هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام

هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام وهل يجوز إخراجها قبل العيد بأسبوع، وما حكم من أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، فالكثير من المسلمين يقومون بإخراج زكاة العيد قبل وقتها وتقديمها ربما شهرًا وربما أيّامًا وربما أخّروها عن وقتها، وذلك عن جهلهم بوقتها الشرعي وحكم تأخيرها وتقديمها عن وقتها، ولذلك فإن موقع المرجع يهتم بتوضيح الحكم الشرعي لتقديم زكاة الفكر عن العيد بثلاثة أيام، وحكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام

ذهب بعض أهل العلم وليسوا مُجمعين على هذا أنّه يجوز إخراج زكاة الفكر قبل العيد بثلاثة أيّام، فزكاة الفطر تجب بالفطر من رمضان باتفاق أهل العلم، وقد اختلفوا في وقت وجوبها فقيل أنّه يجب بغروب شمس آخر يوم من أيّام رمضان، وهو قول الشافعي وأحمد، وقيل أنها تجب بطلوع الفجر من يوم العيد وهو قول أبو حنيفة وقولٌ لمالك، ويكون إخراجها قبل صلاة العيد لعموم الأحاديث الدالة على ذلك، وقد تم فرض زكاة الفطر سدًا للخلل الحاصل في الصيام، فكانت تطهيرًا للصائم من الرفث والخطأ، وقد اختلف أهل العلم في وقت جواز إخراج زكاة الفطر في ثلاثة أقوال وذلك كما يأتي:[1]

شاهد أيضًا: كم مقدار زكاة الفطر نقداً

القول الأول

وهو قول المالكية والحنابلة واختاره ابن باز وابن عثيمين، حيث قالوا أنّه يجوز تعجيل زكاة الفطر عن وقتها بيوم أو يومين فقط، وقد استدلوا أنّ بن عمر رضي الله عنه كان يعطيها الذين يقبلونها، وورد عن بعضهم أنّه يجوز إخراجها قبل العيد بثلاثة أيام والله ورسوله أعلم.

القول الثاني

وهو قول الأحناف والشافعية الذين قالوا أنه يجوز إخراجها من بداية شهر رمضان المبارك، وقد ذكر النووي في سبب ذلك وجوازه أنّ زكاة الفطر تجب بسببين الأول هو الصيام، والثاني هو الفطر، فلو حضر أحد السببين جاز إخراجها وهو الصيام، وعندهم لا يجوز تقديمها على رمضان لأنّه تقديمٌ عن السببين معًا والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين

القول الثالث

وهو رأيٌ تفرد فيه الإمام أبو حنيفة، والذي قال فيه أنّه يجوز تعجيل زكاة الفطر وإخراجها قبل سنة أو سنتين، فهي في أحكامها تُعامل كأحكام الزكاة تمامًا، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تسلّف من العباس صدقة سنتين والله أعلم.

تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين

بعد بيان هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيّام، لا بدّ من الإشارة أنّه يُباح للمسلم أن يعجّل زكاة الفطر عن العيد بيوم أو يومين، وهو مذهب المالكية والحنابلة وقال به الشوكاني واختاره ابن باز وأخذ به ابن عثيمين رحمهم الله، واستدلوا على ذلك أنّ ابن عمر كان يعطيها قبل الفطر بيوم أو يومين، وإن إعطاء الصحابة الكرام لصدقة الفطر قبل يومين لا يخفى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلو لم يجز لأنكر ذلك عليهم، وهي زكاة وجاز تعجيلها عن وقت وجوبها كزكاة المال والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر

حكم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع

لا يُجزئ في القول الراجح عن أهل العلم إخراج زكاة الفطر قبل موعدها بأسبوع، ولما سُئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم الزكاة أخرجها قبل أسبوع قال: “عليك زكاة الفطر ؛ لأنك أديتها قبل وقتها ، فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه ، وإن شئت فقل : من باب إضافة الشيء إلى وقته ، وكلاهما له وجه في اللغة العربية ، قال الله تعالى : ( بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته ، وقال أهل العلم : باب سجود السهو ، من باب إضافة الشيء إلى سببه” فزكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأنه سببها، فلا يجوز أن تكون إلا في آخر يوم من رمضان، ولا يجوز دفعها إلا أن تغيب الشمي من آخر يوم من رمضان لأنه الوقت الذي يتحقق فيه الفطر من شهر رمضان المبارك، ويجوز أن تُدفع لوكيلٍ قبل العيد بأسبوع ليخرجها في وقتها، أما أن يُخرجها قبل أسبوع فلا يُجزئ ذلك والله ورسوله أعلم.[3]

على من تجب زكاة الفطر

زكاة الفطر واجبة على الشخص عن نفسه وعن كلّ من تلزمه نفقته إذا كانت فاضلة عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، عند الشافعية والمالكية، وقد اشترط المالكية وجوب أن تكون فاضلة عن مؤونته ومؤونة من تجب عليهم نفقته إضافةً إلى المسكن والخادم والدابة والثياب، وقد ورد عن الشافعي رحمه الله قوله: ” وكل من دخل عليه شوال وعنده قوته وقوت من يقوته يومه وما يؤدي به زكاة الفطر عنه وعنهم أداها عنهم وعنه، وإن لم يكن عنده إلا ما يؤدي عن بعضهم أداها عن بعض. وإن لم يكن عنده سوى مؤونته ومؤونتهم يومه فليس عليه ولا على من يقوت عنه زكاة الفطر، ولا بأس أن يؤدي زكاة الفطر ويأخذها إن كان محتاجا، وغيرها من الصدقات المفروضات وغيرها، وكل مسلم سواء”.[4]

شاهد أيضًا: على من تجب زكاة الفطر وكيف يجب إخراجها؟

الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.[5] وفيه يتم شرح الحكمة من مشروعية زكاة الفطر فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وهي طعمة للفقراء والمساكين، ليستغنوا بها عن السؤال يوم العيد، وفيها شكرٌ لله أن أبقى البدن عامًا آخر، ولأنه أنعم على المسلمين بصوم رمضان ولأنّه أكرمهم الثواب والأجر.[6]

إلى هنا نصل إلى نهاية مقال هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام، والذي تمّ من خلاله التعرف على أحكام تعجيل زكاة الفطر عن وقتها، وتمّ التعريف بوقتها الشرعي وحكمها والحكمة من مشروعيتها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *