هل صلاة التهجد في المسجد بدعة
جدول المحتويات
هل صلاة التهجد في المسجد بدعة، في شهرِ رمضانَ المُباركَ يُهلِمُ المُسلمَ لأداء مُختلف الطاعات والعبادات التي ترفعّهُ درجة وتُقربّه إلى خالقهِ -سبحانهُ وتَعالى-، ومن تلكَ الأعمالَ، صلاةُ قيّام الليلِ، وصلاةُ التهجدّ، وقراءة القرآن الكريم، والاعتكاف، والصدقة، والذكر، والدُعاء، ومن خلالِ موقع المرجع سنُخصص الحديثَ عن صلاة التهجدِ، وحكم صلاة التهجد جماعة في رمضان وهل هي بدعة.
صلاة التهجد
التَهجّدِ لُغة هوَ النوم في الليلِ، فيُقالَ تَهجّد الرجلُ: إذا نامَ في الليلِ، كما تُطلقُ أيضًا على الصلاةِ في جوفِ الليّلِ، والمُتَهجّدُ هوَ الذي يقومُ منْ نومّهِ للصلاةِ، وتُطلقُ أيضًا على السهرِ، حيثُ أنّها من الكلماتِ المُضادّة في اللغةِ، وفي الاصطلاح: هي صلاةُ التَّطوُّع في الليل والتي تكونُ بعد القيامِ من النوم، وقيل التّهجّد أيُّ صلاةٍ تكونُ بعد العِشاء غير الفريضة، أو هيَ الصلاةُ بعد النوم، وذهب البعض إلى أنَّ التَّهجُد لا يُطلق إلا على الذي يقوم من نومه للصلاة، لإبعادهِ الهُجود عن نفسه، وهو النوم، وإن كان قليلاً، وأمّا صلاةُ الليل فهي أعمُّ من ذلك، فهي تشمل ما يُصلَّى من غُروبِ الشّمس إلى الفجر.
هل صلاة التهجد في المسجد بدعة
صلاةُ التهجد في المسجدِ ليستْ بدعّة، فصلاةُ التهجدّ من السننِ المُؤكدة في كتابِ الله تعالى، وسنّةُ نبيُّهِ مُحمد -صلىْ الله عليّهِ وسلمْ-، وإجماعِ الأمة، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[1] وصلاةُ التهجد نافلة مُطلقة، لقول الله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)[2]، وهِيّ من أفضل الصلواتِ بعد الفرائِض، لأنّها تكون في اللّيل في وقت الغفلة والتّراخي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضلُ الصلاةِ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جوفِ الليل)[3]، وليسَ من الضروري أن تُصلّى في المسجد بل من الممكن أن يُصليها المسلم في منزله.
شاهد أيضًا: ماذا يقال في الركوع في صلاة التهجد
هل صلاة التهجد في رمضان بدعة
صلاةُ التهجدَ في رمضانَ ليست بدعة، وإنّما نافلة جائزة ومُستحبّة، خاصّة في العشرِ الأواخرِ منّهُ، وذلك لِفعل النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد كان يجتهدُ فيها ما لا يجتهدُ في غيرها من الأيّام، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)[4]، ويبدأ التّهجّد من بعد العِشاء ويمتدُّ إلى طُلوع الفجر، فإذا انتهى المسلم من صلاة العِشاء دخل وقت التّهجُد، ويجوزُ له أن يوتر في أي وقتٍ خلال اللّيل، سواءً في أوّله، أو آخره، أو وسطه، وأفضل أوقات القيام للتّهجُد في الثلث الأخيرِ من الليلِ.
شاهد أيضًا: مواعيد صلاة التهجد في الحرم المكي خلال شهر رمضان
فضل صلاة التهجد
إنّ لِصلاةِ التَّهجُد الكثير من الفضائل، ومنها ما يأتي:
- تُعتبرُ صلاةُ التهجّد من أفضل الصلواتِ بعدَ الصلاة لمفروضة، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).
- تزيدّ صلاة التهجد من إيمانِ العبدِ، والرغبة في مُناجاة الله -تعالى-، والتلذُّذ في عبادتهِ، وأبلغ في الثوابِ والأجر؛ لِما يُعانيهِ من مشقّةِ القيام، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).[5]
- صفةٌ من صفاتِ عِباد الرَّحمن، لِقولهِ -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[6]
- الطَّمع في الثوابِ من الله -تعالى-، والخوف من عذابه، لِقولهِ -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[7]
- تكون حِصناً للمسلم من الوقوع والانسياق وراء الفتن.
إلى هُنا نكون قد وصلنَا إلى نهايةِ مقالنا هل صلاة التهجد في المسجد بدعة، حيثُ سلطنَا الضوءَ على أحكام صلاة التَهجد، وفضلها العظيم.
التعليقات