هل يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص

هل يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص، وما حكم إعطائها لشخص واحد، وعلى من تجب زكاة الفطر، ومن هم مستحقوها وما هي مصارف زكاة الفطر، فمع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، الذي تجب بانتهائه زكاة الفطر، يحرص المسلمون على التفقه في أحكام الزكاة وتعلمها، وذلك ليتمّ إخراجها ضمن الضوابط الشرعية الصحيحة، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان مسألة هل يجوز تقسيم زكاة الفطر على أكثر من شخص وهل يعطي زكاة الفطر لشخص واحد أم يوزعها على أكثر من شخص.

هل يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص

يجوز توزيع زكاة الفطر الواحدة على أكثر من مسكين وفقير، وذلك لا خلاف فيه بين أهل العلم، فقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أنّه قال: “يجوز أن توزع الفطرة على أكثر من مسكين، ويجوز أن تعطي عدة فطرأت لمسكين واحد” وزكاة الفطر فريضة على المسلمين تكون صاعًا من أوسط قوت أهل البلد، أو من طعام أهل البلد والصاع هو أربع حفناتٍ بكفي يدٍ متوسطة الخلقة، وتتعدد الأصناف التي يمكن إخراجها منها لكنّ تعددها لا يعني أنّ زكاة الفطر يجب أن تُخرج من عدة أصناف، بل من صنف واحد تكفي، وقد قدّرها أهل العلم بالكيلو جرام لتكون ثلاثة كيلو جرامات وزيادة عليها قليلًا، بخلاف الوزن بين الأصناف لاختلاف الكثافة، ولكن الأسلم أن يُخرج المسلم ما يضمن فيه عدم النقص، فكلما زاد كان أفضل له وخير والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن الميت

هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لشخص واحد

ذكر أهل العلم أنّه يجوز دفع زكاة الفطر عن الشخص الواحد لشخصٍ واحد، كما يجوز دفعها وتوزيعها لعدة أشخاص، وهذا الأمر يحدده ما هو أنفع، فلو كان الفقر عامًا بين الناس شائعًا بينهم فلا شك في أن توزيعها على أكثر من فقير أفضل، أما إن كانت الحاجة في الناس ليست شاملة، فإن إعطاءها فقيرًا واحدًا أو فقيرين لسد حاجاتهم أفضل، لأنه من الممكن أن يكون الفقير لديه عيال فلا تكفيه الزكاة الواحدة، فيمكن أن يُعطى أكثر من زكاة، والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم من نسي اخراج زكاة الفطر

هل يجوز إخراج زكاة الفطر على دفعات

إنّ إخراج الزكاة على دفعات لا يجوز بعد وجوب الزكاة لما فيه من تأخيرٍ لحق الفقير، فالواجب على المسلم إخراج حق الفقير كاملًا وافيًا عند موعده وحلوله، فإخراجه على دفعات في نوع من المماطلة والتأخير في حقوق الفقراء والمساكين فهذا لا يجوز، أما لو أخذ المسلم بقول أهل العلم الذين قالوا بجواز إخراج زكاة الفطر قبل وقت وجوبها جاز له أن يخرجها على دفعات، لأنّ موعد استحقاقها للفقير ووجوبها له لم يأتي بعد والله ورسوله أعلم.[3]

على من تجب زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على كلّ مسلم ذكرًا كان أو أنثى، حرًّا كان أم عبدًا، كبيرًا أو صغيرًا،  وهي واجبةٌ عن الشخص نفسه وعن من تلزمه نفقته إذا كانت فاضلةً عن قوته وقوت عياله، في يوم العيد وليلته، حيث ذكر الإمام الشافعي في ذلك قال: “وكل من دخل عليه شوال وعنده قوته وقوت من يقوته يومه وما يؤدي به زكاة الفطر عنه وعنهم أداها عنهم وعنه، وإن لم يكن عنده إلا ما يؤدي عن بعضهم أداها عن بعض. وإن لم يكن عنده سوى مؤونته ومؤونتهم يومه فليس عليه ولا على من يقوت عنه زكاة الفطر” واشترط الحنابلة أن تكون الزكاة فاضلة عن مؤونته ومؤونة من تجب عليه نفقتهم يوم العيد وليلته، بالإضافة للمسكن والخادم والدابة الملابس، فقد ورد في الإنصاف حول هذه المسألة: “إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته وهذا بلا نزاع؛ لكن يعتبر كون ذلك فاضلا عما يحتاجه لنفسه أو لمن تلزمه مؤونته من مسكن وخادم ودابة وثياب بذلة ونحو ذلك على الصحيح من المذهب”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين

على من لا تجب زكاة الفطر

بيّن أهل العلم أنّ زكاة الفطر لا تجب على شخصين اثنين، وهما المعسر وقت وجوب زكاة الفطر، والعبد المُسترق، حيث لا تجب زكاة الفطر على مُعسرٍ وقت الوجوب، نقل الإجماع أن من لا شيء له لا فطرة عليه، وهي واجبة على كل مسلم ملك زيادة عن قوته وقوت من تجب عليه نفقتهم، ولو لم يملك نصابًا، فغير القادر على تأدية الزكاة لا حرج عليه فإن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، أمّا العبد وفاقد الحرية، فإن من شروط وجوب زكاة الفطر الحرية فلا تجب على الرقيق عن نفسه، إنما يُخرجها عنه سيده وذلك باتفاق المذاهب الأربعة.[5]

شاهد أيضًا: حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية

لمن تعطى زكاة الفطر

اختلف أهل العلم فيمن تُعطى لهم زكاة الفطر على عدة أقوال، فذهب جمهور أهل العلم أنّ مصرف زكاة الفطر هو مصرف زكاة المال في الأصناف الثمانية، وهو قول الأحناف والشافعية والحنابلة، وشدد الشافعية بوجوب توزيعها على الأصناف الثمانية أو من وجد منهم، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[6] أما في القول الثاني فقيل أنّ مصرفها المساكين والفقراء، وهو مذهب المالكية وقولٌ للحنابلة، واستدلوا بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه حين قال: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”. [7] ففي النص في هذا الحديث أنها طعمة للفقراء والمساكين فوجب الاقتصار عليهم والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين

وقت زكاة الفطر

إن وقت زكاة الفطر من حيث وقت وجوبها ووقت جوازها وأفضليتها وآخر وقتها مسألةٌ خلافية عند أهل العلم، والحديث فيها واسع ومفصل، ويمكن أن يتم اختصارها كما يأتي:[9]

  • وقت وجوب زكاة الفطر: جاء فيه قولين، قولٌ لدى الشافعية والحنابلة وبعض المالكية والسلف واختارته اللجنة الدائمة وابن عثيمين، وجاء فيه أنّها تجب بغروب شمس آخر يومٍ من رمضان، وقولٌ اختاره الأحناف والظاهرية وبعض المالكية قالوا فيه أنها تجب بطلوع فجر يوم العيد.
  • السنة في وقت زكاة الفطر: وهو مما لا خلاف عليه، فأفضل وقتٍ لإخراجها وهو المسنون أن تُخرج يوم العيد قبل صلاة العيد.
  • وقت جواز زكاة الفطر وتعجيلها: الراجح في القول أنّه يجوز تعجيلها عن وقتها يومين فقط، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى جواز إخراجها من أول الشهر، وآخرون قالوا يجوز إخراجها من أول السنة.
  • آخر وقت زكاة الفطر: آخر وقتها عند جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة غروب شمس يوم عيد الفطر، وعند الأحناف آخر وقتها صلاة العيد.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال هل يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص، وقد تمّ ذكر عديد الأحكام الشرعية في توزيع زكاة الفطر، وعديد المعلومات عنها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *