هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى

هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى من الأمور الهامة التي تعني المسلم، فقد حث شرعنا الحنيف على أداء العمرة، فلابد للمسلم أن يعرف هل تجوز الاستنابة في العمرة أم لا تجوز، وفي هذا المقال سنجيب عن هذا السؤال كما سنوضح معنى العمرة وأحكامها وصفتها، ووقتها، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأحكام الشرعية التي تفيد المسلمين في حياتهم.

هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى

لا يجوز للمسلم أن يحج عن جماعة من المسلمين أو أن يعتمر عنهم، ولكن يجوز له أن يحج أو أن يعتمر عن شخص ميت بل يعد فعله هذا من أعظم القربات التي ينتفع بها الميت المسلم، والدليل على ذلك مجموعة من الأحاديث التي أجاز بها النبي -صلى الله عيله وسلم- الحج والعمرة عن الغير، فقد كان يسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك مرات كثيرة فيقول للسائل: حج عن أبيك، وللسائلة: حجي عن أبيك، والآخر: عن أمك، وسأله آخر قال: إني لبيت عن شبرمة قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو قريب لي، قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة.[1]

هل يجوز عمل عمرة لشخص حي مريض

تجوز العمرة والحج عن الحي إذا كان مريضًا ولا يستطيع القيام بالعمرة، أو كان كبيرًا في السن ولا يستطيع تحمل المشقة، وكذلك تجوز الاستنابة في العمرة عن الميت إذا كان مسلمًا، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سأله رجل فقال: “إنَّ أبي أدرَكَ الإسلامَ وهو شَيخٌ كَبيرٌ، لا يَستَطيعُ الحَجَّ، ولا العُمرةَ، ولا الظَّعنَ، قال: حُجَّ عن أبيكَ واعتَمِرْ”،[2] وثبت عنه -عليه السلام- أنه سألته امرأة من خثعم فقالت: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ فقال -عليه السلام-: “حجي عن أبيك”،[3] وبهذه الأحاديث يتضح أن النبي أجاز للصحابة أن يعتمروا ويحجوا عن غيرهم بسبب الكبر في السن وعدم قدرتهم على تحمل المشقة.[4]

العمرة مفهومها وأحكامها

إن العمرة من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد المؤمن إلى الله -تعالى- وهذه العبادة لها مفهومها الخاص وأحكامها وأركانها وواجباتها، وفيما يلي تفصيل ذلك:

تعريف العمرة وحكمها

تعريف العمرة في الاصطلاح اللغوي: الزّيارة، أما في الاصطلاح الشرعي: هي زيارة بيت الله الحرام على وَجْهٍ مخصوص، وهو النُّسك المعروف المتركِّب من الإحرام والتلبية، والطَّواف بالبيت، والسَّعي بين الصفا والمروة، والحلْق أو التقصير، والعمرة مشروعة بإجماع أهل العلم وأنَّ فعلها في العمر مرَّة، ولكن اختلفوا في حكمها على قولان وهما:[5]

  • واجب: وهو المشهور عن أحمد والشافعي، واستدلوا بحديث أبي رزين العقيلي – وافد بني المُنتفِق – أنَّه أتى النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: “إنَّ أبي أدرَكَ الإسلامَ وهو شَيخٌ كَبيرٌ، لا يَستَطيعُ الحَجَّ، ولا العُمرةَ، ولا الظَّعنَ، فقال -عليه السلام-: حُجَّ عن أبيكَ واعتَمِر”[6] ووجه الاستدلال أنه لو لم تكن العمرة واجبة لما أمر النبي -عليه السلام- ابن هذا الشيخ الكبير بالعمرة، فعندما لم تسقط العمرة عن هذا الشيخ مع كبر سنه علم أنها واجبة.
  • سنة: وهو مذهب مالكٍ وأبي حنيفة، وقول أكثرِ أهل العلم، واستدلوا بحديث جابر – رضِي الله عنه- أن النبي – عليه السلام- سئل عن العُمرة: أواجبةٌ هي؟ قال: “لا، وأن تعتَمِرَ خيرٌ لك”،[7] وأن الأصل عدم التكليف إلا بدليل شرعي ولا دليل يصلح لذلك، مع اعتِضاد الأصْل بالأحاديث القاضية بعدَم الوجوب.

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحرام من التنعيم لغير اهل مكة

فضل العمرة ووقتها

ليس هناك وقت معين لأداء العمرة فتصح في جميع أيام السنة عدا أيام الحج فلا تصح فيها العمرة، وأما ما جاء في فضلها فقد روى عن أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”،[8] فالعمرة إلى العمرة، مكفرة لذنوب المسلم بشرط أن يجتنب فعل الكبائر، فإنّ الكبائر تحتاج توبةً خاصّةً لتكفيرها.

أركان العمرة

اختلف أهل العلم في أركان الحج ولكن الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم أن أركانه ثلاثة فقط، وهي كالاتي:

  • الإحرام: فلابد للمسلم أن يحرم من الميقاتِ المكاني الذي حدّدهُ الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الطواف في الكعبة: سبعة أشواط  ويبدأ الطّواف من الحجر الأسود وينتهي به في كُلّ شوط، وهذا الركن الوحيد الذي اتفق عليه أهل العلم من الفُقهاء الأربعة أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ولكن الحنفيّة اعتبروا أنَّ ركن الطواف مُعظمه لا جميعه، فإن طاف المُعتمر أربعة أشواطٍ أجزأ ذلك وقُبلت عُمرته، والتمام سبعة أشواط.
  • السعي بين الصفا والمروة: ذلك بأن يَسعى المُعتمر سبعة اشواط ابتداءً من الصّفا وانتهاءً بالمروة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحرام من جدة لاهل الرياض

واجبات العمرة

اختلاف أهل العلم في واجبات العمرة كما اختلفوا في بعض أركانها، ويترتب على ذلك أثار فإذا ذهب الركن بطلت العمرة، وأما إذا ذهب الواجب لزم على المعتمر ذبح الهدي، وهي عند الجمهور واجبان:

  • التجرّد: من كل مخيط بالنسبة للرجال فقط، أما النساء فليس عليهن التجرد من المخيط ويلزمهن لبس الحجاب الشرعي.
  • الحلق أو التقصير: فهو واجب عند جمهور أهل العلم خلافًا للشافعية.

صفة العمرة

من أراد أن يعتمر  فإنّه يُحرم من الميقات المكاني الذي يمر فيه، ثم يلبي بالعمرة، ينويها بقلبه ويقول: “اللهم لبيك عمرة”، حتى إذا رأى البيت يبدأ بالطّواف، ويجب أن يطوف بالبيت وهو على طهارة، فإذا فرغ من الطّواف، صلّى خلف مقام إبراهيم ركعتين، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ بالصفا ويختم بالمروة، ثم يقصر من شعره أو يحلق، والمرأة تقصر شعرها.

أجبنا في هذا المقال عن سؤال هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى بأنه لا تجوز العمرة عن أكثر من شخص، ولكن تجوز الاستنابة في العمرة وكذلك الحج عن شخص واحد بشرط عدم قدرة من يستنيب على الحج أو العمرة بسبب مرضه أو وفاته.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , حكم الحج والعمرة عن عدة أشخاص معًا , 2021-1-27
  2. الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 16203 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
  3. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1513 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  4. alukah.net , تعريف العمرة وحكمها , 2021-1-27
  5. الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 16203 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
  6. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1349 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *