هل يجوز لبس الحذاء في العمرة

هل يجوز لبس الحذاء في العمرة سؤالٌ فقهيٌّ هام عن العمرة وأحكامها، قد يطرحه المسلم عندما ينوي الذّهاب لأداء فريضة الحجّ أو العمرة، فلهاتين العبادتين العظيمتين أحكامهما الخاصّة الّتي تختلف عن أحكام أيّ العبادات الأخرى، وقد يحدث بعض الإشكال على المسلم وخاصّة في أحكام الإحرام والّذي هو نسكٌ هامٌ من مناسك الحجّ والعمرة، وموقع المرجع يهتمّ بتعريفنا بحكم لبس الأحذية وغيرها للرّجال والنّساء في العمرة.

تعريف العمرة

تُعرف العمرة في اللغة على أنّها تعني الزّيارة، وأمّا في الشّريعة الإسلاميّة، فالعمرة هي زيارةٌ مخصوصةٌ لبيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، وتؤدّى على صفةٍ مخصوصةٍ حيث أنّها العبادة العظيمة الّتي تكون بالإحرام والتّلبية ثم الطّواف بالبيت العتيق ثمّ السّعي بين جبليّ الصّفا والمروة، ومن بعدها الحلق أو التّقصير، فمناسك العمرة أربعة  فقط، وتختلف عن الحجّ بأنّها ليس فيها وقوفٌ بعرفة، أو مبيتٌ فيمنى والمزدلفة وغيرهما، ومن صور الأدب في العمرة أن يزور المسلم المسجد النّبويّ المبارك، وأمّا عن حكم العمرة فقد اختلف أهل العمرة في ذلك، فمنهم من قال بأنّها واجبةٌ على المسلم كأحمد بن حنبل والشّافعيّ رحمهما الله تعالى، ومنهم من قال بأنّها سنّةٌ مأثورةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كابن تيميّة وأبي حنيفة رحمهما الله تعالى، والأصحّ أنّها سنّةٌ وليست بواجب والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: طريقة العمرة بالتفصيل

هل يجوز لبس الحذاء في العمرة

لا يجوز للمحرم أن يلبس الحذاء الّذي يستر قدمه وكعبيه وكاحليه في العمرة، فقد حظرت الشّريعة الإسلاميّة على المحرمين لبس ما يستر القدم من أنواع الأحذية، والأصل كشفهما من خلال ارتداء النّعل أو ما شابهه مما يكشف عظمتي الكاحل والكعبين وهما النّتوءان العظميّان اللّذان يكونان على جانبيّ أعلى القدم وأسفل السّاق، وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “لا تلبَسوا القُمُصَ ولا السَّراويلاتِ ولا البَرانِسَ ولا العمائمَ ولا الخِفافَ إلَّا أن يكونَ أحدٌ ليست لهُ نعلانِ فليلبسِ الخُفَّينِ وليقطعْهما ما أسفلَ منَ الكعبينِ”.[2]  وفي هذا الحديث الصّحيح ورد التّحريم المطلق على لبس أنواع الأحذية الّتي تستر كامل القدم وأسفل السّاق، وعلى المحرم اجتنابها، واتّخاذ النّعل بديلًا عنها كما ورد عن رسول الله، لكنّ دين الإسلام هو دين يسرٍ لا دين عسر، فقد أباح الشّرع للمحرم أن يلبس الحذاء الّذي يستر قدمه بالكامل، وذلك عند الحاجة الشّديدة والضّرورة القصوى، كالإصابة بمرضٍ أو علّة، وقد قال أهل العلم بأنّ المحرم إن لبس الحذاء لحاجة فليس عليه إثمٌ ولا ذنبٌ بإذن الله تعالى ولا يجب عليه أن يفتدي لذلك والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء

هل يجوز لبس الحذاء في العمرة للنساء

قد أباح الشّرع للمرأة المحرمة أن تلبس الحذاء وغيره من أنواع كالجزمة والكنادر وغيرها، وهذه الإباحة تكون لها فقط دون الرّجال، فقد سبق وذكرنا هل يجوز لبس الحذاء في العمرة للرّجال، وأمّا للمرأة فلم يعيّن الإسلام لباسًا محدّدًا، وإنّما التّعيين جاء في صفة اللّباس، سواءً كانت محرمةً أو غير محرمة، فلباسها يجب أن يكون مستوعبًا لجسمها فضفاضًا لا يصف تفاصيلها ومفاتنها، ولا يكون في هذا اللّباس شيءٌ من الزّينة أو التّبرّج أو غيره، فعلى المرأة أن تلبس لباسًا لا يصف ولا يشفّ عن مفاتن جسدها، وليس لها أن تضع العطر والطّيب عند خروجها من المنزل فذلك من الزّنا والعياذ بالله، كذلك لا يجوز لها أن تزيّن وجهها وأن تتبرّج، والمحرمة يجوز لها أن تلبس الحذاء السّاتر لجميع قدمها، فالله تعالى قد أمرها بأن تستتر من الرّجال الأجانب عنها، كذلك يجوز لها لبس النّعال شرط أن تلبس تحته جواربًا تستر قدمها بها، وما لا يجوز لها هو تغطية كفّيها بالقفّازات أو تغطية وجهها بالنّقاب وغيره.[4]

هل يجوز لبس الخف في العمرة

إنّ الأصل للرّجل المحرم دون المرأة هو عدم جواز لبس الخفّين عند الإحرام لحجٍّ أو عمرة، لكنّ رسول الله قد خفّف عن المسلمين بأمر الله تعالى، بأن أباح لبس الخفّين لمن لم يجد نعالًا يلبسه عند الإحرام، وفي الحديث المذكور سابقًا ذُكر أنّه من واجب من ارتدى الخفّين أن يقطعهما ليكشف جزءً من قدميه، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة، وقد قال بعضهم أنّ من واجب المسلم أن يقطع الخفين إذا لبسهما في الإحرام، وقالت جماعةٌ من أهل العلم أنّ رسول الله في حجّة الوداع لم يأمر بهذا الأمر، ممّا يعني أنّ الأمر منسوخٌ، ومن المندوب أن يقطعهما، ولا بأس على المحرم إن لم يقطعهما، وقد قال ابن بازٍ رحمه الله تعالى أنّ الأصحّ هو عدم قطعهما، وأنّ لا بأس بذلك ولا حرج على المحرم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الساعة في العمرة

حكم لبس الكنادر في الإحرام

يجوز للمحرم أو المحرمة لبس الكنادر في الإحرام، لأنّ الكنادر الّتي تغطّي ما تحت الكعبين تُعامل معاملة النّعال الّتي أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المحرم بلبسها، ولا حرج على من يلبس الكنادر في الإحرام من الرّجال والنّساء وهذا قول معظم أهل العلم، وإن وجدت الخياطة فيها فلا بأس في ذلك، فالنّعال فيه خياطةٌ أيضًا، وأمّا المخيط المحرّم على الرّجل فهو ما خيط من اللّباس كالقميص أو السّراويل أو غيرها ممّا يكون على قدر البدن، والله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: دعاء الصفا والمروة مكتوب pdf

حكم لبس الشراب للمحرم في العمرة

قد أفادت اللجنة الدّائمة للإفتاء بأنّه لا يجوز لبس الشراب للمحرم من الرّجال، لأنّ الشراب مفصّلٌ على قدر القدم، ولا يجوز له أن يلبسه في الإحرام بل الواجب عليه أن يحرم في النّعلين، ومن اضطّر لأن يلبس الشراب لحاجةٍ أو ضرورة فتجب عليه الفدية وهي إمّا ذبح شاةٍ أو إطعام ستّة مساكين أو صيام ثلاثة أيّام، ويمكن له أن يفعل ما يريد من هذه الأمور الثّلاثة فيفتدي لارتدائه الشراب، وأمّا المرأة فيجوز لها أن تلبس الشراب والجوارب في الإحرام وغير الإحرام، لأنّ المرأة مأمورةٌ بأن تستر كامل جسدها في الإحرام عدا كفّيها ووجهها، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم

إلى هنا نكون قد وصلنا على نهاية مقالنا هل يجوز لبس الحذاء في العمرة، والذي قدّمنا فيه حكم لبس الحذاء والنّعل والخفّ والكنادر والشراب للرّجال والنّساء عند الإحرام، بالإضافة إلى ذكر تعريف العمرة وحكمها.