هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد حكمٌ هامٌّ من أحكام الأضحية التي يتسائل عنها المسلمون مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، الذي هو يوم النّحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وقد شرّعه الله فرحةً لحجيج بيت الله الحرام، وشرّع فيه الأضحية التي فيها إحياءٌ لسنّة نبي الله إبراهيم -عليه السّلام- ومن واجب كلّ مسلم أن يعرف أحكام الأضحية وشروطها، ولذلك سيقوم موقع المرجع بالإجابة على سؤال هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد.

حكم ذبح الأضحية

قبل الخوض في جواب السّؤال المطروح هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد، لابد من التّعرّف على حكم الأضحية وذبحها، فالأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام في عيد الأضحى تقرّباً من الله -سبحانه وتعالى- والبهيمة من الأنعام هي كلّ ما يمشي على أربع قوائم، والأضحية مشروعةٌ للمسلمين باختلاف أقوال العلماء في حكمها، فقد قيل أنّها سنّةٌ مؤكدة وهذا هو القول الغالب عند جمهور العلماء، أمّا بعضهم فقد قال أنّها واجبةٌ على كلّ مقتدر، لكنّ القول الأوّل هو الأصحّ والله أعلم، قد شرّع الله الضّحيّة وجعل فيها شكر الله على نعمه، وفيها إحياء سنّة نبيّ الله ابراهيم -عليه السّلام- حين أمره الله عزّ وجلّ بذبح ابنه إسماعيل، وكيف أنّه فداه الله بذبحٍ عظيمٍ من السّماء، ففي الأضحية يتذكّر المسلم صبر نبيّا الله وإيثارهما طاعة أوامر الله ومحبّته على حبّ الولد والنّفس، وفي الأضحية سببٌ للتّوسعة على النّفس وأهل البيت وإكرام الجار والضّيف والتصدّق على الفقراء والمحتاجين من المسلمين، وتحدّثٌ بنعمة الله سبحانه، فممّا لا شكّ فيه أنّه من فاتته الأضحية مع قدرته عليها قد فاته أجرٌ عظيم وثوابٌ كبير.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت

هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

إنّ ذبح الأضحية رابع يوم العيد ما هو معروفٌ في الشّرع وما نقله أهل العلم أنّه يجوز أن تُذبح الأضحية في رابع أيّام العيد الذي هو ثالث أيّام التّشريق حتّى غروب شمسه، فالأضحية ما يُذبح من الإبل أو البقر أو الغنم والماعز، فلم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه ضحّى بغيرها، ومن المعلوم أنّ الشاة تجزئ عن المسلم وأهل بيته، ويجوز التّضحية بالبعير والبقرة عن سبعة أشخاص، ويبدأ وقت الذّبيحة من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب الشّمس من اليوم الثّالث عشر من شهر ذي الحجة الذي هو رابع أيّام العيد وثالث أيّام التّشريق، والأفضل للمسلم أن يُسارع للذّبح بعد صلاة العيد مباشرةً، فتكون للمسلم أربعة أيّامٍ للذّبح يوم العيد بعد الصّلاة، وثلاثة أيّامٍ بعده.

فمن ذبح قبل انتهاء صلاة العيد لم تُقبل أضحيته وتكون الذّبيحة ذبيحة لحم، ومن ذبح أضحيته بعد غروب الشّمس في ثالث أيّام التّشريق لم تصح أضحيته ولم تُقبل منه بل كانت ذبيحةٌ للحم، إلا أن يحصل له عذر بالتأخير عن أيّام التّشريق بأن تهرب منه أضحيته مع حرصه عليها، ولا يستطيع إيجادها إلا بعد غروب شمس يوم التّشريق الأخير، أو أن يوكّل عنه أحدٌ بذبحها ثمّ ينسى ذلك، فبهذان العذران إن ذبحها بعد غروب شمس رابع أيّام العيد جاز له ذلك وهذا ما نقله أهل العلم، وللمسلم أن يذبح أضحيته في الليل وفي النّهار لكنّ ذبح النّهار أفضل وهو أولى.

وعلى الرغم من أنّه يجوز للمسلم أن يذبح في أربع أيّام العيد لكنّ يوم النّحر بعد الخطبتين أفضل وقتٍ للذّبح، ومن ثمّ كلّ يومٍ يلي اليوم الأوّل يكون الذّبح فيه أفضل من اليوم الذي يليه، لأنّ بالإسراع في الذّبح يقوم المسلم بالمسارعة للخيرات، ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ضَحَّيْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أضْحِيَّةً ذاتَ يومٍ، فإذا أُناسٌ قد ذبحوا ضحاياهم قبلَ الصَّلاةِ، فلما انصَرَفَ رآهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهم قد ذبَحوا قبل الصَّلاةِ، فقال: من ذَبَحَ قبل الصَّلاةِ فلْيَذْبَحْ مكانَها أخرى، ومَن كان لم يَذْبَحْ حتى صَلَّيْنا فلْيَذْبَحْ على اسْمِ اللهِ”.[2] فأيّام الذّبح أربع تبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى وتنتهي بغروب شمس رابع أيّام التّشريق.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية؟

شروط أضحية العيد

بعد معرفة جواب هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد سيتمّ التّعرّف على شروط الأضحية، التي يجب على المسلم أن يراعيها عندما يريد التّضحية فمن شروط الأضحية:[4]

  • يشترط بالأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام والتي هي الإبل والبقر والغنم، قال تعالى في كتابه العزيز: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.[5]
  • أن تكون الأضحية قد بلغت السّن المحددّة لكلّ نوع من الأنعام، فالثّني من الإبل وهو ما أتمّ الخمس سنين، ومن البقر ما أتمّ السنتين، ومن الماعز ما أتمّ السّنة، والجذع من الضأن ما أتمّ ستّة أشهر.
  • أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تمنع الإجزاء، فلا تُجزئ العوار البيّن عورها ولا المريضة البيّن مرضها ولا العرجاء البيّن ضلعها.
  • أن يلتزم المسلم بالوقت المخصّص للذّبح وهو من بعد صلاة عيد الأضحى  وحتّى غروب شمس آخر يوم من أيّام التّشريق، فمن ذبح في غيرهذا الوقت لم تُقبل أضحيته.
  • يشترط على المضحّي أن يعقد النية على التّضحية، فالنّيّة شرطٌ لجعل الذّبيحة قربة.
  • يُشترط بالأضحية أن تكون ملكاً للمضحّي فلا يجوز التّضحية بما لا يملكه كالمسروق والمغصوب.

شاهد أيضًا: دعاء الاضحية عند السنة الصحيح

سنن الأضحية

إنّ الخوض في إجابة هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد يقتضي الخوض في الحديث عن سنن الأضحية، والتي تنقسم لقسمين: اثنين الأوّل يتعلّق بالمضحّي نفسه، والثّاني يتعلّق بالذّبيحة، فالمضحي من السنّة أن لا يمسّ شعره ولا أظفاره ولا جلده عند دخول شهر ذي الحجة حتّى يُضحي، ويستحب أن يأكل من أضحيته، أمّا سنن الأضحية الخاصّة بالذّبيحة:[6]

  • أن يحدّد الذّابح الشّفرة أو السّكين المراد الذّبح بها.
  • أن يمرّر الشفرة  بقوّة وتحامل ذهاباً وعوداً، وذلك رأفةً بالذّبيحة ورحمة بها.
  • أن يستقبل الذّابح القبلة ويوجّه ذبيحته نحوها، وهذا مستحبٌّ جدّاً في الهدي والأضحية.
  • أن يسمّي الله عند الذّبح ولا يجوز إشراك أحدٍ في التّسمية، فيقول بسم الله، فالذّبح يعود للمعبود وحده وهو نوعٌ من العبادة، فمن ذبح لغير الله لا تحلّ ذبيحته.
  • عند الذّبح وتكون الذّبيحة من الإبل فالمستحبّ أن تُنحر بقطع اللبة أسفل العنق وهي قائمة على ثلاث قوائم معقولة الرّكبة أو باركاً.
  • عند ذبح البقر أو الشّاة فالمسحبّ أن تضجع البقرة والشّاة على جنبها الأيسر، وتترك رجلها اليمنى وتشدّ قوائمها، ويسنّ ذبحها بقطع الحلق أعلى العنق.
  • من المستحب عند الذّبح وقطع الحلقوم والمريء أن يُمسك الذّابح فلا يزيد في القطع ولا يبادر للسّلخ أو تقطيع العظم ولا يحرّك الذّبيحة حتّى تفارق الرّوح الجسد.
  • من السنّة أن تُساق الذّبيحة قبل الذّبح برفق وتضجع برفق ويُعرض عليها الماء قبل الذّبح، ولا تُسنّ الشّفرة أمامها، ولا تُذبح شاةٌ أمام أختها.
  • من المستحبّ عند ذبح الأضحية أن يقول المضحي اللهم منك وإليك تقبّل مني.

نية الأضحة

بعد معرفة جواب هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد، ومعرفة سنن وشروط الأضحية، التي من بينها النّيّة التي سيتمّ بيان حكم النّيّة في الأضحية، إنّ الأضحية شعيرةٌ من شعائر الله وهي سنّةٌ مؤكّدةٌ عند جمهور العلماء، فالغالب أنّ المسلم الذي ينوي أن يضحّي بشاةٍ أو غيرها ثمّ فسخ نيّته فلا شيء عليه برجوعه، إلّا إذا حدّد الذّبيحة بعينها وقال عنها أنّها ستكون الأضحية فقد وجبت عليه ولا يجوز له الرّجوع عنها فقد خرجت من ملكه بتعيينها، وعلى المسلم الذي يريد الأضحية أن ينوي ذلك ويعقد العزم، لأنّ ما ذبحه بغير نيّة كان مجرد ذبحٍ للحم وما يُذبح بنيّة يُصبح قربة من القُرُبات، والأعمال بالنيّات.[7]

في نهاية هذا المقال تمّ الإجابة عن سؤال هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد، وفيه تمّ بيان حكم ذبح الأضحية وشروطها وسننها وما يترتّب على المضحّي فعله والالتزام به في هذه العبادة العظيمة.

المراجع

  1. islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 21/05/2024
  2. صحيح البخاري , البخاري/جندب بن عبد لله/5500/صحيح
  3. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 21/05/2024
  4. islamqa.info , شروط الأضحية , 21/05/2024
  5. سورة الحج , الآية 28
  6. islamweb.net , فصل في سنن الذبح وآدابه سواء الأضحية وغيرها , 21/05/2024
  7. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 21/05/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *