08/2021
  2. islamweb.net , حكم الجمع والقصر قبل بدء السفر , 14/08/2021
  3. binbaz.org.sa , كيفية قصر الصلوات وجمعها في السفر , 14/08/2021
  4. islamweb.net , اختلاف أقوال العلماء في مدة الجمع والقصر , 14/08/2021
  5. صحيح البخاري , البخاري، عامر بن ربيعة، 1093، صحيح
  6. islamweb.net , صلاة راكب السيارة , 14/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *