هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال

هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال وهل يجوز مسك الهاتف أثناء الصلاة للدعاء، من الأدعية الكثيرة التي يسأل عنها المسلمون في شهر رمضان المبارك وتحديدًا في العشر الأواخر من رمضان، فالدعاء في شهر رمضان وفي كلّ وقتٍ منه مستحبٌّ ومشروع، وقد لا يتمكن الكثير من المسلمين من حفظ الأدعية لذلك يذهبون لحمل الهاتف والقراءة منه، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ توضيح هل يجوز قراءة دعاء القنوت من الجوال ودعاء القنوت في صلاة التراويح.

هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال

ذكر أهل العلم أنّه يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال أو الهاتف أو من ورقة، وذلك إذا تعذر على الإنسان حفظه، والأفضل أن يحفظه ويدعو به، وإذا كان قد حفظه يترك الهاتف، وقد بين أهل العلم ذلك أنّه قياسًا على مسألة القراءة من القرآن الكريم، من المصحف، فالقراءة من الجوال مباحة إذا لم يكن الهاتف مصدر إلهاء وإشغال عن الصلاة، وذكر ابن باز رحمه الله عندما سُئل عن القراءة من المصحف قال: “لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان لما في ذلك من إسماع المؤمنين جميع القرآن ؛ ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرءان في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب” وقياسًا عليه يباح للمسلم القراءة من الجوال في دعاء القنوت والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة التراويح في المسجد والبيت

حكم قراءة دعاء القنوت من الجوال

إنّ قراءة دعاء القنوت من الجوال لها حكم قراءة القرآن الكريم من الهاتف النقال أو المصحف الشريف، وهي مسألةٌ فيها خلافٌ بين أهل العلم، فقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز ذلك، والأحناف قالوا لا يصحّ، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية جاء ما يأتي: “ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة ، قال الإمام أحمد : لا بأس أن يصلّي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف ، قيل له : الفريضة ؟ قال : لم أسمع فيها شيئاً، وسئل الزّهريّ عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف ، فقال : كان خيارنا يقرؤون في المصاحف” أما أبو حنيفة ذهب إلى فساد الصلاة بالقراءة من المصحف وعليه قاس أهل العلم القراءة من الجوال، وقد كرّه بعضهم ذلك لأنّه يقتل همّة الإمام في الحفظ أو المسلم في حفظ القرآن والأدعية، فالأولى حفظه لهم والله أعلم.[2]

حكم الاستماع إلى دعاء القنوت أثناء الصلاة من الهاتف

في مسألة هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال، فقد بيّن أهل العلم أنّه يجوز للمسلم ذلك، في حال لم يكن حافظًا للدعاء، أمّا أن يستمع إلى دعاء القنوت في الصلاة من الهاتف فهو لا يُطلب منه، فالمصلي عليه الخشوع في صلاته واستشعار عظمة الله تعالى، ولا يجتمع الخشوع ما الاستماع لشيءٍ مما يحدث خارج الصلاة، وقد ذهب بعض أهل العلم أنّ المسلم لو أنصت لكلامٍ خارج الصلاة بطلت صلاته، وآخرون قالوا أنها لا تبطل لكنه مكروه، فالأولى أن لا يستمع المسلم للدعاء من الهاتف والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

حكم قراءة الدعاء من الورقة أثناء صلاة التراويح

مع مسألة هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال فإنّ الشيخ ابن باز رحمه الله قد بيّن حكم قراءة الدعاء من الورقة في صلاة التراويح، وقد قال: “لا مانع أن يقرأ الإنسان الدعاء من الورقة، إذا كان لا يحفظ، وكتب الدعاء في ورقة وقرأه في الأوقات التي يحب أن يدعو فيها مثل آخر الليل، وأثناء الليل أو غيرها من الأوقات، ولكن لو تيسر حفظ ذلك، وأن يقرأه عن حضور قلبٍ وعن خشوع، كان ذلك أكمل ، أما في الصلاة فالأولى أن يكون عن ظهر قلب، وأن تكون دعوات مختصرة موجزة، ولو قرأت من ورقة في التشهد مثلًا أو بين السجدتين فلا حرج في ذلك، لكن كون الداعي يحفظ الدعاء فإنه يكون أقرب إلى الخشوع. والله ولي التوفيق” والله ورسوله أعلم.[4]

حكم دعاء القنوت في الوتر

اختلف أهل العلم في حكم دعاء القنوت في الوتر، وجاءت أقوالهم فيه على ثلاثة أحوال، فقد قيل لا يستحب بأي حال وذلك أنّه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قنت في الوتر، وقيل أنّه يستحب في صلوات السنة والنافلة جميعها، ولأن في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الحن بن علي رضي الله عنهما دعاء يدعو به في قنوت الوتر، وقيل يستحبّ في العشر الأواخر من رمضان، وخلاصة القول أنّ قنوت الوتر من جنس الدعاء المباح في الصلاة، فمن شاء أتى به ومن شاء تركه، فهو مباح ولا حرج على المسلم في الدعاء به أو تركه.[5]

شاهد أيضًا: متى يقرأ دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح

أدعية القنوت في صلاة التروايح

قبل اختتام مقال هل يجوز قراءة التراويح من الجوال، فإنّ أدعية القنوت واسعة، ويمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الدعاء المشروع كدعاءٍ للقنوت، وفيما يأتي بعض أشهر أدعية القنوت:

• “اللهمَّ اغفرْ للمؤمنين والمؤمناتِ، والمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبِهم، وأصلِحْ ذاتَ بينهم، وانصُرْهم على عدوِّك وعدوِّهم، اللهمَّ الْعنَ كَفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يُكذِّبونَ رُسلَك ويُقاتلون أَولياءَك، اللهمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وزَلْزِلْ أقدامَهم، وأَنْزِلْ بهم بأسَك الذي لا تَردُّه عن القومِ المجرمِينَ، بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللهمَّ إنَّا نَستعينُك ونَستغفِرُك، ونُثني عليكَ ولا نَكفُرك، ونَخْلَعُ ونَترُك مَن يَفْجُرك، بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللهمَّ إيَّاك نَعبُد، ولكَ نُصلِّي ونَسجُد، وإليك نَسعَى ونَحفِد، نَرجو رَحمتَك ونخافُ عذابَك؛ إنَّ عذابَك بالكفَّارِ مُلحِق”.
• “اللهمَّ إنِّي أعوذُ برِضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذ بكَ مِنك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفْسِك”.
• “اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت”.

بهذه الأدعية نختتم مقال هل يجوز قراءة دعاء التراويح من الجوال، والذي سلط الضوء على عديد الأحكام الشرعية التي تتعلق بدعاء القنوت في صلاة التراويح وكيفيته.