هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية

هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية، وما حكم اعطاء زكاة الفطر للجمعيات الخيرية، من المسائل الفقهية الهامة التي على كلّ مسلم أن يكون على اطّلاعٍ على تفصيلها، وأن يكون على دراية برأس الشرع في هذه المسألة، وذلك بانتشار الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيع زكاة الفطر على مستحقيها نيابةً عن المسلمين لمستحقيها، ومن خلال موقع المرجع وعبر هذا المقال سيتم بيان هل يجوز اخراج زكاة الفطر للجمعيات الخيرية. 

هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية

ذكر أهل العلم أنّه يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية والمنصات الخيرية الرسمية، بشرط أن تقوم تلك الجمعيات بشراء الطعام بالمال وتوزيعه على الفقراء والمساكين، وهذا الأمر يعرف بالتوكيل وهو أمرٌ مشروع في الدين الإسلامي، حيث يجوز للمسلم أن يقوم بتوكيل أحدٍ ما من معارفه أو جمعية خيرية أو أي هيئة شرعية رسمية موثوقة فيعطي المال ليقوم الوكيل بشراء القوت بالمال وتوزيعه على مستحقيه في الوقت المشروع لزكاة الفطر، ويكون الطعام الذي تشتريه الجمعية الموكلة من قوت أهل البلد، وعلى المسلم الذي يدفع المال للجمعية الخيرية أن يستحضر النية أنّها زكاة الفطر، فالأعمال بالنيات.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن طريق منصة احسان

حكم اعطاء زكاة الفطر للجمعيات الخيرية

ببيان هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية، فإنّ أهل العلم ذكروا أن حكم إعطاء زكاة الفطر للجمعية الخيرية مباح، إذا كان القائمون عليها ثقات ومأمونين ويقدمون الزكاة في مصرفها الشرعي وفي وقتها الشرعي فيجوز بذلك دفع الزكاة إليهم لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتقوى ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[2][3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن طريق منصة تبرع

مصارف زكاة الفطر الصحيحة

وقع خلافٌ بين أهل العلم في مصرف زكاة الفطر، وقد ورد في ذلك ثلاثة أقوال، تفرد الشافعي بقول ، وذهب المالكية وبعض أهل العلم لقولٍ آخر وذهب جمهور أهل العلم لقولٍ مختلف، وذلك كما يأتي:[4]

• القول الأول: ذهب الشافعية إلى وجوب قسمتها على الأصناف الثمانية، أو من وجد منهم، فهي عندهم واجبة على هذه الأصناف وليست فقط جائزة أو مباحة.
• القول الثاني: ذهب جمهور أهل العلم من الأحناف والحنابلة إلى أنّ مصرف زكاة الفطر يجوز أن تكون في مصارف زكاة المال من الأصناف الثمانية ذاتها، والتي وردت في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[5]
• القول الثالث: ذهب أصحاب المذهب المالكي وابن تيمية والشوكاني وابن باز وابن عثيمين إلى أن مصرف زكاة الفطر هو الفقراء والمساكين فقط، وذلك لما ورد ابن عباس رضي الله عنه قال: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

متى تقوم الجمعيات الخيرية في دفع زكاة الفطر

على الجمعية الخيرية الموكلة بزكاة الفطر أن تؤدي وتوصل زكاة الفطر في وقتها فلا تؤخرها بالمطلق عن يوم العيد، فتأخيرها عن يوم العيد لا يجوز عند جمهور أهل العلم، وعند بعض العلماء لا يجوز أن تؤخر عن صلاة العيد، فلو أخرجتها الجمعية قبل الصلاة ذلك أفضل، وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة قالوا: “يجب على الجمعية صرف زكاة الفطر للمستحقين لها قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها عن ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بأدائها للفقراء قبل صلاة العيد، والجمعية بمثابة الوكيل عن المزكي، وليس للجمعية أن تقبض من زكاة الفطر إلا بقدر ما تستطيع صرفه للفقراء قبل صلاة العيد” والله ورسوله أعلم.[7]

هل يجوز للجمعية إخراج زكاة الفطر قبل استلام المبالغ من المزكين؟

ذكر أهل العلم أنّ زكاة الفطر عبادة من العبادات، التي لا تصح ولا تقبل إلا بنية من صاحبها، فلا يجوز إخراج زكاة الفطر بلا نية، وبذلك لا يجوز للجمعية الخيرية أن تخرج الزكاة من غير أن يعطيها المزكي قيمة زكاته، فقد أجمع أهل العلم على اشتراط النية في أداء زكاة الفطر، والجائز أنّ النية تُقدّم على الأداء بالزمن اليسير لكن الأداء لا يجوز تقديمه على النية فذلك ينافي العقل والمنطق والشريعة، ولا يجوز في الزكاة ولا في العبادات نيابة النية، كأن ينوي فلان عن فلان، فلو قدم المسلم زكاته للجمعية وكانت نيته قد سبقتها بزمنٍ قليل جاز، أما لو سبقتها بزمنٍ طويل لم يجز بل عليه تجديد النية، ولو نوى الوكيل ولم ينوي الموكل لم يجز، فلو أخرجت الجمعية زكاة الفطر عن شخصٍ لم يوكلها بها لم تجزئه وعله إخراجها والله ورسوله أعلم.[8]

بهذا نصل إلى نهاية المقال الذي تمّ فيه بيان هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا للجمعيات الخيرية، وما حكم دفع الزكاة للجمعية الخيرية لإخراجها، وبيّن أحكام شرعية مهمة حول زكاة الفطر ووقت إخراجها والتوكيل فيها.